رحلة «الراعي الرسمي للصيف» عبر التاريخ.. من هو مخترع الآيس كريم؟
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
الآيس كريم أو «البوظة» كما يُطلق عليها في بعض الدول العربية، هي حلوى مجمدة لذيذة تُحبّها جميع الفئات العمرية، ومن بين أكثر المرطبات الباردة شعبية في العالم خاصة في موسم الصيف الحار، ويعتبره كثيرون مصدر سعادةٍ ولذةٍ، والخيار الأمثل في ظل التزايد المستمر في ارتفاع درجات الحرارة.
من هو مخترع الآيس كريم؟وبينما يعتقد الأمريكيون حسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أنهم أول من اخترعوا الآيس كريم، إلا أنّ الحقيقة تُشير إلى أنّ تاريخ هذا الحلوى اللذيذة أقدم بكثير، ويعود إلى حضاراتٍ عريقة سبقتهم بآلاف السنين، ففي بلاد اليونان القديمة قبل 400 عام من الميلاد، كانوا يخلطون الثلج مع عصير الفواكه والسكر لصنع نوع من الحلوى المثلجة، أما في الصين، فكانوا يجمدون خليطًا من الحليب والأرز للاستمتاع ببرودة منعشة في فصل الصيف قبل 200 عام من الميلاد.
ومع مرور الوقت، انتقلت فكرة الآيس كريم إلى مختلف أنحاء العالم، وتطورت لتأخذ أشكالاً ونكهات مختلفة، ولعبت حضارات عديدة دورًا مهمًا في تطوير هذه الحلوى، منها الحضارة العربية التي أضافت إليها مكوناتٍ مثل الفستق الحلبي والورد.
ويُطلق على الآيس كريم، أو البوظة كما تُعرف في بعض الدول العربية، أسماءً مختلفة في جميع أنحاء العالم، وتعكس هذه الأسماء تنوع الثقافات والتاريخ، ففي إيطاليا، يسمى الآيس كريم «جيلاتو»، وهي كلمة مشتقة من الكلمة اللاتينية «جيليدوس» التي تعني «مجمد»، وفي الأرجنتين يطلق عليه اسم «هيلادو»، وفي نيوزيلندا يعرف باسم «هوكي بوكي»، وفي ألمانيا «سباجيتي»، وفي اليونان «باجوتو»، أما في تركيا «داندرمه».
ويبرز «جيلاتو» كأحد أشهر أصناف الآيس كريم، وتعود حكايته إلى القرن الثالث عشر في فلورنسا، عندما بدأ أثرياء المدينة بإضافة الثلج إلى الحليب، وفي عام 153 أرادت الأميرة الفلورنسية كاثرين دي ميديشي الاحتفال بزفافها من الملك هنري الثاني ملك فرنسا، فطلبت من طهاة بلاطها تحضير الحليب المخلوط لضيوفها.
وصفات جديدة للآيس كريمويُنسب اختراع «جيلاتو» إلى برناردو بونتالنتي، وهو فنان معماريّ شهير من فلورنسا، ففي عام 1565، ابتكر بونتالنتي حلوى جديدة تعتمد على «السابايوني»، وهو نوع من الكاسترد المخفوق يُصنع باستخدام الحليب وصفار البيض واللبن والليمون والبرتقال، ولم تقتصر رحلة الآيس كريم على إيطاليا، بل انتقلت إلى فرنسا لتُصبح جزءا من ثقافتها العريقة، فقد برع طهاة فرنسا في ابتكار وصفات جديدة للآيس كريم، مضيفين إليها نكهات غنية ومتنوعة مثل الشوكولاتة والفراولة.
وعندما جاء ملك إنجلترا تشارلز لزيارة فرنسا في مطلع القرن السابع عشر، أعجبه كثيرًا اللبن المُثلج الذي قدموه إليه حتى عاد بوصفته إلى إنجلترا، وبعدها أصبح الأغنياء يتناولون هذه الحلوى المثلجة اللذيذة.
