كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" كيف استطاع فريقا كوماندوز إسرائيليان تحرير 4 رهائن من قطاع غزة في عملية وصفتها "بمهمة إنقاذ تاريخية".

وبحسب الصحيفة الأميركية ذاتها، فإن الجزء الأصعب من عملية إنقاذ الرهائن الأربعة، السبت، كان "الخروج من غزة أحياء".

وبالنسبة للقوات الإسرائيلية، كان موقع العملية خطيرا جدا في النصيرات، وهو أحد أكبر مخيمات اللاجئين التي بنيت بقطاع غزة بعد حرب عام 1948، التي أدت إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين.

 

والنصيرات من بين الأماكن القليلة التي لم يعمل فيها الجيش الإسرائيلي على نطاق واسع خلال توغله البري بالقطاع، ولا تزال به وحدات قتالية تابعة لحماس، بحسب "وول ستريت جورنال".

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لم تكشف الصحيفة عن هويته: "كان هناك خط رفيع بين النجاح الكبير والفشل الذريع (للعملية". 

البداية 11 صباحا

وتسرد "وول ستريت جورنال" كيف بدأت العملية قائلة إن القوات الإسرائيلية اقتحمت المنطقة بعد الساعة 11 صباحا بقليل وداهمت خلال وقت واحد شقتين احتجز داخلهما الرهائن. واستغرقت القوات الخاصة حوالي 25 دقيقة للوصول من إسرائيل إلى النصيرات.

وتضيف الصحيفة: "تمت إحدى المداهمتين بسلاسة، ولكن على بعد حوالي 200 متر، اشتبك الفريق الثاني في معركة بالأسلحة النارية مع مسلحين".

وفي الوقت ذاته، كانت إسرائيل تشن غارات جوية وقصف مدفعي لتوفير غطاء لفرق إنقاذ الرهائن على الأرض. وقال بعض الفلسطينيين إنهم لم يروا قط مثل هذا الوابل المدمر من النيران من إسرائيل خلال ثمانية أشهر من الحرب.

"الحرب الأخرى".. كيف تجوب إسرائيل غزة بحثا عن أدلة حول الرهائن؟ بالتزامن مع العمليات العسكرية في قطاع غزة، يشهد القطاع حربا من نوع أخر تتعلق بالبحث عن الرهائن وتجميع الأدلة للوصول إلى أماكن احتجازهم، حيث تقوم حركة حماس بنقل بعضهم من شقة إلى أخرى لإخفاء مكان وجودهم، في حين يعتقد أن آخرين موجودون في أنفاق تحت الأرض، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن 274 من سكان غزة قتلوا، وأصيب حوالي 700 آخرين، من جراء الغارات الجوية والقصف وإطلاق النار في أحد أكثر الأماكن ازدحاما في غزة. 

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن معظم القتلى من مسلحي حماس. وفي كلتا الحالتين، كانت تلك واحدة من أكثر اللحظات دموية في الحرب التي أودت بحياة أكثر من 37 ألف شخص، كما تقول السلطات الصحية الفلسطينية، التي لا تميز بين عدد المسلحين والمدنيين.

والرهائن الأربعة الذين تم إنقاذهم هم، نوعا أرغاماني (26 عاما)، وألموع مئير (22 عما)، وأندري كوزلوف (27 عاما)، وشلومي زيف (41 عاما).

واحدة في شقة والبقية في مبنى آخر

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن أرغاماني كانت محتجزة "بمفردها" في شقة، فيما كان الثلاثة الآخرون محتجزون في شقة أخرى مجاورة بالمنطقة ذاتها.

ونجحت القوات الإسرائيلية في الوصول إلى شقة أرغماني، بينما دخلت وحدات أخرى المبنى لتحرير الرهائن الثلاثة خلال الوقت ذاته، على بعد حوالي 220 ياردة (200 مترا)، طبقا للصحيفة.

ونقلت "واشنطن بوست" عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قوله إنه "في مبنى أرغاماني، فاجأناهم تماما".

ونُقلت الشابة المذهولة على الدرج إلى سيارة، وبعدها إلى طائرة هليكوبتر كانت تنتظرها في مكان قريب.

وانطلقت المروحية التي تقل أرغاماني متوجهة إلى مستشفى قرب تل أبيب. وفي الساعة 12:20 ظهرا، أُبلغت عائلة أرغاماني بأنها حرة.

لكن العملية كادت أن تخرج عن مسارها بعد تبادل إطلاق النار الذي كشف المهمة السرية عندما كانت القوات تحاول إخراج الرهائن الثلاثة الأخرين.

ولم يتفاجأ الحراس المسلحون الذين كانوا برفقة الرهائن الثلاثة، إذ تم إطلاق النار على أحد قادة وحدة "يمام"، التي كلفت بهذه العملية، أثناء دخولهم المبنى. 

