تقدم كبير بإنتاج مانع حمل للرجال.. مادة هلامية تقمع الحيوانات المنوية
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
أحرز علماء تقدما، بعد عقود من المحاولات، في مساع لتحديد النسل طويل الأمد للرجال عبر استخدام مادة هرمونية، تمنع إنتاج الحيوانات المنوية.
ويتمثل المنتج التجريبي في "جِل"، أو مادة هلامية هرمونية، يدهنها الرجال على أكتافهم مرة واحدة يوميا، ومع مرور الوقت، يمنع المنتج إنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين.
وقد تم تطوير هذه المادة الهلامية من قبل معاهد الصحة الوطنية الأمريكية ومجلس السكان غير الربحي، وهو يتبع النهج ذاته الذي تتبعه حبوب منع الحمل للنساء.
وتستخدم المادة الهلامية هرمونين، هما النستورون والتستوستيرون، ويثبط هرمون النستورون إنتاج هرمون التستوستيرون في الخصيتين، وبالتالي نمو الحيوانات المنوية.
ولكن هرمون التستوستيرون يخدم العديد من الوظائف في الجسم، إذ أنه مسؤول عن الحفاظ على العضلات والرغبة الجنسية. ويحتاجه الرجال لتحفيز الدورة الدموية والأداء بشكل طبيعي.
وتعوّض المادة الهلامية ما يكفي للحفاظ على صحة الرجال، ولكن ليس بالقدر الذي يجعلهم ينتجون ما يكفي من الحيوانات المنوية لحدوث الحمل.
وفي هذه التجربة الأخيرة، التي شملت أكثر من 300 من الأزواج، يعتقد الباحثون أنهم حصلوا على النتيجة الصحيحة.
ويتراوح عدد الحيوانات المنوية الطبيعي بين حوالي 15 مليون و200 مليون حيوان منوي لكل ملليلتر من السائل المنوي، وقد أظهرت الدراسات أن عدد الحيوانات المنوية الذي يقل عن مليون لكل ملليلتر يُعد منخفضا بما يكفي لمنع الحمل.
وفي تجربة سريرية، حققت نسبة 86 بالمئة من الرجال هذا العدد المنخفض من الحيوانات المنوية خلال 15 أسبوعًا من استخدام المادة الهلامية.
وبالنسبة للبعض، كان تأثير المادة الهلامية أسرع، إذ أدى إلى تثبيط إنتاج الحيوانات المنوية في غضون ما يتراوح بين 4 و8 أسابيع.
يبدو أن المادة الهلامية لديها أيضا مزايا أخرى مقارنة بحبوب منع الحمل للنساء، فمثلا إذا نسيت المرأة تناول حبوب منع الحمل ليوم أو يومين، يمكنها الإباضة، ما يزيد من احتمالية تعرضها لحمل غير مقصود.
مع استخدام المادة الهلامية، إذا تم قمع إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجل بالكامل، وتغيب عن استخدامها ليوم أو يومين، فستبدأ هرموناته في التعافي، لكن الأمر يستغرق بين 8 و10 أسابيع لاستعادة عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل إلى المستويات التي قد تسبب الحمل.
وأشارت بليث إلى أنّه خلال التجارب السريرية، لم يلاحظ الباحثون حدوث التقلبات المزاجية والاكتئاب التي يمكن أن تعاني منها النساء مع استخدام حبوب منع الحمل.
وقامت منظمة الصحة العالمية بتجربة حقن تستخدم مزيجًا مشابهًا من الهرمونات.
وبدا هذا النهج فعالا، مع ذلك تم إيقاف التسجيل بالدراسة في وقت مبكر، في عام 2011، إذ تسببت الحقن في العديد من الآثار الجانبية، بما في ذلك الاكتئاب الخطير.
ومع المادة الهلامية، يبدو أن تركيز الهرمونات يتراكم في الجلد، ويشكل خزانًا يتحرّر بشكل أبطأ.
وبعد توقف الرجال عن استخدام المادة الهلامية، يعود عدد الحيوانات المنوية لديهم إلى مستوياته الطبيعية خلال شهرين أو ثلاثة أشهر.
في الوقت الحالي، تعد الخيارات الوحيدة لتحديد النسل للرجال هي الواقي الذكري، وهي وسيلة ذات معدل فشل مرتفع، وكذلك قطع القناة الدافقة، وهو إجراء جراحي قد يكون من الصعب عكسه.
وقد بدأ الباحثون محادثة مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حول كيفية اختبار المادة الهلامية في تجربة نهائية.
بحسب ما ذكرته بليث، لم تصل أي وسيلة منع حمل للرجال إلى هذا الحد من قبل.
وإذا حصل الباحثون على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإجراء تجربة، فإنهم يأملون في بدء المرحلة النهائية من التجربة في عام 2025.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الحيوانات المنوية الرجال الرجال هرمونات حيوانات منوية المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إنتاج الحیوانات المنویة عدد الحیوانات المنویة منع الحمل
إقرأ أيضاً:
خبراء: تقدم كبير في الأبحاث والأدوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
دبي: «الخليج»
بعيداً عن حالات الاستخدام العديدة للذكاء الاصطناعي التي نراها في مختلف الصناعات، سلط المتخصصون في المجال الطبي الضوء على الدور الحاسم للذكاء الاصطناعي في إعادة صياغة قواعد علم الجينوم في قطاع الرعاية الصحية، ويحدث ثورة في رعاية المرضى، وكان ذلك من أبرز النقاط التي تمت مناقشتها ضمن فعاليات قمة ومعرض «عالم الذكاء الاصطناعي 2025»، التي اختتمت أعمالها الأسبوع الفائت.
