دراسة: تزامن موجات الحرارة مع المد البحري قد يهدد ملايين البشر
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
أظهرت دراسة حديثة أن ظاهرة تزامن موجات الحر مع المد البحري الناجم عن ارتفاع مستوى سطح البحر، أصبحت تهدد بشكل متزايد المناطق الساحلية في العالم. وأكد باحثون أن هذه الظاهرة المركبة ستتفاقم في المستقبل مما يهدد ملايين البشر الذين يعيشون قرب السواحل والنظم البيئية والبنية التحتية في تلك المناطق.
وبحسب الدراسة التي نشرها باحثون من جامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية في دورية "نيتشر كومونيكيشن" مؤخرا، فإن السواحل الواقعة في المناطق الاستوائية ستكون الأكثر تأثرا بهذه الظاهرة بحلول منتصف القرن الحالي.
يقول معدو الدراسة إن الدراسات العالمية والإقليمية تُظهر أن موجات الحر المتزايدة بسبب تغيرات المناخ في طريقها إلى إحداث تغيرات اجتماعية واقتصادية وبيئية شديدة خاصة في المناطق الساحلية ذات الكثافة السكانية العالية. هذا في الوقت الذي تتعرض فيه هذه المجتمعات الساحلية لظاهرة ارتفاع مستويات سطح البحر الناتجة عن هبوب العواصف أو حركة المد والجزر العالية، مما يؤدي إلى غمر المناطق الساحلية لفترة محدودة من الزمن فيما يشبه موجات تسونامي صغيرة.
لكن وعلى عكس موجات تسونامي المعتادة التي تنتج عن النشاط الزلزالي، فإن هذا التسونامي ينجم عن تغيرات سريعة في الضغط الجوي الناجم بدوره عن أحداث جوية سريعة الحركة مثل العواصف الرعدية أو موجات الحر. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 1.1 مليون شخص يتأثرون سنويا بالفيضانات الساحلية في جميع أنحاء العالم.
ويشكل تزامن موجات الحر مع ارتفاع مستويات سطح البحر في نفس الموقع حدثا مركّبا ناشئا يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات أكبر من مجموع التأثيرات الناجمة عن الظاهرتين منفصلتين. وأحدث مثال على حالة تزامن الظاهرتين ما جرى في أغسطس/آب 2021، عندما ضربت موجات المد البحري الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر؛ سواحل إسبانيا وإيطاليا واليونان، في الوقت الذي وصلت فيه درجات الحرارة المحلية إلى نحو 50 درجة مئوية.
وفي الدراسة الجديدة حلّل باحثون من جامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية بيانات الطقس التاريخية لرسم خريطة للأماكن التي وقعت فيها ظاهرة موجات الحر المتزامنة مع ارتفاع مستويات سطح البحر بين عامي 1979 و2017، وأتاح هذا التحليل وضع توقعات لتطور وتيرة هذه الأحداث في المستقبل حتى عام 2049 باستخدام سيناريو الانبعاثات العالية للجنة الدولية المعنية بتغير المناخ.
تزامن موجات الحر مع المد البحري يهدد السواحلوتُظهر الدراسة، وفق بيان عن نتائجها نشره موقع "يوريك أليرت"، أن هذه الأحداث قد أثرت بالفعل في نحو 88% من سواحل العالم خلال فترة الدراسة، وأن نحو 39% من هذه السواحل شهد زيادة ملحوظة في تواتر هذه الأحداث المركبة ومُددها في العقدين الماضيين.
وعانت المناطق الاستوائية أكثر من سواها من هذا الارتفاع وفق الدراسة، حيث شهدت أكثر من 70% من الأحداث المركبة التي حددتها الدراسة رغم أنها لا تمثل سوى أقل من نصف سواحل العالم.
كما وجد الباحثون علاقة قوية بين شدة موجات الحر وزيادة احتمال تزامنها مع ارتفاع مستوى سطح البحر، وقالوا إن زيادة شدة موجات الحر بنسبة 1٪ تؤدي إلى زيادة بنسبة 2٪ في احتمال حدوث تزامن الظاهرتين.
