بحضور أكثر من 500 عالم من المملكة والعالم الإسلامي.. انطلاق ندوة الحج الكبرى بمكة المكرمة
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
انطلقت اليوم بمكة المكرمة أعمال ندوة الحج الكبرى في نسختها الـ48 بعنوان “مراعاة الرخص الشرعية والتقيد بالأنظمة المرعية في شعيرة الحج”، تحت رعاية وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وبحضور ومشاركة أكثر من 500 عالم من المملكة والعالم الإسلامي.
واستهل د. الربيعة أعمال الندوة بكلمة ترحيبية، أثنى خلالها على هذا الحضور الحميم الذي يتجدد كل عام، من خلال إقامة ندوة الحج الكبرى بشكل سنوي، التي تحمل على عاتقها إبراز الدور الثقافي والحضاري للمملكة في خدمة الحج والحجيج، وتسليط الضوء على أهم الإنجازات والمشروعات والتطورات المتلاحقة في الحرمين الشريفين لخدمة المسلمين، وترسيخ مبدأ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة الإسلامية في موسم الحج، والتواصل العلمي البنّاء مع المؤسسات والمحافل العلمية والباحثين المتخصصين في معظم دول العالم، وتحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية.
وتحدث معاليه حول مشاركة أصحاب المعالي والعلماء ومفكري العالم الإسلامي في أعمال الندوة واستهدافها بهدف توحيد الجهود وتجويدها في توعية الحجاج بأوجه التيسير في أداء شعيرة الحج، إضافة إلى تطوير الخطط التشغيلية بما يتناسب مع التنوع الفقهي والمذهبي للحجاج، بما يسهل أداء المناسك بيسر وسهولة.. مشيدًا بدور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله- في التسهيل على حجاج بيت الله الحرام، وتقديم كل ما من شأنه أن يضمن لهم حجًا مبرورًا وهم ينعمون بالأمن والأمان، حتى عودتهم إلى أوطانهم بعد انقضاء مناسكهم.
إثر ذلك جرى تقديم عرض عن أنشطة الندوة لهيئة كبار العلماء، بعدها ألقيت كلمة سماحة المفتي العام التي ألقاها نيابة عنه معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد، وأوضح فيها أن هذه الندوة المباركة تناولت خلال مسيرتها موضوعات مهمة بشؤون الحج وشؤون الأمة. وقال: وفي هذه السنة يسعدنا في هيئة كبار العلماء أن نتعاون في تنفيذ هذه الندوة بعنوان (مراعاة الرخص الشرعية بالتقيد في الأنظمة الشرعية في شعيرة الحج).
وبيّن أن المملكة أشرفت على الحرمين الشريفين، وسخّرت إمكاناتها ليؤدي الحجاج والمعتمرون نسكهم بكل يسر وسكينة، وأصدرت الأنظمة والتعليمات المتعددة التي تعين الحاج منذ وصوله إلى المملكة إلى تنقله في أداء شعائره، ومن ثم عودته إلى دياره ووطنه.. موجهًا عبر هذا المنبر النصح لحجاج بيت الله الحرام بأن يراعوا هذه الأنظمة، وليعلم أن ذلك من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن تعظيم حرمات الله في الحرم، فإن هذه الأنظمة ما وضعت إلا لتعظيم هذه الشعيرة، وتمكين الحجاج والعاملين من أن يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسكينة.
عقب ذلك ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى كلمة بهذه المناسبة، نوه خلالها بجهود وزارة الحج والعمرة في إقامة الندوة التي أمضت عمرًا حافلاً بالتجدد والعطاء؛ للإسهام بالاطلاع بمسؤولية هذه الخدمة، كل في مهامه. مثمنًا قفزاتها النوعية وحجم المشاركة فيها من الجموع المباركة من علماء الأمة الإسلامية.
وأكد معاليه أن رابطة العالم الإسلامي بهيئة علمائها ومجمعها الفقهي الإسلامي على استعداد تام للإسهام كل عام في فعاليات هذه الندوة التي باتت -بحمد الله- حلقة مهمة وعلامة فارقة في منظومة برامج الحج المهمة والفاعلة. وفق الله القائمين على هذا اللقاء العلمي العالمي، وداعيًا الله أن يوفق الجميع في طرح المحاور التي تثري أهداف هذا التجمع الإسلامي العالمي، وسائلاً الله جل وعلا أن يوفق الجميع في طرح المحاور التي ترسخ مبدأ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة الإسلامية من خلال موسم الحج، والتواصل العلمي البنّاء مع المؤسسات والمحافل العلمية والباحثين المتخصصين في معظم دول العالم، وتحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية.
ثم تفضل وزير الحج والعمرة بتكريم عدد من المشاركين في إنجاح أعمال هذه الندوة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الأمة الإسلامیة العالم الإسلامی هذه الندوة
إقرأ أيضاً:
اتّحادُ قبائل الجزيرة العربية والعالم الإسلامي
منصور البكالي
فكرة إطلاق هذا الاتّحاد ودعوة القبائل العربية للانضمام إليه، وعقد لقاءات ومؤتمرات، وإصدار ميثاق شرف قبَلي يوحِّدُ كُـلّ القبائل ويحفظ وَحدتها ويلم شملها ويدافع عن قضاياها المصيرية، خَاصَّة ونحن أمام مؤامرة كبيرة تستهدف الأُمَّــة برمتها بكل شعوبها وقبائلها، ووصول الأُمَّــة إلى مرحلة اليقين بفشل الأنظمة السياسية الحالية والأحزاب السياسية والطوائف والمذاهب المتعددة، فلم يبقَ أمام هذه الأُمَّــة من طوق نجاة يحفظ لها وَحدتَها ومقدّساتها ومقدراتها ويعيد الأمور إلى نصابها، غير تشكيل اتّحاد عام للقبائل العربية، يسهل التواصل معها، ويوفِّرُ لها إمْكَانياتِ وأسسَ استعادة مكانتها الطبيعية في صناعة القرار السياسي، وإدارة وحل الخلافات البينية، وإزالة العراقيل التي وضعها الغربُ الكافر، الذي عمل على توسيعها، وأحيا الفتن والصراعات بين أبناء الشعب الواحد على أسس حزبية وطائفية ضيقة، أوصلت الأُمَّــة إلى ما هي عليه اليوم.
الدعوة لتشكيل اتّحاد يضم غالبية قبائل الأُمَّــة، ليست مُجَـرّد فكرة ترفيه، أَو شكلية، بل حاجة ملحة وضرورية لاستعادة مكانة الأُمَّــة التي باتت لقمة سائغة في مخالب أعدائها، من الغزاة والمحتلّين، ويرتكب بحقها جرائم الإبادة الجماعية، كما حصل بأهلنا في فلسطين والعراق وأفغانستان وسوريا ولبنان واليمن والسودان، وليبيا، وخلق الصراعات والفتن بين أحزابها وجماعاتها الفكرية والمذهبية الضيقة.
أهميّة هذا الاتّحاد تفرضه خطورة المرحلة التي تمر بها الأُمَّــة، ولم تأتِ من فراغ، بل من منطلق الحاجة الماسَّة له، بعد فشل الاتّحادات والجامعات والمجالس العربية، ومختلف المسميات المخترقة من قبل أدوات وأنظمة باتت تعمل لصالح الهينة الأمريكية الصهيونية الغربية في المنطقة، وعاجزة عن الخروج بمواقفَ مشرِّفةٍ تحفظ للأُمَّـة كرامتها، لتستطيعَ الوقوفَ أمام عدوِّها التاريخي المتمثل في اليهود، وتقف على أقدامها لتقول: لا، كما كان يجب قوله وفعله أمام الإبادة الجماعية لأهلنا وإخواننا في غزة، ومخطّط التهجير الذي أعلنه الرئيس الأمريكي المعتوه ترامب.
فهل حان الوقت لقبائل الأُمَّـة أن تعتصم بحبل الله جميعًا، وتتخذ مواقفَ عملية مشرفة تحفظ للأُمَّـة كرامتها وسيادتها وحريتها، وأمنها واستقرارها، وتغلب المصالح العامة على المصالح الخَاصَّة، وتفشي السلام بين أبناء الأُمَّــة، وتقود عربة التسامح والتصالح بين مختلف الأطراف المتصارعة، والمنجرَّة خلف أجندة أمريكية صهيونية، تدمّـر ولا تبني.
قبائل اليمن قدمت نموذجًا مشرِّفًا في موقفها أمام الكثير من التحديات، وفي مختلف المراحل ونأمل أن تكثّـفَ جهودها، وأن تقود اليوم سفينة القبائل العربية، وتدعوها لموقف موحد، يبدأ بتشكيل لجان مصالحة وطنية في اليمن، والسودان، وليبيا، وكل دول المنطقة، وتفتح صفحة جديدة، لإعادة لُحمة الأُمَّــة، وتوحيد جهودها وإمْكَانياتها ومقدراتها وتسخيرها لتصدي لمخطّطات الغزاة والمحتلّين الكفرة، وطردهم من كُـلّ شبر في أرضينا المقدسة، على قاعدة (أنا وأخي وابن عمي، على الغريب).
ختامًا: أدعو صناع القرار في بلدي الجمهورية اليمنية، ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى الرئيس مهدي المشاط، “يحفظهما الله” إلى إتاحة الفرصة والأخذ بيد وجاهات ومشايخ اليمن، ودعمها لتحَرّك الفوري في هذا المسار، وتأسيس هذا الاتّحاد، ودعوة أهل الحل والعقد وأصحاب الكلمة السوية في ربوع اليمن إلى المشاركة الفاعلة فيه، علَّ اللهُ يكتُبُ لهذه الأُمَّــة التوفيق، ويعين قبائلها للنجاح في ما فشلت فيه الأنظمة السياسية والأحزاب والتكتلات والهيئات والروابط العلمائية.