تساؤلات حول إدارة الحرب في غزة بعد استقالة غانتس

بعد استقالة رئيس حزب "معسكر الدولة"، بيني غانتس، الأحد، من حكومة بنيامين نتنياهو، بدأت تثار في الكيان تساؤلات حول إدارة الحرب في غزة من الآن فصاعدا. وهل سيعود ليبرمان وساعر كوزراء، وهل سيكون قانون التجنيد بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير؟

اقرأ أيضاً : بن غفير: انسحاب غانتس فرصة لتحقيق النصر وطالبت كل الوقت بتفجير غزة

وفيما يلي أبرز السيناريوهات المطروحة على الطاولة، وحسب تقرير لصحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، هناك 3 سيناريوهات مطروحة على الطاولة الآن:

أولا، استقالة غانتس مع بقاء حكومة نتنياهو.

ووفقاً لكل المؤشرات، فإن هذا هو السيناريو الأكثر واقعية والذي من المرجح أن يحدث قريباً. فقد حدد بيني غانتس، في الأسابيع الأخيرة، هدف الاستقالة الوشيك من الحكومة، وهو يسعى منذ ذلك الحين إلى تحقيق ذلك من أجل تمهيد الطريق له بالشكل الذي يناسبه.

فقد استقال غانتس، ليس لكي يكون ناشطاً مركزياً في المعارضة، بل لمحاولة تحقيق تقدم في الانتخابات المقبلة والإطاحة بالحكومة. ومع استقالته، ستزداد قوة المعارضة، وكذلك الحركة الاحتجاجية والمظاهرات ضد الحكومة في شارع كابلان بتل ابيب. لكن، بحسب ما تبدو عليه الأمور في الوقت الراهن، فإن هدف إسقاط الحكومة لا يزال بعيداً. وحالياً، سيحاول نتنياهو الاستمرار بالمحافظة على ائتلافه الحكومي المكون من 64 مقعداً، والموجود تحت تصرفه من أجل النجاح في الدورة الحالية للكنيست، وربما أكثر.

ثانيا، عودة ساعر وليبرمان لحكومة نتنياهو. لا شك أن هذا هو السيناريو المفضل لدى نتنياهو الذي سيسعى إلى تحقيقه.

وخروج غانتس من الحكومة قد يحمل أخباراً جيدة لمعسكر اليمين، وتفكيراً جديداً ومختلفاً في حكومة الحرب. وعلى الرغم من المصلحة المشتركة لساعر وليبرمان وغانتس في إسقاط الحكومة، إلا أنه لا يوجد اتفاق بين الطرفين على طريقة إدارة الحرب، وعلاوة على ذلك، فإن غانتس هو الذي عرقل أي محاولة لإضافة أعضاء جدد إلى حكومة الحرب المحدودة، ومن بينهم ليبرمان وساعر، وفي الوقت نفسه، فإن التقدير هو أن الوقت قد نفد بالنسبة لليبرمان وساعر وأنهما يفضلان البقاء خارجاً.

ثالثا، سقوط حكومة نتنياهو. على الرغم من أن انسحاب "معسكر الدولة" سيترك للائتلاف أغلبية برلمانية قوية ومتجانسة من المفترض أن تسمح للحكومة بمواصلة عملها. لكن من الممكن أن يؤدي حدث أو آخر، مثل قانون التجنيد أو قضية أخرى، إلى هز الحكومة ويؤدي في النهاية إلى حلها. ورغم أن لا أحد من أعضاء الحكومة لديه مصلحة في حلها، إلا أن الأحداث يمكن أن تحدث، والأكثر من ذلك أنها ستأتي على خلفية صور الاحتجاج التي ستزداد قوة.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: حكومة نتنياهو بيني غانتس تل أبيب الحرب في غزة حکومة نتنیاهو

إقرأ أيضاً:

بعد اغتيال نصرالله... كيف سيكون وضع حزب الله عند انتهاء الحرب؟

ذكر موقع "عربي 21" أنّ مجلة "الإيكونوميست" نشرت تقريرًا تناولت فيه تأثير اغتيال الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله على لبنان والشرق الأوسط؛ حيث يُواجه الحزب لحظة حرجة بعد اغتيال نصرالله، ما يجعل قيادته الحالية تحت ضغط شديد في ظل الأوضاع المتغيرة.

