الأمراض المعدية سريعة الانتشار.. والتحصينات الدورية ضرورة
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
أكد أطباء أن الأمراض المعدية سريعة الانتشار وتمثل تحديا للمنظومة الصحية في سلطنة عمان، مشيرين إلى أن السفر والتنقل يسهمان في انتشارها وتأثر الأفراد بها، وتمثل التحصينات الدورية ضرورة والحل الأمثل لمكافحتها مع الالتزام بالإجراءات الوقائية.
قالت الدكتورة ليلى بنت علي الكلبانية، رئيسة قسم التثقيف الصحي بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة الظاهرة: بداية نعرّف الأمراض المعدية كما عرّفتها منظمة الصحة العالمية وهي الأمراض المعدية التي تنجم عن مكروبات مُمرضة كالجراثيم والفيروسات والطفيليات والفطريات، ويمكن أن ينتشر المرض بصورة مباشرة أو غير مباشرة من شخص إلى آخر، مشيرة إلى أنه يمكن تصنيف هذه الأمراض إلى ثلاث فئات، هي: الأمراض التي تسبب مستويات عالية من الوفيات، والأمراض التي تضع على السكان أعباء ثقيلة من العجز، والأمراض التي يمكن أن تكون لها تداعيات عالمية خطيرة؛ نظرا لسرعة انتشارها والطبيعة غير المتوقعة لهذا الانتشار.
وأوضحت أن الجميع معرّض للإصابة بالأمراض المعدية ولكن هناك بعض الفئات هي أكثر عرضة للإصابة من غيرها لأكثر من مرة ومعرّضة لمضاعفات قد تكون خطيرة، وقد يعتمد ذلك على المسبب لهذه العدوى وهل تم علاجها بالطريقة الصحيحة أم لا؟ وتشمل مرضى الأمراض المزمنة أو نقص المناعة أو من فئة كبار السن من عمر ٦٠ سنة فما فوق والأطفال، بالإضافة إلى المرضى المصابين بأي نوع من السرطانات ويخضعون للعلاج الكيميائي والإشعاعي، والمرضى الذين يتناولون أدوية خافضة للمناعة والمرضى الذين أجروا حديثا عمليات زراعة الأعضاء.
المضادات الحيوية
وحول كيف أدت المقاومة للمضادات الحيوية وغيرها من الأدوية إلى صعوبة علاج الأمراض المعدية أفادت الدكتورة ليلى الكلبانية: المضادات الحيوية هي أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، وتحدث مقاومة للمضادات عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية، ومن أهم أسباب هذه المقاومة هي الإفراط في وصف المضادات الحيوية طبيا، وعدم التزام المريض بإنهاء علاجه، وانعدام شروط النظافة الصحية، وقصور مكافحة العدوى في المؤسسات الصحية، مضيفة أن مقاومة مضادات الميكروبات تهدد فاعلية الوقاية من مجموعة من حالات العدوى التي تتزايد باستمرار وتسببها الجراثيم، والطفيليات، والفيروسات، والفطريات، وصعوبة علاجها، كما يتعرّض نجاح العمليات الجراحية الرئيسة والمعالجة الكيميائية للسرطان للخطر دون توفر مضادات حيوية فاعلة، وتزيد تكاليف الرعاية الصحية المقدمة للمرضى المصابين بحالات عدوى مقاومة على تكاليف رعاية المرضى المصابين بحالات عدوى غير مقاومة؛ بسبب استغراق المرض مدة أطول، وإجراء اختبارات إضافية، واستخدام أدوية أكثر كلفة.
التقليل من انتشارها
وردا على كيف يتم القضاء على بعض الأمراض أو تقليل انتشارها؟ ولماذا بدأت تعود مرة أخرى؟ أوضحت أن هناك العديد من الجهود التي بُذلت وما زالت تقوم بها دول العالم والمنظمات الدولية في سبيل القضاء أو التقليل من انتشار الأمراض المعدية، ومن ضمن الجهود هي التحصينات للأمراض المعدية التي ساهم البعض منها في القضاء عليها وعدم انتشارها مرة أخرى كالجدري، وكالذي حدث في جائحة كوفيد-١٩، حيث ساهم التحصين في تقليل المضاعفات وانتشار العدوى، مشيرة إلى أن الإجراءات الوقائية كغسل اليدين بالماء والصابون أو الكحول بالطريقة الصحيحة وخاصة بعد ملامسة الأسطح غير النظيفة، وعدم مخالطة المرضى خاصة إن كنت من الفئات الأكثر عرضة للإصابة، والتأكد من سلامة الغذاء، واتباع نمط حياة صحي (تغذية سليمة، ممارسة النشاط البدني ونمط النوم الصحي) تشكل معبرا آمانا للابتعاد عن انتقال الأمراض المعدية.
