تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ثمانية أشهر من الإبادة الجماعية للسكان العُزل في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الإجرامي، ولا حياة لمَن تنادي؛ حيث وصل عدد الضحايا حتى الآن 37124 شهيدًا و84712 مصابًا، كما تم تدمير قطاع غزة -عن بكرة أبيه- جرَّاء غارات الاحتلال الإسرائيلي المُستمرة منذ الـ7 من أكتوبر.
كل هذه الجرائم التي شاهدها العالم بالصوت والصورة، وما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تخوض غمار هذه الحرب القذرة مع القوى الغربية، وتدعم الاحتلال بالطائرات والقنابل المُحرَّمة دوليًّا والأسلحة الفتاكة، والمعلومات الاستخباراتية ودعم بقوات على الأرض غير مبالية بأرواح الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في دولته المُستقلة.
واشنطن طرف رئيس في هذه المعركة، ولا يمكن على الإطلاق اعتبارها طرفًا مُحايدًا، فقد استخدم الاحتلال الإسرائيلي القنابل الأمريكية المُوجهة من على "جي بي يو- 39"(GBU- 39)، التي تزن الواحدة منها 250 رطلًا في الغارات الجوية على غزة منذ بداية العام الجاري، وبسببها استشهد الآلاف من الفلسطينيين بحسب الإعلام الأمريكي نفسه.
ما يثبت تورط أمريكا العلني أيضًا عملية تحرير الأسرى الأربعة الأخيرة، والتي ارُتكب بسببها مذبحة راح ضحيتها أكثر من 200 مواطن، بينهم نساء وأطفال، كانت واشنطن المُخطط الرئيس لها، حيث أوهمتهم أنها قادمة لهم بشاحنة مساعدات ولكنها في الحقيقة شاحنة الموت بديلًا عن الغذاء، والمُفجع في الأمر أنَّ هناك أسرًا بأكملها أُبيدت في هذه المجزرة.
غزة المكلومة المُحاصرة -جوًّا وبرًّا وبحرًا- كشفت وعرت الدول الغربية التي صدعت رؤوسنا بالدفاع عن حقوق الإنسان، فلم تُحرك القوى العالمية التي تدعي كذبًا وبهتانًا أنها تدافع عن حقوق الإنسان، ساكنًا حتى كاد الحجر أن ينطق من شدة ما يحدث من ظلم وطغيان في أرض العزة والكرامة غزة الأبية.
الحقيقة أنَّ النظام العالمي يُدافع عن مُجرمي الحرب بنيامين نتنياهو وحكومته المُتطرفة، التي سفكت الدماء ودمرت البلاد في جرائم بشعة ستُسجل في التاريخ الأسود لهذا الكيان، ولن يتم محوها من ذاكرة كل حر يعيش على ظهر هذا الكوكب.
الازدواجية التي يتعامل بها العالم تجاه غزة تثبت ما قاله سابقًا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أن أحد القادة الكبار قال له إن المحكمة الجنائية بنيت من أجل أفريقيا ومن أجل البلطجية مثل بوتين وليس من أجل الغرب وحلفائه.
وهذا الأمر ظهر جليًا وبشكل وقح في وقوف الولايات المتحدة في وجه المحكمة الجنائية الدولية عندما صرح كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بمقابلة خاصة مع شبكة CNN، أن المحكمة تسعى لإصدار مذكرات اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
بعد حديث كريم خان انتفضت الولايات المتحدة وهاجمت على لسان رئيسها جو بايدن المحكمة الدولية، والذي قال نصًا "إن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين أمر مشين واسمحوا لي أن أكون واضحا بالقول إنه ما من مجال للمساواة بين إسرائيل وحركة حماس على الإطلاق وبأي شكل من الأشكال، بغض النظر عما يُحاول هذا المدعي العام أن يلمح إليه وسنقف دائمًا إلى جانب إسرائيل في وجه التهديدات لأمنها.
