جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-22@07:56:14 GMT

أين الخلل في الأعمال التجارية؟

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

أين الخلل في الأعمال التجارية؟

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

 

القطاع الخاص في أي دولة يُمثّل الوجه الآخر للاقتصاد الوطني وأداة مُهمة لتعزيز التنمية المُستدامة، ومن هذا المنطلق توفر الحكومات الكثير من التسهيلات والإمكانات  للمؤسسات والشركات لهذا القطاع، وتعمل على تبني سياسات مُنسجمة وموائمة لتطلعاته باعتباره المسبب الرئيس في تشغيل العمالة الوطنية.

والحكومات عادة ما تواصل دعم وإصلاح الشركات ورواد الأعمال وأصحاب المبادرات وتمكينهم من الحصول على الخدمات والقروض والدعم والحوافز والإعفاءات التي تُعزّز من أنشطة القطاع للاستمرار في استدامتهم في الأعمال التجارية والصناعية وغيرها.

واليوم.. يحتاج القطاع الخاص في البلاد إلى مزيد من التَّحفيز؛ حيث أصبحت الشركات والمؤسسات التجارية تُعاني من صعوبات نتيجة لغياب الكثير من التسهيلات والدعم، وأصبحت الأمور والقضايا أكثر تعقيدًا في المؤسسات الحكومية، ناهيك عن البيروقراطية التي يتحدثون عنها في إنهاء الأعمال اليومية، إضافة إلى التكلفة العالية للخدمات والرسوم. وهذه القضايا تضُر بمصالح أصحاب العقار والمبيعات اليومية للمؤسسات والمصالح التجارية بصفة عامة. ويتعين علينا اليوم أن نعترف بوجود مشكلة لنصل إلى الحلول اللازمة، بحيث يُمكن أن يُحافظ الاقتصاد الوطني على حيويته مثل ما كان في العقود الماضية.

نحن نعلم جيدًا أنَّ الدولة تمضي في دفع الدين العام الذي أدى إلى تراجع تقييم عمان الائتماني خلال السنوات الماضية، وهو أمر جيِّد لأنه يؤدي إلى حصول البلاد على تقييم أكبر في الائتمان، وعلى حصول المؤسسات على تسهيلات مالية متعددة في المستقبل. كما إن توجه الحكومة في توفير مبالغ الحماية الاجتماعية للمواطنين من كبار السن والأطفال وفئات عدة من المجتمع تساعد النَّاس على مواجهة التضخم وارتفاع الأسعار. كما تساعد هذه المبالغ على توجه المواطنين نحو الادخار، في زمن تعوّد فيه كل شخص الاعتماد على القروض الشخصية.

هذه الحلول وإن كانت تُساعد المواطنين على حل إشكالاتهم الشهرية، إلا أنها لا تحل مشاكل المؤسسات التجارية في البلاد والتي تعاني من تراجع في أعمالها التجارية. فهي تحتاج إلى الاستمرار في الحصول على الدعم والحوافز والدفع السريع لمستحقاتها تجاه الأعمال التي تنجزها للمؤسسات الحكومية العامة بهدف الاستمرار في أنشطتها وأعمالها، وتتمكن من توفير فرص عمل سنوية للمواطنين. وأي تراجع بأعمال المؤسسات التجارية يؤدي إلى تسريح المزيد من العمالة الوطنية والوافدة، وإلى إعلان المؤسسات عن الإفلاس والتعثر، وعدم قدرتها على تسديد الالتزامات المالية المترتبة على أصحابها، وإغراقهم في الديون. فخلال الفترة الماضية قرأنا عدة إعلانات عن الإفلاس التجاري للمؤسسات بسبب ارتفاع حجم الديون عليها، والتراجع في الأعمال التجارية والكساد الاقتصاديّ، وتراكم السلع وعدم الإقبال على الخدمات والتوجه نحو المديونية، وارتكاب المزيد من الأخطاء في التوجه نحو الإنفاق  لحل  الالتزامات الآنية. 

إن الفترة الحالية تتطلب مزيدًا من التنسيق والانسجام في هذه القضايا التي تهم البلاد بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص من أجل تعزيز الأعمال التجارية وتنمية مؤسسات القطاع الخاص بالصورة المطلوبة. وهذا ما أكده حضرة صاحب جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه في خطابه الأول بضرورة قيام المؤسسات الحكومية بتوفير الخطط والدعم اللازم للقطاع الخاص لكي يستمر في العطاء ويمكن أن يستقطب المزيد من الأبناء للعمل في جميع الأعمال المتاحة. وهذا ما سوف يؤدي إلى ارتفاع وتيرة الأعمال في البلاد وتحقيق مزيد من المشاريع، وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