وحول تأثير الحركة السريعة للأشخاص عبر الحدود الدولية في نشر الأمراض المعدية قالت: كما لاحظنا ما حدث في جائحة كوفيد-١٩ وغيرها من الأمراض المعدية أنها بدأت أو ظهرت في دول معينة وبسبب انتقال الأشخاص من مكان لآخر أحدث انتشارا سريعا للفيروس حتى أصبحت جائحة عالمية أدت إلى ارتفاع عدد المصابين والوفيات، لذلك تم عمل دراسة أو ربما نطلق عليها تحديدا للدول أو المناطق التي تنتشر بها أنواع معينة من العدوى، وسوف يسهم ذلك في فهم مدى تأثر هذه الدول بالأمراض المعدية وتوفير المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة الوقائية للحد من آثار تفشي هذه الأمراض.
وأشارت إلى الأمراض المعدية تؤثر على الأنظمة الصحية المحلية في حال انتشارها بشكل كبير من خلال عدم مقدرتها على استيعاب أعداد كبيرة من المرضى وزيادة تكاليف العلاج، وربما بعض المصابين يحتاجون لرعاية طبية خاصة بالمستشفيات، لذلك نجد ما حدث في جائحة كوفيد-١٩ والتحديات التي واجهتها الأنظمة الصحية ساعدها للتطوير وتعزيز قدرتها على مواجهة أي تحديات مستقبلية، مضيفة أن سلطنة عُمان تتميز بوجود سياسة صحية تسهم في مكافحة انتشار الأمراض المعدية والحد من خطورتها على الفرد والمجتمع، ويرجع ذلك إلى وجود نظام فعال وحساس للمراقبة وترصد الأمراض المعدية ووجود برنامج التحصينات الموسع لمكافحة هذه الأمراض، وجاء إعلان منظمة الصحة العالمية مؤخرا في اختيار مختبرات الصحة العامة المركزية بسلطنة عُمان كمركز متعاون في مجال الأمراض المُعدية الناشئة والمستجدة، ويعد الأول من نوعه على مستوى الشرق المتوسط، ويمثل إضافة جديدة في سجل الإنجازات في المجال الصحي.
اضطرابات المناعة
وأضافت: لا تقل مناعة الجسم بعد تكرار هذه الأمراض، بل العكس تكرار الإصابة بالعدوى هو سببها نقص المناعة، حيث يمكن لأي شخص التعرّض للعدوى وإذا كان الجهاز المناعي سليما فيستطيع المقاومة وتكوين مناعة ضد بعض الأمراض، وهناك الفئة التي تعاني من اضطرابات المناعة إما وراثية أو مكتسبة مثل مرض الإيدز وتجعلهم عرضة للإصابة بالعدوى، وتختلف المؤشرات والأعراض وفقا لنوع اضطراب نقص المناعة، وتختلف من شخص لآخر.
من جانبه قال الدكتور عبدالمجيد بن صالح القطيطي، طبيب طوارئ بمستشفى النهضة: إن كبار السن والأطفال والأفراد الذين لديهم أمراض مزمنة هم الأكثر عرضة للتأثر بالأمراض المعدية، وتزيد الفيروسات الموسمية في فترات معينة خاصة في بداية الشتاء ونهايته، ويعد فيروس الإنفلونزا من أكثر الأمراض المعدية انتشارا، مشيرا إلى أنه يتم سنويا توجيه الأفراد بضرورة التحصين ضده، وذلك بسبب التغيرات السنوية التي تصيب هذا الفيروس مما يؤثر على المناعة، موضحا أنه عندما تهاجم الفيروسات الجسم يستطيع الجهاز المناعي أن يتعرّف عليها ويقضي على الجرثومة ويخزّن عنده في الأرشيف أنه تم القضاء على هذا الفيروس، كما يتم القضاء عليه نهائيا إذا هاجم الجسم مرة أخرى، لكن في حالة فيروسات الإنفلونزا فهناك الآلية تختلف بسبب تغير صفاته في كل موسم، فيتم تحصين المناعة لدى الأفراد بالتحصينات الموسمية السنوية.
