ذكر تقرير نشره موقع "نيوز ري" الروسي أن شروع عدد من الدول في ترحيل رعاياها من النيجر يعزز المخاوف من اندلاع حرب طاحنة في هذا البلد الأفريقي، لافتا إلى أنه في حال قررت نيامي موالاة روسيا، فذلك سيعزز نفوذ موسكو في القارة السمراء.

وقال الموقع الروسي إن فرنسا وألمانيا شرعتا في إجراءات إجلاء مواطنيها من النيجر، كما اقترحت باريس إجلاء جميع مواطني دول الاتحاد الأوروبي الراغبين في مغادرة البلاد، في حين أوصت برلين جميع مواطنيها بالمغادرة.

وإقليميا، أصدرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إنذارا للانقلابيين بضرورة التراجع تحت تهديد التدخل العسكري، كذلك منح رئيس المجموعة بولا تينوبو -رئيس نيجيريا- الانقلابيين أسبوعًا لإعادة السلطة الشرعية، مهدّدًا باتخاذ "جميع الإجراءات" اللازمة، بما في ذلك استخدام القوة في حال عدم رضوخهم، وذلك إلى جانب عقوبات اقتصادية فرضتها بعض الدول الرافضة للانقلاب.


دعم الانقلاب

في المقابل، تبنّت كل من بوركينا فاسو ومالي مواقف داعمة للانقلاب مع التعبير عن تضامنهما مع شعب النيجر الذي "قرّر تحديد مصيره بنفسه"، وأنه في حال وقوع حرب سيقفون إلى جانبه.

وقد أكّدت بوركينا فاسو ومالي أن العقوبات المفروضة على النيجر تعمق من معاناة الشعب وتهدد روح الوحدة الأفريقية.

وتابع موقع "نيوز ري" بأن مستشار مكتب رئيس أوكرانيا ميخائيل بودولاك لفت الانتباه باتهامه المباشر لروسيا بتنظيم انقلاب في النيجر، مدعيا أن دعم الانقلاب من بوركينا فاسو ومالي -المواليتين لروسيا- يعني بالضرورة تورط روسيا فيه.


تدخل إيكواس

ونقل الموقع عن نيكولاي شيرباكوف، الباحث في معهد الدول الآسيوية والأفريقية بجامعة موسكو الحكومية، قوله إن مجموعة إيكواس اكتسبت خبرة في تنفيذ العمليات المسلحة في غامبيا وسيراليون، لذلك من المرجح حدوث سيناريو مماثل.

وأشار شيرباكوف إلى افتقار المنظمة إلى القوات والأسلحة، لذلك ستدفع جيوش الدول الأعضاء في المنظمة للتدخل، مضيفا أن "الانقلابيين يتخذون تدابير جزئية، فهم لم يعزلوا الرئيس تماما، وتركوا الفرصة له للتواصل مع الأمين العام للأمم المتحدة وقادة العالم الآخرين".

من جهته، قال الخبير في الشأن الأفريقي أندري إيسيبوف -للموقع الروسي- إن اندلاع الصراع في النيجر لن يشتّت انتباه الغرب ويصوّب اهتمامه نحو أفريقيا ويضعف الدعم الموجّه لأوكرانيا، نظرا لامتلاك كل من فرنسا والغرب الموارد الكافية في كلا الاتجاهين.

مؤيدون لانقلاب النيجر يحملون لافتة تقول "وداعا فرنسا" (رويترز) هدية لبوتين؟

يعتقد إيسيبوف أنه لبدء الأعمال العدائية تحتاج دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى تركيز قوات وأسلحة كبيرة بالقرب من حدود النيجر، وهو ما يتطلب وقتا.

وأضاف إيسيبوف أن الصراع في النيجر ستكون له تداعيات سلبية على الاقتصاد الفرنسي، حيث سيؤدي إلى قطع العلاقات الاقتصادية بين البلدين مع العلم أن اليورانيوم النيجيري يغطي 40% من احتياجات فرنسا.

وبما أن النيجر تعد آخر معقل للنفوذ الفرنسي، وصف الخبراء تغيير السلطة هناك بأنه هديّة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغم أن موسكو ندّدت -على لسان وزير خارجيتها- بالانقلاب الذي وقع في النيجر، ودعت إلى إعادة النظام الدستوري.


النيجر وروسيا

عقب الانقلاب مباشرة، انطلقت مسيرات رفع خلالها المتظاهرون شعارات موالية لروسيا والعلم الروسي، من بينها "تعيش روسيا!"، "يعيش بوتين"، "تسقط فرنسا!".

