البوابة نيوز:
2025-01-30@20:03:03 GMT

غزة الصامدة.. والعالم المجرم

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ثمانية أشهر من الإبادة الجماعية للسكان العُزل في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الإجرامي، ولا حياة لمَن تنادي؛ حيث وصل عدد الضحايا حتى الآن 37124 شهيدًا و84712 مصابًا، كما تم تدمير قطاع غزة -عن بكرة أبيه- جرَّاء غارات الاحتلال الإسرائيلي المُستمرة منذ الـ7 من أكتوبر.

كل هذه الجرائم التي شاهدها العالم بالصوت والصورة، وما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تخوض غمار هذه الحرب القذرة مع القوى الغربية، وتدعم الاحتلال بالطائرات والقنابل المُحرَّمة دوليًّا والأسلحة الفتاكة، والمعلومات الاستخباراتية ودعم بقوات على الأرض غير مبالية بأرواح الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في دولته المُستقلة.

واشنطن طرف رئيس في هذه المعركة، ولا يمكن على الإطلاق اعتبارها طرفًا مُحايدًا، فقد استخدم الاحتلال الإسرائيلي القنابل الأمريكية المُوجهة من على "جي بي يو- 39"(GBU- 39)، التي تزن الواحدة منها 250 رطلًا في الغارات الجوية على غزة منذ بداية العام الجاري، وبسببها استشهد الآلاف من الفلسطينيين بحسب الإعلام الأمريكي نفسه.

ما يثبت تورط أمريكا العلني أيضًا عملية تحرير الأسرى الأربعة الأخيرة، والتي ارُتكب بسببها مذبحة راح ضحيتها أكثر من 200 مواطن، بينهم نساء وأطفال، كانت واشنطن المُخطط الرئيس لها، حيث أوهمتهم أنها قادمة لهم بشاحنة مساعدات ولكنها في الحقيقة شاحنة الموت بديلًا عن الغذاء، والمُفجع في الأمر أنَّ هناك أسرًا بأكملها أُبيدت في هذه المجزرة.

غزة المكلومة المُحاصرة -جوًّا وبرًّا وبحرًا- كشفت وعرت الدول الغربية التي صدعت رؤوسنا بالدفاع عن حقوق الإنسان، فلم تُحرك القوى العالمية التي تدعي كذبًا وبهتانًا أنها تدافع عن حقوق الإنسان، ساكنًا حتى كاد الحجر أن ينطق من شدة ما يحدث من ظلم وطغيان في أرض العزة والكرامة غزة الأبية.

الحقيقة أنَّ النظام العالمي يُدافع عن مُجرمي الحرب بنيامين نتنياهو وحكومته المُتطرفة، التي سفكت الدماء ودمرت البلاد في جرائم بشعة ستُسجل في التاريخ الأسود لهذا الكيان، ولن يتم محوها من ذاكرة كل حر يعيش على ظهر هذا الكوكب.

 

الازدواجية التي يتعامل بها العالم تجاه غزة تثبت ما قاله سابقًا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أن أحد القادة الكبار قال له إن المحكمة الجنائية بنيت من أجل أفريقيا ومن أجل البلطجية مثل بوتين وليس من أجل الغرب وحلفائه.

 

وهذا الأمر ظهر جليًا وبشكل وقح في وقوف الولايات المتحدة في وجه المحكمة الجنائية الدولية عندما صرح كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بمقابلة خاصة مع شبكة CNN، أن المحكمة تسعى لإصدار مذكرات اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

 

بعد حديث كريم خان انتفضت الولايات المتحدة وهاجمت على لسان رئيسها جو بايدن المحكمة الدولية، والذي قال نصًا "إن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين أمر مشين واسمحوا لي أن أكون واضحا بالقول إنه ما من مجال للمساواة بين إسرائيل وحركة حماس على الإطلاق وبأي شكل من الأشكال، بغض النظر عما يُحاول هذا المدعي العام أن يلمح إليه وسنقف دائمًا إلى جانب إسرائيل في وجه التهديدات لأمنها.

