موقع النيلين:
2024-11-23@16:10:49 GMT

حكاية البيان: دلالات وشواهد غير مرئية

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

(1) تابعت السرديات والروايات حول ما جرى فى استديوهات التلفزيون القومى نهار 15 ابريل 2024م ، ووقفت على ثلاث اشارات مهمة ، وخلصت إلى ثلاث نتائج غير مرئية..
أولا: تم اتخاذ إجراءات فنية وادارية أحدثت فرقا ، وتكشف عن حس عالي لدى المعنيين بدور التلفزيون والصورة فى احداث الفرق ، احدهما الطلب من كل الموظفين مغادرة الحوش إلى ذويهم ، وذلك بعد اشتداد المعارك واحكام المليشيا تطويقها للتلفزيون ، وافقد ذلك المليشيا الطاقة البشرية كليا ، إلا عدد من العاملين فى غرفة البث.

.
والاجراء الآخر تعطيل البث المباشر ، والاكتفاء فقط بغرفة الكنترول و(تلعيب المواد الجاهزة فقط والمحفوظة) .. مما يستعصي معه بث أى مواد خارج الخوادم الرئيسة (Server) .. وهذا كانت نقطة قلق وبحث المليشيا..
والنقطة الثانية : هى القدرات التقنية العالية ، ووفق تقديرات حرفية لم تتمكن المليشيا من فك الشفرة و تشغيل البث..
وللعلم – ووفق معرفتى العامة – هناك خلط في السودان بين غرفة التحكم (CR) أى (Control Room) وبين غرفة العرض أى (Gallery) ، حيث يتابع الفنى المواد على شاشات امامه ، واردة من ستديوهات البرامج أو الأخبار أو البث الخارجي المباشر أو المخزنة للبث ، اما التحكم فى البث فهذا أمر آخر كليا..
والنقطة الثالثة: هى الروح الوطنية العالية للمهندسين والفنيين بالتلفزيون والاذاعة ، ورفضهم التعاون مع مليشيا الدعم السريع في تشغيل التلفزيون وهذا موقف يعبر عن شرف هذه الثلة من ابناء الوطن ، لقد كان لموقفهم هذا تاثير كبير على مسار المعركة ، بل امتد فى جوانب أخري ، سنرويها فى وقت ما ، إن شاءالله.. وبالمناسبة فقد حبست المليشيا عدد من العاملين بالتلفزيون والاذاعة لمدة طويلة ، واختطفت احد المهندسين لعدة أشهر كان فى محطة الفتيحاب ، ولذلك كل ما حدث هو بسالة وبصيرة ووطنية ، ولى شرف كنت بينهم يوما ما .. لهم التحية..
(2)
ومن النتائج والوقائع الملاحظة:
– دخول شخص مدني ، ولا علاقة له بالأطراف العسكرية وليس له صفة رسمية أو اعتبارية إلى مقر هيئة مهمة وحساسة ، للقيام بدور يتجاوز المؤسسات ، هذا دلالة قوية أن ما قامت به المليشيا انقلاب كامل ، بأشخاص جدد وادوار جديدة ، وعزت جزء من ذلك الانقلاب..
– استعانة مليشيا الدعم السريع بأفراد لهم انتماء سياسي لحزب معين ، وقيادات من ذات الحزب تتولى ما يسمى الادارة المدنية فى الجزيرة وذات الحزب قياداته جزء من قوة المليشيا العسكرية فى النيل الأبيض ، وذات الحزب الذي غادرت كل قياداته البلاد قبل أيام من الحرب ، وربما توحي كل هذه الدلائل إلى أن المليشيا اعتمدت على تيارات سياسية كرافعة ، ولكنها استندت على احد القوى السياسية كشريك أساسي فى الانقلاب..
– لاحظوا الاستديوهات عندما استلمتها مليشيا الدعم السريع نهار يوم 15 أبريل 2023م ، وكيف حولتها إلى اكوام من الدمار والخراب ، لقد كان الدعم السريع وما زال (مشروع تدمير منهجي) لكل البنيات الأساسية..
كل يوم تتكشف أكثر حقيقة المخطط وابعاده فى محاولة مليشيا الدعم السريع السيطرة على البلاد ، وبالتعاون مع قوى سياسية ووفق ترتيبات قوى دولية بالمساهمة الفعلية أو بالتهيئة ، وما زالت خيوط المؤامرة مستمرة مع تغيير فى الوسائل والخطاب..
حفظ الله البلاد والعباد..
وحيا الله العاملين بالاذاعة والتلفزيون وكل الفاعلين والمؤثرين فى هذه المعركة للدفاع عن كرامة الوطن واهله..
د.ابراهيم الصديق على
10 يونيو 2024م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

