حكاية البيان: دلالات وشواهد غير مرئية
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
(1) تابعت السرديات والروايات حول ما جرى فى استديوهات التلفزيون القومى نهار 15 ابريل 2024م ، ووقفت على ثلاث اشارات مهمة ، وخلصت إلى ثلاث نتائج غير مرئية..
أولا: تم اتخاذ إجراءات فنية وادارية أحدثت فرقا ، وتكشف عن حس عالي لدى المعنيين بدور التلفزيون والصورة فى احداث الفرق ، احدهما الطلب من كل الموظفين مغادرة الحوش إلى ذويهم ، وذلك بعد اشتداد المعارك واحكام المليشيا تطويقها للتلفزيون ، وافقد ذلك المليشيا الطاقة البشرية كليا ، إلا عدد من العاملين فى غرفة البث.
والاجراء الآخر تعطيل البث المباشر ، والاكتفاء فقط بغرفة الكنترول و(تلعيب المواد الجاهزة فقط والمحفوظة) .. مما يستعصي معه بث أى مواد خارج الخوادم الرئيسة (Server) .. وهذا كانت نقطة قلق وبحث المليشيا..
والنقطة الثانية : هى القدرات التقنية العالية ، ووفق تقديرات حرفية لم تتمكن المليشيا من فك الشفرة و تشغيل البث..
وللعلم – ووفق معرفتى العامة – هناك خلط في السودان بين غرفة التحكم (CR) أى (Control Room) وبين غرفة العرض أى (Gallery) ، حيث يتابع الفنى المواد على شاشات امامه ، واردة من ستديوهات البرامج أو الأخبار أو البث الخارجي المباشر أو المخزنة للبث ، اما التحكم فى البث فهذا أمر آخر كليا..
والنقطة الثالثة: هى الروح الوطنية العالية للمهندسين والفنيين بالتلفزيون والاذاعة ، ورفضهم التعاون مع مليشيا الدعم السريع في تشغيل التلفزيون وهذا موقف يعبر عن شرف هذه الثلة من ابناء الوطن ، لقد كان لموقفهم هذا تاثير كبير على مسار المعركة ، بل امتد فى جوانب أخري ، سنرويها فى وقت ما ، إن شاءالله.. وبالمناسبة فقد حبست المليشيا عدد من العاملين بالتلفزيون والاذاعة لمدة طويلة ، واختطفت احد المهندسين لعدة أشهر كان فى محطة الفتيحاب ، ولذلك كل ما حدث هو بسالة وبصيرة ووطنية ، ولى شرف كنت بينهم يوما ما .. لهم التحية..
(2)
ومن النتائج والوقائع الملاحظة:
– دخول شخص مدني ، ولا علاقة له بالأطراف العسكرية وليس له صفة رسمية أو اعتبارية إلى مقر هيئة مهمة وحساسة ، للقيام بدور يتجاوز المؤسسات ، هذا دلالة قوية أن ما قامت به المليشيا انقلاب كامل ، بأشخاص جدد وادوار جديدة ، وعزت جزء من ذلك الانقلاب..
– استعانة مليشيا الدعم السريع بأفراد لهم انتماء سياسي لحزب معين ، وقيادات من ذات الحزب تتولى ما يسمى الادارة المدنية فى الجزيرة وذات الحزب قياداته جزء من قوة المليشيا العسكرية فى النيل الأبيض ، وذات الحزب الذي غادرت كل قياداته البلاد قبل أيام من الحرب ، وربما توحي كل هذه الدلائل إلى أن المليشيا اعتمدت على تيارات سياسية كرافعة ، ولكنها استندت على احد القوى السياسية كشريك أساسي فى الانقلاب..
– لاحظوا الاستديوهات عندما استلمتها مليشيا الدعم السريع نهار يوم 15 أبريل 2023م ، وكيف حولتها إلى اكوام من الدمار والخراب ، لقد كان الدعم السريع وما زال (مشروع تدمير منهجي) لكل البنيات الأساسية..
كل يوم تتكشف أكثر حقيقة المخطط وابعاده فى محاولة مليشيا الدعم السريع السيطرة على البلاد ، وبالتعاون مع قوى سياسية ووفق ترتيبات قوى دولية بالمساهمة الفعلية أو بالتهيئة ، وما زالت خيوط المؤامرة مستمرة مع تغيير فى الوسائل والخطاب..
