جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-31@21:00:14 GMT

رسائل إلى رئيس الوحدة (7)

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

رسائل إلى رئيس الوحدة (7)

 

راعِ مشاعر موظفيك

د. صالح الفهدي

في أحد الاجتماعات التي ترأسها رئيس وحدة، وحضرها وفدٌ أجنبيُّ إلى جانبِ وفدٍ من الوحدة، وأثناء حديث أحد موظفي الوحدة باللغةِ الأجنبية أخطأ في نطقِ كلمةٍ أجنبية، فسارع رئيس الوحدة إلى السخريةِ منه، وعرَّضه إلى الإِحراجِ أَمام الحضور، انتهى الاجتماع، لكنَّ ذلك الإحراج بقي صداهُ غير المريح في نفس الموظف سنواتٍ عديدة!!

الرئيس الوازن هو الذي يحفظُ مشاعرَ مرؤوسيه، ويُراعي كرامتهم، ولا يؤذي أحاسيسهم، بل يضعُ لهم اعتباراً وتقديراً أمام أنفسهم، وأمام الآخرين، فذلك ما يزيدُ من مستوى الثقة في أنفسهم، ويُشعرهم بأهميتهم في الوحدة، وقيمتهم في بيئة العمل، فإِذا كان رئيس الوحدة بهذا الخصال انتشرت في الوحدة ثقافة التقدير بين أفرادها، أما إذا كان رئيس الوحدة  مترصِّداً ينتهزُ الفرصة حتى يسخر من موظفيه فإِن ذلك يعني نقصاً في رُشدِه، وضعفاً في قيادته!.

في أحوالٍ أُخرى، قد يكون أحد موظفي الوحدة قائماً على خدمةِ أحد أصحاب المصالح، لكنَّه يتفاجأ بتدخُّلِ رئيس الوحدةِ دون سبب ليسحب منه البساط أمام صاحب المصلحة، فيقضي هو مصلحته ليترك موظفه مُحرجاً، ومستغرباً من موقفِ رئيسهِ الذي لم يحفظ له مقامه أمام الآخرين، بل ويشكُّ في أنه قد ارتكبَ خطأً استحقَّ عليه تدخُّل الرئيس ليعاقبه عليه!.

إن رعاية رئيس الوحدة لمكانة موظفيه، ومشاعرهم، أمرٌ جوهري في تأسيس علاقة أصيلة بين الطرفين، فإِن وقعَ خطأٌ من الموظف أصلح الرئيس خطأهُ بالنصحِ الذي يحفظ له كرامته بعيداً عن سمعِ وبصرِ الآخرين، ذلك لأنه ما من شيءٍ أشدُّ تأثيراً على الإنسان من إقناعهِ بأنَّهُ إنسانٌ تافه!، فذلك مما يقوِّضُ ثقتهُ في نفسه، ويدمِّرُ ما استجمعهُ من طاقةٍ وقوة لكي يطوِّرَ من ذاتهِ، ورغم أنَّ الحكمة تقتضي أن لا يتركَ الإنسانُ نفسه مسلوبَ الإرادةِ، مغلوباً على أمرهِ، يشعرُ بالإنهزاميةِ لكلمةٍ، أو لموقفٍ مُحرج، إلا أنَّنا -ونحنُ في معرض توجيهنا لرسائل إلى رئيس الوحدة- نرى أنَّ  إحراج الرئيس لموظفيهِ أمرٌ شائنٌ، لا يعودُ عليهِ إلا بالزرايةِ والسُّخطِ والتذمُّر من قبلهم.

إن حصادَ تقدير الرئيس لموظفيه، وحفظ كرامتهم، ومراعاة مشاعرهم يضمنُ الآتي:

أولاً: رفع مستوى الثقة في أنفسهم، وذلك من خلال التقدير المستمر للرئيس لهم، والتجاوز عن الأخطاءِ غير المقصودةِ الصادرةِ منهم.

ثانياً: يصبحُ الرئيس قدوةً مُلهمةً لموظفيه، يرون فيه القائد الذي يدفعهم إلى تطوير قدراتهم، وتعزيز مهاراتهم.

ثالثاً: تكونُ بيئة العمل جاذبةً، مشجِّعةً لأفرادها، لأنها بيئة تقومُ على الإصلاح بالتي هي أحسن أُسلوباً ولغةً وسلوكاً.

كلُّ ذلك يصبُّ في صالح تجويدِ وتحسين الأداء داخل الوحدة، لأنَّ الرئيس وهو مصدر الثقافة التنظيمية قد كان قدوةً محفِّزةً، ومقدِّرةً لموظفيه، لا يحاسبهم على هِنَّةٍ، ولا يحرجهم على كلمةٍ خاطئةٍ، بل يكونُ لهم رافداً لتقويةِ عزائمهم، وتصحيحِ مساراتهم، فإِن وجدَ في أحدٍ ضعفاً قوَّاهُ بتدريبٍ ما، وإن وجدَ في أحدٍ نقصَ معرفةٍ نمَّاهُ بتعليمٍ ما، وهكذا تصبحُ معالجة المشكلات في حدِّ ذاتها تحفيزاً وترقيةً وتقديراً لا إحباطاً وتسفيهاً وتحقيراً.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات

كتب: رياض محمد

منذ عقود ونحن نسمع عبارة "الرئيس في الولايات المتحدة ليس بامكانه تغيير سياسات الدولة الامريكية لان المؤسسات الامريكية هي التي تدير هذه السياسات..."