وقالت المجلة إن "الحزب أصيب بالصدمة بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل نصرالله؛ حيث التزم الصمت لأكثر من 24 ساعة، ولم يصرح بأي تصريحات في ما يخص مصيره أو القصف الضخم الذي استهدف مقره في الضاحية الجنوبية لبيروت. وحتى وسائل الإعلام التابعة للحزب، أصيبت بالذهول. وأخيرًا أكد الحزب إستشهاد نصرالله في حوالي الساعة 2.30 بعد الظهر".

وأضافت المجلة أن "الطائرات الإسرائيلية كانت قد نفذت، بحلول هذا الوقت، سلسلة من الغارات الجوية الإضافية في كافة أنحاء لبنان. وقالت إنها كانت تهدف إلى تدمير المزيد من ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن التي يمكن إطلاقها على منصات الغاز الطبيعي في البحر المتوسط. وترى إسرائيل نفسها في سباق مع الزمن لتدمير أكبر قدر من المناطق التي يمكنها تدميرها قبل أن يتمكن عدوها من إعادة تجميع صفوفه".

وأوضحت المجلة أن "حزب الله أطلق عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل صباح اليوم التالي لاستشهاد نصرالله، لكن ذلك لم يختلف عن تكتيكاته في الأيام السابقة، معتبرة أن الحزب يعاني من حالة من الفوضى"، مشيرة إلى أنه "من السابق لأوانه التكهن بكيفية محاولته الانتقام، فحتى قادته الذين نجوا ربما لا يعرفون الوسيلة المناسبة للانتقام بعد. ومع ذلك، من السهل استنتاج أن اغتيال نصرالله سيعيد تشكيل لبنان والمنطقة بطرق لم يكن من الممكن تصورها قبل سنة".

وذكرت المجلة أنه "منذ الثامن من تشرين الأول عندما بدأ حزب الله بإطلاق الصواريخ على مستوطنات الشمال تضامنًا مع غزة، كان نصرالله يتصور أنه قادر على الاستمرار في صراع حدودي مفتوح ولكنه محدود. واستمرت قواعد الاشتباك الضمنية حتى 27 تموز، عندما أخطأ صاروخ لحزب الله، والذي كان موجهًا ليستهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية، هدفه وقتل 12 طفلاً في ملعب لكرة القدم".

وبحلول ذلك الوقت، كانت العمليات الإسرائيلية في غزة قد انتهت وانتهزت حكومة بنيامين نتنياهو الفرصة لتغيير القواعد مع حزب الله؛ فاغتالت فؤاد شكر، القائد العسكري للحزب، بعد ثلاثة أيام من الحادث. ولم تكتفِ بهذه الضربة فقط، بل كان ذلك مقدمة لسلسلة من الهجمات في أيلول، بما في ذلك تفجير آلاف أجهزة الاستدعاء المفخخة وحملة من الغارات الجوية ضد ترسانة حزب الله المتمثلة في الصواريخ والقذائف.

وأشارت المجلة إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ التحضير للضربة التي قتلت نصرالله قبل يومين، وعندما علم أن امين عام الحزب وصل إلى مقره لعقد اجتماع، تمت الموافقة على الضربة. لقد كان ذلك نتيجة 18 سنة من التخطيط؛ حيث كانت إسرائيل قد نفذت محاولة اغتيال فاشلة خلال حرب سنة 2006، ثم كرست بعد ذلك الكثير من مواردها الاستخبارية لجمع المعلومات اللازمة لاختراق حزب الله واتصالاته مع إيران.

وذكرت المجلة أن من بين خلفائه المحتملين نائبه نعيم قاسم، ونائبه الآخر هاشم صفي الدين الذي يرأس المجلس التنفيذي للحزب. ويعتبر الأول، والذي يبلغ من العمر 71 سنة، خيارًا غير مناسب، بينما يبدو صفي الدين المرشح الأوفر حظًا، فهو أصغر من قاسم بعقد من الزمن، وابن خالة نصر الله ولديه علاقات وثيقة مع إيران، وذلك لمصاهرته قاسم سليماني، الجنرال الإيراني الشهير الذي اغتالته أمريكا في سنة 2020.

وأفادت المجلة بأن من سيتولى زمام الأمر سيواجه أكثر اللحظات خطورة في تاريخ حزب الله الممتد لأربعة عقود. فلا يتعلق الأمر فقط بأن إسرائيل قضت على كامل قيادته العسكرية تقريبًا، ومحت قرونًا من الخبرة في غضون شهرين، بل بسبب أيضًا موقف الحزب الضعيف أمام الرأي العام اللبناني الذي كان قد بدأ يستاء من هيمنته على السياسة.

