موقع روسي: هل حقا يحتاج بوتين إلى حرب كبيرة في أفريقيا؟
تاريخ النشر: 4th, August 2023 GMT
ذكر تقرير نشره موقع "نيوز ري" الروسي أن شروع عدد من الدول في ترحيل رعاياها من النيجر يعزز المخاوف من اندلاع حرب طاحنة في هذا البلد الأفريقي، لافتا إلى أنه في حال قررت نيامي موالاة روسيا، فذلك سيعزز نفوذ موسكو في القارة السمراء.
وقال الموقع الروسي إن فرنسا وألمانيا شرعتا في إجراءات إجلاء مواطنيها من النيجر، كما اقترحت باريس إجلاء جميع مواطني دول الاتحاد الأوروبي الراغبين في مغادرة البلاد، في حين أوصت برلين جميع مواطنيها بالمغادرة.
وإقليميا، أصدرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إنذارا للانقلابيين بضرورة التراجع تحت تهديد التدخل العسكري، كذلك منح رئيس المجموعة بولا تينوبو -رئيس نيجيريا- الانقلابيين أسبوعًا لإعادة السلطة الشرعية، مهدّدًا باتخاذ "جميع الإجراءات" اللازمة، بما في ذلك استخدام القوة في حال عدم رضوخهم، وذلك إلى جانب عقوبات اقتصادية فرضتها بعض الدول الرافضة للانقلاب.
دعم الانقلاب
في المقابل، تبنّت كل من بوركينا فاسو ومالي مواقف داعمة للانقلاب مع التعبير عن تضامنهما مع شعب النيجر الذي "قرّر تحديد مصيره بنفسه"، وأنه في حال وقوع حرب سيقفون إلى جانبه.
وقد أكّدت بوركينا فاسو ومالي أن العقوبات المفروضة على النيجر تعمق من معاناة الشعب وتهدد روح الوحدة الأفريقية.
وتابع موقع "نيوز ري" بأن مستشار مكتب رئيس أوكرانيا ميخائيل بودولاك لفت الانتباه باتهامه المباشر لروسيا بتنظيم انقلاب في النيجر، مدعيا أن دعم الانقلاب من بوركينا فاسو ومالي -المواليتين لروسيا- يعني بالضرورة تورط روسيا فيه.
تدخل إيكواس
ونقل الموقع عن نيكولاي شيرباكوف، الباحث في معهد الدول الآسيوية والأفريقية بجامعة موسكو الحكومية، قوله إن مجموعة إيكواس اكتسبت خبرة في تنفيذ العمليات المسلحة في غامبيا وسيراليون، لذلك من المرجح حدوث سيناريو مماثل.
وأشار شيرباكوف إلى افتقار المنظمة إلى القوات والأسلحة، لذلك ستدفع جيوش الدول الأعضاء في المنظمة للتدخل، مضيفا أن "الانقلابيين يتخذون تدابير جزئية، فهم لم يعزلوا الرئيس تماما، وتركوا الفرصة له للتواصل مع الأمين العام للأمم المتحدة وقادة العالم الآخرين".
من جهته، قال الخبير في الشأن الأفريقي أندري إيسيبوف -للموقع الروسي- إن اندلاع الصراع في النيجر لن يشتّت انتباه الغرب ويصوّب اهتمامه نحو أفريقيا ويضعف الدعم الموجّه لأوكرانيا، نظرا لامتلاك كل من فرنسا والغرب الموارد الكافية في كلا الاتجاهين.
يعتقد إيسيبوف أنه لبدء الأعمال العدائية تحتاج دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى تركيز قوات وأسلحة كبيرة بالقرب من حدود النيجر، وهو ما يتطلب وقتا.
وأضاف إيسيبوف أن الصراع في النيجر ستكون له تداعيات سلبية على الاقتصاد الفرنسي، حيث سيؤدي إلى قطع العلاقات الاقتصادية بين البلدين مع العلم أن اليورانيوم النيجيري يغطي 40% من احتياجات فرنسا.
وبما أن النيجر تعد آخر معقل للنفوذ الفرنسي، وصف الخبراء تغيير السلطة هناك بأنه هديّة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغم أن موسكو ندّدت -على لسان وزير خارجيتها- بالانقلاب الذي وقع في النيجر، ودعت إلى إعادة النظام الدستوري.