الطب الحديث
وأضاف: بمرور الزمن تم تطوير الكثير من المضادات الحيوية بكافة أشكالها وأنواعها، ولكن خلال السنوات الـ 10 الماضية لم يتم تطوير أي مضاد جديد، ولكن في الجهة المقابلة الفيروسات تتطور بشكل سريع وكبير، فمثلا تصاب بالتهاب في منطقة الصدر وأُصبت بجرثومة اعتيادية وتم صرف المضاد المناسب لها للقضاء عليها، لكن إذا أُصبت بجرثومة مضادة للمضادات الحيوية فلا يوجد مضاد يستطيع القضاء عليها، مشيرا إلى أن الأطباء يواجهون الكثير من الجراثيم المضادة للمضادات مما يجعل التعامل معها صعبا للغاية، وعادة ما تسمى "الجراثيم الخارقة" ومن أسباب تطورها هو كثرة استخدام المضادات بشكل مبالغ فيه دون الحاجة، وعدم الالتزام بأخذها في المدة الموصوفة من قبل الطبيب، كما استطاع الطب الحديث القضاء على بعض الأمراض المعدية وبشكل نهائي، وأحد أشهر هذه الأمراض كان شلل الأطفال حيث تم القضاء عليه بالتحصينات.
ولفت إلى أن السفر قد يمثل تحديا بسبب كثرة المخالطات والانتقال من مكان إلى آخر، وكأطباء نشاهد العديد من الحالات التي تعود من السفر وانتقلت لها العدوى بأحد الأمراض المعدية المنتشرة هناك، خاصة عند القدوم من الدول البعيدة والفقيرة، فيصبح انتقال الفيروسات بشكل أسرع وأسهل، كما أن الأمراض المعدية تثقل النظام الصحي كثيرا، خاصة في الفترات الانتقالية بين المواسم ويمتلئ قسم الطوارئ وقسم الأطفال بهذه الأمراض التي تنتشر في مواسم معينة، وقد تستقبل العناية المركزة أضعاف السعة الاستيعابية لها، مما يؤدي إلى ضرورة الاستعانة بكادر صحي من المستشفيات الأخرى.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المضادات الحیویة الأمراض المعدیة الأمراض التی هذه الأمراض تم القضاء إلى أن
إقرأ أيضاً:
دواء أزيكس (Azix).. مضاد حيوي لعلاج الالتهابات البكتيرية
يُعد دواء أزيكس (Azix) مضادًا حيويًا واسع الطيف من فئة الماكروليد التابعة لمجموعة الأزاليد، ويُستخدم لعلاج العديد من الالتهابات البكتيرية.
ويحتوي على المادة الفعالة أزيثرومايسين (Azithromycin)، ويتوفر بعدة أشكال دوائية تشمل كبسولات بتركيز 500 مجم، وشراب بتركيزات 600، 900 و1500 مجم.
التركيب الدوائي
يتكون أزيكس 500 من المادة الفعالة أزيثرومايسين بتركيز 500 مجم، وهي المسؤولة عن التأثير المضاد للبكتيريا من خلال تثبيط نموها ومنع تكاثرها.
ما هي دواعي استعمال أزيكس؟
يستخدم دواء أزيكس 500 في علاج مجموعة واسعة من الالتهابات البكتيرية، من أبرزها
التهاب الحلق واللوزتين البكتيري، النزلات الشعبية الحادة، التهابات عنق الرحم، العدوى البكتيرية بمجرى البول، التهابات المهبل والجهاز التناسلي، التهابات الجهازين التنفسي والهضمي، داء المقوسات (Toxoplasmosis)، الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات مثل الملاريا والحمى.
كما يمنع تناول الدواء في حالات: فرط الحساسية تجاه أزيثرومايسين أو أي مضاد حيوي من عائلة الماكروليد.
أزيكس للحامل
لا تتوفر بيانات كافية حول أمان استخدام الدواء أثناء الحمل، لذا يجب استشارة الطبيب قبل تناوله.
يُصرف فقط إذا رأى الطبيب أن الفوائد تفوق المخاطر المحتملة.
أزيكس للأطفال
يتوفر الدواء على شكل شراب معلق بتركيزات مناسبة للأطفال، ويُستخدم لعلاج أغلب أنواع العدوى البكتيرية التي تصيبهم في سن مبكرة.
احتياطات الاستخدام
يجب مراجعة الطبيب فورًا في حال ظهور أعراض تحسسية بعد تناول الدواء، أو ملاحظة اضطرابات في نبضات القلب، أو وجود مشكلات في الكبد أو الكلى.
كما ينبغي الحذر إذا كان المريض يعاني من اضطرابات نفسية أو ضعف في العضلات (الوهن العضلي الوبيل)، أو في حال حدوث إسهال شديد ومستمر بعد الجرعة. كذلك يُنصح بمراقبة مستويات البوتاسيوم والمغنيسيوم في الدم لتجنب أي مضاعفات، مع التأكيد على ضرورة عدم تجاوز الجرعة المقررة، وتوخي الحذر أثناء فترتي الحمل والرضاعة الطبيعية.