لقد كان حزب الله لسنوات حليفًا وثيقًا لإيران؛ فقد لعب دورًا حاسمًا في دعم نظام بشار الأسد في سوريا، ووفر التدريب والتوجيه للميليشيات الأخرى المدعومة من إيران في العراق واليمن.

وأعطت هذه الخدمة نصرالله كل الأسباب لتوقع أن تهب إيران لنجدته، خاصة بعد أن نفذت إسرائيل عملية الاغتيال الصادمة في طهران لإسماعيل هنية، زعيم حماس، لكن ذلك لم يحدث، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن قادة إيران يخشون أن تكون إسرائيل قد اخترقتهم أيضًا. كما أنهم قلقون أيضًا من كيفية تأثير إظهار الدعم العلني لفصائل مثل حزب الله على مكانتهم في الداخل. وفي مواجهة الاستياء المتزايد بسبب اقتصاد محتضر، لا يريد النظام أن يظهر بمظهر من يستثمر المزيد من الموارد في وكيل يبدو أنه يخسر حربه ضد إسرائيل.

وذكرت المجلة أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أعلن في 28 أيلول أنه سيدلي بـ"بيان مهم" حول التطورات في لبنان، إلا أن البيان جاء "أجوف". فقد رأى خامنئي أن الهجمات الإسرائيلية لن تضر بـ"البنية الصلبة" لحزب الله، وأن الحزب سيواصل قيادة القتال ضد إسرائيل.

ولفتت المجلة إلى أنه يمكن لأحداث الأسبوعين الماضيين أن تعيد تشكيل سياسة إيران الأمنية على المدى الطويل. فقد كانت إيران تعتبر في الفصائل الموالية لها رادعها الرئيسي ضد أي هجوم إسرائيلي أو أميركي على مدى عقود من الزمان، أما الآن فهي تشاهد القضاء على أقوى أذرعها دون اتخاذ ردة فعل مناسبة. وقد بدأ بعض الإيرانيين بالفعل يجادلون بأنه يتعين على بلادهم بناء قنبلة نووية واختبارها؛ فإذا كان الردع التقليدي قد فشل، لم يبق سوى الردع النووي.

وقالت المجلة إن خامنئي كان يفضل دائمًا الاحتماء تحت القنبلة النووية، إلا أن الأحداث الأخيرة قد تغير رأيه. وحتى لو لم تغيّره، فهو في الخامسة والثمانين من عمره، ولن يكون القرار دائمًا بيده. ومع ذلك، فإن مثل هذه الخطوة ستضع إيران في مأزق ما. فقد اعتمدت ذات مرة على حزب الله لحماية منشآتها النووية من الهجوم، ولكن الآن ستصبح هذه المنشآت مكشوفة، إذا ما اتجهت نحو تصنيع القنبلة، لأنها لم تعد قادرة على الاعتماد على حزب الله.

واختتمت المجلة تقريرها بتوضيح أن حزب الله ليس على وشك أن يختفي؛ فلديه الآلاف من المحاربين المسلحين، وترسانة من الصواريخ بعيدة المدى، وقاعدة من الدعم الشعبي. لكن قواته التي ستخرج من هذه الحرب ستكون مختلفة تمامًا عن تلك التي دخلتها. (عربي 21)
 

مقالات مشابهة

  • بعد اغتيال نصرالله... كيف سيكون وضع حزب الله عند انتهاء الحرب؟
  • "الديمقراطية»: مصير جنود نتنياهو في جنوب لبنان سيكون كمصيرهم في غزة
  • هذه هي خارطة طريق الحلّ
  • القاهرة الإخبارية: الكنيست يصدق على ضم جدعون ساعر إلى حكومة نتنياهو
  • الكنيست يصدق على ضم جدعون ساعر إلى حكومة نتنياهو
  • عودة الدولة اللبنانية هى الحل
  • الحرب ليست الحل - واشنطن: حزب الله سيحاول التعافي ونحن نراقب
  • جدعون ساعر ينضم إلى حكومة نتنياهو
  • نتنياهو يعلن انضمام ساعر إلى الحكومة
  • ساعر ينضم إلى حكومة نتنياهو