حفظ الله البلاد والعباد..
وحيا الله العاملين بالاذاعة والتلفزيون وكل الفاعلين والمؤثرين فى هذه المعركة للدفاع عن كرامة الوطن واهله..
د.ابراهيم الصديق على
10 يونيو 2024مإنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
جرائم الاغتصاب على يد الدعم السريع أكثر مما هو معلن
مع بداية الحرب في السودان، ترصد وحدة مكافحة العنف ضد المرأة الانتهاكات التي تمارس ضد النساء، وبشكل خاص من طرف قوات الدعم السريع.
ومع قرار الولايات المتحدة، الثلاثاء، فرض عقوبات على قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بسبب ارتكاب قواته جرائم من بينها اغتصاب النساء، قالت رئيسة الوحدة، سليمة إسحق، إن عدد حالات الاغتصاب التي تم رصدها تجاوزت 550 حالة.
وصرحت لموقع الحرة: “رصدنا 554 حالة، وهناك تحديثات تصلنا تباعا من الولايات، خصوصا من الجزيرة التي تشهد عمليات نزوح كبيرة”، مضيفة: “هذا العدد بسيط جدا مقارنة بما يحدث في الواقع”.
وشرحت أن عدم تسجيل جميع الحالات يعود إلى أسباب، من بينها “قطع الاتصالات، وقرار النساء بعدم التبليغ خوفا من الوصم المجتمعي”.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، فرض عقوبات على حميدتي، بالإضافة إلى 7 شركات وفرد واحد مرتبطين بهذه القوات.
وقالت الوزارة إنه على مدار نحو عامين، تحت قيادة حميدتي، انخرطت “الدعم السريع” في “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي على نطاق واسع وإعدام المدنيين العزل والمقاتلين العزل”.
وطالما نفت قوات الدعم السريع ارتكاب جرائم عنف جنسي على مدار سنوات الحرب.
واعتبرت إسحق أن “المجتمع الدولي تأخر كثيرا جدا في الاعتراف بجرائم الدعم السريع”، قائلة إن تلك القوات “استخدمت العنف الجنسي كسلاح في الحرب وبشكل واضح وممنهج”.
وأضافت رئيسة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، والتي عُينت خلال حكومة عبد الله حمدوك، واستمرت في منصبها كمؤسسة حكومية: “تأخر قرار العقوبات كثيرا، لكنه جيد.. لقد كنا نتوقعه بشكل أبكر إحقاقا لحق النساء”.
واتهمت الخارجية الأميركية القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب، كاشفة أن عناصر من الدعم وميليشيات عربية متحالفة معهم، ارتكبوا “جرائم ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا”.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في بيان، الثلاثاء، “أفراد قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها قتلت الرجال والفتيان بشكل منهجي، وحتى الأطفال الرضع، على أساس عرقي”.
وأضاف أنها أيضا “استهدفت عمدًا النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب، وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي”.
ورغم أهميته، بدت إسحق غير متفائلة بشأن تأثير قرار العقوبات، وقالت للحرة: “ربما لا يؤثر كثيرا لأنه لا يوجد بالأساس خوف من العقاب، بل هناك فخر بارتكاب الجريمة”.
وأوضحت: “هناك تسجيلات فيديو وصوت تشير إلى الفخر بانتهاك النساء”، مضيفة: “فكرة قبيحة تكشف عدم الخوف من العقاب وعدم الاكتراث بحجم وشكل الجريمة”.
وقالت الأمم المتحدة، الإثنين، إن حوالي 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة في السودان بعد 20 شهرا من الحرب، داعية إلى تعبئة دولية “غير مسبوقة” في مواجهة أزمة إنسانية “مروعة”.
وأسفرت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان عن مقتل الآلاف، وسط تقديرات تراوح ما بين 20 ألفا و150 ألف شخص، بالإضافة إلى ما يقدر بنحو 11 مليون نازح.
وتعتبر الأمم المتحدة أن الأزمة الناتجة عنها، واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.
وفي هذا الصدد، اعتبرت إسحق في حديثها للحرة، أن “الشيء الوحيد الذي سيكون له تأثير واضح (على حماية النساء ووقف الجرائم بحقهن) هو وضح حد لهذه الحرب”، وليس اعتماد العقوبات فقط.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتساب