«فخ بايدن».. ماذا وراء المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة؟!
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
رغم مرور 10 أيام على إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مبادرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تتواصل المجازر اليومية منذ 8 أشهر، تقريبًا، التي يرتكبها جيش «العار» الإسرائيلي، وفق القائمة الإجرامية الدولية، التي بادرت الأمم المتحدة بإدراج إسرائيل فيها، بسبب اعتياد جيش الاحتلال على قتل الأطفال.
تنقسم حكومة إسرائيل حول مبادرة الرئيس الأمريكي، خاصة الجناح الأشد تطرفًا، الذي يضم شخصيات متطرفة، ترفض وقف إطلاق النار، وتصر على إخلاء فلسطين من شعبها (حوالي ستة ملايين مواطن فلسطيني)، وفور إعلان بايدن عن ملامح الهدنة الجديدة رحبت قيادات حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة السلطة الفلسطينية بالمبادرة، وأعلنت أنها تدرس بايجابية ما ورد بها وتتطلع إلى وقف دائم لإطلاق النار ووقف الحرب وجلاء جيش الاحتلال عن المناطق التي يتمركز فيها في قطاع غزة.
يري مراقبون أن مبادرة الرئيس الأمريكي تفتقر إلى الضمانات الكافية التي تؤكد على خروج قوات الاحتلال من كافة أنحاء قطاع غزة، كما أن المبادرة لم تتضمن عودة المهاجرين واللاجئين إلى منازلهم في شمال قطاع غزة بشكل آمن كما أنها لم توضح عدد الأسرى والمسجونين الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الموجودين في حوزة الفصائل المقاومة.
تمثل المبادرة الأمريكية ورقة سياسية تحاول من خلالها إدارة بايدن استغلالها سياسيًّا لتبييض وجهها واستخدامها في المعركة الانتخابية الشرسة التي يقودها هذا العام خاصة أن الأصوات العربية والإسلامية في الولايات المتأرجحة تمثل عاملاً مهمًّا في ترجيح كفته الانتخابية أمام منافس قوي هو دونالد ترامب وكان قيام بايدن بالإعلان بنفسه عن مبادرة إسرائيلية هو مناورة سياسية يحاول من خلالها الحصول على نقاط انتخابية لصالحه.
تسعى حكومة نتنياهو إلى إحراز أي نصر رمزي تحفظ به ماء وجهها قبل أن تخوض مفاوضات الهدنة بشكل جدي، وجاءت عملية تحرير 4 جنود إسرائيليين في منطقة النصيرات والتي أعلن عنها ظهر السبت الماضي في هذا الإطار خاصة أن هذه العملية جاءت في نفس اليوم الذي كان مقررًا أن يقوم فيه بيني جانتس إلقاء الخطاب الذي كان أعلن عنه منذ نحو ثلاثة أسابيع لإعلان استقالته من الحكومة التي يقودها نتنياهو.
يبدو أن زيارة بلينكن وزير الخارجية الأمريكي لإسرائيل ومصر وبعض دول المنطقة صباح اليوم الإثنين هو محاولة أمريكية لتجميل وجه المبادرة التي لا تحظي بإجماع أصحابها الإسرائيليين، ولا تحقق المطالب الفلسطينية المشروعة التي تحفظ لهم حقوقهم وتحميهم من آلة القتل العشوائي التي دمرت أكثر من 80% من مبانيهم في قطاع غزة وقتلت منهم أكثر من 40 ألفًا وأصابت أكثر من مئة ألف.
يرصد مراقبون أن زيارة أنتوني بلينكن للمنطقة تعد الزيارة الثامنة له منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر الماضي، ومن المتوقع أن تبدأ جولته بإسرائيل ثم مصر وقطر والأردن لإجراء مباحثات ونقاشات حول مبادرة وقف إطلاق النار في غزة التي تبناها وأعلنها بايدن يوم الجمعة قبل الماضي، وعلقت وسائل إعلام عبرية على الزيارة، وأشارت إلى أن زيارة بلينكن تأتي في وقت تنتظر فيه واشنطن وإسرائيل رد حماس على اقتراح قدمته إسرائيل مؤخرًا، وأعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد قدمت مسودة قرار لمجلس الأمن تطالب فيه بوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين، وهو القرار الذي أثار تحفظ كل من روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق "الفيتو" في مجلس الأمن واقترحت روسيا بعض التعديلات الطفيفة على مشروع القرار الأمريكي تتضمن دعوة كل من حماس وإسرائيل لقبول الاقتراح والمطالبة بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار تلتزم به جميع الأطراف.
كشفت الجزائر عن عدم رغبتها في دعم مشروع القرار الأمريكي وهو القرار الذي يحتاج إلى موافقة 9 أصوات على الأقل، وعدم استخدام حق النقض "الفيتو" من الأعضاء دائمي العضوية.