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن القائد الذي تم إطلاق النار عليه هو، أرنون زامورا، الذي توفي لاحقا متأثرا بجراحه قبل أن تسمي إسرائيل هذه العملية باسمه تكريما له.

وقال أمير أفيفي، وهو عميد ونائب سابق لقائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، الذي كان مطلعا على العملية، لصحيفة "واشنطن بوست"، "على الفور، أصبحت منطقة حرب".

وقال مسؤولون إن الجنود تمكنوا من نقل الرهائن الثلاثة والقائد المصاب إلى مركبة، لكنها انهارت تحت نيران حماس من البنادق والقذائف الصاروخية، وفقا للصحيفة ذاتها.

وقال أفيفي إنهم اضطروا في وقت ما إلى ترك السيارة واللجوء إلى مبنى قريب.

بعد تحرير رهائن.. هل أفسد غانتس نشوة نتانياهو "العابرة"؟ أدت عملية "الإنقاذ الجريء لأربعة رهائن أحياء"، السبت، إلى "رفع الروح المعنوية" في إسرائيل على الفور، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، التي أشارت إلى أنها قدمت "انتصارا مؤقتا" لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

وقال اللواء المتقاعد ديفيد تسور، وهو قائد سابق في وحدة "يمام" إن القوات الجوية "بدأت في إطلاق النار لمنحهم ممرا وجدارا من النار".

وابتعدت القوات الإسرائيلية برفقة الرهائن الثلاثة عن السوق ووصلت في النهاية إلى الشاطئ بعد أن تم تسليمهم سترات واقية من الرصاص. 

وأرسلت قوات الكوماندوز رسالة إلى مركز القيادة قالت فيها: "لدينا الماس في أيدينا"، في إشارة إلى الرهائن الثلاثة.

وكان هناك مروحية ثانية تستعد لنقل الرهائن الثلاثة على الشاطئ، في الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل، جنوب رصيف عائم بنته الولايات المتحدة.

السرية "أصعب شيء"

اندلعت الحرب إثر الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل وأسفر عن مقتل 1194 شخصا، غالبيتهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

خلال هذا الهجوم، احتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت - حتى الآن - إلى مقتل ما لا يقل عن 37084 شخصا في غزة، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع التي تسيطر عليها حماس.

إلى ذلك، قال قائد في لواء "جفعاتي" يُدعى اللفتنانت كولونيل زيف في تقرير عن العملية نشره الجيش الإسرائيلي: "كان إبقاء الأمر سرا من أصعب الأمور"، بحسب "واشطن بوست".

من هم الرهائن الأربع الذين حررتهم إسرائيل في غزة؟ أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه تمكن من "تحرير" أربعة رهائن كانوا محتجزين في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة.

وقال مسؤولون في الجيش الإسرائيلي كان يستعد منذ أسابيع لهذه العملية من خلال التخطيط والتدريب لدرجة أن بعض القوات لم تكن تعرف لماذا هي تتدرب. وأضاف المسؤولون أن آلاف الأفراد شاركوا في العملية.

وبحلول الخميس قبل يومين من العملية، كان الجيش يستعد للتحرك، وتم إلغاء اجتماع لمجلس الوزراء الأمني لمنع التسريبات، وفقا لمسؤول إسرائيلي تحدث لصحيفة "واشنطن بوست" بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة تفاصيل حساسة.

ولاحقا، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، مع مجموعة صغيرة من كبار القادة الأمنيين في تلك الليلة، لإعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ الخطة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی وول ستریت جورنال الرهائن الثلاثة إطلاق النار واشنطن بوست فی غزة

إقرأ أيضاً:

بعد تحرير الخرطوم.. الجيش السوداني يقصف أم درمان لطرد "الدعم السريع"

 

الخرطوم- رويترز

قال سكان إن الجيش السوداني قصف مناطق بمدينة أم درمان اليوم الخميس بعد إعلانه النصر على قوات الدعم السريع في معركة استمرت عامين للسيطرة على العاصمة الخرطوم.

وطرد الجيش قوات الدعم السريع من آخر معاقلها في الخرطوم أمس الأربعاء لكنها لا زالت تسيطر على بعض المناطق في أم درمان الواقعة قبالة الخرطوم مباشرة على الضفة الأخرى من نهر النيل. كما عززت قوات الدعم السريع تمركزها في غرب السودان مما قد يؤدي إلى تقسيم البلاد إلى مناطق متنازعة.

وأبدى سكان الخرطوم سعادتهم بانتهاء القتال لأول مرة منذ اندلاعه في أبريل نيسان 2023.

وفي مقابلة عبر الهاتف قال أحمد حسن، وهو معلم يبلغ 49 عاما "خلال العامين الماضيين، حولت قوات الدعم السريع حياتنا إلى جحيم بالقتل والسرقة. لم يحترموا أحدا، حتى النساء والشيوخ".