 

لم تكتفِ الولايات المتحدة بذلك فقد صوت مجلس النواب الأمريكي لمصلحة فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، فبدلًا من أن تحاكم المحكمة مجرمي الحرب والإبادة الجماعية وضعتها أمريكا في موضع المتهم وأصدرت قانونا لمعاقبتها في مشهد كاشف لحقيقة القوى العالمية التي ترقص -ليل نهار- على أنغام الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

 

ومع وقوف العالم حتى الآن متفرجًا وداعمًا لمجرمي الحرب وقتلة الأطفال نقدم التحية لكل أبناء غزة ومقاومتها الباسلة أنتم الذين وقفتم في وجه الطغيان العالمي وقوى الشر من كل حدب وصوب وقدمتم الغالي والنفيس للدفاع عن تراب بلدكم لتعلموا العالم معنى التضحية من أجل الأوطان، وأنه لا خيار ثالث عن النصر أو الشهادة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة أمريكا محمد منيسي الاحتلال الإسرائيلي جرائم الإبادة الجنائیة الدولیة الولایات المتحدة المدعی العام من أجل

إقرأ أيضاً:

«الجنائية الدولية» تجدد المطالبة بتسليم البشير وأعوانه .. قيادي إسلامي سابق: الرئيس المعزول وبقية المتهمين مكانهم معلوم لدى السلطات

أعاد المدعي العام لـ«محكمة الجنايات الدولية»، كريم خان، مطالبة السلطات السودانية بتسليم الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، ووزير الدفاع الأسبق، عبد الرحيم محمد حسين، ووزير الداخلية وقتها، أحمد محمد هارون، المتهمين بـ«ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور».

ووفق معلومات توفرت لـ«الشرق الأوسط» من مصادر عليمة؛ فإن «هارون يتحرك بحرية داخل البلاد، وبعض الأجهزة الأمنية والعسكرية الخاصة التابعة لـ(الحركة الإسلامية) تعمل على توفير الحماية والملاذات الآمنة لكل المتهمين المطلوبين من (المحكمة الجنائية)، وكل تحركاتهم وتنقلاتهم تجري بمعرفة عدد من المسؤولين النافذين في الحكومة السودانية».

وقبل أشهر قليلة، اختير هارون رئيساً لحزب «المؤتمر الوطني» (المنحل) خلفاً للرئيس المخلوع عمر البشير، في اجتماع عُقد بإحدى مدن شمال البلاد، وأحيطَ بسرية تامة، وشارك فيه الأمين العام لـ«الحركة الإسلامية»، علي أحمد كرتي، وعشرات من قادة التنظيم بالداخل والخارج.

وأوضحت المصادر ذاتها أن اجتماع مجلس شورى حزب «المؤتمر الوطني»، الذي عُقد بحماية من السلطات، خاطبه البشير المتهم الرئيسي لدى «المحكمة الجنائية».

وأكدت «الحركة الإسلامية» أن الأمين العام، علي كرتي، موجود في السودان، و«يمارس مهامه وفق ما يتطلبه الموقف الوطني الدقيق الذي تمر به البلاد، والحركة حددت موقفها الواضح بالانحياز لصالح الصف الوطني ومساندة القوات المسلحة وقيادتها؛ للعبور بالبلاد والوقوف ضد تطلعات الميليشيات الإرهابية المغتصبة ومعاونيها».

وقال قيادي سابق في «الحركة» إن حكومة بورتسودان تعلم مكان أحمد هارون، «خصوصاً أنه يتحرك في الولايات، ويحشد لاستنفار المقاتلين في صفوف الجيش خلال الحرب الدائرة حالياً» ضد «قوات الدعم السريع»، «بصفته رئيس حزب له نشاط واسع في كل أنحاء البلاد».

وأضاف أن «بقية المتهمين المطلوبين أماكنهم معروفة لدى تلك السلطات، لكنهم يحفظون أنفسهم بعيداً عن أي نشاط ظاهر».

وقال القيادي، الذي فضل حجب اسمه، إن «قادة الجيش في تحالف ضمني مع (الحركة الإسلامية)، وهم يقرون بأن مجموعات الإسلاميين هي الفئة الكبرى التي تقاتل معهم، كما يعلمون أن تسليم قادتهم إلى (المحكمة الجنائية الدولية) يعني دفعهم إلى المخاصمة والمقاومة».

