الحرب المتسارعة … مقابل … الحفر بالإبرة
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
الحرب المتسارعة … مقابل … الحفر بالإبرة
مذبحة ود النورة والمذابح التي ستأتي … لا سمح الله.
مفاتيح الفلsطينيين لبيوتهم من 48!!
نعلم جميعنا من هو مالك تعبير الحفر بالإبرة ، أما تعبير الحرب المتسارعة والحق يقال فهو تعبير مقتبس من منشور لإحدى حركات دارفور المسلحة قرأته قبل سقوط مدني ثم الجزيرة في 18 ديسمبر 2023م ، فماذا قالوا ؟
قالوا أنه في مقابل تكتيكات الحرب المتسارعة التي يتبناها الدعم السريع فإن المستنفرين ليسوا بحاجة لأسابيع وأشهر من تدريبات البيادة وصفا وانتباه بل يجب تدريبهم بجرعات مركزة سريعة وتسليحهم ليدافعوا عن حواضرهم ، وقد أثبتت البديهة أولا والأيام ثانيا صدق ما قالته تلك الحركة الدارفورية فقد شاهدنا جميعنا كيف استبسل أهل التكينة وقاتلوا بالجلاليب والعراريق.
خلال أربع أشهر من 15 أغسطس 2023م حتى 15 ديسمبر 2023م قضيتها في حنتوب شرق مدني كنت كل صباح خلال الشهرين الأخيرين أسمع طابور المستنفرين في الشارع يهز الأرض ويثير الغبار.
أسابيع والمستنفرين يركضون كل صباح وينشدون الأناشيد الحماسية ويثيرون الغبار وتزغرد النساء ومع أول طلقات الدعامة الساعة الرابعة صباح يوم الجمعة 15 ديسمبر 2023م تلاشت كل تلك الطوابير وتسارع شباب حنتوب بالمغادرة مع كبار السن من الذين رأيتهم ينزحون أفواجا من الحشود البشرية الراجلة لا جبنا ولكن لأنهم كانوا غير مسلحين ، فلماذا إذن كانت كل الأسابيع من الصفا والإنتباه وطوابير الصباح ؟
ولهذه التجربة أزعجتني ولم تسعدني تصريحات الفريق البرهان في عزاء الشهيد محمد صديق في مايو 2024م حين قال أنهم سينتقلوا بالاستنفار لمرحلة جديدة وسيتم تدريب المستنفرين على الأسلحة الثقيلة !!
حين سمعت سعادة الفريق يقول ذلك لم أتمالك نفسي فصحت محبطا : تاني تدريب ، تاني … يا سعادتك ؟! كم يا ترى ستستغرق هذه المرحلة؟ هذا بينما الطرف الآخر يشن حربا متسارعة لتفريغ القرى في الجزيرة وشمال بحر أبيض من السكان ويتفنن في تهجير من بقي صامدا من أحياء الخرطوم بحري مثل شمبات والتي قام باعتقال شبابها المتطوعين لخدمة التكايا.
في مقابلته المسجلة والمتاحة في فيسبوك ذكر الشيخ الستيني الأمدرماني ود الملازمين أحمد يوسف أنهم تدربوا على بعض أنواع السلاح خلال القتال لأن السلاح كان يكون موجودا خلال المعركة ويحتاج إلى فقط لضارب فيقوم الضابط بتعليم المستنفر خلال دقائق كيف يمسك وكيف يضرب.
هل تحتاج الحرب ضد العدو المتسرع لمقاتل مؤهل جسديا بنسبة 100% يكون التطاول في تأهيله سببا في عرقلته من فزعة أهله في قراهم ومنع تهجيرهم ؟
مانخشى حدوثه هو السيناريو المؤسف الذي لا يتمنى أحد حدوثه وهو تكوين قوات دفاع عن المناطق خارج سيطرة الجيش ولسان حالها يقول إن أتى الجيش فيا مرحبا وإن تأخر أو لم يأت فمهما كانت خسائرنا وضحايانا فهي أرحم من الدخول إلى نفق لا يختلف كثيرا عن نكبة فلsطين 48 والتي تم تهجير سكانها تحت وطأة مذابح وهجمات العصابات الzهيونية فغادروا قراهم وهم يحملون مفاتيح بيوتهم بعد أن تم إقناعهم بأنها كلها إسبوعين ثلاث وتحرر الجيوش العربية مناطقهم المحتلة ليعودوا من جديد.
واليوم 2024م لا تزال الآلاف من الأسر الفلsطينية من أحفاد أولئك النازحين من سنة 1948م حتى اليوم في أمريكا وكندا وأستراليا يتوارثون تلك المفاتيح بل إن بعضهم عاد بفضل جنسيته الغربية وزار دولة إsرائيل ووصل حتى بيت جده وشاهده من الخارج وهو مسكون بأسرة يhودية ، والحال كذلك فما الذي يمنع تكرار نفس السيناريو علينا ونحن نعيش التطاول والوعود وكل بضعة أشهر نبدأ مرحلة جديدة ، وكل بضعة أشهر نسمع عن وصول العدة الجديدة ، فتارة تبدأ مرحلة فتح معسكرات الاستنفار بعد أشهر من الرجاءات ، ثم يتم الإعلان عن مرحلة تدريب المستنفرين على الأسلحة الثقيلة فكم ستستغرق ياترى وهل ياترى توقف التمرد خلال كل ذلك الزمن عن التوسع والسيطرة على المناطق وتهجير أهلها شيبا وشبابا ؟!