لم تكتفِ الولايات المتحدة بذلك فقد صوت مجلس النواب الأمريكي لمصلحة فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، فبدلًا من أن تحاكم المحكمة مجرمي الحرب والإبادة الجماعية وضعتها أمريكا في موضع المتهم وأصدرت قانونا لمعاقبتها في مشهد كاشف لحقيقة القوى العالمية التي ترقص -ليل نهار- على أنغام الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
ومع وقوف العالم حتى الآن متفرجًا وداعمًا لمجرمي الحرب وقتلة الأطفال نقدم التحية لكل أبناء غزة ومقاومتها الباسلة أنتم الذين وقفتم في وجه الطغيان العالمي وقوى الشر من كل حدب وصوب وقدمتم الغالي والنفيس للدفاع عن تراب بلدكم لتعلموا العالم معنى التضحية من أجل الأوطان، وأنه لا خيار ثالث عن النصر أو الشهادة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة أمريكا محمد منيسي الاحتلال الإسرائيلي جرائم الإبادة الجنائیة الدولیة الولایات المتحدة المدعی العام من أجل
إقرأ أيضاً:
المسرح الملكي بالرباط.. أكبر مسرح في أفريقيا والعالم العربي
يطل المسرح الملكي بالرباط على نهر أبي رقراق، ويقابله على الضفة الأخرى صومعة حسان الموحدية التي تجاوز عمرها 8 قرون، في تناغم بين الجانب التاريخي والحديث للعاصمة المغربية.
وينضاف هذا المسرح -الذي يعد أكبر مسرح في العالم العربي وأفريقيا- إلى العديد من البنيات الثقافية التي أُنشئت في الـ20 سنة الماضية ضمن برنامج الرباط مدينة الأنوار وعاصمة المغرب الثقافية.
ودشنت شقيقة العاهل المغربي الأميرة للا حسناء وزوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الثلاثاء المسرح، الذي بدأت أشغال بنائه رسميا عام 2014 واكتمل بناؤه في عام 2021 إلا أن التداعيات التي تلت جائحة كورونا حالت دون افتتاحه.
الأميرة للا حسناء وزوجة الرئيس الفرنسي خلال تدشين المسرح (مواقع التواصل)وكانت هذه المعلمة الثقافية آخر أعمال المهندسة المعمارية العراقية البريطانية زها حديد التي توفيت عام 2016، وعرفت بتصميماتها العالمية المبهرة مثل دار الأوبرا في غوانغجو بالصين وفي كارديف عاصمة ويلز، والمتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين في روما ومركز حيدر علييف في باكو، وأيضا ملعب الوكرة في قطر الذي احتضن مباريات كأس العالم عام 2022.
المسرح الملكي خلال فترة بنائه (الجزيرة) تحفة معماريةبُني المسرح الملكي أو المسرح الكبير على قطعة أرضية تمتد على مساحة تقدر بنحو 7 هكتارات، منها 25 ألفا و400 متر مربع مبنية، وكلف بناؤه حوالي 1677 مليون درهم.
وأضفى التصميم الفريد والمبتكر للمبنى ومختلف مرافقه مظهرا عصريا للعاصمة، إذ يشكل تحفة معمارية انضافت إلى تحف أخرى تزخر بها الرباط مثل برج محمد السادس و متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر والمحطة الطرقية ومحطة القطارات أكدال.
ويتكون المبنى من قاعة عروض كبيرة تتسع لأزيد من 1800 مقعد، مجهزة بأحدث التقنيات السينوغرافية والتقنيات العازلة للصوت، وبسقف متحرك يأخذ شكلَ عاكس صوتيّ.
واستمد تصميم هذه القاعة روحه من العمارة الإسلامية للقرون الوسطى، وهي مخصصة لاحتضان تظاهرات فنية وثقافية متنوعة مثل المسرح والباليه والأوبرا والمسرحيات الموسيقية والحفلات السيمفونية بالإضافة إلى أنواع أخرى من العروض الحية.