وأسفرت الحرب عن تدمير مساحات شاسعة من الخرطوم كما تسببت في نزوح أكثر من 12 مليون سوداني وانتشار الجوع الحاد بين ما يقرب من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 50 مليون نسمة في أزمة وصفتها الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم.

ويصعب تقدير عدد القتلى لكن دراسة نُشرت العام الماضي أشارت إلى أنه ربما وصل إلى 61 ألفا في ولاية الخرطوم وحدها خلال الأشهر الأربعة عشرة الأولى من الصراع.

وزاد الصراع حالة عدم الاستقرار في شمال شرق أفريقيا حيث تواجه دول مجاورة للسودان، وهي ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، صراعات داخلية خلال السنوات الماضية.

وفي مقطع فيديو نُشر اليوم الخميس من القصر الرئاسي الذي استعاده الجيش، أعلن رئيس الأركان الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن "الخرطوم حرة".

وفي بيان اليوم الخميس قالت قوات الدعم السريع إن قواتها "لم تخسر أي معركة لكنها أعادت تموضعها وانفتاحها على جبهات القتال بما يضمن تحقيق أهدافها العسكرية التي تقود في نهاية المطاف إلى حسم هذه المعركة".

وتمثل إعادة الجيش سيطرته على الخرطوم نقطة تحول بارزة لكن الحرب لا تزال بعيدة عن الحسم.

وأفاد سكان في ولاية غرب دارفور بأن قوات الدعم السريع قصفت مواقع للجيش في الفاشر اليوم الخميس.

وقال شهود إن مقاتلي قوات الدعم السريع الذين بدأوا الانسحاب من الخرطوم أمس الأربعاء عبر سد على نهر النيل يقع على بعد 40 كيلومترا جنوبا أعادوا انتشارهم، حيث توجه بعضهم إلى أم درمان للمساعدة في صد هجمات الجيش وتوجه آخرون غربا نحو دارفور.

ويسيطر الجيش على معظم أم درمان، حيث توجد قاعدتان عسكريتان كبيرتان، ويركز على ما يبدو على طرد آخر قوات الدعم السريع لضمان السيطرة على كامل المنطقة الحضرية في الخرطوم. وكان قصف اليوم الخميس موجها نحو جنوب أم درمان.

وقال اثنان من السكان إن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر على آخر رقعة من الأراضي حول السد في جبل أولياء بجنوب الخرطوم، لتأمين خط انسحاب لمن تخلفوا في الانسحاب.

وقال سكان قرية في ولاية شمال كردفان إنهم شاهدوا قافلة عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع تضم عشرات المركبات تمر متجهة غربا.

وتعاون الجيش وقوات الدعم السريع في تنفيذ انقلاب في عام 2021 عرقل عملية انتقال السلطة بعد حكم عمر البشير الذي أُطيح به في عام 2019.

وشكل البشير قوات الدعم السريع، التي تعود جذورها إلى ميليشيا الجنجويد في دارفور، بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي لتصبح قوة موازية للجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.

وبموجب خطة انتقالية مدعومة دوليا، كان من المفترض أن تندمج قوات الدعم السريع في الجيش، لكن نشبت خلافات حول كيفية وتوقيت حدوث ذلك واندلع القتال.

وفي الخرطوم، انتشرت قوات الدعم السريع بسرعة عبر الأحياء السكنية، وسيطرت على معظم المدينة وحاصرت الجيش الأفضل تجهيزا في قواعد عسكرية كبيرة مما جعل من الضروري أن يتم إعادة إمداده جوا.

وقد تفتح سيطرة الجيش على الخرطوم الطريق أمامه للإعلان عن تشكيل حكومة. وأعلنت قوات الدعم السريع أنها ستدعم تشكيل إدارة مدنية منافسة.

مقالات مشابهة

  • خيارات المليشيا بعد الهزيمة التي تلقتها من الدندر وحتى جبل اولياء ومهرجانات تحرير الخرطوم
  • تعرف على القنابل الخمسة التي تستخدمها إسرائيل في إبادة غزة
  • كيف نزع ترامب القناع عن عملية التغليف التي يقوم بها الغرب في غزة؟
  • عشرات جنود الاحتياط الإسرائيليين يرفضون الخدمة بغزة
  • بعد تحرير الخرطوم.. الجيش السوداني يقصف أم درمان لطرد "الدعم السريع"
  • الجيش الإسرائيلي: تحول جذري في سياسة إسرائيل تجاه حماس وغزة
  • الجيش السوداني ينفذ أكبر عملية اجتياح بري ويحكم السيطرة على الخرطوم
  • محاكمة نتنياهو ولجنة القضاة.. تعرّف على الأزمات التي تهدد بانهيار النظام القضائي الإسرائيلي
  • احتجاجات حاشدة أمام الكنيست الإسرائيلي تطالب بعودة الرهان من غزة بالتفاوض
  • الجيش الإسرائيلي يعلن عدد الأهداف التي قصفها في غزة وسوريا ولبنان