رسائل إلى رئيس الوحدة (7)
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
راعِ مشاعر موظفيك
د. صالح الفهدي
في أحد الاجتماعات التي ترأسها رئيس وحدة، وحضرها وفدٌ أجنبيُّ إلى جانبِ وفدٍ من الوحدة، وأثناء حديث أحد موظفي الوحدة باللغةِ الأجنبية أخطأ في نطقِ كلمةٍ أجنبية، فسارع رئيس الوحدة إلى السخريةِ منه، وعرَّضه إلى الإِحراجِ أَمام الحضور، انتهى الاجتماع، لكنَّ ذلك الإحراج بقي صداهُ غير المريح في نفس الموظف سنواتٍ عديدة!!
الرئيس الوازن هو الذي يحفظُ مشاعرَ مرؤوسيه، ويُراعي كرامتهم، ولا يؤذي أحاسيسهم، بل يضعُ لهم اعتباراً وتقديراً أمام أنفسهم، وأمام الآخرين، فذلك ما يزيدُ من مستوى الثقة في أنفسهم، ويُشعرهم بأهميتهم في الوحدة، وقيمتهم في بيئة العمل، فإِذا كان رئيس الوحدة بهذا الخصال انتشرت في الوحدة ثقافة التقدير بين أفرادها، أما إذا كان رئيس الوحدة مترصِّداً ينتهزُ الفرصة حتى يسخر من موظفيه فإِن ذلك يعني نقصاً في رُشدِه، وضعفاً في قيادته!.
في أحوالٍ أُخرى، قد يكون أحد موظفي الوحدة قائماً على خدمةِ أحد أصحاب المصالح، لكنَّه يتفاجأ بتدخُّلِ رئيس الوحدةِ دون سبب ليسحب منه البساط أمام صاحب المصلحة، فيقضي هو مصلحته ليترك موظفه مُحرجاً، ومستغرباً من موقفِ رئيسهِ الذي لم يحفظ له مقامه أمام الآخرين، بل ويشكُّ في أنه قد ارتكبَ خطأً استحقَّ عليه تدخُّل الرئيس ليعاقبه عليه!.
إن رعاية رئيس الوحدة لمكانة موظفيه، ومشاعرهم، أمرٌ جوهري في تأسيس علاقة أصيلة بين الطرفين، فإِن وقعَ خطأٌ من الموظف أصلح الرئيس خطأهُ بالنصحِ الذي يحفظ له كرامته بعيداً عن سمعِ وبصرِ الآخرين، ذلك لأنه ما من شيءٍ أشدُّ تأثيراً على الإنسان من إقناعهِ بأنَّهُ إنسانٌ تافه!، فذلك مما يقوِّضُ ثقتهُ في نفسه، ويدمِّرُ ما استجمعهُ من طاقةٍ وقوة لكي يطوِّرَ من ذاتهِ، ورغم أنَّ الحكمة تقتضي أن لا يتركَ الإنسانُ نفسه مسلوبَ الإرادةِ، مغلوباً على أمرهِ، يشعرُ بالإنهزاميةِ لكلمةٍ، أو لموقفٍ مُحرج، إلا أنَّنا -ونحنُ في معرض توجيهنا لرسائل إلى رئيس الوحدة- نرى أنَّ إحراج الرئيس لموظفيهِ أمرٌ شائنٌ، لا يعودُ عليهِ إلا بالزرايةِ والسُّخطِ والتذمُّر من قبلهم.
إن حصادَ تقدير الرئيس لموظفيه، وحفظ كرامتهم، ومراعاة مشاعرهم يضمنُ الآتي:
أولاً: رفع مستوى الثقة في أنفسهم، وذلك من خلال التقدير المستمر للرئيس لهم، والتجاوز عن الأخطاءِ غير المقصودةِ الصادرةِ منهم.
ثانياً: يصبحُ الرئيس قدوةً مُلهمةً لموظفيه، يرون فيه القائد الذي يدفعهم إلى تطوير قدراتهم، وتعزيز مهاراتهم.
ثالثاً: تكونُ بيئة العمل جاذبةً، مشجِّعةً لأفرادها، لأنها بيئة تقومُ على الإصلاح بالتي هي أحسن أُسلوباً ولغةً وسلوكاً.
كلُّ ذلك يصبُّ في صالح تجويدِ وتحسين الأداء داخل الوحدة، لأنَّ الرئيس وهو مصدر الثقافة التنظيمية قد كان قدوةً محفِّزةً، ومقدِّرةً لموظفيه، لا يحاسبهم على هِنَّةٍ، ولا يحرجهم على كلمةٍ خاطئةٍ، بل يكونُ لهم رافداً لتقويةِ عزائمهم، وتصحيحِ مساراتهم، فإِن وجدَ في أحدٍ ضعفاً قوَّاهُ بتدريبٍ ما، وإن وجدَ في أحدٍ نقصَ معرفةٍ نمَّاهُ بتعليمٍ ما، وهكذا تصبحُ معالجة المشكلات في حدِّ ذاتها تحفيزاً وترقيةً وتقديراً لا إحباطاً وتسفيهاً وتحقيراً.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي يستقبل رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي والوفد المرافق له
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بورج برانديه رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي والوفد المرافق له، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي تناول خلال اللقاء الجهود التنموية التي تبذلها مصر، وتأتي في مقدمتها المشروعات في قطاعات البنية التحتية والصناعة والزراعة، وما تتيحه هذه المشروعات من فرص استثمارية كبيرة.
وفي هذا السياق، أشاد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بالخطوات الكبيرة التي اتخذتها مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات، مشيراً إلى اهتمام المنتدى بتسليط الضوء على التجربة المصرية الناجحة في هذا المجال.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أكد لرئيس المنتدى أهمية التعاون المشترك، وتشجيع القطاع الخاص الأجنبي على الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية في مصر، وعلى رأسها قطاعات الصناعة والطاقة المستدامة والاتصالات والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والنقل.
كما تناول اللقاء أيضاً تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث استمع رئيس المنتدى لرؤية الرئيس السيسي حول سبل تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، والآثار السلبية الناجمة عن استمرار الصراع في قطاع غزة ولبنان ومخاطر وعواقب تصعيده، لاسيما على الأوضاع الاقتصادية العالمية، وتطلعات شعوب المنطقة نحو التنمية والازدهار، حيث تم في هذا السياق التأكيد على أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار، وضرورة بدء عملية سياسية تسفر عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، باعتبارها الضامن لعودة الاستقرار إلى المنطقة وتعزيز المضي بقوة في مسار التنمية.
اقرأ أيضاًالسفير اللبناني يشكر مصر بقيادة الرئيس السيسي على وقوفها إلى جانب بلاده
عاجل.. الرئيس السيسي يشيد بموقف إسبانيا العادل إزاء القضية الفلسطينية
السيسي يبحث هاتفيا مع رئيس وزراء إسبانيا تطورات القضايا الإقليمية والدولية