في إطار حرص وزارة السياحة والآثار على تعزيز جودة الخدمات المقدمة لحجاج السياحة والتأكد من تقديم لهم أفضل الخدمات، تكثف الوزارة، جهودها التي تقوم بها لتقديم كافة التسهيلات والخدمات اللازمة المتميزة والرعاية الشاملة لهؤلاء الحجاج بما يضمن تجربة حج مريحة وميسرة، وهو ما يأتي في ضوء توجيهات الدولة المصرية في هذا الإطار.

ومن جانبها، أكدت الأستاذة سامية سامي رئيس الإدارة المركزية لشركات السياحة بالوزارة ورئيس مكتب شئون الحج السياحي المصري، على أن الوزارة تضع راحة وسلامة حجاج السياحة على رأس أولوياتها وتعمل بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية لضمان توفير بيئة آمنة ومريحة لهؤلاء الحجاج.

وأشارت إلى أن الوزارة قامت بتشكيل فرق ميدانية متخصصة تعمل على مدار الساعة في كافة الأماكن الرئيسية التي يتواجد بها الحجاج، لضمان تلبية كافة احتياجاتهم والرد على استفساراتهم بشكل فوري، موضحة أن هذه الفرق مجهزة بأحدث الوسائل التقنية الحديثة لتسهيل عملية التواصل مع الحجاج وتقديم الدعم اللازم لهم في أي وقت على مدار الساعة خلال فترة تواجدهم بالأراضي المقدسة.

وأوضحت أن مقرات البعثة الرئيسة للوزارة تتواجد في مكة المكرمة بكل من فندق مكارم أجياد والذي يمتاز بقربه من الحرم المكي مما يسهل وصول الحجاج إليه، وفندق نسمات اليقين بمنطقة العزيزية والذي تم اختياره لوقوعه في منطقة تواجد حجاج الاقتصادي، أما في المدينة المنورة يتواجد مقر البعثة بفندق كراون بلازا والتي يتميز أيضًا بقربه من الحرم المدني.

وتتواجد البعثة في كافة مقراتها الرئيسة طوال فترة الحج أو في المشاعر المقدسة أثناء فترة المناسك طوال ال 24 ساعة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، كما تتواجد أيضًا، خلال المشاعر المقدسة بمني وعرفات، في كافة المخيمات الخاصة بحجاج السياحة (الخمس نجوم - الاقتصادي - البري).

وقد قامت الوزارة بتعزيز التعاون مع البعثة الطبية المصرية لتوفير عيادات صحية لحجاج السياحة في المناطق ذات الكثافة العالية لتواجدهم، بجانب العمل على تواجد أطباء وممرضين لرعاية ضيوف الرحمن من مرضي الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر، إلى جانب توفير الأدوية بشكل مجاني.

وقد أطلقت غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة بالتنسيق مع الشركات السياحية المنظمة لبرامج الحج هذا العام، حملات توعوية شاملة تهدف إلى تثقيف الحجاج بالنظم والقوانين المتعلقة بالحج، وتشمل توزيع كتيبات إرشادية وتنظيم ندوات تعريفية، بالإضافة إلى نشر محتوى توعوي عبر منصات التواصل الاجتماعي لتقديم نصائح وإرشادات تساعد الحجاج على أداء مناسكهم بيسر وسهولة.

وتؤكد وزارة السياحة والآثار، على التزامها بمواصلة الجهود لتقديم أفضل الخدمات لحجاج السياحة، كما دعت جموع الشركات وحجاج السياحة إلى التعاون والالتزام بالتوجيهات الصادرة من المملكة العربية السعودية لضمان سلامتهم وسلامة الآخرين، والتأكيد على الالتزام بإبقاء بطاقة نسك مع حجاج السياحة والتأكيد على حملها والحفاظ عليها طوال فترة تواجدهم في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث أن تلك البطاقة هي وسيلة الدخول الوحيدة للمشاعر المقدسة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حجاج السیاحة

إقرأ أيضاً:

نساء الغابة المقدسة اللائي يتصلن بالسماء لحل أزمات السنغال

"كان عدة رجال عزل على وشك التعرض للذبح في إحدى قرى كازامانس، لكن قوة خارقة تدخلت على عجل ووضعت الذخيرة والسلاح بين أيديهم، عبر جهود باطنية لا يمكن تفسيرها".