وقال القانوني المحامي معزّ حضرة، لــ«الشرق الأوسط»، إن «هذه ليست أول مرة يكرر فيها كريم خان مطالبة السلطات السودانية بشكل علني بتسليم المتهمين، فهو درج على التذكير بالقضية في التقرير السنوي الذي يقدمه إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة».

وقال إن «المسؤولين بحكومة الأمر الواقع في بورتسودان، ظلوا على الدوام يماطلون ويرفضون التعاون مع (المحكمة الجنائية الدولية) في تسليم المتهمين المطلوبين».

بدوره، قال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، السفير إدريس الحارث، الاثنين، إنه «لا يمكن الاستجابة لطلبات المدعي العام لـ(المحكمة الجنائية الدولية) بشأن المطلوبين في جرائم دارفور منذ عام 2003»، بحجة أن «المعلومات والأدلة المطلوبة دمرتها ميليشيا (قوات الدعم السريع)، وشمل ذلك وثائق وزراتَي الدفاع والداخلية».

ووصف حضرة حديث مندوب السودان بأنه دفوعات «بائسة لا قيمة لها من الناحتين القانونية والسياسية». وذكر أن كل المستندات والأدلة التي تخص ملف المتهمين في ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، «محفوظة لدى مكتب النائب العام، بالإضافة إلى ملفات جرائم أخرى متهمة فيها المجموعة نفسها في قضايا جنائية داخل البلاد».

قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم يوم 29 يونيو 2019 (أ.ب)
وقال القانوني مُعزّ حضرة: «من المفارقات أن النائب العام الحالي، الفاتح محمد عيسى طيفور، كان هو مدعي عام (جرائم دارفور)، وإذا لم تكن بحوزته نسخ هذا الملف، فيمكن لكثير من المحامين السودانيين توفيرها له».

وأضاف أن «قادة من الجيش متواطئون مع أنصار نظام الرئيس السابق، عمر البشير، لذلك؛ فمن غير المتوقع أن يستجيبوا لقرارات (المحكمة الجنائية) تسليم المتهمين المطلوبين».

وسبق أن وافقت الحكومة الانتقالية المقالة، بقيادة رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك، على تسليم المسؤولين في الحكومة المعزولة إلى «المحكمة الجنائية الدولية»، إلا إن الانقلاب الذي قاده الجيش في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 قطع الطريق أمام هذه الخطوة.

واستمعت «المحكمة الجنائية» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى المرافعات الختامية من فريق الادعاء في قضية المتهم محمد أحمد علي، الشهير باسم «علي كوشيب»؛ أحد قادة «الجنجويد» المتهمين بارتكاب جرائم في دارفور.

وقُتل أكثر من 300 ألف شخص في الحرب بين المتمردين والقوات الحكومية، التي اندلعت عام 2003، واضطر ملايين الأشخاص إلى مغادرة منازلهم والهروب إلى مخيمات للنازحين.

نيروبي: الشرق الأوسط: محمد أمين ياسين  

مقالات مشابهة

  • بعد وصول ترامب للرئاسة.. مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقل مشروع قانون لمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية
  • سيف بن زايد يلتقي الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية الإنتربول
  • «الجنائية الدولية» تجدد المطالبة بتسليم البشير وأعوانه .. قيادي إسلامي سابق: الرئيس المعزول وبقية المتهمين مكانهم معلوم لدى السلطات
  • عاجل| واشنطن بوست: يتوقع أن يبدأ مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم التصويت على فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
  • المدعي العام للجنائية الدولية: "جحيم" حرب دارفور الأهلية يتكرر بعد 20 عاما  
  • المدعي العام للمحكمة الجنائية يدعو مجلس الأمن إلى التصدي للفظائع في دارفور
  • الجنائية الدولية تدعو مجلس الأمن إلى التصدي للانتهاكات الإنسانية في دارفور
  • مجلس الأمن يناقش اليوم تقرير المحكمة الجنائية نصف السنوي بشأن السودان
  • المحكمة الجنائية الدولية تطالب السودان بتسليم البشير
  • المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يدعو مجلس الأمن إلى التصدي للفظائع في دارفور ويطالب بتسليم الرئيس البشير وغيره من كبار المسؤولين المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية