فى مثل هذه الأيام من كل عام تعيش ملايين الأسر حالة الارتباك بسبب أبنائهم الذين يؤدون امتحانات الثانوية العامة، فى الوقت الذى لم يقتصر فيه الأمر على الانتهاء من الامتحانات لتجد كل أسرة نفسها فى حالة من التيه لاختيار الكليات والتخصصات بمجرد إعلان نتيجة الثانوية العامة.
والحقيقية أن امتحانات الثانوية العامة العام الماضى قد شهدت بعض التجاوزات، سواء فيما يتعلق بتسريب امتحان مادة الفيزياء عبر أحد المعلمين الذين تم اختيارهم لوضع الامتحان، أو التسريبات، أو التداول الذى يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعى قبل وأثناء الامتحانات، ليلجأ البعض لدفع الكثير من الأموال للحصول عليها.
والمؤسف حقًا أن أولياء الأمور ينساقون وراء هذه الجروبات، ودفع الأموال بالطرق الإلكترونية، دون التحقق من مصداقية الجروبات من عدمها، فى الوقت الذى يبررون فيه ما يفعلونه بحجة أن التسريبات تضيع حقوق أبنائهم، وتؤثر على فرص الالتحاق بالجامعات والكليات المرموقة، ومن ثم يجب عليهم مساعدة أبنائهم بأى طريقة أو وسيلة فى ظل هذا المناخ وهو تفكير يضر بالأبناء أكثر ما يفيد.
وإذا كانت كل المبررات والأعذار بشأن التداول، أو التسريب ترجع إلى أن الطلاب يقومون بنشر بعض الأسئلة أو الورقة الامتحانية بعد مرور نصف الوقت المقرر للامتحان، فالحل ليس صعبًا ولا مستحيلًا ولا يحتاج إلى جهد للقضاء على هذه الحجج غير المنطقية وهو عدم السماح بخروج أى طالب من اللجنة الامتحانية إلا بعد انتهاء الوقت كاملًا.
وقد التقيت الأستاذ الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى أوائل الأسبوع الماضى خلال اللقاء الذى حرص الوزير على تنظيمه مع الصحفيين المعنيين بشئون التعليم، وطالبته بعدم خروج الطلاب فى أى مادة إلا بعد انتهاء الوقت كاملًا، ومن ثم يصبح التداول مسئولية كاملة داخل اللجنة تتعلق بالتفتيش، أو من خارج اللجنة وهو ما يتعلق بالتسريب حتى نضع الأمور فى نصابها الصحيح.
وقد استجاب السيد الوزير لما ذكرناه، وأصدر تعليماته الواضحة بعدم خروج الطلاب إلا بعد انتهاء الوقد المحدد للامتحان، ومع ذلك كانت المتاجرة بأولياء الأمور لا يقبلها أى عقل، حيث الإعلان عن تسريب الامتحانات وتقديم عروض الحصول عليها فى بعض الجروبات لتصل إلى 2500 جنيه للمواد غير المضافة للمجموع حال الحصول عليها قبل 4 ساعات من بدء الامتحان، و2000 جنيه حال الحصول عليها قبل الامتحان بساعتين، لنجد أنفسنا أمام عروض أسعار للامتحانات، فما بالنا بما يمكن أن يحدث خلال الأيام القادمة مع بدء الامتحانات فى المواد المضافة للمجموع؟!.
ولا يعنى ما نقوله أن الوزارة لم تبذل جهودًا فى مواجهة ذلك، بل نعرف جيدًا التطور التكنولوجى الهائل الذى يتم استخدامه لمواجهة كافة سبل محاربة الغش، سواء عبر التداول أو شراء السماعات للحصول على الإجابات داخل الامتحانات، وغيرها من الطرق الملتوية التى لا تدمر الطلاب فقط، وإنما خطوة لتدمير أجيال كاملة تؤسس نفسها تعليميًا عن طريق الغش.
خلاصة القول إننا نحتاج تضافر الجهود سواء من الوزارة، أو أولياء الأمور، والطلاب أنفسهم واليقين الكامل بأن كل أنواع الغش وأشكاله تضر الجميع، وتهدر صنع أجيال قادرة على مواجهة المستقبل، لأن النجاح والالتحاق بكليات القمة عن طريق الغش لن يأتى سواء بخريجين على نفس المستوى من الضعف والأداء وهو ما يجعلنا فى مكانة تعليمية لا تليق بمصر وأبنائها وتاريخها وعلمائها الذين أضاءوا سماء العالم علمًا ونورًا.. حفظ الله مصر وجيشها من كل سوء وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عروض أسعار
إقرأ أيضاً:
سعود بن صقر: تطوير الكفاءات الوطنية وبناء أجيال قادرة على مواكبة المستقبل
رأس الخيمة (وام)
أخبار ذات صلة شتاء أبوظبي.. أجمل نهيان بن مبارك: أولويتنا تمكين ودعم الشبابأكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أن تطوير التعليم الأكاديمي ركيزة أساسية في رؤية إمارة رأس الخيمة، لمواصلة مسيرتها التنموية الشاملة، وبناء غدٍ أفضل للأجيال المقبلة، وتحقيق مستهدفات دولة الإمارات وخططها الاستراتيجية نحو الازدهار.
جاء ذلك، خلال استقبال سموه، أمس، أعضاء المجلس الاستشاري لجامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية، في قصره بمدينة صقر بن محمد، بحضور سالم الشرهان، رئيس مجلس أمناء الجامعة، والدكتور ياسر النعيمي، عضو مجلس الأمناء، والبروفيسور إسماعيل مطالقة، رئيس الجامعة.
وأضاف سموه: «نسعى في رأس الخيمة إلى توفير بيئة تعليمية، وفق أعلى المعايير العالمية، بهدف تطوير الكفاءات الوطنية والإسهام في بناء أجيال قادرة على مواكبة متطلبات التقدم التكنولوجي والتحولات المستقبلية، ومواصلة مسيرة النجاح على مستوى الإمارة».
وتعرف سموه، خلال اللقاء، على المبادرات الأكاديمية والبحث العلمي، وجهود الجامعة في إدماج التكنولوجيا والابتكار، وعقد الشراكات الوطنية والعالمية التي أسهمت في تعزيز مكانتها لتصبح من المؤسسات الأكاديمية المرموقة التي توفر تعليماً صحياً متميزاً يدعم سوق العمل بكوادر متميزة تشمل الأطباء؛ والممرضين، والصيادلة، وأطباء الأسنان، على درجة عالية من الكفاءة والتميز، ما ساهم في تعزيز مكانة الجامعة، محلياً وإقليمياً.
واطلع سموه، خلال اللقاء، على برامج وإنجازات الجامعة وتوسعها في البرامج التعليمية والبحثية، وتأسيسها مركزاً جديداً لتطوير القوى العاملة الصحية، دعماً للرعاية الصحية على مستوى الدولة، وإقليمياً، فضلاً عن خططها المستقبلية، خلال المرحلة المقبلة.
كما تبادل سموه مع الأعضاء الأحاديث حول عددٍ من المواضيع المتعلقة بالتطوير الأكاديمي في المجال الطبي، بما يتماشى مع نهضة الإمارة وتقدمها. من جانبهم، أعرب أعضاء المجلس الاستشاري للجامعة، عن بالغ شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو حاكم رأس الخيمة، على دعمه الكبير، واهتمامه اللامحدود بتطوير الجامعة والتعليم العالي، انطلاقاً من إيمانه بدور التعليم في نهضة الأمم وتقدمها.