دعا أعضاء مجلس الشيوخ إلي ضرورة تهيئة البيئة التشريعية وحوكمة استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال إعداد تشريع خاص وميثاق أخلاقي للذكاء الاصطناعي لضمان ألا يتعدى حدود العقل والإنسانية، فضلا عن توفير حوافز تشجيعية لدعم الابتكار في هذا المجال، لافتاً إلى أهمية التوعية المجتمعية والحماية من اختراق الملكية الفكرية، كما طالبوا بحوكمة استخدام الذكاء الاصطناعي، وضرورة وجود بنية معلوماتية، والاعتماد علي الطاقة المتجددة ودراسة متطلبات سوق العمل وربطها بمخرجات التعليم.

 

مجلس شيوخ البحر الأحمر يحضر الجلسة الأولي لنموذج محاكاة مجلس الشيوخ رئيس مجلس الشيوخ يلتقي رئيس النواب الكازاخي ييرلان كوشانوف

وأشار أعضاء المجلس إلي اهتمام الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالذكاء الاصطناعي، وتذليل كافة العقبات في هذا الصدد، لاسيما ودوره المتزايد في مجال اقتصاد المستقبل ، وسيحقق ثورة في جميع المجالات. 

كان مجلس الشيوخ قد واصل خلال جلسته أمس برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق مناقشة تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشباب والرياضة ومكاتب لجان التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والبيئة والقوى العاملة والصناعة والتجارة والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، حول الدراسة المقدمة من النائب أحمد أبو هشيمة، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ بعنوان (الشباب والذكاء الاصطناعي.. الفرص.. التحديات) ، وأعلن رئيس المجلس في نهاية الجلسة موافقة المجلس علي تقرير وتوصيات اللجنة واحالته إلي رئيس الجمهورية.

وقد وجه المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ، جميع لجان المجلس بدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على كل القطاعات ، كل في اختصاصه، والتعمق في هذا الأمر وتفنيده من كل الجوانب، نظرا لأهمية وخطورة هذا الموضوع خلال الفترة الحالية.

وأكد عبد الرازق في تعقيبه علي تخوفات النواب من الذكاء الاصطناعي، أن التخوف من الذكاء الاصطناعي أصبح لدي الكثيرين وهذا الامر سيحتاج إلي جهاز تشريعي في منتهي الذكاء للتفاعل وضبط  المنظومة، وأن يكون المشرع علي درجة كبيرة من العلم لضبط هذا التشريع ، قائلا: "في مصر ذكائنا لا يعلي عليه وقادرين علي التعامل مع هذا التطور الكبير في التكنولوجيا ومتفائل لدخولنا هذا المجال مبكرا". 

وشدد رئيس المجلس أن التخوفات لن نضبطها الا بتشريع واتفاقيات دولية للسيطرة علي الذكاء الصناعي ، مشيرا إلي أن هذا الموضوع من أخطر الموضوعات بل أخطر موضوع يطرح نفسه علي الساحة الأن.

وقد أكد المهندس رأفت هندي نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشئون البنية التحتية، أن التشريع هو جزء هام جدا لنستطيع أن نتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي ، ولذلك هناك لجنة تعكف حاليا علي اعداد مشروع قانون للذكاء الاصطناعي ، كما تم وضع الذكاء الاصطناعي علي الخريطة الاستثمارية للدولة ، ونعمل علي خلق بنية تحتية كبيرة جدا للذكاء الاصطناعي. 

ولفت إلي أن لدينا استيراتيجية جديدة خاصة بالذكاء الاصطناعي ستطلق خلال اسابيع وتتضمن العمل علي جودة واتاحة البيانات مشيرا إلي أن وقود الذكاء الاصطناعي هو اتاحة البيانات ، وتم اعداد مشروع قانون لتصنيف وتداول وادارة البيانات يدرس حاليا في وزارة العدل.