تسعى الولايات المتحدة إلى إجراء ضغوط وتضييقات على قادة حماس لقبول المبادرة الإسرائيلية التي تتبناها إدارة بايدن، وتحاول تهديد قادة حماس بمزيد من القتل والتجويع والحصار إذا رفضت قبول الهدنة التي تتبناها أمريكا، وبدأت بالفعل بعض الدول التي تؤوي قادة حماس في ممارسة بعض الضغوط عليهم من أجل القبول بمقترحات الهدنة الأخيرة على الرغم من عدم تلبية المشروع للكثير من طلبات الشعب الفلسطيني.
يرى مراقبون أن عملية تحرير 4 أسرى من حوزة المقاومة سوف يؤدي إلى تحسين شروط المفاوضات كما أنه سوف يمتص جانبًا مهمًّا من غضب الشارع الإسرائيلي الذي كان يهاجم مؤسسته العسكرية ويتهمها بالعجز عن إحراز أي تقدم وتحقيق أي من أهداف الحرب التي كان قد تم الإعلان عنها منذ أكثر من ثمانية أشهر، وهو ما يمكن أن يشجع قادة الجيش إلى محاولة تنفيذ عمليات أخرى لتحرير الأسرى الإسرائيليين فيما بعد.خاصة أن المتحدث العسكري الإسرائيلي قد أعلن في بيانه بعد تحرير أسراه أن الجيش يسعى لتحرير بقية الأسرى بشكل جاد وأضاف: إننا سنسعى لذلك بكل الطرق، وهي رسالة إلى الطرف الثاني للقبول بالمفاوضات.
رغم تقارير أمريكية وعبرية أوضحت أن مفاوضات الهدنة قد وصلت إلى مرحلة شديدة "الحساسية" فمن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة جولات معقدة من المفوضات خاصة أن المفاوض الإسرائيلي كان يعاني من عقدة عجزه وفشله في تحرير أي أسير على قيد الحياة.
اقرأ أيضاًالصحة الفلسطينية: عدد شهداء العدوان الإسرائيلي يرتفع لـ 37.124 شهيدًا و84.712 مصابًا
عاجل| انفجارات وصفارات الإنذار تدوِّي شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: بايدن الاحتلال الإسرائيلي بلينكن تحرير الأسرى إطلاق النار فی غزة الرئیس الأمریکی قطاع غزة خاصة أن أکثر من
إقرأ أيضاً:
محللون: انتهاء الضغوط الانتخابية لا يعني تغيير بايدن لمواقفه تجاه نتنياهو
وأكد محللون لحلقة "من واشنطن"، التي تبث على منصة "الجزيرة 360″، أن العلاقة بين بايدن ونتنياهو شهدت توترات وخلافات متكررة خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، تجلت أحدث فصولها في إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي كانت تربطه علاقات متميزة مع إدارة بايدن.
وأشاروا إلى أن غالانت، الذي تواصل هاتفيا مع نظيره الأميركي لويد أوستن أكثر من 100 مرة منذ بداية الحرب، كان يضغط على نتنياهو لقبول وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الأسرى.
وأوضح خالد الترعاني، عضو مؤسس في حركة "غير ملتزم"، أن بايدن الذي قدم دعما غير مسبوق لإسرائيل، بما في ذلك توفير 70% من القنابل المستخدمة في غزة، لم يستغل الفرص العديدة المتاحة له لممارسة الضغط على إسرائيل، حتى عندما تعرض للإحراج بعد إعلانه التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي رفضه نتنياهو علنا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بايدن للأميركيين: الهزيمة لا تعني أننا مهزومونlist 2 of 2عودة ترامب تؤجج القلق في الصين وأوروبا.. ما السبب؟end of listوفي تحليل للموقف، أشار عضو اللجنة التنفيذية للحزب الديمقراطي في ميشيغان سامح الهادي إلى أن نتنياهو نجح في استدراج بايدن إلى مسار خطير، إذ تورط الرئيس الأميركي في دعم عمليات عسكرية واسعة النطاق.
فترة غير كافية
وأضاف أن بايدن، عندما تنبه إلى ضرورة إحداث تغيير ووقف إطلاق النار، كان الوقت قد تأخر كثيرا وأصبحت مقاليد الأمور في يد نتنياهو.
وحذر الهادي من أن الفترة المتبقية من ولاية بايدن ربما لا تكون كافية لإحداث تغيير جوهري، خاصة أن نتنياهو لم يعد لديه حافز للتعاون مع إدارة بايدن في نهاية مسيرته المهنية.
بينما لفت الترعاني من جهته إلى أن موقف بايدن من إسرائيل ليس وليد اللحظة، بل يمتد لعقود من العمل السياسي، إذ شغل مناصب مهمة في مجلس الشيوخ ولجنة العلاقات الخارجية قبل أن يصبح نائبا للرئيس ثم رئيسا.
وأكد المحللان أن التحول في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل يتطلب إعادة تقييم شاملة للمصالح الإستراتيجية في المنطقة، وليس مجرد ردود فعل على إحراجات سياسية أو ضغوط انتخابية.
ونبه الهادي إلى أن أقصى ما يمكن توقعه من بايدن في الفترة المتبقية هو محاولة استعادة بعض ماء الوجه السياسي بعد سلسلة من الإحراجات التي تعرض لها على يد نتنياهو.
7/11/2024