التفاعلات الدوائية
قد تتفاعل بعض الأدوية مع أزيكس أو تقلل من تأثيره العلاجي، لذلك يُنصح بإبلاغ الطبيب عن أي علاج آخر يتم تناوله، خاصة أدوية قصور القلب مثل الديجوكسين، وعلاج النقرس كالكولشيسين، والأدوية المثبطة للمناعة مثل السيكلوسبورين، إضافة إلى مميعات الدم كالوارفارين ومضادات الحساسية مثل أستيميزول.
كما يجب ترك فاصل زمني لا يقل عن ساعة بين تناول أزيكس ومضادات الحموضة، مع ضرورة تجنب استخدام الإرغوتامين أو أدوية الصداع النصفي بالتزامن معه لتفادي التفاعلات الضارة.
هل يمكن تناول أزيكس على معدة فارغة؟
يمكن تناول أزيكس في أي وقت من اليوم، ولكن يُفضل تناوله في نفس الوقت يومياً. ويُستحسن أخذه قبل ساعة من الطعام أو بعد ساعتين لضمان امتصاص أفضل.
فوائد أزيكس 500
تُستخدم كبسولات أزيكس 500 مجم لعلاج الالتهابات البكتيرية في العين والأذن والرئتين والحنجرة والمسالك الهوائية والأنسجة الرخوة، كما تُستعمل في علاج الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع.
كم مدة العلاج بدواء أزيكس؟
تتباين مدة علاج أزيكس تبعًا لنوع العدوى، ففي حالات التهابات الجهاز التنفسي يُتناول الدواء بواقع كبسولة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أيام متتالية، بينما في الأمراض المعدية مثل الكوليرا أو إسهال المسافر يمكن إعطاء جرعة واحدة مقدارها 1 غرام أو كبسولة يوميًا لمدة ثلاثة أيام، أما في العدوى المنقولة جنسيا فيكتفى بتناول كبسولتين بتركيز 500 ملغ مرة واحدة أي ما يعادل 1 غرام.
متى يبدأ مفعول الدواء؟
يصل الدواء إلى ذروة مستوياته في الدم خلال 2 إلى 3 ساعات من تناوله، ويمتد تأثيره داخل الجسم من يومين إلى أربعة أيام تقريباً.
ماذا تفعل إذا فاتتك جرعة؟
إذا نسيت جرعة، تناولها فور تذكرك إلا إذا حان موعد الجرعة التالية، فتجاوز الفائتة واستمر في جدولك المعتاد دون مضاعفة الجرعة.
أزيكس والرضاعة
تُفرز المادة الفعالة أزيثرومايسين في حليب الأم بنسبة منخفضة، لذا يجب استشارة الطبيب قبل استخدامه أثناء الرضاعة الطبيعية.
ما هي الآثار الجانبية لمضاد أزيكس؟
قد يسبب دواء أزيكس بعض الأعراض الجانبية التي تختلف في شدتها من شخص لآخر، وتشمل اضطرابات في ضربات القلب أو انخفاض ضغط الدم وألمًا في الصدر، إلى جانب مشكلات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء والإسهال وعسر الهضم وفقدان الشهية. كما قد يؤدي إلى خلل في وظائف الكبد أو الكلى، وأعراض عصبية كـ الدوخة والصداع والتنميل والعصبية أو التوتر.
وقد تظهر تفاعلات جلدية مثل الطفح أو الحكة أو التهيج أو العدوى الفطرية، بالإضافة إلى تغيرات في حاستي الشم والتذوق أو تأثير مؤقت على السمع، مع احتمال حدوث سعال أو التهاب في الحلق أو رشح نتيجة تأثر الجهاز التنفسي.
ويُحفظ أزيكس في درجة حرارة أقل من 25 درجة مئوية، بعيداً عن الرطوبة ومتناول الأطفال.
بدائل أزيكس 500
من الأدوية البديلة التي تحتوي على نفس المادة الفعالة: زيروكس، زيثروماكس، زيماكس، زيترون، ازوماكس، ازيماك، وازي ونس.
ويُعتبر دواء أزيكس علاجا فعالا ضد العدوى البكتيرية التي تصيب الجهاز التنفسي ومعظم الأمراض المعدية، كما استُخدم في بروتوكولات علاج فيروس كورونا (COVID-19) للقضاء على العدوى البكتيرية المصاحبة للفيروس.