النيجر وروسيا
عقب الانقلاب مباشرة، انطلقت مسيرات رفع خلالها المتظاهرون شعارات موالية لروسيا والعلم الروسي، من بينها "تعيش روسيا!"، "يعيش بوتين"، "تسقط فرنسا!".
وحسب شيرباكوف، فإن هذه الحشود من المهمشين تتجمع بانتظام غير أن مثل هذه المظاهرات لا تؤدي إلى أي شيء. وأضاف "أشك في قدرة شباب النيجر -الذي يشارك في هذه المسيرات- على تمييز العلم الفرنسي عن العلم الروسي، كل شيء مؤقت".
من جهته، يرى إيسيبوف أن الرأي العام في النيجر لا يعرف روسيا، لكنه يرى فيها نوعا من التوازن مع العالم الغربي، ويعتقد الخبير في الشأن الأفريقي أن المتظاهرين في النيجر يتعاطفون مع موسكو فقط لأنها خصم لباريس.
وأوضح أن الرأي العام لا يقرر كل شيء، بل الأشخاص الذين يمتلكون أسلحة في أيديهم -أو بالأحرى قادتهم- هم الذين يتخذون القرار، أما الجماهير فيتلخص دورها في الدعم.
وحسب إيسيبوف، إذا قررت نيامي الرهان على موسكو مثلما فعلت مالي وبوركينا فاسو، فسينشأ إثر ذلك حزام موال لروسيا يمتد عبر القارة بأكملها تقريبا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی النیجر
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا في مرمى الاتهامات .. تفاصيل عملية استهداف جنرال روسي بارز في موسكو
صرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس الجمعة بأن روسيا حملت أوكرانيا المسؤولية عن تفجير سيارة ملغومة أسفر عن مقتل الضابط العسكري الروسي الكبير ياروسلاف موسكاليك (59 عامًا) في بلدة بالاشيخا شرقي موسكو.
وأكد بيسكوف خلال تصريحات للتلفزيون الرسمي أن "نظام كييف يكشف مرة أخرى عن طبيعته الحقيقية"، مشيرًا إلى أن هذا الحادث يعكس استمرار تورط أوكرانيا في أنشطة إرهابية على الأراضي الروسية.
وأضاف بيسكوف أن مثل هذه الحوادث تثبت أنه حتى مع الحديث عن محادثات السلام، يجب على روسيا أن تظل يقظة وتدرك طبيعة النظام الأوكراني. جاءت هذه التصريحات قبل ساعات من لقاء ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة موسكو.
ذكرت وكالة "رويترز" أنه تم العثور على جثة رجل، مغطاة جزئيًا بملاءة بيضاء، على الرصيف أمام مدخل مبنى سكني في بلدة بالاشيخا، بالقرب من سيارة محترقة. وأشارت المصادر إلى أن القتيل هو ياروسلاف موسكاليك، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية.
ولفتت الوكالة إلى أن هذا المنصب يمنحه دورًا مهمًا في تخطيط العمليات العسكرية الروسية، بما في ذلك تلك التي تجري في أوكرانيا. ولم يصدر أي تعليق رسمي من كييف بشأن الحادث، حيث لم يستجب جهاز المخابرات الأوكراني لطلب التعليق على مقتل موسكاليك.
وأشارت تقارير إلى أن مقتل موسكاليك يأتي ضمن سلسلة من عمليات الاغتيال التي استهدفت ضباطًا عسكريين روسًا وشخصيات مؤيدة للحرب منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقال محللون إن هذه الحوادث تشير إلى تصاعد حدة التوترات بين الجانبين، حتى في ظل الحديث عن محاولات دبلوماسية لحل النزاع.
وأفادت مصادر دبلوماسية أن زيارة ستيف ويتكوف إلى موسكو كانت تهدف إلى استكشاف فرص التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع الأوكراني. لكن الحادث الأخير قد يلقي بظلاله على المناقشات الجارية، خاصة مع تصاعد التوترات والاتهامات المتبادلة بين الجانبين.