وتابع هندي ، أنه تم اعداد خطة للذكاء الاصنطناعي منذ عام 2018 علي مرحلتين كل مرحلة 5 سنوات ومنها تنمية القدرات من خلال برامج توعوية وتدريبة وتخصصية ، فضلا عن تطوير الحلول الابتكارية من خلال انشاء مركز الابتكار التطبيقي ، مشيرا إلي أنه الذكاء الاصطناعي يحتاج إلي اطار مؤسسي لان لا يوجد وزارة لوحدها تستطيع أن تعمل بمفردها في هذا المجال.

ونوه هندي ، إلى أنه يوجد فى مصر حاليا مجموعة من الكليات والجامعات التى تركز على هذا التخصص، كما تم إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية التى يتم من خلالها تدريس علوم الذكاء الاصطناعى.

وأضاف أنه تم إنشاء مركز الابتكار التطبيقى الذى يستهدف بناء مجموعة من الحلول باستخدام التقنيات الحديثة مثل انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعى لتحقيق آثر تنموى ومجتمعى واقتصادى فى مختلف المجالات مثل الزرعة والرعاية الصحية.

وقد أكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة أن الوزارة حرصت علي اقامة العديد من البرامج والمشروعات في مجال الذكاء الاصطناعي بهدف تنمية الوعي العلمي والثقافي واطلاق المهارات الابداعية لدي الشباب واستغلال طاقاتهم وافكارهم في التطوير والتنمية. 

وتعمل وزارة الشباب من خلال منهجية علمية في هذا الشأن من خلال ثلاث محاور الأول هو بناء وتنمية القدرات عن طريق التدريب والتثقيف ، والثاني هو نشر الوعي والمعرفة عن طريق الفعاليات والاحداث ، والثالث هو المساهمة في المنظومة القومية للذكاء الاصطناعي. 

وأوضح الدكتور أشرف صبحي أن الوزراة اقامت ملتقى الشباب الدولي للإبداع والابتكار في الذكاء الاصطناعي الشهر الماضي برعاية الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، للنسخة الثانية على التوالي، وهو ما يؤكد دعم الدولة المصرية في رؤيتها من أجل تقديم كل الدعم للشباب المصري للإبداع والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي لانه هو المستقبل والذي يجب علي الجميع المنافسة فيه وبقوة، والذي يأتي حرصا من الدولة المصرية على النهوض بالشباب المصري وتدريبهم وتعليمهم على كل المستجدات حول العالم ليكونوا نواة لشباب قادرين علي المنافسة مع كل دول العالم.

وأضاف صبحي: "إنه ضمن خطة وزارة الشباب والرياضة من أجل توفير كل الدعم لمجال الإبتكار في الذكاء الاصطناعي، فقد قامت الوزارة بالعديد من الخطوات والتي تدعم مجال الإبتكار في الذكاء الاصطناعي ومجالات التكنولوجيا، حيث قامت الوزارة سابقا بتوقيع بروتوكول تعاون مع مؤسسة "تكني" لدعم المشروعات الابتكارية والتكنولوجية وريادة الأعمال، حيث يسعي البروتوكول إلى تأسيس مراكز ريادة أعمال داخل مراكز الشباب في دعم المشروعات الابتكارية والتكنولوجية وريادة الأعمال".

كما تم اطلاق مبادرة أندية التمكين الرقمي لتنمية مهارات المعرفة الرقمية عند الشباب ، ومبادرة الذكاء الاصطناعي والسوشيال ميديا (التصدي للشائعات).

ولفت إلي أنه تم اشهار الاتحاد المصري للروبورتات والذي ينظم العاب وانشطة الروبورتات والبرمجة والذكاء الاصطناعي.

من جانبه قال النائب الوفدى المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، إن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تولى أهمية كبيرة لمجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، لذلك أنشأت في عام 2019 المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي، ثم أعلنت عن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى استغلال تكنولوجيات الذكاء الاصطناعى لدعم تحقيق أهداف مصر للتنمية المستدامة، وقد ساهمت هذه الجهود فى تقدم ترتيب مصر مؤخراً 7 مراكز فى المؤشر العالمى للذكاء الاصطناعى.