ويضم المسرح الملكي قاعة عروض أخرى تتسع لـ250 مقعدا، مفتوحة لعرض مختلف التعبيرات الثقافية، وقاعة للفنانين وأخرى مخصصة للنجوم، كما يتوفر على مطعم بانورامي يطل من جهة على برج محمد السادس ومن جهة ثانية على صومعة حسان التاريخية وضريح محمد الخامس.
أما الفضاء الخارجي للمسرح، فيضم مدرجا يتسع لحوالي 7 آلاف شخص، مخصصا لاحتضان المهرجانات والفعاليات الكبرى.
نقلة في المشهد الثقافيينظر فاعلون مسرحيون إلى هذا الحدث الفني والثقافي بفخر، إذ سيعزز البنيات الثقافية في البلاد ويشكل نقلة كبرى في المشهد الثقافي والفني.
ويرى المخرج المسرحي أمين ناسور أن المسرح الملكي بالرباط سيسهم في الرفع من قيمة المنتوج الإبداعي المغربي، خصوصا وأن المملكة تراهن على الثقافة والفنون باعتبارها واجهة حضارية للمجتمع ورافعة للتنمية.
وقال ناسور للجزيرة نت إن هذه المعلمة سيكون لها تأثير قوي على الساحة الفنية الوطنية لأنها ستتيح للمهنيين والفنانين المغاربة مشاهدة عروض عالمية حية واللقاء بفنانين عالميين، كما ستتيح لهم إنتاج عروض من مستوى عالمي كبير.
القاعة الرئيسية للمسرح (وكالة تهيئة أبي رقراق)وأضاف "تدشين هذا المسرح سيرفع سقف طموحنا، ونتوقع أن تضع الآلة الإنتاجية في حسبانها أن هذه الفضاءات الضخمة تحتاج إلى إمكانيات كبيرة وإبداع عال يتناسب مع قيمة مثل هذه المعلمة الفنية".
بالنسبة للمخرج المسرحي ورئيس النقابة المغربية لمهنيّي الفنون الدرامية مسعود بوحسين، فإن هذا المسرح سيجعل الرباط عاصمة الفن المسرحي، وإحدى المرجعيات الثقافية في العالم العربي وأفريقيا والعالم.
ولفت في حديثه مع الجزيرة نت إلى الاهتمام الكبير الذي أعطاه الملك محمد السادس لمؤسسات العروض الفنية وهو ما يظهر في بناء مسارح كبيرة في عدد من المدن مثل المسرح الكبير في الدار البيضاء وطنجة والمسرح الكبير في أكادير وغيرها من المدن.
ودعا لأن تواكب الحكومة هذا التوجه بتشجيع المسرح والاهتمام بالجانب البشري ليستفيد المواطنون من هذه الفضاءات ويتابعوا عروضا فرجوية في مستوى عال حتى لا تظل مجرد بنايات دون أن أدنى استغلال فني حقيقي لها.
المسرح الملكي بالرباط من الخارج (الجزيرة)ومقابل هذا المجهود المبذول على مستوى توفير الفضاءات الفنية من مستوى احترافي، أكد بوحسين على ضرورة بذل مجهود من أجل تطوير السياسات الثقافية في مجال المسرح والفنون الحية.
بدروه، أكد أمين ناسور على ضرورة الرفع من الاستثمار في الثقافة والفن، وأوضح أن مشروع الصناعة الثقافية والإبداعية الذي جاءت به وزارة الثقافة والعقلية الاستثمارية في المسرح التي نهجتها في الآونة الأخيرة من شأنها أن تدفع الفاعل الفني والثقافي لأن يقدم أعمالا بجودة عالية سيكون لها وقع وتأثير كبير على الجمهور خصوصا إذا تم عرضها في مسارح بإمكانات عالمية.