الإيكونوميست: بعد استقالة غانتس وآيزنكوت من مجلس الحرب، ما خيارات نتنياهو؟
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
كتب أنشيل فيفر في صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحليل بعنوان " بعد استقالة غانتس، لم يعد هناك من يلوم نتنياهو على تردده".
ويقول الكاتب: "الآن اختفت شبكة الأمان الخاصة بنتنياهو، وأصبح مستقبل إسرائيل القريب ضبابيًا بالكامل".
ويضيف التقرير أن زعيمي حزبي الوسط في إسرائيل التقيا مع بنيامين نتنياهو مساء يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، بعيد هجوم حماس.
أمّا بيني غانتس، صاحب نصف القوة البرلمانية التي يتمتع بها لابيد، أبدى موافقته على احتفاظ الجميع في ائتلاف نتنياهو بوزاراتهم. وكان شرطه، المتمثل في تشكيل مجلس حرب لا وجود لليمين المتطرف فيه، أكثر قبولا لدى نتنياهو.
ويقول الكاتب إن ذلك لم يعجب بن غفير وسموترتش، لكن أمكنهما بموجبه الاحتفاظ بمنصبيهما، كما تمكن نتنياهو من الاحتفاظ بالأغلبية التي أعادته إلى منصبه قبل تسعة أشهر.
ويقول فيفر إن غانتس لعب دورا بارزا في قرارين حاسمين في الحرب في غزة. ففي الأسبوع الأول من توليه منصبه، وقف إلى جانب نتنياهو بحزم في معارضة مطالب وزير الدفاع، يوآف غالانت، وجنرالات الجيش بتنفيذ هجمات استباقية على حزب الله في لبنان. وبعد شهرين، كان غانتس وغالانت، إلى جانب غادي آيزنكوت، هم الذين ضغطوا على نتنياهو لقبول وقف إطلاق النار لمدة أسبوع مع حماس، والذي ضمن إطلاق سراح 105 رهائن.
ويرى الكاتب أن الأمر المعلوم حقا هو أن غانتس غير تصادمي وعادة ما يتبع خط المؤسسة الأمنية.
ويتساءل المقال عن أسباب انسحاب غانتس وآيزنكوت الآن من مجلس الحرب -رغم محورية دوريهما- ليتركا غالانت ونتنياهو بمفردهما للتعامل مع بن غفير وسموتريتش؟
ويجيب أن غانتس وآيزنكوت توصلا إلى نتيجة مفادها أن نتنياهو يستخدمهما كحاجز ضد بن غفير وسموتريتش، لتفادي انتقادات اليمين المتطرف بعدم ضرب رفح بقوة أكبر وعدم تصعيد الحرب على الحدود الشمالية.
ويقول أنشيل فيفر إنه لن يتحمل نتنياهو أحد سوى غالانت، وقد يضطر في النهاية إلى الوقوف في وجه حلفائه المتطرفين بمفرده، أو ربما ستكتسح جبهة معارضة واسعة الحكومة وسط موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات.
ويختتم المقال مستنتجا أنَّ "إسرائيل عالقة على كل الجبهات، وهي كذلك منذ أشهر. إذا كان حتى غانتس، (الرجل المنضبط)، يغادر الآن مجلس الحرب، فهذه الحكومة عديمة الفائدة تماما".
"هل يضطر نتنياهو إلى وقف إطلاق النار؟"
ونواصل متابعة أصداء استقالة غانتس وآيزنكوت مع صحيفة الإيكونوميست، إذ نشرت تحليلا بعنوان "هل ستجبر مغادرة غانتس وآيزنكوت بنيامين نتنياهو على اتخاذ قرار بالدفع تجاه وقف إطلاق النار"؟
وتقول الصحيفة إن بيني غانتس أمضى 37 عاما من حياته صاعدا سلم مناصب الجيش الإسرائيلي إلى القمة. وانضم مرتين -في أوقات الطوارئ- إلى الحكومات التي يقودها بنيامين نتنياهو، وقاد غانتس السياسة نهاية عام 2018 بنية واضحة ليحل مكان نتنياهو، وتشير استطلاعات الرأي الآن إلى أنه من شبه المؤكد أنه قادر على ذلك، لكن شريطة إجراء الانتخابات هذه الأيام.
وتضيف الصحيفة أن غانتس وآيزنكوت لا يعتقدان أن حرب إسرائيل مع حماس في غزة قد انتهت، لكن كلاهما يعتقد أنه من الممكن، بل وينبغي، إيقاف هذه العملية مؤقتًا، لبضعة أشهر على الأقل، للسماح بالإفراج عن الرهائن الباقين على قيد الحياة.
وتقول الصحيفة إن نتنياهو ليس في عجلة من أمره لإنهاء الحرب، وإن من شأن وقف إطلاق النار أن يزيد من صعوبة تجنبه المحاسبة بعد الحرب على كل الأخطاء التي ارتكبت، والتركيز على استراتيجية فرق تسد التي اتبعها على مر السنين للسماح لحماس بترسيخ نفسها في غزة من أجل تعميق الانقسامات داخل القيادة الفلسطينية بين حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وبينما لن تؤدي استقالة غانتس بحد ذاتها إلى فرض إجراء انتخابات، نظرا للأغلبية التي يمتلكها نتنياهو في الكنيست، لكنها استقالة تترك نتنياهو معتمدا بشكل كامل على اليمين المتطرف، وفقا للإيكونوميست.
نتنياهو، كما يرى التحليل، لا يرغب أيضًا في التصعيد، وخاصة مع ممارسة أميركا ضغوطًا متزايدة تجاه ضرورة وقف إطلاق النار.
وتقول الصحيفة إن نتنياهو سوف يفتقد شركائه الوسطيين الذين ساعدوه في تفادي القيام بعمل عسكري أكثر تدميرًا، والذي من شأنه أن يؤدي إلى عزلة دولية أكبر من أي وقت مضى وتعميق الأزمة غير المسبوقة بالفعل مع الولايات المتحدة.
وتقول الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيواصل محاولته كسب الوقت، لكن سيتعين عليه الاختيار بين التصعيد أو تقليص حجم التوترات في مرحلة ما، ولن يتمكن بعد الآن من الاعتماد على النفوذ المعتدل للوزراء الوسطيين لمنحه مساحة للمناورة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن نتنياهو يمتلك بدائل للتصعيد؛ بالانفصال عن اليمين المتطرف وقبول غطاء المعارضة لدعم حكومته مقابل وقف إطلاق النار واتفاق لإطلاق سراح الرهائن، والخيار الآخر هو حل الكنيست والرهان على الانتخابات.
لكنَّ حل الكنيست خطوة تشبه المقامرة، إذ تقول استطلاعات الرأي الأخيرة إن ثلاثة أرباع الإسرائيليين يؤيدون رحيل نتيناهو إن لم يكن الآن، فبعد الحرب، وفقا للمقال.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نتنياهو هآرتس غانتس استقالة غانتس بنيامين نتنياهو اسرائيل بن غفير مجلس حرب
إقرأ أيضاً:
محللون: الدعم الأميركي شجع نتنياهو ولا يمكن إنهاء حماس لا بالحرب ولا بالصفقات
يرى محللون سياسيون أن قرار إسرائيل باستئناف الحرب على قطاع غزة لن يؤدي إلى النتيجة التي يرجوها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحليفه الأميركي، لأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن تستجيب للضغوط ولن تفرط بالورقة المتبقية لديها، وهي ورقة الأسرى الإسرائيليين الذين يحتجزون في غزة.
وكانت إسرائيل قد استأنفت الحرب على غزة فجر أمس الثلاثاء، وشنت غارات جوية عنيفة أسفرت عن استشهاد 429 شخصا وإصابة 528 آخرين، وذلك في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.
