جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-01@05:48:26 GMT

أين الخلل في الأعمال التجارية؟

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

أين الخلل في الأعمال التجارية؟

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

 

القطاع الخاص في أي دولة يُمثّل الوجه الآخر للاقتصاد الوطني وأداة مُهمة لتعزيز التنمية المُستدامة، ومن هذا المنطلق توفر الحكومات الكثير من التسهيلات والإمكانات  للمؤسسات والشركات لهذا القطاع، وتعمل على تبني سياسات مُنسجمة وموائمة لتطلعاته باعتباره المسبب الرئيس في تشغيل العمالة الوطنية.

والحكومات عادة ما تواصل دعم وإصلاح الشركات ورواد الأعمال وأصحاب المبادرات وتمكينهم من الحصول على الخدمات والقروض والدعم والحوافز والإعفاءات التي تُعزّز من أنشطة القطاع للاستمرار في استدامتهم في الأعمال التجارية والصناعية وغيرها.

واليوم.. يحتاج القطاع الخاص في البلاد إلى مزيد من التَّحفيز؛ حيث أصبحت الشركات والمؤسسات التجارية تُعاني من صعوبات نتيجة لغياب الكثير من التسهيلات والدعم، وأصبحت الأمور والقضايا أكثر تعقيدًا في المؤسسات الحكومية، ناهيك عن البيروقراطية التي يتحدثون عنها في إنهاء الأعمال اليومية، إضافة إلى التكلفة العالية للخدمات والرسوم. وهذه القضايا تضُر بمصالح أصحاب العقار والمبيعات اليومية للمؤسسات والمصالح التجارية بصفة عامة. ويتعين علينا اليوم أن نعترف بوجود مشكلة لنصل إلى الحلول اللازمة، بحيث يُمكن أن يُحافظ الاقتصاد الوطني على حيويته مثل ما كان في العقود الماضية.

نحن نعلم جيدًا أنَّ الدولة تمضي في دفع الدين العام الذي أدى إلى تراجع تقييم عمان الائتماني خلال السنوات الماضية، وهو أمر جيِّد لأنه يؤدي إلى حصول البلاد على تقييم أكبر في الائتمان، وعلى حصول المؤسسات على تسهيلات مالية متعددة في المستقبل. كما إن توجه الحكومة في توفير مبالغ الحماية الاجتماعية للمواطنين من كبار السن والأطفال وفئات عدة من المجتمع تساعد النَّاس على مواجهة التضخم وارتفاع الأسعار. كما تساعد هذه المبالغ على توجه المواطنين نحو الادخار، في زمن تعوّد فيه كل شخص الاعتماد على القروض الشخصية.

هذه الحلول وإن كانت تُساعد المواطنين على حل إشكالاتهم الشهرية، إلا أنها لا تحل مشاكل المؤسسات التجارية في البلاد والتي تعاني من تراجع في أعمالها التجارية. فهي تحتاج إلى الاستمرار في الحصول على الدعم والحوافز والدفع السريع لمستحقاتها تجاه الأعمال التي تنجزها للمؤسسات الحكومية العامة بهدف الاستمرار في أنشطتها وأعمالها، وتتمكن من توفير فرص عمل سنوية للمواطنين. وأي تراجع بأعمال المؤسسات التجارية يؤدي إلى تسريح المزيد من العمالة الوطنية والوافدة، وإلى إعلان المؤسسات عن الإفلاس والتعثر، وعدم قدرتها على تسديد الالتزامات المالية المترتبة على أصحابها، وإغراقهم في الديون. فخلال الفترة الماضية قرأنا عدة إعلانات عن الإفلاس التجاري للمؤسسات بسبب ارتفاع حجم الديون عليها، والتراجع في الأعمال التجارية والكساد الاقتصاديّ، وتراكم السلع وعدم الإقبال على الخدمات والتوجه نحو المديونية، وارتكاب المزيد من الأخطاء في التوجه نحو الإنفاق  لحل  الالتزامات الآنية. 

إن الفترة الحالية تتطلب مزيدًا من التنسيق والانسجام في هذه القضايا التي تهم البلاد بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص من أجل تعزيز الأعمال التجارية وتنمية مؤسسات القطاع الخاص بالصورة المطلوبة. وهذا ما أكده حضرة صاحب جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه في خطابه الأول بضرورة قيام المؤسسات الحكومية بتوفير الخطط والدعم اللازم للقطاع الخاص لكي يستمر في العطاء ويمكن أن يستقطب المزيد من الأبناء للعمل في جميع الأعمال المتاحة. وهذا ما سوف يؤدي إلى ارتفاع وتيرة الأعمال في البلاد وتحقيق مزيد من المشاريع، وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

ولذلك نرى توجه الحكومة في مقترحها بفرض ضريبة الدخل على الأفراد لتعزيز المالية العامة للدولة، يحتاج إلى مزيد من الدراسة في ظل تراجع الأعمال التجارية، وعدم توفر فرص العمل للكثير من الشباب الخريجين؛ بل علينا تحفيز المؤسسات التجارية لتعزيز أنشطتهم في مختلف القطاعات الاقتصادية، وخفض قيمة الخدمات للتجار والمواطنين وأصحاب المبادرات ورواد الأعمال العمانيين، والتدقيق من الوافدين التجار أصحاب الحقائب الفارغة من الذين أتوا للاستثمار في مشاريع دون أن يكون لديهم قدرات مالية مطلوبة، الأمر الذي يتطلب معرفة أصحاب الاستثمار الحقيقيين من المزيفين.