استعرض الحدث البارز، الذي نظمه مركز دبي التجاري العالمي بالتعاون مع جيتكس جلوبال، الإمكانات التحويلية التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي وقدرته على إحداث التغيير في مختلف القطاعات، وقد سلط الضوء على وجه الخصوص على قدرة الذكاء الاصطناعي على تطوير كفاءة أنظمة الرعاية الصحية وتشكيل مستقبل علم الجينوم، وتقديم حلول مبتكرة إلى مجموعة من التحديات المهمة التي يشهدها القطاع، مثل فهم وتوقع الأنماط المخفية في مجموعات بيانات الجينوم المتقدمة - ما يجعل من الممكن تشخيص وعلاج الأمراض بدقة أكبر من أي وقت مضى.
وأكد الخبراء العالميون حدوث تقدم كبير في مجالات وعلوم الأبحاث والأدوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، الذي كان بالنسبة للرعاية الصحية، بمنزلة عامل تغيير بارز.
ومع الإمكانات الهائلة في المستقبل، أكد بول جونز، الرئيس التنفيذي لشركة «بيوفارما سولوشينز» (BioPharma Solutions) و(AI Life Sciences) لدى «إم فورتي تو» (M42)، الشركة الرائدة عالمياً في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، على دور الذكاء الاصطناعي في تحويل التركيز من العلاج التفاعلي إلى الكشف المبكر الاستباقي عن الأمراض.
وأوضح جونز قائلاً: «ربما نفهم أقل من 1% مما هو موجود في علم الجينوم ولا يزال هناك 99% لم يتم اكتشافها. لذلك فإن الجهود في مجال البحث تحظى بأهمية بالغة، لأننا بحاجة إلى التخلص تدريجياً من نسبة 99% حتى نحظى بقيمة أكبر.
وانضم إلى جونز في الجلسة الحوارية نفسها، البروفيسور علي رضا حقيقي، الرئيس التنفيذي والمدير المؤسس لمركز كلية الطب في جامعة هارفارد الدولي للأمراض الوراثية، والباحث الرئيسي ومدير مشروع الجينوم الوطني للبحرين في هارفارد، حيث شارك خبراته في مجال علم الجينوم المتطور.
وأكد حقيقي قدرة الذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة هائلة للوقاية من الأمراض. وقال: «نحن محظوظون للغاية لأننا نعيش في هذا العصر، حيث يمكننا على الأرجح أن ننظر إلى الطب الحديث باعتباره الإنجاز البشري الأكثر أهمية.
ولأول مرة في التاريخ، نحصل على المساعدة من التكنولوجيا ولا نفتقر إلى البيانات، وبناء على ذلك، فلنأخذ 1% من علم الجينوم، الذي لا نعرف الكثير عنه، ولكن هذا هو المجال الذي يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي حاضراً فيه لصياغة السياسات والإسهام في اتخاذ القرارات القائمة على البيانات من جانب صانعي السياسات. وعندما يتعلق الأمر بعلم الجينوم، فإن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مذهلة وقوية، حيث لا يقتصر دوره على مساعدة الأطباء في التنبؤ بالأمراض المحتملة، بل في منعها أيضاً».
لقد اتخذت دولة الإمارات بالفعل خطوات جريئة في مجال علم الجينوم من خلال برنامج الجينوم الإماراتي، إحدى أكبر المبادرات من نوعها في العالم والتي سجلت إنجازاً رئيسياً في جمع 500 ألف عينة جينية في العام الماضي، ما مهد الطريق لحلول الرعاية الصحية الشخصية المصممة خصيصاً للمواطنين الإماراتيين.
وشدد حقيقي على أنه من أجل وصول البحث والتطوير الطبي إلى أقصى إمكاناته، فإن الترابط والتشغيل المتبادل بين أنظمة الرعاية الصحية يعد أمراً ضرورياً، من خلال تمكين تبادل البيانات والتكامل عبر الحدود، يمكن للباحثين ومقدمي الرعاية الصحية تسريع الاختراقات.
وتضمن معرض «عالم الذكاء الاصطناعي» أبحاثاً رائدة حول الروبوتات الدقيقة من خلال أدوات إمساك عضوية مستوحاة من العناكب الميتة، لاستخراج الخلايا الميتة أو المصابة بأمان، حيث استلهمت من رشاقة العناكب، تجسيداً لدمج الذكاء الاصطناعي والروبوتات والهندسة الحيوية، يمكن لهذا الابتكار أن يسهم في تطوير الممارسات الجراحية وتوفير بدائل مستدامة للأدوات المعدنية التقليدية، وتقليل تلف الأنسجة وتسريع عملية التعافي.
وقال الدكتور هيماتشاندران كانان، مدير مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي في جامعة ووكسين في الهند، وسفير شبكة (AI Frontier Network): يستغل ابتكارنا تصميم الطبيعة لتقديم إجراءات طفيفة التوغل بدقة لا مثيل لها.