بالعديد من الجوائز.. تكريم أسرة مسلسل " صلة رحم" من المجلس القومي لحقوق الإنسان
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
حصلت أسرة مسلسل "صلة رحم" مؤخرًا على تكريم خاص من المجلس القومي لحقوق الإنسان تحت رعاية السفيرة مشيرة خطاب، وذلك في إحتفالية كبيرة أقيمت لتوزيع جوائز الإنتاج الدرامي المتميز في مجال حقوق الإنسان لعام 2024.
وقد تصدر مسلسل "صلة رحم" القائمة لعددًا من الأعمال الدرامية المميزة التي عرضت بموسم دراما رمضان 2024، وحققت نجاحًا كبيرًا على الصعيدين النقدي والجماهيري نظرًا لتطرقها للعديد من الموضوعات الاجتماعية والتي مست الشارع المصري والعربي.
هذا وقد تم إختيار مسلسل "صلة رحم" من أهم الأعمال المتميزة خلال الموسم الرمضانى المنصرف، بواسطة لجنة متخصصة من النقاد، والتي تتمتع بقيمة فنية، وتعمل على إقرار منظومة من القيم والمعايير الحقوقية التي يرغب المجلس القومي لحقوق الإنسان في إقرارها.
وأكد المجلس، أن مسلسل "صلة رحم" نجح في لفت الإنتباه إلى قضية شائكة، وهي "إستئجار الأرحام" وأظهر في المعالجة الجادة التي تبناها مختلف الإشكالات المرتبطة بحساسية الموضوع، وتعامل دراميًا مع الجوانب الدينية والطبية والإجتماعية وتجاوز فكرة الدفاع عن رؤية أو إنحياز لصالح طرح أسئلة جريئة وصادقة، مشددًا على أنه صاغ صناعه الأحداث بمهارة فائقة مستندين على مادة علمية متميزة، وحافظوا بحرفية بالغة على عنصر التشويق ، ولفت العمل إلى مسألة الضعف الإنساني وما يمكن أن يؤدي إليه من تحولات في القناعات والخيارات الفردية وأفسح مجالًا لأداء تمثيلي متميز اتسم بالحساسية والرهافة.
هذا وحصل المخرج تامر نادي مخرج "صلة رحم" على جائزة التميز الإخراجي بإحترافية عرض الأحداث بصورة مبهرة لعين المشاهد، ولرؤيته الإخراجية الحديثة والمتفرده، والتي غرد بها خارج السرب.
فيما حصل الكاتب محمد هشام عبية على جائزة التميز فى كتابة وصياغة القصة والسيناريو بمهارة ومنطقية فى سرد الأحداث.
كما حصل نجوم مسلسل "صلة رحم" على العديد من جوائز التميز المختلفة، من بينهم الفنانة يسرا اللوزي، الفنان محمد جمعة، الفنان نبيل نور الدين، الفنانة صفاء جلال، الفنانة الشابة نورا عبد الرحمن، والفنانة هبة عبد الغني والتي وجهت كلمة شكر بالإنابة عن أسرة المسلسل لشركة "صّباح إخوان " وللمنتج صادق الصّباح والمنتج أنور الصّباح على تعاونهم مع أسرة العمل وتوفير كل سُبل النجاح، وإيمانهم الشديد بقضية العمل الشائكة التي راهنوا على نجاحها الكبير منذ البداية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المجلس القومي لحقوق الإنسان الأعمال الدرامية أبطال مسلسل صلة رحم موسم دراما رمضان 2024 مسلسل صلة رحم أحداث مسلسل صلة رحم صلة رحم
إقرأ أيضاً:
«فومبي».. مرآة التاريخ التي تعكس وحشية الإنسان
صدرت رواية “فومبي” للكاتبة والشاعرة بدرية البدري عن دار الساقي في العام 2022، تعود بك “فومبي” إلى نهايات القرن التاسع عشر مع ظهور حركات الحقوق المدنية في عصر إعادة الإعمار.
تقدم لنا بدرية البدري عملاً أدبياً خارج حدود المألوف في إنتاج الرواية العمانية. “فومبي” كما تقول الكاتبة في مقدمة الرواية: "هي أشبه بقاعة محكمة، فيها ضحايا ومجرمون، يقدم كل منهم أدلته ويدافع عن نفسه، والقارئ هو القاضي الوحيد". وهذا ما انتهجته الكاتبة في الأسلوب السردي السلس الذي يجمع بين الفلسفة والسرد الأدبي التاريخي العميق.
تصور “فومبي” بشاعة الإنسانية الفجّة أمام نزعة السلطة والنفوذ "كمخلوق قبيح جُمّل كثيرا ليحتمل العالم رؤيته". حيث تعرّضنا لقضايا العدالة الانسانية وظلم الإنسان للإنسان. إستنادا إلى تجارب تاريخية مؤلمة. في عهد الملك ليوبولد الثاني، وهو ثاني ملوك بلجيكا، الذي دوّن عنه أنه فرض سيطرته الشخصية على منطقة واسعة في وسط أفريقيا عُرفت باسم "دولة الكونغو الحرة" خلال الفترة من 1885 إلى 1908. مستغلا ببشاعة مواردها الطبيعية الغنية كالمطاط والعاج، لتزخر خزينته المستعرَة بما لا يطفئها من أرباح طائلة من خلال نظام استعماري قاس.