وأخيرًا.. علينا إيجاد الأرضية المُناسبة للاستثمار في المرحلة المُقبلة؛ إذ إنَّ زيادة الأعباء على التجار والمستثمرين يؤدي إلى وضعهم أمام عدة خيارات سلبية- كما يتحدث عنه الخبراء- وهي الهجرة باستثماراتهم إلى أماكن أخرى، أو مسايرة الوضع والرضا بالواقع الحالي مع تسريح بعض العمالة أو إنهاء الأعمال، أو التوجه نحو رفع أسعار السلع والمنتجات لمواجهة الظروف الناجمة عن الرسوم والضرائب الجديدة، وجميع تلك القضايا تحتاج إلى إصلاح القوانين والسياسات لتفعيل الشراكة بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ الغربية يتابع الأعمال بحضانة محلة مرحوم ومركز خدمات مصر

قام الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، بجولة مسائية؛ لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروعات مركز ومدينة طنطا وذلك للوقوف على آخر مستجدات الاعمال ،بحضور الدكتور محمود عيسى رئيس مركز ومدينة طنطا، الأستاذ ممدوح النجار رئيس حي أول طنطا ، الأستاذ عبد العظيم الحمراوي رئيس حي ثان طنطا .  

وبدأت الجولة بتفقد مشروع إقامة حضانة مبكرة من سن يوم وحتى 4 سنوات والذي يقام على مساحة ٤١٢ متر تقريبا  على أرض أملاك دولة بمحلة مرحوم مركز طنطا وتنفذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ضمن المبادرة الرئاسية لأنشاء وتطوير دور الحضانات التابعة لبرنامج الطفولة المبكرة لصالح وزارة التضامن الاجتماعي، وأشار المحافظ ان المشروع عبارة عن دور واحد وتم الانتهاء من الأعمال الخرسانية للدور وجارى اعمال التشطيبات الداخلية للمبنى.

وتابع رحمي، مستجدات الاعمال لمشروع مركز خدمات مصر لتذليل كافة المعوقات للانتهاء من المشروع الخدمي والذي يقام بشارع الجلاء بطنطا على مساحة 1003 م2 وأشار المحافظ الى ان المركز يهدف لتقديم الخدمات الحكومية في مكان واحد، فيقدم المركز حزمة من الخدمات الحكومية المتميزة كخدمات التوثيق والشهر العقاري ، الأحوال المدنية ، المرور، الجوازات ، الأدلة الجنائية (الفيش الجنائي)، السجل التجاري ، التأمينات، المدفوعات الحكومية ،كما سيتم ضم خدمات أخرى، مؤكدا ان المشروع يهدف إلى تسهيل الإجراءات لخفض الجهد والوقت والرسوم المقررة، من خلال تطبيق منظومة الشباك الواحد، والذي يعكس حرص الدولة المصرية على تطوير أداء الخدمات الحكومية وتبسيط إجراءات الحصول عليها وتقديم خدمة أفضل للمواطن تحقيقا لأهداف إستراتيجية التنمية المستدامة.

واختتم المحافظ الجولة، بمتابعة أعمال رفع كفاءة وتطوير المركز التكنولوجي بمركز ومدينة طنطا والمقام على مساحة 22م2 بمبنى الوحدة المحلية لرئاسة مركز ومدينة طنطا ويتكون من 11 شباك احدهم مخصص لذوي القدرات الخاصة وكبار السن.

وأشار محافظ الغربية، إلى أنه تم تطوير ورفع كفاءة المركز التكنولوجي بمركز ومدينة طنطا وربطه بالوحدات القروية خلال شبكة واحدة لتقديم كل الخدمات للمواطنين بكل القطاعات، في تجربة هي الأولى من نوعها على مستوى الجمهورية، ضمن خطة التحول الرقمي للحكومة المصرية، والتي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات وتبسيط الإجراءات وتقليص زمن تقديم الخدمات للمواطنين.

مقالات مشابهة

  • حي العمرانية يبدأ تطبيق خطة ترشيد الكهرباء وتنفيذ مواعيد غلق المحال التجارية
  • محافظ الغربية يتابع الأعمال بحضانة محلة مرحوم ومركز خدمات مصر
  • بيان حول مراكز وفروع مؤسسات التعليم العالي غير الحكومية داخل وخارج السودان
  • 53% تقدمًا في الأداء العام لبرنامج التحول الرقمي الحكومي.. ورقمنة 1545 خدمة بنهاية ديسمبر 2023
  • بيان حول مراكزوفروع مؤسسات التعليم العالي غيرالحكومية داخل وخارج السودان
  • "مزن" تطلق بوابة التجارة الإلكترونية لتعزيز الأعمال التجارية
  • هزالٌ يفُت عضُد القوة الشرائية
  • 72 % متوسط أداء المؤسسات الحكومية في التحول الرقمي عام 2023
  • 9 مؤسسات حكومية على مستوى “أخضر” في التحول الرقمي؛ هل مؤسستك ضمنها؟
  • ذكرى 30 يونيو.. جهود الدولة في تطوير القطاع الطبي (فيديو)