بوابة الوفد:
2025-02-02@21:15:19 GMT

لا شمال ولا يمين

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

كما غيرت الحربان العالميتان الأولى والثانية وجه العالم وخريطة الكرة الأرضية وموازين القوى وأسقطت الامبراطوريات الأوروبية لتصعد الامبراطورية الأمريكية فإن تفجير برجى التجارة العالمى فى 2001 أو ما يسمى 9/11 قد كشف النقاب عن الوجه القبيح للحلم الأمريكى الزائف والخادع الذى تصدرته صورة تمثال الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة فإذا بالحروب الصليبية الدينية الاستعمارية تعود من جديد لتدمر أوصال الشرق الأوسط فى العراق وسوريا ولبنان والسودان وليبيا وفلسطين وطالت ثورات الربيع العربى مصر وتونس والجزائر وبدأت رحلة جديدة من الحروب المتطرفة باسم الدين والدواعش والأخوان والدولة الإسلامية التى تغذيها أمريكا وأوروبا كما فعلت فى أفغانستان والاتحاد السوفيتى وقد تم تفكيكه فى أواخر ثمانينيات القرن الماضى، حلقة متشابكة استطاعت حركة المقاومة الفلسطينية فى السابع من أكتوبر 2023 أن تعيد تشكيل القوى فى العالم وتغير نظرة وفكر أجيال غربية عاشت فى وهم أن الكيان الصهيونى هو مكان التقدم والحريات وأن الفلسطينيين والعرب ما هم إلا إرهابيون يعيشون فى فقر وجهل ويزعمون أحقيتهم فى الأرض والقدس والمسجد الأقصى وما كل هذا إلا هراء، فإذا بأهل غزة صغارًا وشبابًا وكهولًا ونساء إلا وقد قدموا أرواحهم فى صبر وجلد تحت حصار ونيران وقنابل وأسلحة من شتى بقاع الكرة الغربية والأمريكية، ومع هذا لم يستسلموا ويفرطوا بل نجحوا وسجلوا عبر الهواتف والكاميرات البسيطة ذاكرة عادلة لما يحدث من إبادة جماعية وحروب ضد البشرية والإنسانية وتحملوا ثمانية أشهر بلا ماء وكهرباء ولا طعام ولا أعياد ولا أى مظهر من مظاهر الحياة فإذا بالعالم شرقًا وغربًا ينتفض ويدرك الحقائق ويعترف بأحقية أهل هذه الأرض المغتصبة فى العودة إلى أوطانهم وأرضهم وأن ما كان يحدث من انتفاضة لم يكن ارهابًا وإنما مقاومة عدو تموله الدولة الكبرى ومعها دول أوروبا التى ميزانيتها تقتطع من مخصصات الصحة والتأمين والتعليم والبيئة من أجل التسليح والحروب فى أوكرانيا وفى غزة وفلسطين ولبنان، ثم اهتزت الجامعات الأمريكية والأوروبية وأعلنت دول اعترافها بالدولة الفلسطينية وأخرى طردت سفير الكيان وقطعت العلاقات.

إن أهم وأخطر ما حدث فى السياسة الأوروبية هو فوز اليمين المتطرف فى فرنسا بقيادة لوبان فى إنتخابات برلمان الاتحاد الاوروبى بعد ما فازت رئيسة وزراء ايطاليا جلوريا بالانتخابات وهى أيضًا تنتمى إلى اليمين الفاشى فى مقابل اليسار المتحرر، أما فى ألمانيا فهناك اتجاه لفوز اليمين وبالتالى تصبح أكبر دولتين فى الإتحاد الأوروبى الذى لديه شركات أقتصادية مع 80 دولة فى العالم ويتحكم فى أكثر من ربع حركة التجارة العالمية بواقع ١٨ مليار يورو هذا اليمين سوف يبدأ مرحلة جديدة للخروج من قبضة وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية والصهوينية العالمية ليؤكد على أن هناك ضرورة وحاجة ملحة للتعاون مع الصين وروسيا فى نقلة إقتصادية وسياسية حيث إن المهم بالنسبة لهم هو استعادة أوروبا لمكانتها السابقة وتأثيرها وقوتها على الخريطة السياسية والإقتصادية وإلا تصبح مجرد تابع للسياسات الأمريكية والصهوينية العالمية لكن هذا لا يعنى أن أوروبا برئية من الاستعمار والاستغلال والسيطرة والعنف ولكن هناك تغيير فى الرأى العام والسياسة بسبب قوة وعزيمة وإصرار أهل غزة والفلسطينيين فى الدفاع عن أرضهم وحقهم فى إقامة دولة فلسطينية.. أى أن لا شمال ويسار متحرر ولا يمين محافظ متطرف الكل سوف يرضخ للقوة التى تنشئ الحق وتحميه وليس الضعف والخوف والخنوع.