أما آلة الآيس كريم، جرى تطويرها عام 1899 من خلال الفرنسي أوغست جولين، الذي ابتكر آلة تساعد في خلط المثلجات بشكل متماسك ومتجانس وسريع، ما كان فرصة في انخفاض تكلفته وانتشاره على نطاق واسع، أما صاحب فكرة وضع الآيس كريم داخل رقيقة من البسكويت كان بائع مثلّجات يُدعى إيتالو ماركيوني، في مطلع القرن العشرين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الآيس كريم الآیس کریم
إقرأ أيضاً:
رسالة إلى كريم بدر
بقلم: وجيه عباس ..
الحياة من دون كريم بدر أشبه بعقد وهمي تقف خلفه السياسة وهي تبتسم، نكاية به وبكل من سار في دربه!، السياسة عاهر لاتستحي، وكريم بدر كتلة من الحياء، وكتلة من المشاكسة الجنوبية التي لايحتملها ظلُّه، فكيف وهو يحمل بين أضلاعه تنّوراً جنوبياً كانت توقده أمه في الناصرية، حين وُلد في الناصرية قطعوا سرة ولادته ووضعوها بين البردي ليجيء ذات ضحى طيرٌ رحّالٌ وطار بها، وحين سقط تمثال الديكتاتور…دلع كريم بدر لسانه، فعلمنا ان الطائر توجه بها الى هولندا…وهو يهوّس”يامحله النصر ابهولنده”.
كريم بدر من صغره وُلِدَ رجلاً، أتيقن أنه تعثّر بطفولته في الأربعين، العراقيون لايتعرفون على طفولتهم إلا بعد أن يبلغوا سنَّ النبوّة، ولأنهم ليسوا أنبياء، تساوى لديهم الميلاد بالموت، موت أحدهم فرصة حقيقية لتذكير الآخرين بالطفولة…ياكريم بدر أذكر أنني حضرت ليلا في مأتم حيدر ابن الشاعر المرحوم كاظم اسماعيل الگاطع، كانت السماء تمطر مطرا باستطاعته أن يبلل مقبرة النجف بأكملها، الچادر فتح كل حباله لتهزها الريح من جوانبها، وأنا وحدي أجلس مع الگاطع وهو يقرأ لي قصيدته:
بده العام الدراسي وبدت الهموم
وبيتي عالمدارس بابه صاير
قلت له: ابو وسام هسه وكت تقره شعر؟فقال لي:سيد خليني افضفض حزن گلبي، آني مقهور على روحي لاني ماتعرفت على حيدر زين…وراح مني..
تيقن ياكريم بدر أنني منذ تلك اللحظة أزداد تعرُّفاً على أولادي لهذه النصيحة التي اخذتها من فم كاظم الگاطع…أتيقن أنك لم تكن بحاجة إلى گاطع يُقطِّع أوتار قلبك فقد تكفَّل بها العراق…وقطعها!.
كريم بدر يشبه امهاتنا الجنوبيات القديمات حين يلبسن الهاشمي في أعراس اولادهن، سوى أن كريم حين يتكلم بالوجع العراقي كامل الدسم يصبح فارسا يتخطى جميع الخطوط الحمر، إنه مصاب بعمى الألوان منذ أن تعرَّفَ على علي بن أبي طالب ع والوطن ، علي ع مات ساجداً بمحراب، والوطن أصبح منهوباً وكريم بدر مات غريباً في هولندا!!.
