عادل الباز: القتل العشوائي المستمر .. لماذا.؟
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
“هناك حرب لابد من خوضها في هذه البلاد، ضد هؤلاء الذين تجرأوا كثيراً”.
أهزوجة أمريكية
1
كثيرون في حيرة بسبب الفظائع التي ترتكبها المليشيات يومياً في كافة بقاع السودان.. وسبب الحيرة أنهم لا يجدون إجابة لسؤال بسيط ومعقد.. لماذا تفعل تلك المليشيا ما تفعل?. “الإغارة على الضواحي وإفساد السابلة” وقتل كل الناس لماذا.
2
لماذا تنهب عصابات المليشيا وتسرق؟
…لأنهم بالأصل لا قضية لهم، مجرد كسابة كل هدفهم من الحرب النهب والسرقة ولذا فإن أي منطقة جرى نهبها غادروها.
لماذا يتوحشون في تعذيب الناس وإذلالهم ؟
لأن هذه طبيعة حياتهم التي عاشوها في الصحاري حيث نشأت لديهم طبيعة متوحشة ونزعت منهم إنسانيتهم وأصبح لا يمكن التعامل معهم كناس أسوياء
.
اغتصاب النساء وخطفهم واسترقاقهم؟
وذلك لأنهم بلا أدنى احترام للمراة ككائن بشري فالمرأة في حياتهم غير موجودة وإن وجدت فهي مجرد وعاء لإنتاج مزيد من الأشاوس المتوحشين. كل ذلك يمكن فهمه ولكن القتل.. القتل لماذا ؟.
قتل لأتفه الأسباب أو قتل بدون سبب إطلاقاً؟.
لماذا هم متعطشين دوماً للدماء؟!!
الطبيعية البشرية العادية لأي إنسان أنه ينفر من الدماء والقتل حتى إن كانت هنالك أسباب؟ فما الذي يدفع هؤلاء المجرمين الأشاوس للقتل المستمر.؟.
يقتل الأشاوس عليهم اللعنة في كل يوم المئات دون أن يحققوا أي نصر.
بالأمس القريب قتلوا 200 في قرية ود النورة.. لماذا؟ كان يمكن أن يدخلوا القرية الوادعة بسلاحهم الثقيل ويهددهوا ساكنيها وينهبوها كعادتهم ويغفلوا راجعين؟. هل كانت هناك مقاومة في القرية أو مجاهدين أو مستنفرين؟ الحقيقة أنهم بدأوا في تدوين القرية لساعات بالراجمات والدوشكات والثنائيات وغيرها من الأسلحة وأغلب القتلى بسبب التدوين العشوائي وليس نتيجة معارك مباشرة مع الأهالي. ثم بعد أن أجهزوا على أهلها اجتاحوها مزيدا من القتل. كذلك فعلوا في أمدرمان كرري ويفعلون يومياً في تدوين المناطق المأهولة بالسكان في الفاشر والأبيض، الهدف القتل لماذا .؟!!.
3
واضح أن هذا القتل العشوائي لا يحقق حتى الآن أي هدف، فهو بالقطع لن يجعل الجيش يستسلم وهو لن يكسر شوكة الكيزان كما هو عاجز أيضاً عن إنهاء دولة 56 وهو بالطبع ليس طريقاً للسلطة فالطريق إلى السلطة لا يمر عبر آلاف الجثث، القتل لا يزيد الشعب إلا كرهاً للمليشيا القتل في كل يوم ينتج ثأراً جديداً وغبائن يستحيل معها مساكنتهم ناهيك عن قبولهم في أي سلطة وأي مؤسسة مدنية أو عسكرية.
العجيب أنهم ومستشاريهم وحلفاءهم يفهمون ذلك جيداً ولكنهم لا يوقفون القتل…لماذا؟.
هناك احتمالات.. الأول أن تكون هذه المليشيا انفلتت من عقلها ولم يعد لها أي قيادة منظمة تنهى وتامر، وتحولت فقط لمجموعات من المجرمين القتلة لا علاقة لهم بقيادة فيما كان يسمى بالدعم السريع سابقاً. ولكن هذا الاحتمال يضعف تماماً إذا علمنا أن قيادات وحلفاء المليشيا لازالوا يدافعون عن جرائمها ويبررونها ثم يتدفق عليهم السلاح والفزع من مناطق سيطرة المليشيا بالخرطوم. إذن هناك قيادة تشونهم وتدفع لهم وتمدهم بالعربات والمدافع لممارسة القتل. اذن القول بأنهم مجرد كسابة حيلة لم تعد تنطلي على أحد.
احتمال ثان.. القيادات المجرمة في المليشيا تتوهم أنها بإراقة مزيد من الدماء بين السكان المدنيين سيضغطون على الجيش وستثير المدنيين وتحرضهم ضده ليأتي صاغراً ومهرولاً للمفاوضات…ولكن في كل مرة يحدث العكس فكلما ارتكبت المليشيات المجازر كلما التف الشعب حول الجيش وأدراك أن هذه مليشيا إرهابية مجرمة تقتلهم بلاسبب. وكلما مرة يحدث هجوم غادر على منطقة يصعب على الحكومة مجرد الحديث عن مفاوضات ناهيك عن الذهاب للمفاوضات حيث أصبحت المفاوضات في عرف الشعب جريمة وخيانة… لقد جعلت هذه لقد جعلت هذه الجرائم التفاوض نفسه مستحيلاً. أنظر لتصريحات ولقاءات البرهان آخرها في سنار أمس وعقب كل مجزرة وهجوم غادر.
احتمال ثالث.. قد تعتقد القيادات المجرمة في المليشيات وحلفائها الداخليين ومموليها الخارجيين أنهم بهذا النهج في القتل العشوائي المستمر الذي يقع على المواطنين سيرهق الجيش ويبدد موارده وتبوظ أعصابه مما قد يجعله يتصرف بتهور فتكسب المليشيا المعركة نتيجة للأخطاء والتهور والعجلة في حسم المعركة..
تلك أيضاً فكرة فاسدة أثبتت فشلها إذ بقي الجيش يدافع عن البلاد وهو في ثكناته بصبر عظيم رغم الحصار إلى أن كسر عظم ظهر المليشيا ودفعها هي للتهور وحولها بصبره وقدراته على المناورة من جيش عرمرم إلى مجرد مليشيا إرهابية مدانة من كل العالم..
والجيش لم ينهك، لايزال يقاتل بصبر وخطة ويفشل كل المؤامرات السياسية والعسكرية والدبلوماسية، الجيش لايخوض معركته ضد مليشيات مجرمة فقط بل يخوضها ضد دول جوار متآمرة وعالم غربي متواطئ وسياسيين لا وطنيين مرتزقة، رغم كل ذلك لم ينهك الجيش ولم يجعله يستسلم كما يهوى الجاك ورهطه من خدام الجنجويد.
احتمال الأخير… مادام سقطت مؤامرة الاستيلاء على الدولة بالانقلاب أولاً ثم بالحرب ثانياً يصبح الخيار الأخير هو تهيئة المناخ لقيام حرب أهلية تفتت الدولة السودانية نهائياً.. أنا أرجح هذا الاحتمال ولكن كيف يجعلونه واقعاً ولماذا؟.نواصل.
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القتل العشوائی
إقرأ أيضاً:
بالقانون.. حبل المشنقة في انتظار قاتـ.ل والدته بالشرقية| ماذا حدث؟
يواجه المتهم بقتل والدته هقوبة قاسية بعد التخلص من والدته خنقًا في الشرقية، وفي السطور التالية نرصد عقوبة القتل.
البداية عندما تمكنت الأجهزة الأمنية بالشرقية من كشف غموض واقعة العثور علي سيده متوفية داخل منزلها في مركز أولاد صقر حيث تبين قيام نجلها بالتخلص منها خنقاً داخل المنزل وتم ضبط المتهم والتحفظ عليه وتحرير محضر بالواقعة.
فيما تلقت الأجهزة الأمنية بالشرقية إخطارا يفيد ورود بلاغا بالعثور علي "رضا ع م" 49 سنه ربة منزل "جثة هامدة " داخل منزلها بمركز أولاد صقر.
وبالانتقال والفحص تبين قيام نجلها "أحمد م" 28 سنه صيدلي بارتكاب الواقعة وتم التحفظ على المتهم تحت تصرف النيابة العامة والتي صرحت بدفن الجثة عقب الانتهاء من الصفة التشريحية وتحرير محضر بالواقعة.
ونصت الفقرة الثانية من المادة 2344 من قانون العقوبات على أنه "ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية (أى جناية القتل العمد) بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى".
وأوضحت أن هذا الظرف المشدد يفترض أن الجانى قد ارتكب، إلى جانب جناية القتل العمدى، جناية أخرى وذلك خلال فترة زمنية قصيرة، مما يعنى أن هناك تعدداً فى الجرائم مع توافر صلة زمنية بينها.
وتقضى القواعد العامة فى تعدد الجرائم والعقوبات بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد فى حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطاً لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات)، وقد خرج المشرع، على القواعد العامة السابقة، وفرض للقتل العمد فى حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلاً هذا الاقتران ظرفاً مشدداً لعقوبة القتل العمدى، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة فى شخصية المجرم، الذى يرتكب جريمة القتل وهى بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه فى نفسه الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى فى فترة زمنية قصيرة.
شروط التشديد:
يشترط لتشديد العقوبة على القتل العمدى فى حالة اقترانه بجناية أخرى ثلاثة شروط، وهى: أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل عمدى مكتملة الأركان، وأن يرتكب جناية أخرى، وأن تتوافر رابطة زمنية بين جناية القتل والجناية الأخرى.
ارتكاب جناية القتل العمد:
يفترض هذا الظرف المشدد، أن يكون الجانى قد ارتكب جناية قتل، فى صورتها التامة. وعلى ذلك، لا يتوافر هذا الظرف إذا كانت جناية القتل قد وقفت عند حد الشروع واقتران هذا الشروع بجناية أخرى، وتطبق هنا القواعد العامة فى تعدد العقوبات.
كذلك لا يطبق هذا الظرف المشدد إذا كان القتل الذى ارتكبه الجانى يندرج تحت صورة القتل العمد المخفف المنصوص عليها فى المادة 237 من قانون العقوبات حيث يستفيد الجانى من عذر قانونى يجعل جريمة القتل، كما لا يتوافر الظرف المشدد محل البحث ومن باب أولى، إذا كانت الجريمة التى وقعت من الجانى هى "قتل خطأ" اقترنت بها جناية أخرى، مثال ذلك حالة المجرم الذى يقود سيارته بسرعة كبيرة فى شارع مزدحم بالمارة فيصدم شخصاً ويقتله، ويحاول أحد شهود الحادث الإمساك به ومنعه من الهرب فيضربه ويحدث به عاهة مستديمة، ففى هذه الحالة توقع على الجانى عقوبة القتل غير العمدى، بالإضافة إلى عقوبة الضرب المفضى إلى عاهة مستديمة.