سيطرة اليمين المتطرف على الاتحاد الأوروبى وعلى الحكومات الأوروبية سوف يكون له تأثيرات سلبية على المهاجرين وعلى الاقتصاد وعلى التمويل وعلى المعونات والمساعدات التى يمنحها الاتحاد الأوروبى والبنك للدول النامية... لن ينصفنا يمين أو يسار ولكن سوف تنصفنا قوتنا وعزيمتنا وعملنا واجتهادنا واعتمادنا على أنفسنا. لا على غرب أو شرق.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كشف النقاب عن والسودان وليبيا الكرة الأرضية و

إقرأ أيضاً:

تقرير: "قنبلة" ترامب تدعم اليمين الإسرائيلي

رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سكان غزة إلى دول أخرى، أثار جدلاً عالمياً، وتحدى المعايير الدبلوماسية، كما أثار تساؤلات حول استراتيجيات السلام في منطقة الشرق الأوسط.

 

وأضافت "جيروزاليم بوست" في تحليل تحت عنوان "ترامب يلقي قنبلة غزة محطماً العقيدة الدبلوماسية"، أن الرئيس الأمريكي بعد تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني)، لم يبدأ العمل بشكل فوري فقط، بل سرّع اتخاذ القرارات، مشيرة إلى أنه في إطار دوامة الإجراءات التنفيذية والتصريحات التي خرج بها، بدا عازماً على تحديد نبرة رئاسته، ليس في أول 100 يوم من ولايته، بل في أول مئات الساعات.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى بعض القرارات التي دخلت حيز التنفيذ بـ"جرة قلم"، مثل الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، وإغلاق المبادرات الفيدرالية للتنوع والمساواة والإدماج، بالإضافة إلى تحركات أخرى، مثل مراجعة جميع المساعدات الأجنبية، وإصدار أوامر بترحيل المهاجرين غير الشرعيين بشكل أوسع نطاقاً، واعتبرت أن هذا السيل من النشاط يقود الولايات المتحدة الأمريكية إلى مسار مختلف تماماً، ولكن ليس من الواضح بعد ما هو حقيقي وما هو "طموح"، وما هي السياسات التي ستصمد، وأيها سوف تصطدم بصخور الواقع الوعرة.

سكان #غزة بين اليأس والتمسك بالأرض
https://t.co/j8t74xzRLn pic.twitter.com/QLVK1f1pGO

— 24.ae (@20fourMedia) February 1, 2025

 


تهجير الفلسطينيين

وأضافت أن تعليقات ترامب هذا الأسبوع حول رغبته في رؤية بعض البلدان تستقبل اللاجئين من غزة، وذكره لمصر والأردن على وجه التحديد، تندرج تماماً تحت هذه الفئة غير المؤكدة، في إشارة إلى أنها طموح له.
وتساءلت الصحيفة: "هل هذه خطة ملموسة؟ هل هي اقتراح سياسي جاد؟ أم أنها مجرد مثال آخر على حديث ترامب غير المنقح؟"، موضحة أن ترامب طرح الفكرة، التي كانت حتى الآن حكراً على اليمين المتطرف الإسرائيلي، للمرة الأولى خلال مؤتمر صحافي، السبت الماضي، على متن طائرة الرئاسة الخاصة به، وعندما سُئل عن محادثة هاتفية مع ملك الأردن عبد الله الثاني، بدأ الرئيس بالثناء على الملك، قائلاً إنه قام "بعمل رائع"، مشيرًا إلى أن الأردن يؤوي "ملايين الفلسطينيين بطريقة إنسانية للغاية"، ثم أضاف: "قلت له، أود أن تتولى المزيد، لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن، إنه فوضى، إنها فوضى حقيقية"، مستطرداً بأنه بأنه يرغب أيضاً في أن تستقبل مصر فلسطينيين.


