تُعد "مشروبات الكيتونات" من أحدث المكملات الغذائية التي تحظى باهتمام كبير الآن، وتأتي في زجاجات صغيرة ذات مذاق قوي، وأسعار مرتفعة؛ وفوائد صحية مزعومة من قبيل إنقاص الوزن وزيادة القوة واللياقة البدنية.

وتحدث الباحث في كلية الرياضة بجامعة برمنغهام البريطانية تيم بودلوغار -في مقال له على موقع "ذا كونفرزيشن"- عن "الدعوات المتزايدة لحظر مكملات الكيتونات"، وتساءل عما إن كان المنادون بحظرها محقين أو لا؟

وشكلت مكملات الكيتونات ملاذا للراغبين في الاستفادة من ميزة إنقاص الوزن في حمية الكيتو، من دون أن يضطروا للتقيد بنظام غذائي صارم، وكذلك للرياضيين الذين يتناولونها لتقليل وجع العضلات بعد التدريبات المكثفة.

تحصل  أجسامنا على الطاقة المطلوبة من تكسير الكربوهيدرات والدهون (غيتي) ما الكيتونات؟

يقول بودلوغار "سواء كنا في حالة نشاط بدني أو تمرين أو راحة، فإن أجسامنا تحصل على الطاقة المطلوبة من تكسير الكربوهيدرات والدهون".

ورغم أن معظم أنسجتنا تعتمد على الدهون كوقود، فلا بد لأي نظام غذائي صحي أن يوفر ما بين 45 و60% من إجمالي الطاقة من الكربوهيدرات، لأن أدمغتنا لا يمكنها استخدام الدهون مباشرة كوقود، فهي تعتمد على الإمداد المستمر للغلوكوز (نوع من الكربوهيدرات) من مجرى الدم.

ويحتاج الشخص البالغ ذو الوزن الطبيعي إلى 200 غرام من الغلوكوز يوميا، يستحوذ الدماغ على ثلثيها (نحو 130 غراما) لتغطية احتياجاته من الطاقة.

يتنافس الدماغ مع بقية الجسم على الغلوكوز عندما تنخفض مستوياته بشكل ملحوظ، ويبدأ التحكم في حصته بصرامة، خاصة أثناء الشعور بالجوع.

يلجأ الجسم لاستهلاك البروتين الموجود في العضلات لاستغلاله في إنتاج الغلوكوز من أجل الحفاظ على مستوى آمن من النشاط؛ إلا أنه لا يكفي لتوفير ما يحتاجه الدماغ من وقود يومي، فيبدأ الكبد "تحويل الدهون إلى أجسام تُسمى (كيتونات) التي توفر مصدرا بديلا للوقود المطلوب للدماغ".

ومن هنا جاءت حمية الكيتو الشائعة، التي تهدف إلى خفض تناول الكربوهيدرات إلى أقل من 50% في اليوم لإجبار الجسم على إنتاج مزيد من الكيتونات اللازمة لوقود الدماغ من خلال حرق الدهون. وهو ما قد يساعد على إنقاص الوزن، لكنه يُضعف الأداء الرياضي في الوقت نفسه، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن "الكربوهيدرات ضرورية للحفاظ على مستوى التمارين عالية الكثافة.

حمية الكيتو تعتمد على خفض تناول الكربوهيدرات لإجبار الجسم على إنتاج الكيتونات (غيتي) مكملات الكيتونات ليست الأفضل

بعد أن اتضح أن الكيتونات يمكن أن تكون مصدرا للطاقة، تماما مثل الكربوهيدرات والدهون، أصبح اهتمام العلماء مُنصبا على إنتاج مكملات من شأنها زيادة تركيز الكيتونات في الدم، من دون الحاجة إلى تقليل تناول الكربوهيدرات. وهي الطريقة التي راهنوا على أن تُتيح للرياضيين الاستفادة ليس فقط من الكربوهيدرات والدهون، بل من الكيتونات التي يمكن أن توفر استهلاك الكربوهيدرات الثمينة المخزنة بكميات محدودة للغاية، حسب بودلوغار الذي أوضح أنه بالفعل تم إجراء العديد من المحاولات لتطوير مكملات الكيتونات، "لكن معظمها تسبب في حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي، كما لم يزد توافر الكيتونات في الجسم بشكل كاف".

واستشهد بودلوغار بدراسة أسترالية أجريت عام 2017 على راكبي دراجات محترفين تناولوا مكمل كيتون "وأظهرت النتائج ضعفا في الأداء، مصحوبا بانزعاج شديد في القناة الهضمية، مع زيادة محدودة في الكيتونات".

كما أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة "ماكماستر" في كندا، ونُشرت قبل نحو 3 أشهر؛ "أن مُكمل الكيتون أضعف الأداء لمدة 20 دقيقة بنسبة 2.4% مقارنة مع دواء وهمي".

وفسّر بودلوغار هذا الانخفاض في أداء التمرين بأن "مكملات الكيتون تجعل الدم أكثر حموضة، وهو أمر معروف منذ فترة طويلة أنه يضعف الأداء".

مكملات الكيتونات شكلت ملاذا للراغبين في الاستفادة من ميزة إنقاص الوزن في حمية الكيتو (أسوشيتد برس) مكملات الكيتونات تضعف الأداء

وأشار بودلوغار إلى أن استهلاك مشروبات الكيتونات قبل أو أثناء التمرين لا يقدم أي فوائد لكفاءة الأداء، بل إنه يمكن أن يضعفها، وأكد عدم وجود فائدة لمشروبات الكيتونات.

لكنه أوضح أن جامعة بحثية في بلجيكا قدمت بعض الأدلة على أن "تناول مكملات الكيتون عند التعافي من التمارين يمكن أن يساعد في تقليل أعراض الإفراط في التدريب، وعاد ليؤكد أنه "لا يوجد دليل يشير إلى أن مكملات الكيتونات ستوفر فوائد للرياضيين أثناء التدريب العادي".

الآثار الجانبية المحتملة

في مايو/أيار 2022، قالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إن مكملات الكيتونات المنتشرة "يمكن أن تسبب ردود فعل شديدة". وطالب الخبراء بمزيد من الرقابة الفدرالية على صناعة المكملات، في ظل وجود الآثار الجانبية المحتملة التالية:

اضطراب المعدة: قد تسبب مكملات الكيتونات ارتفاعا في مستويات الكيتونات في الدم؛ مما يؤدي إلى اضطراب المعدة وزيادة حركات الأمعاء، ومن ثم فقدان الشهية أو الغثيان أو القيء. نقص سكر الدم: حيث يمكن أن تسهم الكيتونات في انخفاض مستويات السكر في الدم بشكل كبير؛ مما قد يسبب الشعور بالإرهاق والخمول؛ وقد يشكل ذلك خطورة على مرضى السكري. ارتفاع ضغط الدم: فعادة ما تحتوي أملاح الكيتونات على الصوديوم، وهو ما قد يكون خطيرا على من يعانون من ارتفاع ضغط الدم. الجفاف: يمكن أن تؤدي المستويات العالية من الكيتونات في الجسم إلى شعور بعض الأشخاص بالعطش أكثر من المعتاد، وزيادة احتمالية الإصابة بالجفاف. فوائد وأضرار

تقول الطبيبة والكاتبة الحاصلة على الدكتوراه في الطب الهندي القديم ياسمين شيخ "إن الخطر يبدأ عند محاولة استخدام مكملات الكيتون كحل سريع وسهل، والاعتماد عليها بالكامل لتحقيق النتائج والحفاظ عليها". فرغم أن مكملات الكيتونات يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن، فإنها "تظل بحاجة إلى إجراء تغييرات في نمط الحياة، بما في ذلك اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام".

لذا ترى دكتورة ياسمين شيخ أنه من الأفضل التحدث مع الطبيب لتقييم إذا كان من الآمن تناول هذه المكملات. وتنصح قائلة "بدل إنفاق الأموال على مكملات الكيتون من الأجدى والأكثر أمانا أن تُوجه لشراء أطعمة صحية وكاملة لتضمينها في نظامنا الغذائي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إنقاص الوزن یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الدوخة في رمضان: الأسباب، طرق العلاج

الكثير من السيدات تعاني من الدوخة في رمضان وخاصة خلال ساعات الصيام، وترجع أسباب الدوخة قبل الفطور في رمضان إلى عدة أمور لا بد من معرفتها ومراعاة كيفية التعامل معها. حيث يعد الصيام آمناً للكثيرين، بينما يتعرض البعض لعدد من المشكلات الصحية، مثل: النوم الدائم، والتعب والإجهاد، والدوخة والصداع، وعدم القدرة على الاتزان، وغالباً ما ترتبط هذه الأعراض بساعات الصيام، وفي هذا المقال سنوضح لك أسباب الدوخة في رمضان وطرق علاجها وأهم النصائح لتجنبها في الشهر الكريم.

اقرأ ايضاًما هي فوائد الفتوش الصحية في رمضان؟أسباب الدوخة في رمضان أثناء الصيامهبوط في مستوى ضغط الدم والذي يحدث عادة عند التعرض لأشعة الشمس الشديدة أو بسبب الإصابة بالجفاف ونقص السوائل في الجسم.هبوط نسبة السكر في الدم، وهو من الأسباب الشائعة للشعور الشخص بالتعب و الدوخة والصداع في رمضان، وينجم عن عدم الحصول على كمية كافية من الطعام في وجبة السحور.عدم وجود طعام داخل المعدة لهضمه ومنح الجسم الطاقة اللازمة.الأنيميا، الإصابة بالأنيميا تزيد من شعور الصائم بالدوخة، بالإضافة إلى قلة نسبة السوائل والعناصر الغذائية في الجسم تزيد الأمر سوءاً.

وقد تترافق مع الدوخة قبل الفطور في رمضان بعض الأعراض الأخرى، مثل ما يأتي:

تشوش الرؤية.الإعياء والتعب الشديد.ثقل شديد في الرأس.عدم القدرة على الحركة أو الاتزان.الإصابة بالإغماء.أسباب الدوخة بعد الإفطار في رمضانانخفاض في ضغط الدم.التقدم في السن.تناول أدوية معينة.الإصابة بمرض السكري واضطرابات القلب.عدم استقرار مستوى السكر في الدم.الحمل والرضاعة.النحافة الشديدة وقلة الوزن.الإصابة بالأنيميا.اضطرابات الطعام.علاج الدوخة في رمضانتناول السعرات الحرارية الكافية التي يحتاجها الجسم يومياً في وجبة السحور للحصول على الطاقة اللازمة، وتجنب الشعور بالتعب أو الدوخة في ساعات الصيام.تناول كمية كبيرة من المياه للوقاية من الجفاف والصداع والدوخة خلال ساعات الصيام والحفاظ على ترطيب الجسم.الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات الغنية بالمياه والألياف في الفترة ما بين وجبتي الإفطار والسحور.الحرص على المشي والحركة خلال فترة الصيام لزيادة تدفق الدورة الدموية بالجسم.تناول كمية كافية من البروتين، مثل: البيض، واللحوم، والبقوليات، والأسماك، خلال بعد الإفطار، وذلك لبناء العضلات والحد من الشعور بالجوع والوقاية من الدوخة.المواظبة على تناول وجبتي الإفطار والسحور وعدم التهاون في أي منهما.الإكثار من شرب السوائل بعد الإفطار، خاصة الماء.تجنب حركة الجسم المفاجئة عند الاستيقاظ من النوم، لأنها قد تتسبب في الشعور بالدوخة والدوار.

الدوخة بعد الإفطار في شهر رمضان قد تكون ناتجة عن عدة عوامل، منها:

انخفاض مستويات السكر في الدم مما يؤدي إلى شعور بالدوخة.الإفطار المفاجئ قد يسبب ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم وتوسع الأوعية الدموية.الجفاف قد يفقد الجسم كميات كبيرة من الماء مما يسبب الدوخة.تناول الطعام بسرعة أو تناول أطعمة دهنية وثقيلة قد يؤثر على الجهاز الهضمي مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى المعدة.قلة النوم  في رمضان والتعب والإرهاق يزيد من احتمالية شعورك بالدوخة بعد الإفطار.كيف أتجنب الدوخة في رمضان؟الحرص على شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحورأخذ قسط كافي من النوم لتقليل الشعور بالتعب والدوارالابتعاد عن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدةتناول أطعمة غنية بالبروتينات والألياف للحفاظ على مستوى السكر في الدم.تجنب الكافيين والمأكولات المالحة كلمات دالة:الدوخة في رمضانالدوخةصيام تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

نادين طاهر مُحررة قسم صحة وجمال

انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.

الأحدثترند الدوخة في رمضان: الأسباب، طرق العلاج "نادك" تهدف لشراء مليون سهم كحوافز للموظفين ما هي فوائد الفتوش الصحية في رمضان؟ اسعار الذهب في الاسواق العربية دعاء للحامل في عيد الأم Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • تعرف على مشروبات اذا تناولها بعد الفطار ستخلصك من الوزن الزائد
  • مريض يروي تجربة فقدانه البصر بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن
  • مشروبات تنقذ من تجلط الدم
  • الدوخة في رمضان: الأسباب، طرق العلاج
  • بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن .. مريض يروي تجربة فقدانه البصر
  • هل يمكن للثوم أن يخفض ضغط الدم؟.. أفضل طريقة لتناوله
  • ماذا يحدث للقلب والضغط في الصيام؟
  • أفضل فواكه لإنقاص الوزن في رمضان.. وأنواع ممنوعة في الرجيم
  • مشروبات رمضانية
  • “وقود الجسم”.. عواقب نقص الكربوهيدرات