هذه القوة الروحية -التي مكنت فرانسوا مندي من اجتياز الباكلوريا وتؤهله حاليا للالتحاق بالجيش- تملكها سيدات الغابة المقدسة الواقعة في ضواحي زيغينشور عاصمة إقليم "كازامانس" بجنوب السنغال.

ومن عمق غابة "ديالان بانتانغ" تنخرط ماري روزالي كولي في نشاط روحي متعدد الأغراض حيث تمارس طقوسا لصالح الموتى وتبارك الزيجات وتعمل بلا كلل من أجل الأمن والسلام.

ومن داخل معبد خشبي مغطى بالقش تحدثت ملكة الغابة ماري روزالي للجزيرة نت عن اتصالها بالأرواح وتمكنها من علاج المرضى وانقطاعها لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

روزالي واحدة من سيدات الغابات المقدسة في إقليم "كازامانس"، حيث تتشبث المجتمعات بموروثات دينية وشعبية تعود لقرون.

ووفق الموروث السنغالي، فإن سيدات الغابة المقدسة ينقطعن كليا للمهمات الروحية النبيلة، ولا يظهرن للحيز العام إلا في لحظات مفصلية من التاريخ مثل انتشار الأوبئة والصراعات المجتمعية.

أستاذ التاريخ المتقاعد بانتا لامين جاخو روى للجزيرة نت أن الغابات المقدسة تمثل فضاءات اجتماعية وروحية عريقة تعود إلى عصور ما قبل الاستعمار .

وقد كانت هذه الفضاءات بمثابة مراكز استقلالية للنساء منحتهن سلطة وتأثيرًا في مجتمعات يغلب عليها الطابع الأبوي وتشكل “أرشيفات حية” تُحفظ فيها التقاليد والمعارف الشفوية، وفق أستاذ التاريخ.

ومما يميز هؤلاء النسوة "مرونتهن وتأقلمهن مع التحولات الكبرى في السنغال مثل انتشار الأديان التوحيدية والاستعمار والحداثة".

طريق مؤدي للغابات المقدسة في جنوب مدينة زيغنشور السنغالية
(الجزيرة) الرقص والغناء والصلاة

وفي هذا الفضاء الطبيعي تمارس "حارسات المعرفة" طقوسهن المتمثلة في الصلوات والغناء والرقص وتقديم القرابين.

وعلى مر العصور، ظلت السنغال بيئة خصبة للروحانيات والماورائيات والتعلق بالخوارق والغيبيات، وتنشط فيها حاليا العديد من الحركات الصوفية التي يتجاوز أتباعها الملايين.

ويبلغ تعداد سكان السنغال 18 مليون نسمة بينهم 96% مسلمون، و3% مسيحيون، فيما يمثل أتباع الديانات الوثنية والتقليدية 1%.

لكن من اللافت أنه في الغابة المقدسة تذوب الحدود بين الأديان، "حيث تتولى الشأن الروحي سيدات مسيحيات ومسلمات".

في الغابة المقدسة تحضُر "رموز روحية" عديدة مثل رؤوس الحيوانات المدفونة جزئيا في الأرض والأواني الفخارية والعصي المغروسة في التربة وأشجار تدعى باكين.

"والنساء اللواتي يدخلن الغابة هن حارسات للمعرفة التقليدية يستخدمن هذا المكان في أوقات الأزمات مثل الأوبئة والجفاف للتدخل وحماية المجتمع من المصائب".

وتقول روزالي "نحن نحتفظ بالتقاليد ونواصل إرث أجدادنا من خلال طقوس الصلاة والتأمل والعلاجات التقليدية باستخدام النباتات".

وتوضح أنه في كازامانس لكل مجموعة عرقية غابتها المقدسة مثل الديولا والباينونك والبلانت والمانكان والمانجاك.

