غزة تُهدي النصر لبوتين
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
في العدوان الثلاثي على مصر العزة والكرامة والتحدي والكبرياء عام 1956، سُئل قائد سلاح الجو الفرنسي حينها عن مصلحة فرنسا في المُشاركة بالعدوان على مصر، فكان جوابه: "أنا أقاتل في مصر كي أنتصر هناك"، وأشار إلى خارطة الجزائر، والتي كانت ثورة نوفمبر المباركة فيها تحرق أقدام فرنسا وأطرافها بدعم سخي من مصر عبدالناصر.
قصة القائد الفرنسي مع العدوان الثلاثي تُشبه تصريح الزعيم فلاديمير بوتين اليوم بشأن استعداد روسيا لدعم كل من له خصومة مع الدول التي تُساند أوكرانيا في حربها.
"طوفان الأقصى" لم يأتِ لنسف مُخططات التطبيع والإبراهيمية والسلام المُزيَّف وغيره؛ بل أتى لمنع تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية وبثمنٍ بخسٍ، وأتى لتحرير الأمة من سرديات بالية ونظريات صهيونية عقيمة، ومظاهر استلاب وانبهار واستسلام لخير أمة أخرجت للنَّاس!
"طوفان الأقصى" برهن للأمة والعالم، بأن الكرامة والشرف يعلوان ومُقدَّمان على معونات الأونروا، ورواتب اليمنيين، وقانون قيصر على سوريا، وحصار لبنان وإظهاره كدولة فاشلة عاجزة عن انتخاب رئيس أو رفع أكوام القمامة من شوارع وطرقات بيروت!
"طوفان الأقصى" حرَّك ضمير العالم ليس كحركة مناخية أو تعاطف مع ضحايا زلزال أو قطار في جغرافية ما حول العالم؛ بل في تصويب بوصلة الحق نحو فلسطين كقبلة للأحرار ونموذج للتحرر من أغلال السرديات البالية، والعصابات العابرة للقارات، من تجار الحروب وتجار الدماء البريئة، ممن تخصصوا وامتهنوا الاتجار بكرامات الشعوب والعبث بمقدراتها وحقوقها ونهب ثرواتها.
وبالعودة إلى روسيا والقيصر بوتين، فإن "طوفان الأقصى" منح القيصر مبررًا قويًا للبراءة والتحرُّر من جميع قواعد سياسات الوفاق بين الدول الكبرى، والتي كانت فيما مضى تخوض حروبًا بالوكالة وتتجنب الصدام المباشر، وتتوافق في لحظات مفصلية من التاريخ على قضايا بعينها، قد تبدو مستحيلة، كاعتراف الاتحاد السوفييتي (صديق العرب المزعوم) بالكيان الصهيوني، وتوافقهم كذلك في ضرورة تقزيم وتحجيم الزعيم جمال عبدالناصر إقليميًا ودوليًا بشن حرب الخامس من يونيو 1967، بجهد غربي وبتخدير وتطمين سوفييتي غادر لمصر.
اليوم يُشهر الغرب سيفه على روسيا، ويستخدم ضدها جميع قواه ونفوذه وقواته وأسلحته وتقنياته في أوكرانيا، أوكرانيا التي لا تنتمي إلى حلف الناتو ولا تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي، وما زالت سارية في عنقها بنود اتفاقية وارسو للاستقلال عن الاتحاد السوفييتي (24 أغسطس 1991) وبشهادة كل من ألمانيا وفرنسا. وجد القيصر بوتين في الأزمة السورية سانحةً تاريخيةً لإعلان ولادة "روسيا البوتينية" بعقيدتها السياسية والعسكرية الجديدة، روسيا التي تستخدم الفيتو السياسي والعسكري حين التخطّي والتعدّي على كيانها ومصالحها في أي جغرافية في العالم، ووجد في غزة فرصة تاريخية كذلك للتحلل من قيود سياسات الوفاق الدولي واتفاقيات جنتلمان بينه وبين الغرب، وعلى الرغم من كل تلك المستجدات على الساحة العالمية، فما زال بوتين متمسكًا بثقافة رجل الدولة في تعامله مع الوقائع والأحداث من حوله وعليه؛ حيث ما زال يُحارب النظام في أوكرانيا ويحافظ على علاقاته ووشائجه مع الدولة الأوكرانية، وما زال يتعامل وفق مقتضيات القانون الدولي وأخلاق الحروب في تعامله مع عربدة وبلطجة الغرب تجاه بلاده وفي جغرافيات العالم.
لسان حال بوتين اليوم يقول: لن ترضى عنك أمريكا ولا حلف الناتو حتى تركع لهم، لهذا يخوض صراعًا وجوديًا معهم على مختلف الجبهات والجغرافيات، واليوم غزة وأخواتها عنوان جديد ووجهات جديدة لفتح جبهات ضارية مع الغرب، وتخفيف جهد المعركة عنه في أوكرانيا.
قبل اللقاء.. يبقى الخطأ الاستراتيجي الكبير لروسيا في صراعها مع الغرب، هو تخاذلها عن دعم مُعمَّر القذافي حين تكالب الناتو عليه عام 2011 باسم "الثورة"؛ فهذا الدعم لو توفر حينها لوفَّر على روسيا اليوم في جبهتي سوريا وأوكرانيا أكثر من نصف جُهد المعركة.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مستعدون للردّ على أيّ تطورات.. بوتين: لا أحد يمتلك الوسائل لمواجهة أحدث أسلحة روسيا
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “أنه لا توجد اليوم لدى أحد وسائل لمواجهة أحدث الأسلحة الروسية، مثل صاروخ “أوريشنيك”.
وأكد الرئيس بوتين، “أن أنظمة الدفاع الجوي الحديثة لا تعترض صواريخ “أوريشنيك”، بل تهاجم أهدافا بسرعة تصل إلى 10 ماخ، أي نحو 3 كيلومترات في الثانية”.
وقال: “لا توجد وسيلة لمواجهة مثل هذه الأسلحة اليوم، تهاجم الصواريخ أهدافًا بسرعة 10 ماخ، أي 2.5 – 3 كيلومتر في الثانية”.
وتابع: “أنظمة الدفاع الجوي الحديثة المتوفرة في العالم وأنظمة الدفاع الصاروخي التي أنشأها الأمريكيون في أوروبا لا تعترض مثل هذه الصواريخ، هذا مستبعد”.
وأشار إلى أن “الاختبارات في الظروف القتالية لنظام الصواريخ أوريشنيك تجرى ردا على الأعمال العدوانية لدول الناتو ضد روسيا”.
وقال: “اختبار نظام الصواريخ “أوريشنيك” في ظروف القتال جاء ردًا على التصرفات العدوانية لدول الناتو تجاه روسيا”.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، “أنه من المستحيل استخدام أسلحة بعيدة المدى ضد روسيا دون متخصصين من البلدان التي صنعت فيها”.
أكد الرئيس الروسي، أن “روسيا مستعدة لحل المسائل الخلافية بالطرق السلمية، وفي الوقت نفسه هي مستعدة لأي تصعيد وحتما سترد في هذه الحالة”.
وقال: ” لقد فضلنا دائما والآن نحن على استعداد لحل جميع القضايا الخلافية بالوسائل السلمية، لكننا مستعدون أيضا لأي تطور للأحداث، وسيكون عبثا إن كان هناك من لا يزال يشك، فدائما سيكون هناك رد”.
وزيرة خارجية النمسا السابقة: روسيا ردت على استفزازات “الناتو” بصاروخ عجز الغرب عن اعتراضه
قالت وزيرة الخارجية النمساوية السابقة كارين كنيسل، ” إن روسيا ردت اليوم بقوة على استفزازات الغرب في أوكرانيا”.
وكتبت على “تلغرام”: “ردت روسيا اليوم على استفزازات “الناتو” الأخيرة، وأدرك الكثيرون أن روسيا وجهت ضربة شاملة لأهداف في أوكرانيا بصاروخ جديد متوسط المدى فرط صوتي”.
وأضافت: “لا تمتلك الولايات المتحدة وأي دولة أخرى في العالم حاليا أنظمة دفاع جوي قادرة على اعتراض الصواريخ الروسية الحديثة”.
“التايمز”: استخدام صواريخ “ستورم شادو” لضرب العمق الروسي لن يؤثر على التقدم السريع للقوات الروسية
رأت صحيفة “تايمز” أن “استهداف عمق روسيا بصواريخ “ستورم شادو” البريطانية يعكس محاولة الغرب وقف التقدم السريع للقوات الروسية مشيرة إلى أن هذه الصواريخ لن تؤثر جذريا في مجريات الصراع”.
وقالت الصحيفة في مقال لها: “إن موافقة بريطانيا على تنفيذ كييف ضربات باستخدام صواريخ من طراز “ستورم شادو” بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية تعكس محاولة الغرب وقف تقدم القوات الروسية”.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الأمن والدفاع ماثيو سافيل قوله: “إن هذه الصواريخ لن تُحدث تغييرا جذريا في مجريات الصراع، نظرا لامتلاك أوكرانيا عددا محدودا منها”.
وبحسب سافيل، “لم يتبقَ أمام أوكرانيا سوى الأمل في شتاء معتدل وطرق موحلة قد تُبطئ وتيرة خسارة الأراضي التي تسيطر عليها السلطات الأوكرانية”.
وأضاف :”نحن لا نتحدث عن انهيار شامل، لكن هناك خطر الانسحاب الحتمي وفقدان المزيد من الأراضي.. ولكن خلال الشهر الماضي، تسارعت وتيرة التقدم الروسي.. الأوكرانيون منهكون، ولا يستطيعون استبدال الوحدات الموجودة على الخطوط الأمامية.. إنهم مستنزفون جسديا ومعنويا، وليس لديهم أي فرصة لالتقاط الأنفاس”.