وتوقعت الدراسة أن المناطق الساحلية في العالم خلال الفترة ما بين 2025 و2049 ستشهد 38 يوما في المتوسط من ظروف موجات الحر المتزامنة مع ارتفاع مستويات سطح البحر كل عام، وهو ما يمثل زيادة مذهلة قدرها 31 يومًا مقارنة بالفترة المتراوحة بين عامي 1989 و2013.
وتعتبر النتائج التي توصلت إليها الدراسة بمثابة دعوة حاسمة لصانعي السياسات والباحثين وقادة المجتمع على مستوى العالم لمعالجة هذا الخطر المزدوج وبذل جهود متضافرة لدمج البحث العلمي مع السياسات الفعالة والمشاركة المجتمعية. ويضمن هذا التعاون كما يقول معدو الدراسة، أن تكون جميع الدول -بما في ذلك الدول ذات الدخل المنخفض- مجهزة لإدارة وتخفيف مخاطر أحداث تزامن موجات الحر مع المد البحري المستقبلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ المناطق الساحلیة الساحلیة فی مع ارتفاع
إقرأ أيضاً:
السعودية تتعرض لأقسى موجات الصقيع والأمطار الرعدية والسيول والسلطات تحذر
حذرت المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية، اليوم السبت، من هطول أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة، تستمر حتى الأربعاء المقبل.
أوضح المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية أبرز الظواهر الجوية المصاحبة للحالة المطرية، والتي سوف تؤثر علي معظم المناطق في الدولة، ولقد تم توضيح مدة استمرار تلك الظواهر الجوية، كما تم الكشف علي أن شتاء شهر يناير للعام 2025 م سوف يكون الأشد برودة علي المملكة منذ سنوات متعددة، لتصل درجات الحرارة في العديد من المناطق إلي أقل من ال 0 درجة مئوية، مع هطول أمطار غزيرة وتساقط البرد، ولهذا فلابد علي الجميع ارتداء الملابس الثقيلة، والقيادة بحذر شديد علي الطريق.
وأوضح المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية أبرز الظواهر الجوية المصاحبة للحالة المطرية، والتي سوف تؤثر علي معظم المناطق في الدولة، ولقد تم توضيح مدة استمرار تلك الظواهر الجوية، كما تم الكشف علي أن شتاء شهر يناير للعام 2025 م سوف يكون الأشد برودة علي المملكة منذ سنوات متعددة، لتصل درجات الحرارة في العديد من المناطق إلي أقل من ال 0 درجة مئوية، مع هطول أمطار غزيرة وتساقط البرد، ولهذا فلابد علي الجميع ارتداء الملابس الثقيلة، والقيادة بحذر شديد علي الطريق.
وبناءا على التحذيرات الصادرة من موجات الطقس السيء، أهابت مديرية الدفاع المدني السعودي بالمواطنين في المملكة إلى أخذ الحيطة والحذر، وضرورة البقاء في أماكن آمنة والابتعاد عن أماكن تجمُّع السيول والأودية وعدم السباحة فيها.
وشددت مديرية الدفاع المدني على الالتزام بالتعليمات المعلنة عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي.
كما حذرت الأرصاد السعودية من أن منطقة مكة المكرمة معرضة لأمطار غزيرة محتملة قد تتطور إلى السيول وتساقط البرد ورياح هابطة مثيرة للأتربة والغبار.
وتشمل التحذيرات من الطقس السيئ مدن جدة وبحرة والجموم ورابغ وخليص والكامل، كما تكون الحالة متوسطة إلى غزيرة لتشمل الطائف وميسان وأضم والمويه وتربة والخرمة ورنية والليث والقنفذة.
وعن توقعات الطقس في المملكة العربية السعودية، افاد تقرير المركز الوطني للأرصاد بأن منطقة الرياض قد تتأثر بأمطار متوسطة إلى غزيرة تؤدي إلى جريان السيول وتساقط البرد ورياح هابطة مثيرة للأتربة والغبار لتشمل عفيف والدوادمي والقويعية وشقراء والغاط والزلفي والمجمعة ورماح وثادق وحريملاء ومرات.
وتكون خفيفة إلى متوسطة لتشمل الرياض العاصمة، والخرج والدلم والمزاحمية والدرعية والرين وضرما والحريق.
ولفتت المديرية إلى أن مناطق تبوك والجوف والحدود الشمالية وحائل والقصيم والشرقية والمدينة المنورة ستتأثر بأمطار متوسطة إلى غزيرة.