تُكثّف “فومبي” الضوء على قضايا الظلم واستغلال النفوذ لتدسّ لنا بين سطورها ما يتناوله الواقع المعاصر عندما ذكرت بديرة البدري في مستهل الرواية: "... لكنك لو رفعت بصرك قليلا عن الورق ونظرت حولك لوجدت أبطالها يحيطون بك، ولا أظنك ستنصدم إن رأيت نفسك بينهم، تلبس أجسادهم، وتمارس أدوارهم، وربما -أقول ربما- ترفع يدك عاليا ليهبط الشيكوت على جسد أحدهم".
“فومبي”، سرد تاريخي يصوّر تشويه السلطة المطلقة للهوية الإنسانية. فقد تناولت الانتهاكات الجسيمة لملك بلجيكا ليوبولد الثاني ضد المستعمرة التي أقامها في الكونغو. وهنا تكمن أهمية الرواية التي توثّق حدثا تاريخيا مهما في الذاكرة الجمعية في شكل سردي يستنهض ما غفى في قلوبنا من جراء إعتياد المشاهد والأحداث الوحشية.
في “فومبي”، التي تعني الروح الهاربة أو الشبح في بعض لغات الكونغو. والتي استخدمتها الكاتبة بفطنة مستحضرة بذلك أسطورة أفريقية تشير إلى أن الرجل الأبيض هو “فومبي” بعد أن نجح في خطف لون الروح. توظيف بدرية البدري لهذا المفموم في روايتها يثير الدهشة والفضول معا. حيث تكتشف في طياتها أنها تتناول مفهوم الأوراح الهاربة من قبضة الشيطان لتبيان قسوة الظلم حول العالم. والجشع الذي يأكل بعضه بعضا. مستعينة بأحداث قضية الاستعمار البلجيكي الفظ للكونغو.
الأصوات في “فومبي” غزيرة ومتداخلة. حيث تستخدم بدرية البدري تقنية السرد المتعدد، فتتداخل الأصوات والشخصيات بطريقة تحمِل القارئ إلى عوالم متباينة ودرجات متكاثفة من الفضول، أمام استكشاف تعدد التجارب القاسية والتشويه الكبير للهوية الإنسانية التي عاشها سكان الكونغو تحت حكم ليوبولد الثاني.
مؤكد أن الكاتبة استعانت بهذه التقنية لتعزز من عمق الرواية، حيث تقدم كل شخصية منظورها بصوتها الخاص، وقد نجحت الكاتبة تماما من خلال هذا الأسلوب السردي في إظهار الأبعاد المختلفة للموضوعات المطروحة. لا سيما في توظيف لغة تتخللها الفصاحة الشعرية، مما يجعل النص يتسم بالعمق والقدرة على تداول مشاعر متلوّنه في في ظل الظروف الاجتماعية والسياسية للرواية. مما يمنح القارئ إحساسًا بالزمن والمكان. مناوبة في سردها بين الحكايات الشخصية والأحداث التاريخية.
رواية “فومبي” للكاتبة بدرية البدري، هي تأريخ سردي للظلم ودوافعه، ونبش عميق في النفس البشرية، ودعوة من قلب عربي عماني إلى التفكّر في تقلّب مراتب الإنسان وتلوّن غرائزه تبعا لمقاماته. هذه الرواية ما وجدتها إلا دعوة مستترة بأحداث واقعية لكيفية مواجهة وتعزيز قيم الإنسانية في عالم سلطوي يعاني الاستغلال. ودعوة لاستحضار الأسئلة الوجودية حول الغريزة الوحشية للذات البشرية. لاسيما عندما تعرّضك لمشاهد العنف التي اتُبعت في الكونغو تحت حكم ليوبولد الثاني. كبتر الأطراف التي كانت تمثّل العقوبة الشائعة والتي تُفرض على السكان المحليين في الكونغو لعدم تحقيقهم الحصص المطلوبة في جمع المطاط. والإصطياد العشوائي في شِباك الاختطاف لسكان البشرة السوداء لتغريبهم. في حقبة مخيفة تكاثفت فيها سلطة الرجل الأبيض على الرجل الأسود أثناء ازدهار تجارة العبيد. هذا الاختطاف ما كان إلا رفاهية وأمنية تجنب الضحية أساليب التعذيب فوق أرضه وموطنه.
تعكس تسلسل الأحداث في الرواية الأحداث التاريخية في الواقع، فقد إنتهت الإنتهاكات الشرسة في الكونغو إلى غضب دولي واسع بعد أن كشف المبشّرون والصحفيون، مثل إدموند دين موريل، عن الانتهاكات الجارية في الكونغو. ثم في نهاية مطاف الأحداث التاريخية التي تناولتها الرواية، وتحت الضغط الدولي الكبير، اضطرت بلجيكا إلى ضم الكونغو كمستعمرة رسمية تحت إدارتها في العام 1908، منهيةً بذلك الحكم الشخصي الشرس لليوبولد الثاني على المنطقة.
تحرّضك رواية فومبي لإعادة تعريفك لنفسك وللمفاهيم الأساسية في العدالة البشرية. وتفتح أمامك آفاقاً جديدة للتفكّر حول ماهية الإنسان، أبيضا كان أو أسود. وما يعنيه الانتماء للوطن، وكيف تؤثر سلطة المال والنفوذ على الفرد والجماعة. هذه الرواية تجربة فريدة للقارئ.