وحسب شيرباكوف، فإن هذه الحشود من المهمشين تتجمع بانتظام غير أن مثل هذه المظاهرات لا تؤدي إلى أي شيء. وأضاف "أشك في قدرة شباب النيجر -الذي يشارك في هذه المسيرات- على تمييز العلم الفرنسي عن العلم الروسي، كل شيء مؤقت".

من جهته، يرى إيسيبوف أن الرأي العام في النيجر لا يعرف روسيا، لكنه يرى فيها نوعا من التوازن مع العالم الغربي، ويعتقد الخبير في الشأن الأفريقي أن المتظاهرين في النيجر يتعاطفون مع موسكو فقط لأنها خصم لباريس.

وأوضح أن الرأي العام لا يقرر كل شيء، بل الأشخاص الذين يمتلكون أسلحة في أيديهم -أو بالأحرى قادتهم- هم الذين يتخذون القرار، أما الجماهير فيتلخص دورها في الدعم.

وحسب إيسيبوف، إذا قررت نيامي الرهان على موسكو مثلما فعلت مالي وبوركينا فاسو، فسينشأ إثر ذلك حزام موال لروسيا يمتد عبر القارة بأكملها تقريبا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی النیجر

إقرأ أيضاً:

إيكواس تمهل الدول المنسحبة لإعادة النظر في الخروج من التكتل

اتفق زعماء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، الأحد، على منح مالي وبوركينا فاسو والنيجر فترة سماح تمتد لستة أشهر بعد الانسحاب المزمع للدول الثلاث من التكتل الاقتصادي والسياسي الرئيسي في غرب أفريقيا الشهر المقبل.
وسيحاول التكتل، خلال تلك الفترة، إقناع الدول بعدم الانسحاب.
ويُنظر إلى قمة إيكواس على أنها فرصة لتناول مسألة الانسحاب الوشيك للدول الثلاث في 29 يناير المقبل وذلك بعد عام من إعلانها المشترك أنها ستنسحب من التكتل منهية عقودا من التكامل الإقليمي.
ولم تنجح إيكواس، حتى الآن، في هدفها دفع الدول الثلاث إلى إعادة النظر في قرارها، بينما أنشأت تلك الدول، الواقعة في منطقة الساحل الأفريقي تحالفها الخاص، كما تسعى إلى توافق أكبر من أي وقت مضى على مجال الدفاع وغيره من المجالات.
وذكر عمر توراي رئيس مفوضية إيكواس، في ختام القمة، أن 29 يناير يظل الموعد الرسمي للانسحاب، لكن جرى تمديد موعد الانسحاب الفعلي إلى 29 يوليو، وهي فترة انتقالية سيحاول خلالها وسطاء من التكتل السعي إلى "إعادة الدول الثلاث الأعضاء إلى إيكواس دون أضرار".
وأكدت مالي والنيجر وبوركينا فاسو، السبت، أن قرار مغادرتها التكتل لا رجوع فيه وأعلنت بشكل مشترك أن أراضيها ستظل مفتوحة دون تأشيرة لجميع مواطني دول إيكواس عقب خروجها من التكتل.

أخبار ذات صلة مقتل نحو 40 مدنياً في هجمات مسلحة بالنيجر رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس المرحلة الانتقالية رئيس بوركينا فاسو بذكرى الاستقلال المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • بوتين: موسكو تبدأ في الإنتاج التسلسلي للصواريخ الباليستية «أوريشنيك»
  • لا نلوّح باستخدام الأسلحة النووية.. بوتين: الجيش الروسي حرر 189 بلدة بأوكرانيا
  • إيكواس تسعى لإقناع النيجر ومالي وبوركينا فاسو بعدم المغادرة
  • إكواس تعطي بوركينا فاسو ومالي والنيجر مهلة لقرارها الانسحاب
  • إيكواس تمهل الدول المنسحبة لإعادة النظر في الخروج من التكتل
  • النيجر: 39 قتيلا في هجومين لمسلحين قرب الحدود مع بوركينا فاسو
  • مقتل نحو 40 مدنياً في هجمات مسلحة غرب النيجر
  • دبلوماسي روسي : خيارات متعددة أمام موسكو في سوريا
  • بداية النهاية.. غروب شمس فرنسا في أفريقيا
  • النيجر ومالي وبوركينا فاسو: الانسحاب من إيكواس "لا رجعة فيه"