هل تصدق عزيزي القارئ إذا أخبرتك أن هذه المقالة قد كتبت قبل تصريحات الفريق ياسر العطا التي إتهم فيها فرنسا صراحة بأنها خلف مؤامرة لتهجير عرب الشتات والتغيير الديموغرافي وهو ما يؤكد صدق توجساتنا على أن هناك عاملا آخر لا يقل خطورة عن استجلاب المرتزقة من خارج الحدود ، وهو التجنيد المحلي لذوي الولاء القابل للتحول إما بسبب التماثل الإثني أو قهرا للحماية أو طلب الأرزاق وكله بسبب التطاول هذا في ولاية الخرطوم والجزيرة وهذه المكونات المتحولة ستكون شديدة الاستبسال حتى لا تفقد ديمومة المكاسب التي حصلت عليها.
اليوم 5 يونيو 2024م سمعنا وتابعنا أخبار مأساة قرية ود النورة وجاراتها في الجزيرة وقتلاها بالعشرات وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة والله أعلم ، وبينما نلتفت للجزيرة لقربها فهناك مآس يندى لها الجبين ومذابح وحرائق وتشريد وتهجير لقرى مسالمة في شمال كردفان بعيدة ومعزولة ولكن تجد أخبارها وصورها مدفونة هنا وهناك في حشايا الفيسبوك لمن يبحث ويفتش.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
#كمال_حامد ????إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
بيان لسفيرة الولايات المتحدة: الطرفان المتحاربان يتحملان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان
حدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن اليوم قيام عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب إبادة جماعية في السودان، وأتى ذلك بعد مراجعة متأنية للوقائع وتحليل قانوني شامل.
7 كانون الثاني/يناير 2025
بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة
مكتب الصحافة والدبلوماسية العامة
7 كانون الثاني/يناير 2025
حدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن اليوم قيام عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب إبادة جماعية في السودان، وأتى ذلك بعد مراجعة متأنية للوقائع وتحليل قانوني شامل.
ويبني تحديد وقوع الإبادة هذا على إعلان الوزير بلينكن في شهر كانون الأول/ديسمبر 2023 عن مسؤولية عناصر من قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها عن ارتكاب أعمال تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية. وقد حدد الوزير بلينكن في العام 2023 أيضا مسؤولية عناصر من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية عن ارتكاب جرائم حرب.
وبالإضافة إلى تحديد وقوع الإبادة الذي نعلن عنه اليوم، تم فرض عقوبات على سبع شركات تمتلكها قوات الدعم السريع وتقع مقراتها في الإمارات العربية المتحدة وعلى فرد مسؤول عن شراء أسلحة لقوات الدعم السريع.
لقد تجاهل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي بشكل متعمد الالتزامات بموجب القانون الإنساني الدولي، وإعلان جدة للعام 2023 والخاص بالالتزام بحماية المدنيين في السودان، ومدونة قواعد السلوك للعام 2024 التي أطلقتها مبادرة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان”.
ينبغي تحقيق المساءلة عن هذه الفظائع، لذا فرضت الولايات المتحدة إلى جانب تحديد وقوع الإبادة عقوبات على حميدتي لدوره المحوري في تأجيج الحرب في السودان. وقد تم أيضا إدراج حميدتي على قوائم العقوبات بموجب المادة 7031(ج) لتورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات اغتصاب جماعية لمدنيين على يد جنود قوات الدعم السريع تحت أمرته.
وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك) التابع لوزارة الخزانة اليوم عقوبات على حميدتي بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098 الخاص بـ “فرض عقوبات على بعض الأشخاص الذين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون هدف الانتقال الديمقراطي”، وقد تم فرض العقوبات بسبب قيام قوات الدعم السريع بقتل عشرات الآلاف وتشريد 12 مليون شخص والتسبب بمجاعة واسعة النطاق في مختلف أنحاء السودان.
لا تدعم الولايات المتحدة أيا من طرفي هذه الحرب ولا تشير هذه الإجراءات ضد حميدتي وقوات الدعم السريع إلى أي دعم للقوات المسلحة السودانية أو محاباة لها، فقد وجهت هذه الأخيرة ضربات جوية وهجمات مدفعية ضد المدنيين، وتواصل عرقلة عمليات تسليم إيصال المساعدات الإنسانية. ويتحمل الطرفان المتحاربان مسؤولية أعمال العنف والمعاناة التي تشهدها السودان ويفتقران إلى الشرعية لحكم السودان بشكل سلمي في المستقبل.
كان ينبغي أن يقوم الطرفان المتحاربان بالتخلي عن سلاحهما منذ وقت طويل، وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية بلا عوائق، والوفاء بالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي، فالشعب السوداني يطالب بالحماية والسلام والعدالة ويستحق الحصول على مطالبه هذه.
لقد دعوت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي منذ اندلاع هذه الحرب إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لوضع حد لهذه المعاناة التي تفوق التصور، وقمت بالدعوة إلى عقد اجتماعات عديدة ضمن مجلس الأمن الدولي وخارجه، إلا أن ذلك ليس بكاف. وهذه خطوة صغيرة تهدف إلى اتخاذ إجراءات باتجاه مساءلة الطرفين المتحاربين.
الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية للشعب السوداني، وتبقى ملتزمة بتخفيف معاناة العديد من السودانيين الضعفاء العالقين في هذه الحرب، وهي ملتزمة بمساعدة الشعب السوداني ليكون له صوت ويبني مستقبله بنفسه.
وسنواصل في الأيام المقبلة اتخاذ إجراءات ضد من يقوضون الأمن والاستقرار في السودان واستخدام كافة الأدوات المتاحة لتعزيز السلام والمساءلة والديمقراطية للشعب السوداني.