أحرز علماء تقدما، بعد عقود من المحاولات، في مساع لتحديد النسل طويل الأمد للرجال عبر استخدام مادة هرمونية، تمنع إنتاج الحيوانات المنوية.

ويتمثل المنتج التجريبي في "جِل"، أو مادة هلامية هرمونية، يدهنها الرجال على أكتافهم مرة واحدة يوميا، ومع مرور الوقت، يمنع المنتج إنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين.



وقد تم تطوير هذه المادة الهلامية من قبل معاهد الصحة الوطنية الأمريكية ومجلس السكان غير الربحي، وهو يتبع النهج ذاته الذي تتبعه حبوب منع الحمل للنساء.

وتستخدم المادة الهلامية هرمونين، هما النستورون والتستوستيرون، ويثبط هرمون النستورون إنتاج هرمون التستوستيرون في الخصيتين، وبالتالي نمو الحيوانات المنوية.

ولكن هرمون التستوستيرون يخدم العديد من الوظائف في الجسم، إذ أنه مسؤول عن الحفاظ على العضلات والرغبة الجنسية. ويحتاجه الرجال لتحفيز الدورة الدموية والأداء بشكل طبيعي.

وتعوّض المادة الهلامية ما يكفي للحفاظ على صحة الرجال، ولكن ليس بالقدر الذي يجعلهم ينتجون ما يكفي من الحيوانات المنوية لحدوث الحمل.

وفي هذه التجربة الأخيرة، التي شملت أكثر من 300 من الأزواج، يعتقد الباحثون أنهم حصلوا على النتيجة الصحيحة.

ويتراوح عدد الحيوانات المنوية الطبيعي بين حوالي 15 مليون و200 مليون حيوان منوي لكل ملليلتر من السائل المنوي، وقد أظهرت الدراسات أن عدد الحيوانات المنوية الذي يقل عن مليون لكل ملليلتر يُعد منخفضا بما يكفي لمنع الحمل.

وفي تجربة سريرية، حققت نسبة 86 بالمئة من الرجال هذا العدد المنخفض من الحيوانات المنوية خلال 15 أسبوعًا من استخدام المادة الهلامية.

وبالنسبة للبعض، كان تأثير المادة الهلامية أسرع، إذ أدى إلى تثبيط إنتاج الحيوانات المنوية في غضون ما يتراوح بين 4 و8 أسابيع.

يبدو أن المادة الهلامية لديها أيضا مزايا أخرى مقارنة بحبوب منع الحمل للنساء، فمثلا إذا نسيت المرأة تناول حبوب منع الحمل ليوم أو يومين، يمكنها الإباضة، ما يزيد من احتمالية تعرضها لحمل غير مقصود.



مع استخدام المادة الهلامية، إذا تم قمع إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجل بالكامل، وتغيب عن استخدامها ليوم أو يومين، فستبدأ هرموناته في التعافي، لكن الأمر يستغرق بين 8 و10 أسابيع لاستعادة عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل إلى المستويات التي قد تسبب الحمل.

وأشارت بليث إلى أنّه خلال التجارب السريرية، لم يلاحظ الباحثون حدوث التقلبات المزاجية والاكتئاب التي يمكن أن تعاني منها النساء مع استخدام حبوب منع الحمل.

وقامت منظمة الصحة العالمية بتجربة حقن تستخدم مزيجًا مشابهًا من الهرمونات.

وبدا هذا النهج فعالا، مع ذلك تم إيقاف التسجيل بالدراسة في وقت مبكر، في عام 2011، إذ تسببت الحقن في العديد من الآثار الجانبية، بما في ذلك الاكتئاب الخطير.

ومع المادة الهلامية، يبدو أن تركيز الهرمونات يتراكم في الجلد، ويشكل خزانًا يتحرّر بشكل أبطأ.

وبعد توقف الرجال عن استخدام المادة الهلامية، يعود عدد الحيوانات المنوية لديهم إلى مستوياته الطبيعية خلال شهرين أو ثلاثة أشهر.

في الوقت الحالي، تعد الخيارات الوحيدة لتحديد النسل للرجال هي الواقي الذكري، وهي وسيلة ذات معدل فشل مرتفع، وكذلك قطع القناة الدافقة، وهو إجراء جراحي قد يكون من الصعب عكسه.

وقد بدأ الباحثون محادثة مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حول كيفية اختبار المادة الهلامية في تجربة نهائية.

بحسب ما ذكرته بليث، لم تصل أي وسيلة منع حمل للرجال إلى هذا الحد من قبل.

وإذا حصل الباحثون على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإجراء تجربة، فإنهم يأملون في بدء المرحلة النهائية من التجربة في عام 2025.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الحيوانات المنوية الرجال الرجال هرمونات حيوانات منوية المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إنتاج الحیوانات المنویة عدد الحیوانات المنویة منع الحمل

إقرأ أيضاً:

منظمة الصحة العالمية تحذر من استخدام التلك: مادة مسببة للسرطان

صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، معدن التلك، المستخدم بكثرة في مستحضرات التجميل، على أنه «مسبب محتمل للسرطان»، لا سيما سرطان المبيض بالنسبة للنساء، محذرة من استخدام مستحضرات التجميل التي تحتوي عليه.

تصنيف التلك كمسبب محتمل للسرطان

وأوضحت الوكالة، في تقريرها، أن التعرض لمعدن التلك يحدث بشكل رئيسي في البيئات المهنية، لكن ملايين الأشخاص يتعرضون له أيضا، من خلال استخدام منتجات العناية الشخصية التي تحتوي عليه، مشيرة إلى أدلة محدودة على ارتباط التلك بـ سرطان المبيض لدى البشر، وأدلة كافية على ذلك في التجارب على الحيوانات.

وبحسب ما ورد على موقع «العربية»، يأتي هذا التصنيف بعد سنوات من الجدل حول سلامة التلك؛ إذ رُفعت العديد من القضايا ضد شركات مستحضرات التجميل، زاعمة أن منتجاتها التي تحتوي على التلك تسببت في إصابة النساء بسرطان المبيض.

الأكريلونيتريل مادة مسرطنة مؤكدة

وفي السياق نفسه، صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان مادة الأكريلونيتريل، المستخدمة في صناعة البوليمرات، على أنها «مادة مسرطنة» للبشر، موضحة أن هذه المادة توجد في ألياف الملابس والسجاد والبلاستيك.

كما وجدت الوكالة أدلة كافية على ارتباط الأكريلونيتريل بسرطان الرئة، وأدلة محدودة على ارتباطه بسرطان المثانة لدى الرجال.

مقالات مشابهة

  • خطة حكومية مستقبلية لإنتاج الطحين الصفر بنسبة 100‎%
  • “الأحوال المتنقلة” تقدم خدماتها في 21 موقعًا حول المملكة
  • وحدات الأحوال المدنية المتنقلة تقدم خدماتها في 21 موقعا حول المملكة
  • وحدات الأحوال المدنية المتنقلة تقدم خدماتها في 21 موقعًا حول المملكة
  • “الأحوال المدنية المتنقلة” تقدم خدماتها في 21 موقعًا بالمملكة
  • ألمانيا تحظر رسميا استخدام «المثلث الأحمر»
  • علماء بريطانيون يطورون أجهزة لكشف أسرار المادة المظلمة
  • لماذا يُعطَى مجلس الوزراء سُلطة إيقاف الرواتب في نظام الموارد.؟!
  • منظمة الصحة العالمية تحذر من استخدام التلك: مادة مسببة للسرطان
  • اكتشاف جديد.. تكنولوجيا البلازما البيئية لتحويل النفايات الصلبة إلى طاقة نظيفة