الطريقة الصحيحة لتخزين لحوم الأضحية.. «علشان متفسدش بسرعة»
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك الذي يفصلنا عنه نحو 6 أيام فقط، يُقبل المواطنون على شراء الأضاحي المختلفة استعدادًا لذبحها بعد أداء صلاة العيد مباشرة، وتلجأ ربات المنازل إلى تخزين كميات اللحوم سواء في الثلاجة أو الفريزر وطهي بعض منها مع المأكولات مثل الفتة والرقاق وغيرها، وتواجه بعض مشكلة فساد اللحوم وتحول لونها الأحمر إلى الرمادي أو الأخضر، لذا ترغب في معرفة الطريقة الصحيحة لتخزينها.
الدكتورة مي تاج الدين استشاري سلامة الغذاء، أوضحت في حديثها لـ«الوطن»، أنّ من أهم أسباب فساد لحوم الأضحية هو التخزين الخاطئ من خلال وضعها في الفريزر مباشرة بعد الذبح، لأنها تحتفظ بدرجة حرارة جسم الحيوان وعند تخزينها وهي ساخنة ستتعفن ويتغير لونها إلى الأخضر نتيجة تعريضها للضوء والأكسجين ما يعرف باسم «الأكسدة»، وفي حالة انبعاث رائحة سيئة تكون فاسدة وغير صالحة للاستهلاك.
وأشارت «تاج الدين» إلى ضرورة إخراج اللحمة من الفريزر قبل الطهي بساعات وعدم طهيها وهي مجمدة حتى يُسمح بفحصها ومعرفة إذ تغير لونها ورائحتها أم لا، ومن الطرق الصحيحة لتخزينن اللحمة تقطيعها إلى قطع صغيرة بعد الذبح ثم تُوضع في مكان نظيف جيد التهوية أو تحت المروحة لمدة لا تقل عن الثلاث ساعات،ثم نضعها بعد ذلك في الثلاجة من 12 إلى 24 ساعة، لأنه بعد الذبح تحدث عملية تعرف بـ«التيبس الرمي» وتؤدي إلى فرز «حمض اللاكتيك» الذي يساعد على تخلص اللحوم من البكتريا والفيروسات ويجعلها طازجة طوال فترة التخزين، لذا يجب وضعها داخل أكياس نظيفة وشفافة في الفريزر بشكل يسمح بوصول التبريد إليها، مع تغيير مكان الأكياس كل فترة لضمان الحصول على نسبة برودة متساوية.
صلاحية اللحوم في التبريد والتجميدوتابعت أنّ اللحم القطع توضع في الثلاجة من 3 إلى 5 أيام وفي الفريزر من 4 إلى 6 شهور، بينما يُوضع اللحم الشرائح «الستيك» في الثلاجة من 3 إلى 5 أيام وفي الفريزر من 6 إلى 12 شهرًا، واللحم المفروم من يوم إلى اثنين في الثلاجة ومن 3 إلى 4 أشهر في الفريزر، أما الهامبرغر والكفتة فصلاحيتهما في الثلاجة من يوم إلى اثنين ومن 3 إلى 4 أشهر في الفريزر.
وتوضع الكبد والكلى والقلب واللسان من يوم إلى اثنين في الثلاجة ومن 3 إلى 4 أشهر في الفريزر، واللحم المطهي من 3 إلى 4 أيام في الثلاجة ومن 2 إلى 3 أشهر في الفريزر، مع التأكد من تبريد الثلاجة بشكل جيد من 1 إلى 4 درجات مئوية، والفريزر -18 درجة مئوية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اللحمة الأضحية عيد الأضحى فی الثلاجة من من 3 إلى 4
إقرأ أيضاً:
بيان الأولوية بين شعيرة الأضحية والعقيقة
الأضحية والعقيقة.. قالت دار الإفتاء المصرية إن الأضحية والعقيقة سُنتان مؤكدتان مطلوبتان بحسب يسار المكلف؛ فإن عجز عن القيام بهما معًا على وجه الإفراد لعدم ملاءته المالية قَدَّم الأضحية؛ لضيق وقتها واتساع وقت العقيقة، كما أن له أن يجمع بين نية الأضحية والعقيقة في ذبيحة تقليدًا لمن أجاز من الفقهاء.
الأضحية والعقيقةوالأضحية هي ما يذبح من الإبل والبقر والغنم، يوم النحر وأيام التشريق، تقربًا إلى الله تعالى، وهي سُنَّة مؤكدة، وقد شرعها الله سبحانه وتعالى إحياءً لسُنَّة نبيِّه إبراهيم عليه السلام؛ كما في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين سُئِل: يا رسول الله، ما هذه الأضاحي؟ قال: «سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ» أخرجه ابن ماجه والبيهقي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك" وصححه، ولما فيها من التوسعة على الناس أيام العيد والتشريق؛ كما في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلهِ» أخرجه الأئمة: مالك في "الموطأ" واللفظ له، وأحمد في "المسند"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.
والأضحية مشروعة بالكتاب والسُّنَّة والإجماع؛ والأصل في مشروعيتها: قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 1-2]، وما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا» متفقٌ عليه.
ونقل الإجماع على مشروعية الأضحية غير واحد من العلماء؛ كالإمام ابن قدامة في "المغني" (9/ 435، ط. مكتبة القاهرة)، والحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 3، ط. دار المعرفة) وغيرهما.
المقصود بالعقيقة وبيان حكمها ووقتها
والعقيقة شرعًا هي الذبيحة التي تذبح عن المولود، ذكرًا كان أو أنثى، وهي سنة مؤكدة؛ فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأَمَر بها ورَغَّب فيها؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ؛ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى» أخرجه البخاري.
وعن بريدة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند" وأبو داود والنسائي والبيهقي في "السنن".
والقول بسُنية العقيقة هو قول أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين، وبه قال الأئمة: مالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وجماعةٌ من أهل العلم يَكثُر عددهم، وعلى ذلك جرى العمل في عامة بلدان المسلمين متبعين في ذلك ما سَنَّهُ لهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؛ كما في "الإشراف" للإمام ابن المنذر (3/ 417-418، ط. مكتبة مكة الثقافية)، وينظر أيضا: "الكافي" للإمام ابن عبد البر المالكي (1/ 425، ط. مكتبة الرياض الحديثة)، و"المجموع" للإمام النووي الشافعي (8/ 426، ط. دار الفكر)، و"المغني" للإمام ابن قدامة الحنبلي (9/ 459).
وذهب الحنفية إلى أنها مباحة مستحبة وليست بسُنةٍ، فإن فعلها صاحبها شكرًا لله تعالى تصير قربة؛ لأن النيةَ تُصَيِّرُ العاداتِ عباداتٍ، والمباحاتِ طاعاتٍ؛ كما في "رد المحتار" للعلامة ابن عابدين الحنفي (6/ 326، ط. دار الفكر)، و"التجريد" للإمام القدوري الحنفي (12/ 6356، ط. دار السلام).
والأصل في العقيقة أن تُعمل يوم السابع من ولادة المولود؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا كَانَ يَوْمُ سَابِعِهِ؛ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى، وَسَمُّوهُ»، فإن فات يوم السابع ففي اليوم الرابع عشر، فإن فات ففي الحادي والعشرين، فإن فات ففي أي وقت.
أيهما أولى تقديم شعيرة الأضحية أم العقيقة؟
الأضحية والعقيقة سُنتان مؤكدتان مطلوبتان بحسب يسار المكلف وملاءته؛ فإن عجز عن القيام بهما ولم يتمكن من إفرادهما بالذبح: قُدِّمتِ الأضحية؛ لكونها أوجب من العقيقة، وآكد منها في السُّنِّية.
وقال الإمام الماوردي الشافعي في "الحاوي الكبير" (15/ 128، ط. دار الكتب العلمية) في بيان صفة العقيقة: [الأضحية أوكد منها؛ لتعلقها بسببٍ راتبٍ واحدٍ عامٍّ] اهـ.
ومقصود الأضحية حصول ضيافة عامة من الله تعالى لعباده بخلاف العقيقة فإنها ضيافة خاصة؛ كما في "مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (6/ 140، ط. دار الكتب العلمية)، ولا شك أن الضيافة العامة مقدمة على الخاصة في البدء بها.
يضاف لذلك أن وقت العقيقة ممتد لما بعد البلوغ على المختار للفتوى؛ لكونها لا آخر لوقتها، فإما أن يعق عن ولده، أو يعق هو عن نفسه، وهو الأفضل.