التدخل الروحي الحاسم

بحسب لوي تندينغ المقاتل السابق في حركة "القوات الديمقراطية لكازامانس"، فإن نساء الغابة المقدسة يلعبن دورا محوريا في حل النزاعات وحفظ السلام.

و"عندما تظهر مشاكل في القرى تتدخل النساء بشكل روحي حتى في حالات النزاع ويتوقف القتال فورا".

ومثل لوي تندينغ، يؤمن آخرون في كازامانس بأن نساء الغابة يتصرفن وفق إشارات روحانية ويكون القدر حليفهن في اللحظات الحاسمة التي يتخذن فيها موقفا لمصلحة الوطن.

وعندما نظّمن في العام الماضي مسيرة لدعم المعارض والسجين حينها عثمان سونكو، توقع أتباعهن أن يكون الحدث إشارة من السماء لانتصار الرجل وأفول نجم خصمه الرئيس آنذاك ماكي صال.

وقد شهدت الأشهر اللاحقة للمسيرة زوال حكم ماكي صال وأنصاره، حيث خسروا الانتخابات الرئاسية، وبعدها فقدوا الأغلبية في البرلمان، بينما أصبح سونكو الوزير الأول والزعيم السياسي الأقوى في السنغال.

ولم تكن مسيرة النساء المقدسات حدثا عاديا، فقد أثارت جدلا كبيرا، ورأى سنغاليون أنها تتنافى مع دورهن الروحي المكرس لخدمة المجتمع بعيدا عن السياسة.

مشهد من وسط مدينة زيغينشور عاصمة إقليم كازامانس السنغالي
الجزيرة (الجزيرة) أمهات الجنود والسياسيين

من جانبها، تنفي ماري روزالي تورط نساء الغابة المقدسة في السياسة تماما، قائلة "نكتفي بدور مراقبة الأحداث، فنحن أمهات لجميع المقاتلين والجنود والسياسيين؛ لا ننحاز لأي طرف ورسالتنا الأساسية هي السلام".

وتشدد على أنها وزميلاتها يحرصن على الحياد الصارم في الشأن السياسي ولا يظهرن إلا في أوقات الأزمات الكبرى مثل انتشار الأوبئة أو حدوث صراعات مجتمعية.

وعلى سبيل المثال، لعبن دورا بارزا خلال غزو الجراد الذي ضرب منطقة الساحل في أوائل الألفية الجديدة، "حيث ساهمن بصلواتهن وطقوسهن في حماية المحاصيل. وبمجرد وصولهن انسحب الجراد".

وبداية النزاع المسلح في كازامانس عام 1982، ساهمت نساء الغابة المقدسة في التحضير الروحي للمقاتلين، كما ساعدن في تهدئة الأوضاع في وقت لاحق.

المقاتل السابق في قوات كازامانس المتمردة لوي تندينغ، تحدث  للجزيرة نت عن دور نساء الغابة المقدسة في تلك الحقبة، قائلا إنهن كن يقدمن الماء أثناء المعارك ويعملن على تهدئة الأمور من خلال الطقوس الروحية.

ويضيف أن "ديجيبلور" و"إيسولي" من أهم الغابات المقدسة فهما منبع الحركات الروحية التي دعمت مقاتلي كازامانس في الماضي، على حد قوله.

تجارب وحكايات

تروي سانتا لاندينغ غوجابي أنها عاشت تحت ضغط اجتماعي ونفسي كبير بعد مرور سنوات على زواجها دون أن تنجب مولودا.

 ومثل فرانسوا مندي، تقول سانتا لاندينغ غوجابي إنها طلبت تدخلا روحيا عاجلا من سيدات الغابة "ولم يمض وقت طويل حتى تحققت المعجزة ورُزقت بمولود بعد سنوات من الانتظار".

ومثل هذه القصة تتكرر على ألسنة العديد من النساء في المنطقة، مما يعزز الإيمان الشعبي بقدرات هؤلاء السيدات.

