جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-08@11:38:19 GMT

غزة تُهدي النصر لبوتين

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

غزة تُهدي النصر لبوتين

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

 

في العدوان الثلاثي على مصر العزة والكرامة والتحدي والكبرياء عام 1956، سُئل قائد سلاح الجو الفرنسي حينها عن مصلحة فرنسا في المُشاركة بالعدوان على مصر، فكان جوابه: "أنا أقاتل في مصر كي أنتصر هناك"، وأشار إلى خارطة الجزائر، والتي كانت ثورة نوفمبر المباركة فيها تحرق أقدام فرنسا وأطرافها بدعم سخي من مصر عبدالناصر.

قصة القائد الفرنسي مع العدوان الثلاثي تُشبه تصريح الزعيم فلاديمير بوتين اليوم بشأن استعداد روسيا لدعم كل من له خصومة مع الدول التي تُساند أوكرانيا في حربها.

"طوفان الأقصى" لم يأتِ لنسف مُخططات التطبيع والإبراهيمية والسلام المُزيَّف وغيره؛ بل أتى لمنع تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية وبثمنٍ بخسٍ، وأتى لتحرير الأمة من سرديات بالية ونظريات صهيونية عقيمة، ومظاهر استلاب وانبهار واستسلام لخير أمة أخرجت للنَّاس!

"طوفان الأقصى" برهن للأمة والعالم، بأن الكرامة والشرف يعلوان ومُقدَّمان على معونات الأونروا، ورواتب اليمنيين، وقانون قيصر على سوريا، وحصار لبنان وإظهاره كدولة فاشلة عاجزة عن انتخاب رئيس أو رفع أكوام القمامة من شوارع وطرقات بيروت!

"طوفان الأقصى" حرَّك ضمير العالم ليس كحركة مناخية أو تعاطف مع ضحايا زلزال أو قطار في جغرافية ما حول العالم؛ بل في تصويب بوصلة الحق نحو فلسطين كقبلة للأحرار ونموذج للتحرر من أغلال السرديات البالية، والعصابات العابرة للقارات، من تجار الحروب وتجار الدماء البريئة، ممن تخصصوا وامتهنوا الاتجار بكرامات الشعوب والعبث بمقدراتها وحقوقها ونهب ثرواتها.

وبالعودة إلى روسيا والقيصر بوتين، فإن "طوفان الأقصى" منح القيصر مبررًا قويًا للبراءة والتحرُّر من جميع قواعد سياسات الوفاق بين الدول الكبرى، والتي كانت فيما مضى تخوض حروبًا بالوكالة وتتجنب الصدام المباشر، وتتوافق في لحظات مفصلية من التاريخ على قضايا بعينها، قد تبدو مستحيلة، كاعتراف الاتحاد السوفييتي (صديق العرب المزعوم) بالكيان الصهيوني، وتوافقهم كذلك في ضرورة تقزيم وتحجيم الزعيم جمال عبدالناصر إقليميًا ودوليًا بشن حرب الخامس من يونيو 1967، بجهد غربي وبتخدير وتطمين سوفييتي غادر لمصر.

اليوم يُشهر الغرب سيفه على روسيا، ويستخدم ضدها جميع قواه ونفوذه وقواته وأسلحته وتقنياته في أوكرانيا، أوكرانيا التي لا تنتمي إلى حلف الناتو ولا تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي، وما زالت سارية في عنقها بنود اتفاقية وارسو للاستقلال عن الاتحاد السوفييتي (24 أغسطس 1991) وبشهادة كل من ألمانيا وفرنسا. وجد القيصر بوتين في الأزمة السورية سانحةً تاريخيةً لإعلان ولادة "روسيا البوتينية" بعقيدتها السياسية والعسكرية الجديدة، روسيا التي تستخدم الفيتو السياسي والعسكري حين التخطّي والتعدّي على كيانها ومصالحها في أي جغرافية في العالم، ووجد في غزة فرصة تاريخية كذلك للتحلل من قيود سياسات الوفاق الدولي واتفاقيات جنتلمان بينه وبين الغرب، وعلى الرغم من كل تلك المستجدات على الساحة العالمية، فما زال بوتين متمسكًا بثقافة رجل الدولة في تعامله مع الوقائع والأحداث من حوله وعليه؛ حيث ما زال يُحارب النظام في أوكرانيا ويحافظ على علاقاته ووشائجه مع الدولة الأوكرانية، وما زال يتعامل وفق مقتضيات القانون الدولي وأخلاق الحروب في تعامله مع عربدة وبلطجة الغرب تجاه بلاده وفي جغرافيات العالم.