رأيتُ تابوتك مرفوعاً على اكتاف العراقيين الذين كنت تصرخ من أجلهم، فقلت هذا تابوت العراق، كنت فيه تؤدي دورك على مسرحه الوطني، وحين أغمضت عينيك، هرع الجميع لخشبات المسرح الوطني فاقتلعوها وجاؤوا بنجار فقام بتصميم تابوت منها ووضعوك فيه ميتاً، أنت أجدر من الجميع لتحتل هذا التابوت الخشبي لتتعرف على عراقك الخشبي القديم الذي دائما ما يتنكَّرُ لأبطاله الشهداء، وحين رفعوك عالياً وجدوك نحيفا ياكريم…لماذا لم تسمن كرشك الوطني ليحتفي بك غلاظ التجّار السياسيين؟ أما كان من الأولى بك أن تشبع نفسك وأهليك وأنت طويل اللسان عند المطالبة بالحقوق؟ لماذا اخترت ان تكون نحيفاً مثل قصبة وحادا مثل سيف وعزيزا مثل صلاة؟ ياصاحبي كان من الأولى أن تلغي فكرة طريق الحرير من ضميرك لأن قدميك سوف تدميان من الأشواك، أقلها كنت تخلصت من همك اليومي وحنجرتك المبحوحة من أجل استنهاض الناس، انت لست نبيّاً ليسائلك الله عن مشروع الفاو، وأعلم أنك لاتحب التصفيق في أداء دورك في مسرحية العراق الهزيلة، أنبيك أن جميع التذاكر محجوزة ومشتراة من الناس الذين كنت تدافع عنهم، أعلم أن قلبك مملوء بالخيبات مثلي، أنت نفسك الذي تدافع عن الناس طيلة عمرك سيقولون عنك: حراميٌّ جديد إذا دخلت قاعة البرلمان بأصواتهم وسوف تخسرهم في قلبك لأنهم لايغيرون رأيهم في السياسيين، حتى لو لم تسرق الف دينار سينظرون إليك كأنك سرقتهم، والفجيعة أنك سوف تصدقُهم!، من أنت حتى تُكذِّبَ حق الشعب في شتمك!، الناس يرشحون من سيتحمل شتائمهم في نفسه، هكذا بلحظة واحدة سوف يطلقون عليك لقب (عدو الشعب) وأنت وحدك من كنت تدافعُ عنهم.
(يا ماقلت لك: خويه كريم هاللّه هاللّه بكريم بدر يمعود لاتطگ وتموت يقول فدوة انته مو چنت مثلي مسودن تذبهه بتبنهه اگول له؛ انا دخلت في مغارة علي بابا وتعرفت عليهم جيدا وانت لم تتعرف على الجو السياسي الا من حيث وطنيتك فاهدأ….فما كان له إلا أن مات).
ماذا يعني أنك متَّ ياكريم بدر؟ أتيقن أنك ستهيىء لبنيك وزوجتك مكانا لتعيشوا فيه من جديد، ستجتمعون جميعا تحت ظل واحد، ربما سيقترح ابنك لنفسه غرفة جميلة، وربما شقة فاخرة تجمعك حين يفدون عليك وأن كلَّ شيء… عال العال، أعرفك جميلا، لهذا ستؤثث بيتك الترابي وكأنك في فندق سياحي خمسة نجوم، أنا لا أجزم على الله بذلك، الذي خلقك كريم بدر كما أنتَ، عدت إليه كما أنتَ، لم يتغير رصيدك في الخسارات، وقلبك لم يكن مملوءا بالخيبات كما هو أنت، لم يتضخم رصيدك المالي من سِفاح هذه الدنيا، بقيتَ نحيفاً كما كنت، بل تضررت أكثر منذ أن تعلمت أن الخسارة في الدنيا هي ربح في الآخرة، وأن الربح في الدنيا هي الخسارة الكبرى يوم يحملونك بتابوتك الخشبي.
أنا لا أصدق موتك ياكريم بدر، أنت تمثّلُ علينا دور الضحية بعد أن جلدت ذوات السارقين وقلت؛ هؤلاء حرامية لايستحون…هل ظننت ياكريم ان الحرامي سيستحي؟ انه فارس مغوار يطير بالدولارات حتى لوكان يركب حمارا متقاعدا…
سلامٌ عليك يوم أنجبتك الناصرية، ويوم أعمت عينيك رمال رفحاء، وسلام عليك يوم نطقت، ويوم أعلنت ثورتك على الجميع، ويوم مُتَّ ويوم جاورتَ عليّاً في النجف الأنزف ويوم تُبعث حيا وانت تهرع إلى خرائط الفاو لتنشرها على يديك أمام محكمة العدل الإلهية وأنت تقول لله: بأي ذنب نُهِبتْ.