وأضاف الجندي، خلال كلمته في الجلسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم، أثناء مناقشة دراسة حول "الشباب والذكاء الاصطناعي.. الفرص والتحديات"، أنه في ظل التطور التكنولوجي الهائل وعصر التحول الرقمي أصبح الذكاء الاصطناعي تحدى كبير أمام الأمم للحاق بركب التقدم والتطور التكنولوجي، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي يستخدم في كل المجالات ويساهم في إحداث التنمية الاقتصادية وتقديم الخدمات بل ويهدد العديد الوظائف البشرية، موضحاً أنه من المتوقع بحلول عام 2030 أن يضيف الذكاء الاصطناعي 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي، وذلك يوجب علينا أن نسارع في تهيئة البيئة في مصر لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي واستغلالها في تحقيق التنمية المستدامة ودفع عجلة الإنتاج والنمو الاقتصادي، ومن المهم أن تستثمر الحكومة في البنية التحتية الرقمية وتعزيز الاقتصاد الرقمي.

ولفت إلى أن هناك تحديات تواجه تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي منها نقص المهارات والخبرات، والحاجة إلى تأهيل البنية التحتية الرقمية والتكنولوجية لتكون مهيئة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب بعض المخاوف الأخلاقية التي تتعلق بفقدان الوظائف، وحماية البيانات وحقوق الملكية الفكرية، وغيرها.

وأوصى الجندي بإصدار تشريع للذكاء الاصطناعي في مصر؛ ينظم إنتاج وتطوير واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ ومواجهة التحديات القانونية التي تفرضها هذه التطبيقات، بالإضافة إلى ضرورة توفير وتأهيل البنية التحتية الرقمية والقوى العاملة الماهرة اللازمة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، ووجود حوافز تشريعية وتنظيمية وتشجيعية لدعم الإبداع والابتكار، وتعزيز آليات الاقتصاد الرقمي، وتشجيع الاستثمار الرقمي، فضلا عن توفير برامج تعليميةٍ وتدريبيةٍ شاملةٍ للشباب في مجال الذكاء الاصطناعي، لتمكينهم من اكتساب المهارات والخبرات اللازمة.

ودعا عضو مجلس الشيوخ إلى تقديم الدعم المالي والفني للشباب لريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، وتشجيعهم على تأسيس شركات ناشئة مبتكرة، وتهيئة بيئة داعمة للابتكار والبحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وكذلك تشجيع إنشاء الشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في مجال تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، كما أوصى بتعديل قانون حماية الملكية الفكرية بإضافة نصوص تنظم الحقوق الأدبية والمالية؛ الخاصة بمخرجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، علاوة على تأهيل الكوادر البشرية وإنشاء قواعد للبيانات الخاصة بالمطورين والمستخدمين، ووضع ميثاق شرف أخلاقي للذكاء الاصطناعي يحدد المبادئ الأخلاقية لاستخدامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وشدد الجندي على ضرورة التوسع في إنشاء الكليات والمعاهد المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وتشجيع الطلاب على الالتحاق بها لأنها المستقبل في سوق العمل، والتوعية المجتمعية بمميزات الذكاء الاصطناعي ومحاذيره، ونشر ثقافة احترام حقوق الملكية الفكرية، مؤكداً على أهمية جذب الاستثمارات فى الاقتصاد الرقمي ومجال مراكز البيانات، والاهتمام بدعم الصناعات الإبداعية والثقافية .

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجلس الشيوخ الذكاء الاصطناعي الملكية الفكرية البيئة التشريعية الطاقة المتجددة فی مجال الذکاء الاصطناعی فی الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی الملکیة الفکریة الشباب والریاضة البنیة التحتیة مجلس الشیوخ من خلال فی هذا إلی أن

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي: هكذا اغتالت إسرائيل حسن نصر الله

ما إن أكد حزب الله مقتل زعيمه حسن نصر الله حتى ضجت الضاحية الجنوبية في بيروت بالصرخات المتألمة ورشقات الرصاص المليئة بالغضب. حالة الذهول لم تكن فقط في لبنان، بل أيضا في معظم البلدان المجاورة التي طالما شاهدت العدو الأبرز لإسرائيل وهو يخطب عبر الشاشة المتلفزة رمز الاحتياط الأمني الشديد.