لسان حال بوتين اليوم يقول: لن ترضى عنك أمريكا ولا حلف الناتو حتى تركع لهم، لهذا يخوض صراعًا وجوديًا معهم على مختلف الجبهات والجغرافيات، واليوم غزة وأخواتها عنوان جديد ووجهات جديدة لفتح جبهات ضارية مع الغرب، وتخفيف جهد المعركة عنه في أوكرانيا.

قبل اللقاء.. يبقى الخطأ الاستراتيجي الكبير لروسيا في صراعها مع الغرب، هو تخاذلها عن دعم مُعمَّر القذافي حين تكالب الناتو عليه عام 2011 باسم "الثورة"؛ فهذا الدعم لو توفر حينها لوفَّر على روسيا اليوم في جبهتي سوريا وأوكرانيا أكثر من نصف جُهد المعركة.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بوتين:  روسيا ستتخذ جميع التدابير لحماية البلاد

أوضح فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، إن روسيا لم تبادر نهائيا لاستخدام القوة، ولكن عند الضرورة، سنتخذ جميع التدابير لحماية البلاد.

الرئيس الفرنسي: انتصار أوكرانيا على روسيا سيصب في مصلحة أوروبا روسيا ترد على اتهام التدخل بانتخابات أميركا: "افتراء خبيث"

وبحسب روسيا اليوم، قال بوتين، في اجتماع لنادي فالداي الدولي "روسيا ستحمي نفسها ومواطنيها، لا ينبغي لأحد أن يكون لديه أوهام".

وشدد على أن "روسيا اليوم تقاتل من أجل حريتها وحقوقها وسيادتها.. أقول هذا دون مبالغة".

وقال "روسيا لا تبادر أبدا إلى استخدام القوة، لكنها مستعدة لاتخاذ جميع التدابير للدفاع عن نفسها.. علينا القيام بذلك فقط عندما يصبح من الواضح أن الخصم يتصرف بقوة .. وسنحقق أهدافنا دائما".

وأضاف بوتين أن "العالم الحديث معقد ومعقد.. أصبح الأمر أكثر تعقيدا.. استخدام القوة يخلق مشاكل أخرى أكثر صعوبة".

وأكد "الشيء الأكثر ضررا وتدميرا الذي يتجلى في عالم اليوم هو الغطرسة، والموقف تجاه شخص ما من مستوى عال، والرغبة في إلقاء محاضرات إلى ما لا نهاية.. وهوس. روسيا لم تفعل هذا أبدا.. نرى أن نهجنا مثمر".

وأوضح الرئيس الروسي إن "روسيا أوقفت مرارا وتكرارا أولئك الذين كانوا يريدون الهيمنة على العالم.. يحتاج المسيئون للاتحاد الروسي إلى فهم أن العالم لن يتحسن بدون روسيا".

وتابع "مرة أخرى ، كان لدى بعض الناس فكرة أن العالم سيكون أفضل بدون روسيا. في ذلك الوقت ، حاولوا إنهاء روسيا، لتدمير كل ما تبقى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي،  والآن، على ما يبدو، يحلم شخص ما بهذا أيضا، معتقدا أن العالم سيكون أكثر طاعة، وسيحكم بشكل أفضل. لكن روسيا أوقفت أولئك .. العالم بدون روسيا لن يتحسن. أولئك الذين يحاولون القيام بذلك يجب أن يفهموا في النهاية أنه سيكون أكثر صعوبة.

مقالات مشابهة

  • بوتين يتهم تايوان بالاستفزاز لاستجداء دعم الغرب ويؤكد"تحالفنا مع بكين لا يجب أن تكون محل خشية دولية"
  • تطورات اليوم الـ399 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • بوتين: روسيا مستعدة لإجراء مفاوضات سلام بشأن أوكرانيا ولكن ليس على أساس "رغبات" كييف
  • روسيا: مستعدون لإنهاء أزمة أوكرانيا.. وتقدم شروطها
  • بوتين:  روسيا ستتخذ جميع التدابير لحماية البلاد
  • بوتين يحذّر: هناك صراع لتشكيل نظام عالمي جديد
  • روسيا تقدّم عرضا لإنهاء الأزمة في أوكرانيا
  • تطورات اليوم الـ398 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تطورات اليوم الـ397 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • أجرينا مفاوضات مع أوكرانيا.. بوتين: روسيا تنتهج سياسة بناءة ولا تسعى للمواجهة