ردود فعل عنيفة

وتقول الصحيفة، إن تصريحات ترامب، التي قال فيها إن هذه الترتيبات قد تكون مؤقتة أو طويلة الأجل، أثارت ردود فعل عنيفة على الفور، حيث قالت مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وحماس، إن هذا الترتيب غير قابل للتنفيذ، وعلى الرغم من ذلك، عزز ترامب موقفة بعد يومين، قائلاً إنه ناقش الأمر أيضاً مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

ترامب يعتزم فرض رسوم جمركية على المكسيك وكنداhttps://t.co/eF2scTCIeX

— 24.ae (@20fourMedia) January 31, 2025

 


فكر اليمين المتطرف

بحسب الصحيفة، وسواء هذه الخطة جيدة الصياغة أم لا، وسواء كان هناك أي تفكير حقيقي أو هناك فريق عمل بالفعل يعمل على تنفيذ هذه الفكرة، فقد حرك ترامب هذه الفكرة من نطاق اليمين المتطرف في إسرائيل، وأدخلها الخطاب السائد، واصفة هذا التحول بأنه "ليس  بسيطاً".
وأشارت إلى أنه في الثالث عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، كتب اثنان من أعضاء الكنيست آنذاك ، داني دانون من حزب الليكود، الذي عُيِّن منذ ذلك الحين سفيراً لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، ورام بن باراك من حزب يش عتيد، مقالاً في صحيفة "وول ستريت جورنال"، وأوصيا فيه بتخفيف المعاناة في غزة، من خلال قيام الدول الغربية، التي أبدت في الماضي استعدادها لاستيعاب ملايين اللاجئين من المناطق التي مزقتها الحرب، بإظهار نفس الاستعداد واستقبال اللاجئين من غزة كحل للأزمة الإنسانية هناك، وقد كُتب هذا المقال بعد أكثر من شهر بقليل من أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وكتبا: "تتمثل إحدى الأفكار في أن تقبل الدول في مختلف أنحاء العالم أعداداً محدودة من الأسر الغزية التي أعربت عن رغبتها في الانتقال"، كما أكدا أنهما كانا يتحدثان عن سكان غزة الذين يسعون إلى الانتقال، ولا يدعوان إلى أي نوع من النقل القسري، ولكن في الوقت نفسه، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالاً وصف هذا المقترح بأنه "نسخة مزخرفة من التطهير العرقي".

مقالات مشابهة

  • عشرات الآلاف يتظاهرون في برلين ضد اليمين المتطرف
  • الصحة العالمية تشكر مصر.. استقبال 34 طفلًا و3 بالغين و39 مرافقا للعلاج
  • الصين: سنتحدى الرسوم الجمركية الأمريكية في إطار منظمة التجارة العالمية
  • محافظ شمال سيناء يكشف عن رد فعل السفيرة الأمريكية على زيارة معبر رفح
  • الثاني من نوعه خلال أسبوع.. 6 قتلى في تحطّم طائرة إسعاف في ببنسلفانيا الأمريكية
  • الصحة العالمية: شمال غزة يعاني ونصف مستشفيات القطاع تعمل بشكل جزئي
  • تقرير: "قنبلة" ترامب تدعم اليمين الإسرائيلي
  • مصرع 6 أشخاص في حادث تحطم طائرة بمدينة فيلادلفيا الأمريكية
  • عاجل.. الشرطة الأمريكية تعلن حدوث انفجار بعد تحطم طائرة فيلادلفيا
  • محمد صبحي: «فارس يكشف المستور» كناية عن المؤامرات العالمية التى تحاك ضد الأمة