القوى الخارقة المزعومة لهؤلاء النسوة لا تتوقف عند إنجاب الأطفال وإنزال المطر واجتياز الطلبة للثانوية العامة، فقد "تمكّنَّ عبر إجراءات روحية غامضة من تذليل العقبات التي كانت تواجه وساطة الأمم المتحددة لإنهاء القتال بين المتمردين والجيش السنغالي في التسعينيات".

أيضا، كانت لهن جهود خارقة في تحجيم تداعيات الأمراض المعدية مثل فيروس كورونا أو السل، وحتى في مواسم الجفاف.

وهذه المعتقدات متجذرة في المخيلة الشعبية "فمنذ فجر التاريخ، عندما تندلع حرب في كازامانس، فإن هؤلاء النساء يكنّ على خط المواجهة إما لوقفها أو لمساندة أحد أطراف النزاع إذا اعتقدن أنه على حق".

وفي لحظة شديدة الحرج والخطورة، كان عدة رجال على وشك التعرض للذبح من خصومهم في إحدى قرى كازامانس في السبعينيات، ولكن سيدات الغابة المقدسة تدخلن على عجل ووضعن الذخيرة والسلاح بين أيديهم عبر جهود باطنية لا يمكن تفسيرها، وفق حكاية يرددها الناس.

تماثيل من متحف سنغالي في أسفل نصب النهضة الإفريقي بدكار (الجزيرة) الانضمام للغابة

توضح ماري روزالي أن الانضمام إلى صفوف نساء الغابة المقدسة ليس اختيارا شخصيا بل يتم عن طريق دعوة روحية.

ووفق روزالي فإن "الغابة هي التي تختار المرأة وغالبا ما يتم ذلك عبر رؤى أو حالات وجدانية. ودور النساء في الغابة ليس سحريا بل روحيا بحتا يعتمد على التواصل مع الأجداد".

ومن خلال المتحف المقام في أسفل نصب النهضة الأفريقية بدكار، يتجلى أن وزارة الثقافة تستحضر محورية نساء الغابة في الموروث السنغالي، حيث أقامت تمثالا لإحداهن وخلفها امرأة يبدو أنها تتوسل لها في شفاء مرض أو تحقيق غاية.

لكن أستاذ التاريخ المتقاعد بانتا لامين جاخو تحدث عن تهميش نساء الغابات المقدسة في السرديات التاريخية للسنغال، و"رغم ذلك أثبتن تأثيرهن في المجتمع كفاعلات رئيسيات في التاريخ المحلي من خلال أدوارهن في التعليم والطب التقليدي والطقوس الاحتفالية".

والطابع السري الطقوسي للغابات المقدسة يجعل توثيقها علميًا أمرًا صعبًا، وفق أستاذ التاريخ جاخو الذي شدد على ضرورة تجاوز الرؤية الرومانسية أو الاستشراقية لهذه التقاليد، داعيا إلى فهمها ضمن سياقها الثقافي والاجتماعي الأصلي.

ويبقى استقرار كازامانس والسنغال بشكل عام على قائمة أولويات النساء المقدسات، "فهدفنا الوحيد هو السلام ولن نتوقف عن العمل لتحقيقه".

مقالات مشابهة

  • وزير الري يؤكد أهمية تضافر جهود الدولة والمواطنين لترشيد المياه
  • جهود الداخلية لمواجهة الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي
  • الحصاد الأسبوعي لوزارة التنمية المحلية في الفترة من 9 إلى 14 نوفمبر 2024
  • وزير السياحة يعلن عن دراسة مشاريع سياحية نوعية بقيمة تتجاوز مليار ريال بحائل
  • بالانفوجراف.. نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة وزارة التنمية المحلية
  • كاريكاتير أسامة حجاج
  • السيسي يتابع جهود القوات المسلحة في تأمين كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة.. فيديو
  • نساء الغابة المقدسة اللائي يتصلن بالسماء لحل أزمات السنغال
  • «بعثة الأمم المتحدة» تبحث جهود نزع السلاح ودعم عملية السلام في ليبيا
  • البعثة الأممية: نناقش جهود نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في ليبيا