ويرى الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى أن قرار نتنياهو باستئناف الحرب سببه الدعم الأميركي وسعيه للضغط على حركة حماس من أجل أن تعود لمقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، ولكن بالشروط الإسرائيلية والمتعلقة بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات في اليوم الأول للهدنة وإخراج الباقي في اليوم الأخير إذا تم التوافق على المخرجات السياسية لوقف إطلاق النار.
وخيار استئناف الحرب على غزة -يضيف الدكتور مصطفى- هو خيار إستراتيجي بالنسبة لإسرائيل، مؤكدا أن حكومة نتنياهو استغلت فرصة تعرقل المفاوضات لتنفيذ هذا الخيار.
إعلانوبخصوص العملية البرية التي تلوح بها إسرائيل، يرى الدكتور مصطفى أنها عملية معقدة، بغياب إجماع على الحرب داخل إسرائيل، حيث إن المجتمع الإسرائيلي لا ينظر إلى الحرب الحالية كما كان ينظر إليها في السابق، "ولذلك من الممكن أن يتم تأجيل الهجوم البري".
ويعتقد الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي أن قرار استئناف الحرب هدفه الضغط على حماس لكي تقبل بشروط لم تكن مطروحة سابقا، لكنه يرى أن الضغط سينعكس على إسرائيل أكثر من حماس، "لأن العمل العسكري لم ولن يؤدي إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين".
وعن الضوء الأخضر الأميركي لنتنياهو، يرى مكي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تم إفهامه بأن حماس تعيش تحت النار والضغط وأنها بمبدأ "السلام من خلال القوة" يمكن أن تقبل بما يطرح عليها، غير أنه -أي ترامب- "لا يدرك أن حماس لم يعد لديها شيء لتخسره، وأنها لا يمكن أن تفرط بورقة الأسرى بدون ثمن حقيقي".
ورجح مكي أن يصل ترامب لاحقا إلى حقيقة أنه لا يمكن أن يؤدي الضغط العسكري إلى نتيجة مع حماس.
وعن خيارات حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، يؤكد مكي أن أي تنازل في هذه المرحلة سيكون خارج المطلوب، وسيحسب بأنه جاء نتيجة الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل في كل الأحوال لن تتوقف عن قتل الفلسطينيين.
إجراء مؤقتوبحسب المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط توماس وريك، فإن المسار الذي يريده ترامب ومبعوثه ويتكوف هو الإفراج عن المزيد من الأسرى وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية كإجراء مؤقت لحين انتهاء الأعياد اليهودية في منتصف أبريل/نيسان القادم، وهذا سيسمح ببدء المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة".
وأضاف أن ويتكوف أراد أن تقبل حماس بفكرته المتعلقة بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، مشيرا إلى أنه هو من جعل ترامب يوافق على استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة.
إعلانوقال إن واشنطن ترى أن حماس هي العقبة أمام سلام دائم وليس إسرائيل، وأن حماس يجب أن تستثنى من حكم غزة، وكشف أن "ويتكوف أجرى لقاءات مع قادة عرب بهذا الخصوص وليس هناك أي مؤشر على أنهم توصلوا إلى اتفاق".
وحسب الدكتور مكي، فإن حماس رفضت حتى النقاش في موضوع خروج قادتها من غزة، وشدد على أن "حماس لا يمكن أن تنتهي بالحرب ولا بالصفقات".
وعن موقف الاتحاد الأوروبي من عودة الحرب على غزة، قال يونس عمرجي: نائب رئيس البرلمان الأوروبي إن "بروكسل أدانت الجرائم الإسرائيلية أمس"، ووصف ما حدث بأنه جريمة ضد الإنسانية، كما حمّل الولايات المتحدة مسؤولية ما حصل أمس، ودعا إلى احترام اتفاق وقف اطلاق النار والإفراج عن كل الأسرى.
ومن جهته، أكد وليام شاباس رئيس لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، بأن إسرائيل انتهكت بشكل صارخ وقف إطلاق النار على غزة، وقال إن العدوان الذي تمارسه يؤكد أنها لا تريد السلام وإنما تريد تدمير الشعب الفلسطيني.