والي غرب دارفور يعفي 42 من قادة الإدارة الأهلية لموالاتهم الدعم السريع

قرر والي غرب دارفور، بحر الدين آدم كرامة، الأربعاء إعفاء 42 من قادة الإدارة الأهلية بسبب انحيازهم لقوات الدعم السريع.

 

وتخضع ولاية غرب دارفور بالكامل لسيطرة الدعم السريع منذ نهاية العام الماضي. وتواجه هذه القوات، في سياق المعارك التي قادتها للسيطرة على الولايات، اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي ضد عرقية المساليت ذات الأصول الأفريقية.

 

وجاء في المرسوم الذي أصدره والي غرب دارفور، واطلعت عليه “سودان تربيون”، أنه “تقرر إعفاء الأمراء والفرش والعمد الذين أعلنوا انحيازهم وتعاونهم مع قوات الدعم السريع”. كما وجّه الأجهزة المختصة بمتابعة الإجراءات الخاصة بفتح بلاغات في مواجهة القادة المقالين.

 

وأشار المرسوم إلى أن المجموعة المقالة حرضت على الاعتداء على الدولة ومؤسساتها، وأثارت النعرات القبلية والجهوية باستنفار وحشد منتسبيهم من القبائل للمشاركة في أعمال القتل والتعذيب والاعتقال والتهجير القسري للمواطنين، بالإضافة إلى نهب وتخريب الممتلكات العامة والخاصة.

قبيلة الرزيقات

وشملت قرارات الإعفاء أمراء من قبيلة الرزيقات، أبرزهم الأمير مسار عبدالرحمن أصيل، إلى جانب أبوالقاسم الأمين بركة، وهو قيادي بارز في حزب المؤتمر الوطني المحلول، وسبق أن تولى منصب الوالي في ولايتي غرب كردفان والنيل الأبيض. كما تضمنت القرارات إعفاء عدد من قادة قبيلة المساليت، إضافة إلى قادة من قبائل المسيرية والزغاوة والأرنقا وغيرها.

 

وعلى صعيد آخر، عينت قوات الدعم السريع التجاني الطاهر كرشوم رئيسًا لما يسمى بالإدارة المدنية بولاية غرب دارفور، بينما عينت السلطات المركزية بحر الدين آدم كرامة واليًا للولاية، حيث يباشر مهامه من بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة.

 

مقالات مشابهة

  • لماذا توقفت أميركا عن تأييد الدعم السريع؟
  • “قطعوا لي أذني.. لا يرحمون أحدًا” .. انتهاكات الدعم السريع
  • أين تقف .. مع مليشيات الجيش أم مليشيا الدعم السريع؟
  • المتحدث باسم القوة المشتركة: نجحنا بقطع طريق إمدادات عسكرية ولوجستية ضخمة كانت متجهة إلى مليشيا الدعم السريع
  • مواجهات في الفاشر تتزامن مع قطع إمدادات للدعم السريع
  • استمر 6 ساعات وبدأ بتلاوة قرآنية للمنشاوي.. حكاية أول بث تلفزيوني من ماسبيرو
  • ناشطون: 42 قتيلا برصاص الدعم السريع في قرية وسط السودان
  • والي غرب دارفور يعفي 42 من قادة الإدارة الأهلية لموالاتهم الدعم السريع
  • هذا ما كشفته كلمة نعيم قاسم اليوم.. دلالات مهمة جداً!
  • قناة القاهرة الإخبارية: ميليشيا الدعم السريع تقصف الفاشر غربي السودان