شكّل مقتل الأمين العام لحزب الله صدمة لمؤيديه ومتابعيه وحتى المراقبين، نظرا لأنه اعتبر طوال الوقت "محصنا" ولا يمكن الوصول إليه أو المساس بأمنه قياسا إلى الحراسة الأمنية المشددة التي ترافقه وتحيط به.

ستبقى واقعة الاغتيال محل تساؤل كبير، وفي محاولة لفهم ما جرى تمت الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، وطرحنا مجموعة من الأسئلة على برنامج "شات جي بي تي" (chatgpt) لفهم كيف استطاعت إسرائيل اختراق الحزب وقتل حسن نصر الله، خصوصا أن الاغتيال جاء في غضون أسبوعين ناريين عمدت فيهما تل أبيب إلى هز الحزب بعنف عبر اختراق شبكات الاتصال لديه وقتل قادته العسكريين والميدانيين بشكل سريع ومتتابع.

تاليا الحوار مع "شات جي بي تي"، ونؤكد أن إجابات هذا التطبيق التقني تبقى نسبية وآلية اصطناعية، وهي تحتمل أن تحوي ما يسميها التقنيون "الهلوسات" التي تصدر أحيانا عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي:

كيف استطاعت إسرائيل اختراق حزب الله وقتل حسن نصر الله؟

إسرائيل استطاعت اغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، بعد عملية استخباراتية معقدة وتنسيق عسكري متقدم. تفاصيل العملية لا تزال غير واضحة تمامًا، لكن هناك مؤشرات على أن الاختراق كان نتاجًا لعدة عوامل:
اختراق استخباراتي متقدم: وفقًا لعدة تقارير، يبدو أن إسرائيل قد طوّرت قدرة على اختراق الشبكات الأمنية لحزب الله. قد يكون هذا عبر استخدام أدوات استخباراتية متقدمة مثل التجسس الإلكتروني، أو حتى الحصول على معلومات من مصادر بشرية داخل الحزب. هذه القدرات مكّنت إسرائيل من تحديد مكان نصر الله بدقة، وهو أمر كان يعدّ صعبًا نظرا لاحتياطاته الأمنية العالية.

استخدام الطائرات المسيرة وتقنية المراقبة الجوية جزء من منظومة الاستخبارات الإسرائيلية (غيتي)

التكنولوجيا المتقدمة: الهجوم الذي استهدف نصر الله كان شديد الدقة، مما يدل على استخدام تكنولوجيا متطورة مثل الطائرات من دون طيار أو الصواريخ الموجهة بدقة. الهجمات على ضاحية بيروت الجنوبية أظهرت أن إسرائيل كانت قادرة على تنفيذ ضربات مركزة استهدفت مواقع محددة بدقة عالية، مما يدل على تخطيط محكم وتنفيذ تقني متطور​.

العمليات السيبرانية: بعض المحللين يشيرون إلى احتمال أن تكون إسرائيل قد نفذت هجمات سيبرانية على أنظمة الاتصالات داخل حزب الله، مما سمح لها بتحديد تحركات نصر الله والتوقيت المناسب للهجوم​.

هذه العوامل مجتمعة أدت إلى واحدة من أعقد العمليات التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله، مما أحدث صدمة كبيرة في المنطقة وأثار ردود فعل واسعة، خصوصًا من إيران وحلفائها الذين اعتبروا هذا الاختراق تهديدًا كبيرًا لمستقبل المقاومة.

لنفرض أن جاسوسا زوّد إسرائيل بالمعلومات، فمن هو؟ وفي أي مستوى يجب أن يكون؟

إذا كان اغتيال حسن نصر الله ناتجًا عن معلومات زود بها جاسوس إسرائيل، فمن المرجح أن يكون هذا الشخص في مستوى قيادي أو قريب من الدائرة الضيقة التي تحيط بنصر الله. حزب الله يعتمد على هيكل أمني محكم للغاية، مما يعني أن الشخص الذي يوفر معلومات دقيقة حول تحركات نصر الله يجب أن يكون في موقع قريب ومطلع على تفاصيل حياته اليومية.

هناك عدة احتمالات حول مستوى هذا الجاسوس:

المستوى الأمني: قد يكون الجاسوس أحد الأفراد في الدائرة الأمنية المحيطة بنصر الله. هذه الدائرة تتضمن أفرادًا مسؤولين عن تأمين تحركاته ومواقع إقامته. قد يكون الجاسوس مسؤولاً عن نقل المعلومات الحساسة المتعلقة بالتحركات أو اللقاءات الأمنية السرية.

المستوى السياسي: من الممكن أن يكون الجاسوس في مستوى سياسي كأحد القادة أو المستشارين داخل الحزب. هؤلاء الأفراد لديهم وصول إلى خطط الحزب الإستراتيجية وتحركات القادة.

المستوى الاستخباراتي أو اللوجستي: حزب الله يعتمد على جهاز استخبارات داخلي، وقد يكون الجاسوس جزءًا من هذا الجهاز، مما يتيح له الوصول إلى معلومات حساسة حول تحركات نصر الله والعمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل.

السيناريو الأكثر احتمالا هو أن الجاسوس يتمتع بمكانة كبيرة داخل الحزب، حيث تتطلب مثل هذه العمليات الثقة والقدرة على الوصول إلى معلومات عالية السرية، مثل توقيتات الاجتماعات أو الأماكن السرية التي يوجد فيها نصر الله.

اعتاد الأمين العام لحزب الله أن يخطب عبر الشاشة المتلفزة (غيتي) لنعد إلى فرضية الاختراق التقني والسيبراني، كيف يمكن أن تصل إسرائيل إلى مكان نصر الله وتحركاته من خلال التكنولوجيا؟

في حالة فرضية الاختراق التقني والسيبراني، يمكن لإسرائيل أن تصل إلى موقع حسن نصر الله وتحركاته عبر عدة وسائل تكنولوجية متقدمة، بالاعتماد على مجموعة من الأدوات الاستخباراتية التي تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

إليك بعض الطرق التي قد تكون استخدمتها إسرائيل في هذا السياق:

التنصت على الاتصالات: يمكن لإسرائيل استخدام أدوات تجسس سيبرانية متقدمة لاختراق أنظمة الاتصالات الخاصة بحزب الله. قد يشمل ذلك اعتراض المكالمات الهاتفية المشفرة أو التنصت على أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمها نصر الله أو حراسه.

برامج التجسس المتطورة مثل "بيغاسوس" (Pegasus)، التي طورتها شركات إسرائيلية مثل "مجموعة إن إس أو" (NSO Group)، تُعرف بقدرتها على اختراق الهواتف المحمولة وجمع بيانات دقيقة عن موقع الشخص وتحركاته.

الهجمات السيبرانية: من خلال اختراق أنظمة الحاسوب الخاصة بحزب الله، يمكن لإسرائيل الحصول على معلومات حساسة عن تحركات نصر الله، وتوقيتات اجتماعاته، أو حتى رسائل البريد الإلكتروني السرية التي يستخدمها الحزب لتنظيم أنشطته. هذا النوع من الاختراق قد يتم عبر استهداف البنية التحتية الرقمية لحزب الله أو أجهزته المركزية.

استخدام الطائرات المسيرة (الدرونز) وتقنية المراقبة الجوية: الطائرات الإسرائيلية من دون طيار تراقب المناطق التي يعتقد أن نصر الله يتحرك فيها، خصوصًا الضاحية الجنوبية من بيروت. الطائرات المسيرة يمكنها جمع معلومات استخباراتية حية وتحديد التحركات، وذلك باستخدام تقنيات مثل الكاميرات الحرارية والتصوير بالأشعة تحت الحمراء، مما يتيح تتبع الأشخاص حتى في الليل أو في المناطق المغلقة.

تقنيات تحديد الموقع الجغرافي "جي بي إس" (GPS) عبر اختراق الأجهزة الشخصية: في حال استخدام نصر الله أو فريقه أجهزة محمولة أو تكنولوجيا تعتمد على "جي بي إس"، يمكن لإسرائيل استغلال ذلك لاختراق تلك الأجهزة وتحديد موقعه بدقة. حتى لو كانت تلك الأجهزة مؤمنة بشدة، يمكن للتقنيات الإسرائيلية المتقدمة تجاوز مستويات الحماية وجمع البيانات حول مواقع الأهداف.

استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات: يمكن لإسرائيل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات ضخمة من البيانات التي يتم جمعها من مختلف المصادر، مثل المكالمات، والاتصالات الإلكترونية، وتحركات المركبات. الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكشف عن أنماط سلوك أو تحركات غير عادية تدل على وجود نصر الله في مكان معين.

الشبكات الاجتماعية وتحليل البيانات المفتوحة: رغم السرية التي يحيط بها حزب الله قيادته، قد تتمكن إسرائيل من تتبع معلومات حساسة عن طريق التحليل السيبراني للمصادر المفتوحة، بما في ذلك مراقبة الأشخاص المقربين من نصر الله أو المناطق التي يتردد عليها. استخدام البيانات المفتوحة يمكن أن يكشف أحيانًا عن معلومات حساسة بطريقة غير مباشرة.

عبر دمج هذه التقنيات، تستطيع إسرائيل تكوين صورة دقيقة عن تحركات نصر الله، مما مكنها من تنفيذ عملية استهداف دقيقة للغاية. عمليات مشابهة تعتمد على تكنولوجيا متقدمة تعتبر محورًا في النزاعات الحديثة، خاصة ضد قادة ذوي حماية عالية مثل نصر الله.

حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفتها إسرائيل لاغتيال قيادات حزب الله (وكالة الأناضول) هل يمكن أن تكتفي إسرائيل فقط بالاختراق التقني والسيبراني لتنفيذ عملية اختراق الحزب وقتل نصر الله دون الحاجة إلى وجود جاسوس بشري؟

رغم أن الاختراقات التقنية والسيبرانية تعد أداة قوية وفعالة، فإنه من غير المرجح أن تعتمد إسرائيل بشكل كامل على هذه الوسائل دون وجود عنصر بشري (جاسوس) في تنفيذ عملية اغتيال حساسة ومعقدة مثل تلك التي تستهدف حسن نصر الله.

إليك الأسباب التي تجعل من الضروري دمج الاختراقات التقنية والسيبرانية مع العنصر البشري:

الدقة في تحديد الموقع والتحركات الفعلية: رغم أن إسرائيل قد تعتمد على تقنيات متطورة مثل التنصت على الهواتف، والطائرات من دون طيار، والأدوات السيبرانية، فإن هناك قيودًا على مدى دقة هذه الوسائل في بعض الأحيان. مثلاً، نصر الله يتخذ إجراءات أمنية صارمة لتجنب التعقب التكنولوجي، مثل عدم استخدام الهواتف أو التنقل في قوافل مزيفة. العنصر البشري يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في توفير معلومات دقيقة وفورية حول تحركات نصر الله، مثل التوقيتات والأماكن غير المتوقعة التي قد لا يمكن رصدها من خلال التكنولوجيا فقط.

الحصول على معلومات داخلية: حتى مع استخدام الاختراق السيبراني، تحتاج إسرائيل إلى معلومات داخلية حول نشاطات نصر الله، مثل جدول لقاءاته وأماكن وجوده الآمنة. هذه المعلومات قد لا تكون متاحة عبر الأجهزة الإلكترونية فقط، حيث قد يتم التواصل بطرق غير تقليدية. هنا يأتي دور الجواسيس الذين يستطيعون الوصول إلى هذه المعلومات من داخل حزب الله نفسه.

التكامل بين المصادر المختلفة: تعتمد العمليات الاستخباراتية الحديثة على تكامل المعلومات من مصادر متعددة، بما في ذلك التقنيات السيبرانية والمصادر البشرية. على سبيل المثال، قد تحتاج إسرائيل إلى تأكيد المعلومات التي تم جمعها عبر تقنيات الاختراق باستخدام الجواسيس للتأكد من دقتها.

التكيف مع إجراءات الحماية: قادة مثل حسن نصر الله يتخذون إجراءات أمنية مشددة تهدف إلى منع الاختراق التقني، مثل استخدام طرق غير تقليدية للتنقل أو التواصل. وجود عنصر بشري (جاسوس) داخل التنظيم أو بالقرب منه يمكن أن يوفر معلومات حول كيفية تجاوزه لهذه الإجراءات، مما يزيد من فاعلية الضربات التقنية.

التخطيط والتنفيذ على الأرض: حتى في حال توفر جميع المعلومات التكنولوجية، تحتاج أي عملية اغتيال إلى التخطيط الدقيق والتنفيذ على الأرض، وقد يتطلب ذلك وجود مصادر بشرية لتنسيق التوقيت والمكان المناسبين للهجوم، بالإضافة إلى تجنب الكشف عن العملية في اللحظات الأخيرة.

الخلاصة: بينما يمكن للاختراقات التقنية والسيبرانية أن توفر معلومات قيمة حول تحركات نصر الله، فإن الاعتماد على عنصر بشري لا يزال ضروريًا لتوفير دقة ومرونة في المعلومات وضمان نجاح العملية. الجمع بين التقنيات المتطورة والجاسوسية البشرية هو ما يزيد من فرص نجاح العمليات المعقدة مثل اغتيال قادة محميين بشدة.

حفرة عميقة أحدثتها الطائرات الإسرائيلية في مكان اغتيال الأمين العام لحزب الله (مواقع التواصل) وضّح كيف أن استخدام البيانات المفتوحة يكشف المعلومات الحساسة؟

استخدام البيانات المفتوحة (Open Source Intelligence – OSINT) هو تقنية متقدمة تعتمد على جمع وتحليل المعلومات المتاحة بشكل علني من مصادر مثل الإنترنت، والشبكات الاجتماعية، والصحافة، والمنصات العامة. حتى في حالة الأفراد أو المنظمات ذات الحماية العالية مثل حزب الله، يمكن لاستخدام البيانات المفتوحة أن يكشف معلومات حساسة بشكل غير مباشر من خلال تتبع النشاطات الرقمية للأشخاص المحيطين أو الأحداث ذات الصلة. هنا توضيح لكيفية استخدام البيانات المفتوحة لكشف معلومات حساسة:

مراقبة الشبكات الاجتماعية حتى في حالة عدم وجود نصر الله أو القادة المستهدفين على الشبكات الاجتماعية بشكل مباشر، قد يستخدم مساعدوه أو أفراد من عائلته هذه المنصات. يمكن تحليل المنشورات والصور أو المواقع التي يزورونها للحصول على معلومات غير مباشرة عن أنشطته. على سبيل المثال، إذا نشر أحدهم صورة أو تعليقا حول حدث معين أو مكان ما، يمكن أن يكشف توقيت أو موقع تحركاته أو تحركات القادة المحيطين به.

مثال: إذا قام أحد أفراد حاشية نصر الله بنشر صورة أو مشاركة في منطقة معينة، يمكن للمخابرات الإسرائيلية ربط هذه المعلومات مع مواقع أخرى أو أحداث متزامنة لتحديد مكانه المحتمل.

تحليل الصور ومقاطع الفيديو التي يتم مشاركتها على الإنترنت حتى من قبل أفراد عاديين، والتي قد تحتوي على "البيانات الوصفية" (metadata) مثل الموقع الجغرافي (Geo-Tagging) أو وقت التقاط الصورة. من خلال تحليل هذه البيانات، يمكن معرفة مكان وزمان الصورة، مما قد يسهل تتبع تحركات الهدف.

مثال: صورة لحدث أو لقاء، حتى لو لم يظهر فيها نصر الله، قد تكشف عن حضوره إذا تم تحليل تفاصيل الصورة مثل الخلفية أو الأشخاص الموجودين فيها.