وغالبا ما يلي هذه العبارة كلام عن اللوبي اللاسرائيلي وعن المال والشركات الكبرى وفي السنوات القليلة الماضية برزت عبارة الدولة العميقة.

ما جرى في الولايات المتحدة خلال الـ 9 أيام الماضية يثبت مدى سخافة هذه الخرافات الراسخة. 

الرئيس في الولايات المتحدة له صلاحيات هائلة وبامكانه تغيير السياسات بل تغيير وجه امريكا والعالم!

تأمل في مايلي: 

- سحب الولايات المتحدة من الاتفاقات الدولية مثل معاهدة باريس للمناخ او من المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية.

- اغلاق الحدود وانهاء برامج اللجوء واعلان حالة الطوارئ في الحدود واستخدام الجيش والطائرات العسكرية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

- انهاء كل برامج التنوع والشمول الموجهة للاقليات والفئات المهمشة وانهاء كل الدعم الفدرالي للتحول الجنسي. 

- اصدار العفو عن اي مجرم بما في ذلك 1500 ممن اقتحم الكونغرس.

- تعليق كل المساعدات الامريكية لدول العالم - وهناك دول ومجتمعات كاملة تعيش على هذه المساعدات.

- زيادة التعريفات الكمركية على سلع اي دولة اجنبية.

- انهاء كل برامج حماية البيئة واطلاق انتاج النفط والغاز الى الحد الاقصى.

- وقف جميع المنح الحكومية. 

- اقالة اي موظف حكومي.

- انهاء الحماية لشخصيات معينة بسبب عملها الحكومي السابق.

- انهاء الترخيص الامني الذي يسمح لشخصيات معينة بالاطلاع على المعلومات السرية.

هذه مجموعة من ما فعله ترامب خلال 9 أيام فقط.

والحقيقة ان صلاحيات الرئيس الامريكي بما في ذلك تغيير السياسات كانت واضحة لنا منذ عام 1993، منذ ذلك العام وبانتخاب كلينتون ليليه بوش الابن ثم باراك اوباما ثم دونالد ترامب ثم جو بايدن ستجد ان كل رئيس غير السياسات الداخلية والخارجية بشكل جذري او شبه جذري. 

بوش الابن ذهب الى العراق واوباما انسحب منه وركز على افغانستان. بوش الابن تحدث عن حملة صليبية ضد الارهاب في حين خاطب اوباما العالم الاسلامي في جامعة القاهرة. 

اوباما ارسل رسائل سرية للخامنئي وترامب فرض عقوبات الضغط الاقصى على ايران. 

اسرائيل كانت ضد انتخاب اوباما لكنه فاز رغما عن اللوبي الاسرائيلي مرتين. 

اسرائيل كانت مع اعادة انتخاب ترامب لكن بايدن فاز رغما عن اللوبي الاسرائيلي. 

شركات التأمين الصحي التي تجني المليارات من الامريكيين رفضت قانون التأمين الصحي الشامل لكن اوباما قدمه وشرع في عهده واصبح نافذا. 

لهذا يا عزيزي عندما تسمع احدهم يقول "الرئيس في امريكا لا يحكم لان الدولة تقودها المؤسسات والشركات الكبرى واللوبي الاسرائيلي" انفجر ضاحكا في وجه هذا العبقري!

مقالات مشابهة

  • برلماني: كلمة الرئيس السيسى مع نظيره الكيني حملت رسائل طمأنة
  • تأييدًا للحق الفلسطيني.. رسائل قوية من الرئيس السيسي في قمة كينيا
  • رسائل طمأنة من الرئيس السيسي إلى الأمة العربية.. مصر لا تقبل ولن تشارك في تهجير الفلسطينيين
  • تأييد الحق الفلسطينى.. رسائل قوية من الرئيس السيسى فى قمة كينيا
  • عبد المنعم السعيد: رسائل قوية من الرئيس السيسي في قمة كينيا
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. رسائل الرئيس السيسي للعالم: لا لتهجير الفلسطينيين
  • مستقبل وطن: كلمات الرئيس عن غزة حملت رسائل استنكار شديدة لمقترح ترامب
  • رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات
  • عاجل - لن نشارك في الظلم.. رسائل الرئيس السيسي بشأن تهجير الفلسطينيين
  • الرئيس السيسي يوجه رسائل حاسمة بشأن تهجير الفلسطينيين: لا تساهل أبدًا