ولذلك نرى توجه الحكومة في مقترحها بفرض ضريبة الدخل على الأفراد لتعزيز المالية العامة للدولة، يحتاج إلى مزيد من الدراسة في ظل تراجع الأعمال التجارية، وعدم توفر فرص العمل للكثير من الشباب الخريجين؛ بل علينا تحفيز المؤسسات التجارية لتعزيز أنشطتهم في مختلف القطاعات الاقتصادية، وخفض قيمة الخدمات للتجار والمواطنين وأصحاب المبادرات ورواد الأعمال العمانيين، والتدقيق من الوافدين التجار أصحاب الحقائب الفارغة من الذين أتوا للاستثمار في مشاريع دون أن يكون لديهم قدرات مالية مطلوبة، الأمر الذي يتطلب معرفة أصحاب الاستثمار الحقيقيين من المزيفين.

وأخيرًا.. علينا إيجاد الأرضية المُناسبة للاستثمار في المرحلة المُقبلة؛ إذ إنَّ زيادة الأعباء على التجار والمستثمرين يؤدي إلى وضعهم أمام عدة خيارات سلبية- كما يتحدث عنه الخبراء- وهي الهجرة باستثماراتهم إلى أماكن أخرى، أو مسايرة الوضع والرضا بالواقع الحالي مع تسريح بعض العمالة أو إنهاء الأعمال، أو التوجه نحو رفع أسعار السلع والمنتجات لمواجهة الظروف الناجمة عن الرسوم والضرائب الجديدة، وجميع تلك القضايا تحتاج إلى إصلاح القوانين والسياسات لتفعيل الشراكة بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

توصيات بتطوير سياسات المؤسسات المالية وتشجيع الإقراض طويل الأجل

 

صحار- العُمانية
أوصى ملتقى المال والتأمين الذي اختتمت أعماله بولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة بالتأكيد على أهمية تطوير السياسات وتحسين كفاءة المؤسسات المالية في توجيه المدخرات نحو الأصول والاستثمارات الإنتاجية، واقتراح إيجاد قالب تمويلي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من قبل البنوك التجارية.
كما أوصى الملتقى بتشجيع الإقراض طويل الأجل وتمويل المشاريع في القطاع المالي لدعم النمو والتنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى إعداد خطة توعوية حول أبرز الأدوات التمويلية والتأمينية المبتكرة لتعريف رواد الأعمال بالفرص والخصائص التمويلية والتأمينية المبتكرة، وتحقيق التكامل والشراكة مع الجهات المنظمة لمكونات البيئة الاستثمارية المحفزة لنمو القطاع الخاص وقيام مشاريع استثمارية تتمتع بالنمو والاستدامة والقدرة التنافسية.
وشهد الملتقى في يومه الثاني تقديم ثلاث حلقات عمل تخصصية قدمها عدد من المختصين في كلٍّ من البنك المركزي العماني، وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهيئة الخدمات العامة؛ الحلقة الأولى تناولت البرامج التمويلية لهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "محفظة العزم"، والحلقة الثانية كانت حول خدمات وأنظمة المدفوعات الإلكترونية البنك المركزي العماني، فيما تناولت الحلقة الثالثة البرنامج التحفيزي لسوق المال هيئة الخدمات المالية.
وشارك في الملتقى الذي نظمه فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بشمال الباطنة على مدى يومين، عددٌ من المختصين ورجال الأعمال والمستثمرين وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بسلطنة عُمان.
 

مقالات مشابهة

  • بحث علمي يوصي بتعزيز تطبيق اللامركزية الإدارية في المؤسسات الحكومية
  • منافسات قوية في اليوم الثالث من منافسات "ثمانيات كرة القدم للمؤسسات الحكومية"
  • توصيات بتطوير سياسات المؤسسات المالية وتشجيع الإقراض طويل الأجل
  • تواصل منافسات ثمانيات كرة القدم للمؤسسات الحكومية
  • السودان يشارك في الأجتماع الإقليمي حول ” تعزيز نزاهة الأعمال و الشراكة بين القطاعين الحكومي و الخاص في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا”
  • برلمانية الوفد بالشيوخ: مصر للطيران أصابها الكثير مما أصاب المؤسسات الحكومية
  • الجيباني: هيئة الرقابة الإدارية رصدت تعيين أعداد كبيرة وبإجراءات عشوائية في الوظائف الحكومية
  • أصحاب الأعمال يناقشون تحديات القطاع الخاص في شمال الباطنة
  • وزير المالية: سنعمل سويًا لدفع وتنمية دور القطاع الخاص ودعمه للمنافسة الدولية
  • وزير المالية لـ ممثلي مجتمع الأعمال بالإسكندرية: ندفع دور القطاع الخاص للمنافسة الدولية