الربط بين المعلومات المختلفة البيانات المفتوحة تشمل مصادر مثل الصحافة والمواقع الحكومية والتقارير والمدونات. من خلال الربط بين المعلومات المتاحة في أماكن متعددة، يمكن استخلاص معلومات حساسة حول التحركات والأنشطة. إذا نشرت صحيفة محلية خبرًا عن اجتماع غير معلن أو وجود أمني مكثف في منطقة معينة، يمكن استنتاج وجود قادة الحزب أو تجمعات مهمة.

مثال: تقرير إخباري عن حركة مرورية غير عادية أو إغلاق طرق في منطقة معينة قد يشير إلى وجود شخصية رفيعة المستوى مثل نصر الله في هذه المنطقة.

تحليل الحضور العام والنشاطات: رغم أن حزب الله يتخذ تدابير أمنية عالية، فإن النشاطات العامة كالمناسبات الدينية أو الاجتماعية قد تتضمن تحركات قيادية يمكن تتبعها. تحليل تواريخ وأماكن الأحداث العامة التي يحضرها مسؤولون مرتبطون بنصر الله قد يكشف عن وجودهم في منطقة محددة.

مثال: إذا تم رصد مسؤول كبير في حزب الله في حدث معين، وتم تحليل تواريخه ومواقع الأحداث السابقة، يمكن استنتاج أن نصر الله قد يكون قريبًا أو على تواصل مباشر معه.

تعليقات الجمهور والتسريبات غير المقصودة: أحيانًا يقوم أفراد الجمهور أو أشخاص أقل اطلاعًا بتسريب معلومات عن غير قصد على المنصات المفتوحة، مثل التعليقات على الأخبار أو الملاحظات العفوية على الشبكات الاجتماعية. هذه المعلومات قد تتضمن تفاصيل دقيقة يمكن استغلالها.

مثال: شخص يذكر في تعليق على خبر محلي أنه شاهد وجودًا أمنيا مكثفًا أو قافلة سيارات غير عادية، وهذا قد يشير إلى وجود شخصية مهمة في المكان.

التتبع الجغرافي والزمني: جمع بيانات عن التحركات السابقة للأهداف عبر المعلومات المتاحة في المصادر المفتوحة يمكن أن يساعد في التنبؤ بتحركاتهم المستقبلية. الأنماط الجغرافية والزمانية تكشف عن جدول أعمال أو خط سير معين.

مثال: إذا كان نصر الله أو حزبه قد أقاموا اجتماعات في تواريخ معينة في أماكن محددة سابقًا، قد يمكن استنتاج الأنماط المستقبلية.

الخلاصة: من خلال تحليل هذه البيانات وربطها ببعضها بعضا يمكن للمخابرات الإسرائيلية أو أي جهة أخرى جمع معلومات كافية لتحديد مكان وزمان وجود قادة مثل حسن نصر الله. استخدام البيانات المفتوحة يُعد جزءًا أساسيا من عمليات الاستخبارات الحديثة التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والمعلومات المتاحة علنًا.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي: هكذا اغتالت إسرائيل حسن نصر الله
  • ما القصة وراء منشور “وداعا للذكاء الاصطناعي” الذي تداوله الآلاف عبر “إنستغرام”؟
  • سامسونج تطلق أقوى حواسيب جالاكسي بتقنيات الذكاء الاصطناعي (فيديو)
  • غوغل تعزز أدواتها للذكاء الاصطناعي بخصائص جديدة
  • الإمارات ترسخ ريادتها عالمياً وجهةً للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة
  • الإمارات ترسخ ريادتها عالمياً وجهة للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة
  • الإمارات ترسخ ريادتها عالميا وجهة للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة
  • الإمارات ترسخ ريادتها عالمياً وجهة للذكاء الاصطناعي
  • مجلس كنائس مصر يناقش استخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمة
  • «محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» تكرِّم 37 خريجاً من برنامجها التنفيذي