كما غيرت الحربان العالميتان الأولى والثانية وجه العالم وخريطة الكرة الأرضية وموازين القوى وأسقطت الامبراطوريات الأوروبية لتصعد الامبراطورية الأمريكية فإن تفجير برجى التجارة العالمى فى 2001 أو ما يسمى 9/11 قد كشف النقاب عن الوجه القبيح للحلم الأمريكى الزائف والخادع الذى تصدرته صورة تمثال الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة فإذا بالحروب الصليبية الدينية الاستعمارية تعود من جديد لتدمر أوصال الشرق الأوسط فى العراق وسوريا ولبنان والسودان وليبيا وفلسطين وطالت ثورات الربيع العربى مصر وتونس والجزائر وبدأت رحلة جديدة من الحروب المتطرفة باسم الدين والدواعش والأخوان والدولة الإسلامية التى تغذيها أمريكا وأوروبا كما فعلت فى أفغانستان والاتحاد السوفيتى وقد تم تفكيكه فى أواخر ثمانينيات القرن الماضى، حلقة متشابكة استطاعت حركة المقاومة الفلسطينية فى السابع من أكتوبر 2023 أن تعيد تشكيل القوى فى العالم وتغير نظرة وفكر أجيال غربية عاشت فى وهم أن الكيان الصهيونى هو مكان التقدم والحريات وأن الفلسطينيين والعرب ما هم إلا إرهابيون يعيشون فى فقر وجهل ويزعمون أحقيتهم فى الأرض والقدس والمسجد الأقصى وما كل هذا إلا هراء، فإذا بأهل غزة صغارًا وشبابًا وكهولًا ونساء إلا وقد قدموا أرواحهم فى صبر وجلد تحت حصار ونيران وقنابل وأسلحة من شتى بقاع الكرة الغربية والأمريكية، ومع هذا لم يستسلموا ويفرطوا بل نجحوا وسجلوا عبر الهواتف والكاميرات البسيطة ذاكرة عادلة لما يحدث من إبادة جماعية وحروب ضد البشرية والإنسانية وتحملوا ثمانية أشهر بلا ماء وكهرباء ولا طعام ولا أعياد ولا أى مظهر من مظاهر الحياة فإذا بالعالم شرقًا وغربًا ينتفض ويدرك الحقائق ويعترف بأحقية أهل هذه الأرض المغتصبة فى العودة إلى أوطانهم وأرضهم وأن ما كان يحدث من انتفاضة لم يكن ارهابًا وإنما مقاومة عدو تموله الدولة الكبرى ومعها دول أوروبا التى ميزانيتها تقتطع من مخصصات الصحة والتأمين والتعليم والبيئة من أجل التسليح والحروب فى أوكرانيا وفى غزة وفلسطين ولبنان، ثم اهتزت الجامعات الأمريكية والأوروبية وأعلنت دول اعترافها بالدولة الفلسطينية وأخرى طردت سفير الكيان وقطعت العلاقات.
إن أهم وأخطر ما حدث فى السياسة الأوروبية هو فوز اليمين المتطرف فى فرنسا بقيادة لوبان فى إنتخابات برلمان الاتحاد الاوروبى بعد ما فازت رئيسة وزراء ايطاليا جلوريا بالانتخابات وهى أيضًا تنتمى إلى اليمين الفاشى فى مقابل اليسار المتحرر، أما فى ألمانيا فهناك اتجاه لفوز اليمين وبالتالى تصبح أكبر دولتين فى الإتحاد الأوروبى الذى لديه شركات أقتصادية مع 80 دولة فى العالم ويتحكم فى أكثر من ربع حركة التجارة العالمية بواقع ١٨ مليار يورو هذا اليمين سوف يبدأ مرحلة جديدة للخروج من قبضة وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية والصهوينية العالمية ليؤكد على أن هناك ضرورة وحاجة ملحة للتعاون مع الصين وروسيا فى نقلة إقتصادية وسياسية حيث إن المهم بالنسبة لهم هو استعادة أوروبا لمكانتها السابقة وتأثيرها وقوتها على الخريطة السياسية والإقتصادية وإلا تصبح مجرد تابع للسياسات الأمريكية والصهوينية العالمية لكن هذا لا يعنى أن أوروبا برئية من الاستعمار والاستغلال والسيطرة والعنف ولكن هناك تغيير فى الرأى العام والسياسة بسبب قوة وعزيمة وإصرار أهل غزة والفلسطينيين فى الدفاع عن أرضهم وحقهم فى إقامة دولة فلسطينية.. أى أن لا شمال ويسار متحرر ولا يمين محافظ متطرف الكل سوف يرضخ للقوة التى تنشئ الحق وتحميه وليس الضعف والخوف والخنوع.
سيطرة اليمين المتطرف على الاتحاد الأوروبى وعلى الحكومات الأوروبية سوف يكون له تأثيرات سلبية على المهاجرين وعلى الاقتصاد وعلى التمويل وعلى المعونات والمساعدات التى يمنحها الاتحاد الأوروبى والبنك للدول النامية... لن ينصفنا يمين أو يسار ولكن سوف تنصفنا قوتنا وعزيمتنا وعملنا واجتهادنا واعتمادنا على أنفسنا. لا على غرب أو شرق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كشف النقاب عن والسودان وليبيا الكرة الأرضية و
إقرأ أيضاً:
إخماد حريق داخل شقة سكنية فى العباسية دون إصابات
اندلع حريق داخل شقة سكنية فى منطقة العباسية، وعلى الفور تمت السيطرة عليه دون إصابات وتولت النيابة المختصة التحقيقات.
تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغا من الأهالى بنشوب حريق داخل شقة سكنية فى العباسية، وعلى الفور انتقلت سيارات الإطفاء إلى المكان وتمت عملية إخماد الحريق، ويستمع رجال المباحث بمديرية أمن القاهرة، لأقوال شهود العيان وقاطنى الشقة لكشف ملابسات الواقعة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه الواقعة.
مشاركة