شهدت موسكو مؤخرا زيارة مميزة لمجموعتين من الطلاب العمانيين الذين قدموا برحلة تعرفوا فيها على أبرز جامعات المدينة ومعالمها.

قال بولات نورموخانوف، نائب رئيس لجنة السياحة بموسكو:"في نهاية فصل الربيع وبداية الصيف من هذا العام، كنا سعداء باستقبال مجموعتين من الطلاب العمانيين. رحلتهم إلى موسكو كانت مكافأة على إنجازاتهم الأكاديمية العالية، ونحن بالطبع سعداء بأن الجانب العماني قرر إرسال مواطنيه الموهوبين إلينا.

خلال زيارتهم، تمكن ضيوفنا العمانيون من رؤية جميع المعالم الرئيسية للعاصمة الروسية، مثل الساحة الحمراء والكرملين والكنائس المحيطة به، وكاتدرائية القديس باسيل، ومعرض الإنجازات الاقتصادية الوطنية مع دولاب هواء موسكو الكبير (الشمس)، ومرفأ موسكو الشمالي، و(فارابيوفي غوري)، و(إيزمايلوفسكي كريمل)، وحديقة (جزيرة الأحلام) الترفيهية. نأمل أن تسهم زيارة هذه الأماكن في تعريفهم بالثقافة والتاريخ الغني لمدينتنا وتشعرهم بجوهرها".

وأضاف:"نود الإشارة أيضا إلى أن الضيوف العمانيين قاموا بزيارة أفضل جامعة روسية، وهي جامعة موسكو الحكومية التي تعتبر إحدى أفضل الجامعات في العالم منذ سنوات، وكذلك معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO)، الذي يُعد من أرقى المؤسسات التعليمية الروسية، بالإضافة إلى أكبر مجمع تكنولوجي في شرق أوروبا، وهو مركز الابتكار (سكولكوفو)، حيث تعرفوا على أحدث الشركات الناشئة الروسية. لا شك أن مثل هذه الزيارات تساهم في تعزيز التعاون بين موسكو ومدن أخرى حول العالم، بما في ذلك مدن الشرق الأوسط، في مجالات التعليم والعلوم. وتعد السياحة التعليمية حاليا إحدى أولوياتنا، وهو سوق يتطور بسرعة عالميا، ويمكن لموسكو بجامعاتها ومراكزها البحثية أن تصبح وجهة رئيسية لكل من يبحث عن الخبرة والمعرفة. في المجمل، تتزايد شعبية موسكو كوجهة سياحية عاما بعد عام بين السياح من الشرق الأوسط. في 2023، زار المدينة 2.3 مليون سائح أجنبي، وكان معظمهم من الإمارات العربية والكويت وقطر. تعود حركة السياح من الشرق الأوسط إلى موسكو إلى أكثر من 50% من مستوى ما قبل الجائحة، ويساهم هؤلاء السياح بشكل متزايد في الاقتصاد السياحي للمدينة، إذ وصلت مساهمتهم إلى 85% من مستوى عام 2019. تجذب موسكو المسافرين بغرض العمل من الشرق الأوسط وأيضا العائلات والمجموعات الصغيرة أو الأفراد، لأنها تقدم فعاليات ونشاطات تناسب الجميع طوال العام.

إقرأ المزيد أبرز جوانب العلاقات بين روسيا وسلطنة عمان

وأشار نورموخانوف إلى أن الشعبية الكبيرة لموسكو بين السياح من الشرق الأوسط أتت نتيجة لتبسيط التأشيرات مؤخرا (حيث يتمتع مواطنو الإمارات وقطر بنظام دخول بدون تأشيرة، بينما يمكن لمواطني سلطنة عمان والبحرين والكويت والسعودية تقديم طلب للحصول على تأشيرة إلكترونية بسهولة، وربما يستطيعون الاستفادة قريبا من النظام بدون تأشيرة أيضا)، ومن جهة أخرى يساهم في ذلك أيضا تطوير البنية التحتية والخدمات الموجهة للسياح المسلمين في موسكو.

إقرأ المزيد شاهد جناح سلطنة عمان في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي (فيديو)

وأكّد نورموخانوف على أن فنادق موسكو بفئات الثلاثة إلى الخمسة نجوم تحرص على تقديم خدمات حلال عالية الجودة، ويمكنهم توفير القرآن وسجادة الصلاة للزوار عند الطلب، وتضم قوائم البوفيه المفتوح الخاصة بهم أطباق حلال معتمدة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للسياح من دول الخليج العربي الاستفادة من خدمات المرشدين السياحيين المعتمدين الذين يتحدثون العربية بطلاقة، كما يزداد عدد المطاعم في موسكو التي تحتوي على قوائم طعام مخصصة لتلبية احتياجات وتفضيلات الضيوف من الشرق الأوسط، وأتيحت للضيوف من عمان فرصة لتجربة بعض هذه المطاعم خلال زيارتهم.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: التعليم السياحة في روسيا جامعات في روسيا معلومات عامة موسكو من الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا

 

 

بدر بن علي الهادي

 

الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.

لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.

منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.

تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:

 1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.

 2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.

 3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.

 4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.

وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.

ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.

وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.

الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.

لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.

الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!

مقالات مشابهة

  • إدراج "ثواني" بقائمة "فوربس" لأفضل 50 شركة في التكنولوجيا المالية بالشرق الأوسط
  • تركيا: نهج إسرائيل "العدائي" يهدد مستقبل الشرق الأوسط
  • مواهب مجيدة يفرزها دوري سماش الرمضاني للبادل
  • الاتحاد للطيران تزيد عدد رحلاتها إلى موسكو
  • وزير الخارجية الإيراني يهرول الى سلطنة عمان في زيارة غير معلنة .. تفاصيل
  • سلطنة عمان تحذر من تداعيات التصعيد العسكري في اليمن على أمن المنطقة
  • سلطنة عمان تحذر من تداعيات استمرار النهج العسكري الأمريكي الذي يستهدف مليشيا الحوثي
  • سلطنة عمان تحذر من انعكاس التصعيد ضد اليمن على أمن المنطقة
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • موارد عمان يطلق أبحاثًا مبتكرة لاكتشاف النباتات الغذائية والعلاجية