شدد ضابط مخابرات أمريكي سابق على أن في انتظار دولة الاحتلال الإسرائيلي المزيد من المقاومة الفلسطينية "بصرف النظر عما إذا استطاعت تدمير حماس أو لا، وذلك ما لم تغير إسرائيلي سياسة الاحتلال التي تنتهجها"، منتقدا التظاهر بأن الصراع بدأ في السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023.

وقال ضابط المخابرات الأمريكي السابق بول بيلار في مقال نشر في مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية تحت عنوان "حماس ليست هي القضية"، إنه "بعد عقود من الاحتلال الإسرائيلي، تتلاشى الذكريات، مما أدى إلى عدم فهم كثيرين لجذور وطبيعة ما يجري في قطاع غزة".



وأضاف أن "الكثير من الخطابات على مدى الأشهر الثمانية الماضية، حاولت محو الذكريات بشكل أكثر جذرية، من خلال التظاهر بأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدأ في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكما لو أن هجوم حماس على جنوب إسرائيل كان صاعقة من السماء لا مبرر لها سوى الكراهية الفطرية غير المبررة للإسرائيليين".

أوضح الضابط الأمريكي أن "المرء لا يحتاج إلى العودة بعيدا في تاريخ الصراع بحثا عن منظور يقوض هذا الوصف، إذ قُتل 1632 فلسطينيا بين عامي 2014 و2023، على يد الإسرائيليين وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، مقابل 155 إسرائيليا على أيدي الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن "هذا أكثر من ضحايا هجوم حماس الذي قدّرته الحكومة الإسرائيلية بنحو 1200 شخص".


وأشار إلى أنه من الممكن "فهم طبيعة وأسباب العنف الفلسطيني ضد إسرائيل، حيث أدرك الصهاينة في وقت مبكر، أن مشروعهم يتضمن بالضرورة استخدام العنف ضد الشعب الذي يعيش في فلسطين، فكانت المذابح والتهجير الجماعي، وهي تجربة جماعية مؤلمة تعيش عليها النكبة كجزء من الوعي الوطني الفلسطيني".

وقال إن "الإرهاب كان آنذاك إلى حد كبير من عمل مجموعات قادها رئيسا الوزراء الإسرائيليان مناحيم بيغن وإسحق شامير"، مشيرا إلى أنه "بالنسبة للعديد من الأمريكيين اليوم، فقد غُرس فيهم أن الإرهاب الدولي مرتبط بالتنظيمات الفلسطينية، والزعم أنها قامت بالعديد من الهجمات التي احتلت العناوين الرئيسية في زمن مضى".

وأوضح بيلار أن "الجماعات الفلسطينية التي نفذت تلك الهجمات شملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والصاعقة وحركة فتح، وجماعات منشقة مثل أيلول الأسود، وكانت تمثل مجموعة متنوعة من الأيديولوجيات والتوجهات السياسية، التي لم يوحدها إلا الغضب المشترك من القهر الإسرائيلي لإخوانهم الفلسطينيين، وقد كانوا في الغالب علمانيين وليسوا إسلاميين".

وأشار إلى أنه "لم يكن لحماس، التي لم تتأسس إلا عام 1987، أي دور في أي من هذا، ولذلك يقتضي أن ينظر المرء إلى مَن يسبب المشكلة المتكررة بدلا من الاستمرار في إلقاء اللوم على الآخرين".

وقال إنه "في حال صدقنا كلام القادة الإسرائيليين بأن الهدف المعلن من مواصلة عدوانهم على قطاع غزة هو تدمير حماس، فلا بد أن ندرك أن هذا الهدف مضلل على مستويات متعددة، لأن حماس ليست جيشا نظاميا يحسُب تدميره بعدد الكتائب التي تم استئصالها، بل هي حركة وأيديولوجية ووسيلة للتعبير عن عدم الرضا عن القهر الذي تمارسه إسرائيل".


وأضاف أن "سلوك إسرائيل في غزة أدى لزيادة شعبية حماس بين الفلسطينيين؛ لأنهم رأوا فيها المجموعة الأكثر صدقا في الوقوف بوجه إسرائيل، خلافا للسلطة الفلسطينية التي لا يرون فيها إلا مجرد أداة مساعدة للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية".

وشدد على أن "حماس لم تصبح كما هي اليوم بسبب شيء في جيناتها، بل بسبب الظروف التي أخضعت لها إسرائيل الشعبَ الفلسطيني، وإذا اختفت حماس غدا، فإن جماعات أخرى سوف تستخدم العنف كوسيلة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما فعلت ذلك مجموعات سابقة نشطت في الستينات والسبعينات".

وأكد  أن "المعاناة التي تحمّلها سكان قطاع غزة خلال الأشهر الـ8 الماضية، ستخزّن في الوعي الفلسطيني إلى جانب نكبة الأربعينات، والغزوات الإسرائيلية، لإدامة الغضب الفلسطيني وتحفيز تلك الجماعات المستقبلية، ولن تنتهي هذه القصة المأساوية بتدمير أي جماعة بعينها، بل فقط بتقرير مصير الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال الفلسطينية حماس غزة فلسطين حماس غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي عن مسؤول أمريكي: تقدم كبير بمفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان

كشف إعلام إسرائيلي عن مسؤول أمريكي بوجود تقدم كبير بمفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان وحان الوقت لاتخاذ القرارات، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.

أفادت وسائل إعلام فلسطينية،  باستشهاد 32 فلسطينيا في غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم، 19 منهم شمالي القطاع.

في غضون ذلك، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصابة 18 عسكريا خلال الساعات الـ24 الماضية في معارك حامية في جبهتين، في استمرار لخسائر الاحتلال التي يفصح عن بعضها ولا يكشف عن الحقيقة الكاملة، وفق ما ذهب سياسيون داخل  تل أبيب.

مقالات مشابهة

  • "الخارجية الفلسطينية": قرار إسرائيل بإلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على الإرهاب
  • دبلوماسي أمريكي سابق: إسرائيل تستخدم «معاداة السامية» لكتم صوت معارضيها
  • حماس: 4 إجراءات يتخذها الاحتلال لمنع إغاثة الفلسطينيين
  • إسرائيل النازية تبيد الفلسطينيين بـ«الفيتو» الأمريكى
  • وزير مغربي سابق يدعو إلى تحرير الفلسطينيين من الاحتلال والصهيونية
  • جيش الاحتلال يعترف بمقتل ضابط سابق جنوب لبنان.. ظل في الخدمة لسن السبعين
  • حماس: المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا نتيجة للفيتو الأمريكي
  • لتصفية القضية.. الكنيست الإسرائيلي يمرر قوانين عنصرية جديدة ضد الفلسطينيين
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال الإسرائيلي يحتجز سيارة إسعاف بالضفة الغربية
  • إعلام إسرائيلي عن مسؤول أمريكي: تقدم كبير بمفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان