حرب داخل الحرب.. هكذا تبقي حماس مواقع الأسرى الإسرائيليين مخفية عن الاحتلال
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
شددت صحيفة "نيويورك تايمز" على عدم ومعرفة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة مواقع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، مشيرة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تقوم بنقلهم من موقع إلى آخر بشكل متواصل.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن حماس "تقوم بنقل بعض الأسرى في غزة من شقة إلى أخرى بينما يعتقد أن آخرين موجودون في أنفاق تحت الأرض".
وأضافت أن "الخلية المشتركة التي تم تشكيلها بهدوء في إسرائيل في الخريف الماضي، تتبادل الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية والمحللون العسكريون الصور من مسيرات التجسس والأقمار الصناعية، إلى جانب اعتراضات الاتصالات وأي معلومات أخرى تأتي في طريقهم والتي قد تقدم تلميحا إلى إسرائيل عن مواقع الرهائن"، معتبرة أن "هناك أكثر من حرب تدور في قطاع غزة".
وأشارت إلى أن العالم يرى "الغارات الجوية والغزو البري، الذي تقول إسرائيل إنه يهدف إلى تفكيك حماس، والذي أدى إلى تحويل جزء كبير من الأراضي إلى أنقاض، الأمر الذي خلق أزمة إنسانية. لكن إنقاذ الرهائن الأربعة يوم السبت كان بمثابة تذكير بأن إسرائيل وحماس منخرطتان في معركة أخرى أقل وضوحا".
ولفتت إلى أن حركة حماس "عازمة على الاحتفاظ بالأسرى الذين أسروا خلال الهجوم في 7 تشرين الأول/ أكتوبر على إسرائيل، لاستخدامهم كورقة مساومة"، موضحة أن "لأكثر من ثمانية أشهر، كان للمسلحين (حماس) اليد العليا".
وذكرت الصحيفة أن "مسؤولين إسرائيليين وأميركيين يقولون إنهم لا يعرفون مكان احتجاز العديد من الرهائن. وحتى عندما يفعلون ذلك، في كثير من الحالات، تكون مهمة الإنقاذ ببساطة غير ممكنة".
وأوضحت أنه "على الرغم من البهجة التي تسببت بها كل عمليات الإنقاذ يوم السبت في إسرائيل، يقول المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون إن تعقيد العملية نفسها والعنف الذي رافقها يسلط الضوء على التحديات التي تواجه العثور على الرهائن وإخراجهم. مات أحد المنقذين، وقتلت قوات الكوماندوز الإسرائيلية العديد من مقاتلي حماس وقتل العديد من المدنيين في تبادل إطلاق النار. وقالت حماس أيضا إن ثلاثة رهائن آخرين قتلوا في غارات جوية إسرائيلية".
وأشارت إلى أنه "ليس من الواضح عدد الفرص الإضافية التي ستتوفر لغارات الإنقاذ، على الأقل فوق الأرض. الرهائن الذين تم إنقاذهم حتى الآن تم إنقاذهم فقط من الشقق. والآن، يقول مسؤولون إسرائيليون وأميركيون حاليون وسابقون، إنه من المرجح أن تغير حماس تكتيكاتها، وتسعى إلى نقل المزيد من الرهائن إلى الأنفاق وربما بعيدا عن متناول قوات الكوماندوز".
ونقلت عن "المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، قولهم إن عمليات الإنقاذ ستكون الاستثناء. ولن تتم إعادة غالبية الرهائن المتبقين إلى وطنهم إلا من خلال الوسائل الدبلوماسية. ويضغط المسؤولون الأمريكيون على إسرائيل وحماس للموافقة على صفقة من شأنها إعادة الرهائن كجزء من الهدنة".
ونقلت عن "المقدم في قوات الاحتياط الإسرائيلية، آفي كالو، والذي كان يرأس في السابق قسم المخابرات العسكرية الذي كان يتعامل مع أسرى الحرب والأشخاص المفقودين، قوله إنه يجب على المرء أن يتذكر أن إطلاق سراح الرهائن الأربعة هو في نهاية المطاف إنجاز تكتيكي لا يغير الجانب الاستراتيجي. ولا يزال لدى حماس عشرات الرهائن، لن يتم إطلاق سراح الغالبية العظمى منهم، إن لم يكن جميعهم، في العمليات، ولكن لا يمكن إنقاذهم إلا كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار".
وذكر التقرير أنه "على الرغم من أن إطلاق سراح الرهائن كان يمثل أولوية منذ بدء الحرب، إلا أن بعض المسؤولين الأمريكيين يقولون إن مستوى التركيز الإسرائيلي على هذا الهدف قد تباين. إن القتل غير المتعمد لثلاثة رهائن في كانون الأول/ ديسمبر، عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على ثلاثة رجال فروا من خاطفيهم في شمال غزة، أوضح أن القوات الإسرائيلية لم تكن دائما منتبهة لمطاردة الرهائن. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الجيش تعلم من هذا الخطأ".
و"قال مسؤولون إسرائيليون إنه يعتقد أنه تم أسر 251 شخصا خلال هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وأدى اتفاق بين إسرائيل وحماس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إلى إطلاق سراح 105 منهم"، وفقا للصحيفة.
وأوضح التقرير أنه "منذ ذلك الحين، أُعلن رسميا عن وفاة 43 من الرهائن المتبقين؛ ويُعتقد أن العديد منهم، ولكن ليس جميعهم، ماتوا في الأسر. وقال مسؤولون إسرائيليون سرا إنهم يعتقدون أن أقل من 60 شخصا ما زالوا على قيد الحياة. وقال مسؤولون أمريكيون إن هناك خمسة مواطنين مزدوجي الجنسية في غزة ما زالوا على قيد الحياة، وثلاث جثث لأمريكيين تحتجزهم حماس".
وأشار إلى أن "تتبع تحركات الرهائن، وهي العملية التي تلعب فيها بريطانيا أيضا دورا، لا يقتصر فقط على تحديد الموقع. بل يبحث المسؤولون العسكريون والاستخباراتيون أيضا عن الأنماط، محاولين معرفة المدة التي تحتجز فيها حماس الأشخاص في مكان ما قبل نقلهم إلى مكان آخر. إذا تمكنوا من تمييز النمط، فيمكنهم تحديد النافذة الزمنية بشكل أفضل لتنفيذ عملية الإنقاذ".
وأوضح أن "غالبا ما تكون المعلومات الاستخبارية المجمعة مجزأة"، مشيرا إلى أن "الإشارة إلى أن رهينة معينة لا تزال على قيد الحياة، أو فكرة عن المجموعة التي قد تحتجز الرهينة، قد لا تكشف عن الموقع الدقيق ولكنها يمكن أن تعطي تلميحا حول أي جزء من غزة يجب تكثيف جهود جمع المعلومات فيه. وعلى الرغم من أنه لا يمكن لأحد التأكد من مدى جودة هذه المعلومات، إلا أنه بمجرد أن يحدد الإسرائيليون موقعا ما بدرجة من الثقة، ويعتقدون أن الرهينة قد تكون هناك لبعض الوقت، يبدأ التخطيط المكثف".
واعتبر التقرير أنه "في وقت مبكر من الحرب، اعتقد بعض مسؤولي المخابرات أن معظم الرهائن كانوا محتجزين في الأنفاق. ولكن يبدو أن العيش تحت الأرض قد أثبت صعوبة بالنسبة لقادة حماس، وأن احتجاز الرهائن في شقق مؤيدي الحركة أصبح أسهل".
ولفت إلى أن المسؤولين في دولة الاحتلال والولايات المتحدة، "يعتقدون أن بعض الرهائن ربما يتحركون الآن أكثر مما كانوا عليه في بداية الحرب".
و"في حين يعتقد المسؤولون الأميركيون أن حماس لها يد في معاملة جميع الرهائن، فإن بعضهم لا تحتجزهم الجماعة، بل تخضع بدلا من ذلك لسيطرة المنظمات المسلحة المتحالفة معها، بما في ذلك حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. ولهذا السبب، بدت قيادة حماس غير متأكدة من عدد الرهائن الذين كانوا في غزة، وفقا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين"، حسب تقرير الصحيفة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه "بقدر الجهد الذي تبذله إسرائيل للبحث عن الرهائن، يعمل قادة حماس على إبقائهم مخفيين - مدركين أنهم يقدمون أفضل ما لديهم من نفوذ في محادثات وقف إطلاق النار".
ووفقا للتقرير، فإن "مسؤولين أمريكيين قالوا إنه منذ الأيام الأولى بعد هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر على إسرائيل، قام الجيش الأمريكي بإطلاق مسيرات استطلاع فوق قطاع غزة للمساعدة في جهود إنقاذ الرهائن. وقال مسؤولون إن ما لا يقل عن ستة طائرات من طراز MQ-9 Reapers تسيطر عليها قوات العمليات الخاصة شاركت في مهام جوية لرصد علامات الحياة".
ونقلت الصحيفة عن "مسؤول إسرائيلي كبير، قوله إن المسيّرات البريطانية والأمريكية تمكنت من تقديم معلومات لا تجمعها المسيّرات الإسرائيلية. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن مسيّرات الاستطلاع الأمريكية لديها إلى حد كبير نفس أجهزة الاستشعار الموجودة على المسيّرات البريطانية والإسرائيلية، لكن الأعداد الهائلة من المسيّرات الأمريكية تعني أنه يمكن مراقبة المزيد من الأراضي بشكل متكرر ولفترات أطول من الوقت.
وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين كبار حاليين أو سابقين إن تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يتعلق بالحرب في غزة ركز في البداية على جهود استعادة الرهائن، ولكن مع مرور الوقت توسع التعاون، حسب التقرير.
وقال الكولونيل كالو عن الأمريكيين والبريطانيين: "إنهم جزء من أكبر جهد استخباراتي تم إجراؤه على الإطلاق في إسرائيل، وربما على الإطلاق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة حماس حماس غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مسؤولون إسرائیلیون وقال مسؤولون إطلاق سراح العدید من المسی رات إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
لابيد: حكومة إسرائيل تطيل أمد الحرب بلا داع وحان وقت التحرك
اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الحكومة بإطالة أمد الحرب دون داع بسبب المشاكل السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و"أوهام" ضم الضفة الغربية وإعادة الاستيطان بقطاع غزة .
وقال لابيد في منشور على منصة إكس: "الحكومة الحالية تطيل أمد الحرب دون داع بسبب المشاكل السياسية التي يعاني منها رئيس الوزراء، وبسبب أوهام الجناح اليميني المتطرف بالضم والعودة إلى غزة".
إقرأ أيضاً: الكشف عن تفاصيل جديدة بشأن صفقة تبادل محتملة بين حماس وإسرائيل
ويشير لابيد بذلك إلى تهرب نتنياهو من المثول أمام المحكمة وتذرعه بانشغاله بظروف الحرب، وإنكاره للمسؤولية عن الفشل بمنع الهجوم الذي شنته "حماس" على مستوطنات وقواعد عسكرية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتابع زعيم المعارضة الإسرائيلية: "حان الوقت للتحرك السياسي، حان الوقت لنظام إقليمي جديد"، دون مزيد من التفاصيل.
إقرأ أيضاً: نتنياهو يرصد تصرفات غالانت منذ إقالته
وترفض حكومة نتنياهو وقف حرب الإبادة بقطاع غزة بزعم الاستمرار إلى تحقيق أهدافها المعلنة، وأبرزها القضاء على "حماس" في القطاع، والتأكد من عدم تمكنها من شن هجمات.
وبشكل مباغت هاجمت "حماس" في 7 أكتوبر 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين "ردا على اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى".
إقرأ أيضاً: هذا ما يقلق إسرائيل في أعقاب مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت
وتسبب الهجوم بحالة إرباك في إسرائيل على كافة المستويات، وسط اتهامات لحكومة نتنياهو بفشل التنبؤ المسبق بالهجوم الذي اعتبره مسؤولون إسرائيليون أكبر خرق استخباري في تاريخ تل أبيب.
فيما اعترف مسؤولون إسرائيليون بمسؤوليتهم عن الإخفاق، ويرفض نتنياهو ذلك، كما يتنصل من تشكيل لجنة تحقيق رسمية بالأحداث التي اعتبرها مراقبون أكبر خرق أمني واستخباري في تاريخ إسرائيل.
من جهة ثانية، يشير لابيد في كلامه إلى دعوات اليمين الإسرائيلي المتطرف لضم الضفة الغربية واحتلال قطاع غزة وإقامة مستوطنات إسرائيلية فيه.
وفي 2017، أعلن وزير المالية زعيم حزب "الصهيونية الدينية" المتطرف بتسلئيل سموتريتش، خطة لمعالجة الصراع مع الفلسطينيين، أطلق عليها "خطة الحسم"، ترفض وجود أي كيان فلسطيني وتشجع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين وتدعم استخدام العنف ضدهم.
وفي 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قال سموتريتش إنه أصدر تعليماته لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية (تتبعان وزارة الجيش) لبدء "عمل أساسي مهني وشامل لإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة" على الضفة الغربية.
وتعهد سموتريتش، وهو وزير بوزارة الجيش، بأن يكون "2025 عام السيادة الإسرائيلية" على الضفة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
فيما نسبت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إلى نتنياهو قوله "عندما يدخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض، يجب إعادة إمكانية السيادة على الضفة الغربية إلى الأجندة".
وتستغل إسرائيل الإبادة التي ترتكبها بقطاع غزة لتصعيد اعتداءاتها في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالا عن استشهاد 795 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و450، واعتقال أكثر من 11 ألف، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 148 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر : وكالة سوا - الأناضول