بوابة الوفد:
2025-03-10@12:18:11 GMT

لا شمال ولا يمين

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

كما غيرت الحربان العالميتان الأولى والثانية وجه العالم وخريطة الكرة الأرضية وموازين القوى وأسقطت الامبراطوريات الأوروبية لتصعد الامبراطورية الأمريكية فإن تفجير برجى التجارة العالمى فى 2001 أو ما يسمى 9/11 قد كشف النقاب عن الوجه القبيح للحلم الأمريكى الزائف والخادع الذى تصدرته صورة تمثال الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة فإذا بالحروب الصليبية الدينية الاستعمارية تعود من جديد لتدمر أوصال الشرق الأوسط فى العراق وسوريا ولبنان والسودان وليبيا وفلسطين وطالت ثورات الربيع العربى مصر وتونس والجزائر وبدأت رحلة جديدة من الحروب المتطرفة باسم الدين والدواعش والأخوان والدولة الإسلامية التى تغذيها أمريكا وأوروبا كما فعلت فى أفغانستان والاتحاد السوفيتى وقد تم تفكيكه فى أواخر ثمانينيات القرن الماضى، حلقة متشابكة استطاعت حركة المقاومة الفلسطينية فى السابع من أكتوبر 2023 أن تعيد تشكيل القوى فى العالم وتغير نظرة وفكر أجيال غربية عاشت فى وهم أن الكيان الصهيونى هو مكان التقدم والحريات وأن الفلسطينيين والعرب ما هم إلا إرهابيون يعيشون فى فقر وجهل ويزعمون أحقيتهم فى الأرض والقدس والمسجد الأقصى وما كل هذا إلا هراء، فإذا بأهل غزة صغارًا وشبابًا وكهولًا ونساء إلا وقد قدموا أرواحهم فى صبر وجلد تحت حصار ونيران وقنابل وأسلحة من شتى بقاع الكرة الغربية والأمريكية، ومع هذا لم يستسلموا ويفرطوا بل نجحوا وسجلوا عبر الهواتف والكاميرات البسيطة ذاكرة عادلة لما يحدث من إبادة جماعية وحروب ضد البشرية والإنسانية وتحملوا ثمانية أشهر بلا ماء وكهرباء ولا طعام ولا أعياد ولا أى مظهر من مظاهر الحياة فإذا بالعالم شرقًا وغربًا ينتفض ويدرك الحقائق ويعترف بأحقية أهل هذه الأرض المغتصبة فى العودة إلى أوطانهم وأرضهم وأن ما كان يحدث من انتفاضة لم يكن ارهابًا وإنما مقاومة عدو تموله الدولة الكبرى ومعها دول أوروبا التى ميزانيتها تقتطع من مخصصات الصحة والتأمين والتعليم والبيئة من أجل التسليح والحروب فى أوكرانيا وفى غزة وفلسطين ولبنان، ثم اهتزت الجامعات الأمريكية والأوروبية وأعلنت دول اعترافها بالدولة الفلسطينية وأخرى طردت سفير الكيان وقطعت العلاقات.

إن أهم وأخطر ما حدث فى السياسة الأوروبية هو فوز اليمين المتطرف فى فرنسا بقيادة لوبان فى إنتخابات برلمان الاتحاد الاوروبى بعد ما فازت رئيسة وزراء ايطاليا جلوريا بالانتخابات وهى أيضًا تنتمى إلى اليمين الفاشى فى مقابل اليسار المتحرر، أما فى ألمانيا فهناك اتجاه لفوز اليمين وبالتالى تصبح أكبر دولتين فى الإتحاد الأوروبى الذى لديه شركات أقتصادية مع 80 دولة فى العالم ويتحكم فى أكثر من ربع حركة التجارة العالمية بواقع ١٨ مليار يورو هذا اليمين سوف يبدأ مرحلة جديدة للخروج من قبضة وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية والصهوينية العالمية ليؤكد على أن هناك ضرورة وحاجة ملحة للتعاون مع الصين وروسيا فى نقلة إقتصادية وسياسية حيث إن المهم بالنسبة لهم هو استعادة أوروبا لمكانتها السابقة وتأثيرها وقوتها على الخريطة السياسية والإقتصادية وإلا تصبح مجرد تابع للسياسات الأمريكية والصهوينية العالمية لكن هذا لا يعنى أن أوروبا برئية من الاستعمار والاستغلال والسيطرة والعنف ولكن هناك تغيير فى الرأى العام والسياسة بسبب قوة وعزيمة وإصرار أهل غزة والفلسطينيين فى الدفاع عن أرضهم وحقهم فى إقامة دولة فلسطينية.. أى أن لا شمال ويسار متحرر ولا يمين محافظ متطرف الكل سوف يرضخ للقوة التى تنشئ الحق وتحميه وليس الضعف والخوف والخنوع.

سيطرة اليمين المتطرف على الاتحاد الأوروبى وعلى الحكومات الأوروبية سوف يكون له تأثيرات سلبية على المهاجرين وعلى الاقتصاد وعلى التمويل وعلى المعونات والمساعدات التى يمنحها الاتحاد الأوروبى والبنك للدول النامية... لن ينصفنا يمين أو يسار ولكن سوف تنصفنا قوتنا وعزيمتنا وعملنا واجتهادنا واعتمادنا على أنفسنا. لا على غرب أو شرق.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كشف النقاب عن والسودان وليبيا الكرة الأرضية و

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدين الاعتداء على قوات أممية ومن جنوب السودان

أبوظبي-وام
أدانت دولة الإمارات بأشد العبارات حادثة الاعتداء على طائرة تابعة لقوات حفظ السلام في جنوب السودان (يونميس) وعلى قوات دفاع شعب جنوب السودان في ولاية أعالي النيل، مما أدى إلى مقتل أحد أفراد القوة الدولية وعدد من القوات الحكومية فضلاً عن إصابة اثنين من طاقم الطائرة.
وأعربت وزارة الخارجية، في بيان، عن استنكارها الشديد للاعتداء على القوات الدولية وعلى قوات دفاع جنوب السودان، مؤكدة أن هذا الاستهداف يعد انتهاكا لمبادئ القانون الدولي.
وأعربت الوزارة عن تضامن دولة الإمارات مع الدول المشاركة في قوات «يونميس»، وعن تعازيها للأمم المتحدة ولحكومة جنوب السودان الصديقة، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

مقالات مشابهة

  • كيف قادت الكراهية سياسيا هولنديا من اليمين المتطرف إلى الإسلام؟
  • منع مرشح اليمين المتطرف كالين جورجيسكو من الترشح في الانتخابات الرئاسية الرومانية بسبب مزاعم تدخل روسي
  • كيف استقبل اليمين الإسرائيلي والمعارضة خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين؟
  • العدل تلغي الضبطية القضائية عن 4 عاملين بجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية
  • الإمارات تدين الاعتداء على قوات أممية ومن جنوب السودان
  • العد التنازلي بدأ.. وعلى “ترامب والنتنياهو” تدور الدوائر
  • من بينهم ليبيا .. الوكالة الأمريكية للتنمية تبلغ شركاءها الرئيسيين في شمال أفريقيا بانسحابها من جميع المشاريع التي شاركت فيها
  • صحف عالمية: ترامب يرضي اليمين الإسرائيلي وحكم غزة صعب دون رضا حماس
  • اليمين الأوروبي المتطرف بين ترامب وزيلينسكي... كيف كان التفاعل؟
  • بمناسبة شهر  رمضان.. «المنفي» يتلقى برقية تهنئة من ملك المغرب