بيروت- يواجه الحجاج اللبنانيون تحديات كثيرة، تبدأ بكلفة تأدية فريضة الحج المرتفعة التي لا تقل في حدها الأدنى عن 4800 دولار، ولا تنتهي بالهدايا والتذكارات التي دفعتهم الأوضاع الاقتصادية الصعبة إلى شرائها من لبنان للتخفيف من الأعباء المالية المرتبطة بالحج.

ورغم أن جلب الهدايا من مكة المكرمة والمدينة المنورة يحمل قيمة روحية خاصة، فإن الأسعار الباهظة تجعل العديد من الحجاج يعيدون التفكير في شرائها وحملها مرارا، أو اقتناء المميز منها وغير المتوفر في أسواق لبنان فقط.

بالمقابل، تُعتبر الهدايا المتوفرة في لبنان بديلا مثاليا يسمح للحجاج بشرائها بأسعار معقولة لتوفير المال، والالتزام بالوزن المسموح به على الطائرات، والذي لا يتجاوز 30 كيلوغراما لكل مسافر.

الحجاج اللبنانيون يشترون الهدايا من بلادهم بسبب ارتفاع أسعارها في السعودية (الجزيرة) إقبال

تتحدث نهى نحولي، وهي صاحبة محل لبيع الهدايا، عن إقبال الحجاج من لبنان على شراء الهدايا قبل مغادرتهم إلى السعودية لأداء الركن الخامس من الإسلام.

وتُقول للجزيرة نت إنهم يقبلون عليها لتوفير المال في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، ولتفادي حمل الوزن الثقيل أثناء العودة، ولتنوع الهدايا المُعروضة والمستوردة من باكستان، ومصر، وسوريا، كما يحدث في السعودية، مما يمنح الحجاج خيارات واسعة. وتشمل مجموعة متنوعة من المسابح وسجادة الصلاة والقرآن الكريم، والبخور والسواك والحناء.

وتضيف نحولي أنه إذا أُجريت مقارنة سريعة بين الأسعار، يتبين أن الأغراض في لبنان أرخص بكثير من السعودية، حيث تتراوح أسعار دزينة المسابح (12 مسبحة) من 3 إلى 15 دولارا. وبالنسبة لسجادة الصلاة، فتبدأ الأسعار من 3 دولارات وتوجد أشكال متنوعة.

المسابح من أكثر الهدايا طلبا من الحجاج اللبنانيين (الجزيرة) حركة جيدة

في موسم الحج تبدأ المحال التجارية بعرض ما لديها من هدايا عند واجهاتها بهدف جذب الحجاج إليها. وفي جوار نحولي، يقع محل بلال طالب الذي يشير -للجزيرة نت- إلى وجود خيارات متنوعة وكثيرة في لبنان أمام الحجاج لشراء الهدايا.

وفيما يتعلق بأكثرها طلبا، يكشف طالب أن سجادة الصلاة والمسابح وإكسسوارات الأطفال هي التي تتصدر قائمة الطلبات. وتتراوح أسعار الإكسسوارات من 5 دولارات فأكثر. بينما تتراوح أسعار السجادة بين 3 و10 دولارات. ويركَّز الطلب بشكل كبير على السجادة بسعر 3 دولارات، في حين يكون الطلب قليلا للغاية على التي يبلغ سعرها 10 دولارات.

وبالنسبة لتجربته في مجال بيع الهدايا، يعلق طالب "لقد عملت فيه مدة 30 عاما، تُعتبر الحركة التجارية اليوم جيدة بالمقارنة مع الأوضاع في عام 2019، إذ شهدنا أزمة اقتصادية ضخمة، وتأثرنا بعد ذلك جدا بتداعيات جائحة كورونا (كوفيد-19) على موسم الحج، حيث توقفت عمليات البيع تماما".

داخل محل طالب، كانت هويدا فرحات منهمكة في شراء بعض الهدايا، حيث وجدت أمامها خيارات متعددة. وعبرت عن رضاها قائلة للجزيرة نت "أتيت لأشتري هدايا الحج قبل السفر إلى السعودية، فهنا تتوفر جميع الأنواع بين الرخيص والغالي".

وتوضح أنها اشترت الهدايا المعتادة عموما، وهي الرمزية التي يقدمونها لأصدقائهم وأقاربهم عند عودتهم، مثل المصاحف والمسابح وسجادات الصلاة، وإكسسوارات الأطفال "لكي يفرحوا".

اقتصاد وتوفير

بدورها، أرادت سلسبيل ناصر اقتناء الهدايا الفاخرة، منها العطور الزيتية مثل العود والعنبر والمسك، وأعواد السواك، والحناء، والبخور. وتقول -للجزيرة نت- إن ذلك كلفها حوالي ألف دولار، وإنها لا تستطيع شراء مثل هذه الهدايا بالسعر نفسه في السعودية.

ولقد أدت سلسبيل الحج من قبل، وتضيف أنها على دراية تامة بالأسعار والفروقات بين السعودية ولبنان، ولذلك قررت الشراء من بلدها، وستجلب فقط ماء زمزم.

وبابتسامة لا تفارق وجهها، تختار سعاد الأحمد الهدايا، وتقول إنها تجد في لبنان كل أنواع الهدايا. وتوضح أنها المرة الأولى التي تحج فيها ونصحها الذين سبقوها بالشراء من لبنان، فقررت فعل ذلك لأن الهدايا أرخص ولأنها لا تريد قضاء وقتها في التسوق وشراء الهدايا في السعودية، "بل التفرغ للعبادة".

في استعداده لأداء فريضة الحج للمرة الثانية، يشتري أسعد شبايطة هداياه من لبنان هذه المرة بسبب الأزمة الاقتصادية، ويؤكد أن الأهم بالنسبة له هو الذهاب إلى السعودية والمشاركة في الشعائر الدينية.

وتتشابه حالة شبايطة مع أحمد منصور، الذي اعتاد شراء هداياه من السعودية، لكنه قرر هذا العام التسوق من لبنان واقتصرت الهدايا على المسابح فقط.

ويقول للجزيرة نت إنه كان يتطلع لشراء المزيد، إلا أنه قرر التقليل من مصروفه هذه السنة، بعدما أصبحت الأوضاع الاقتصادية الصعبة تُلزمه بالاكتفاء بالأساسيات لا بالكماليات والتقليل من النفقات الزائدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی السعودیة للجزیرة نت من لبنان فی لبنان

إقرأ أيضاً:

قنابل بدل الهدايا.. معهد الأيتام بغزة لم يسلم من العدوان الإسرائيلي (صور)

إلى أين نذهب هربًا من القصف؟.. هكذا كان حال الأطفال الأيتام بـ«معهد الأمل للأيتام»، الذين تصوروا أن الآلة العسكرية الإسرائيلية ربما تخطئهم باعتبارهم أطفالا، لكن خاب ظنهم، وطالتهم أيادي الغدر التي لم تفرق بين كبير وصغير ورجل وامرأة في حرب إبادة جماعية تطال الجميع في كل مكان بقطاع غزة.

لم ينعم الأطفال داخل معهد أيتام الأمل بغزة، بفقرة لتوزيع الهدايا احتفالا بالمولد النبوي الشريف، حتى أتى العدوان الإسرائيلي ليحرمهم من الفرحة الخاطفة، إذ قصف المعهد، وحوّل المكان إلى دمار شامل، واستشهد 9 مواطنين، وأصيب نحو 20 آخرون وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

قصف معهد الأمل للأيتام 

لم يرحم الاحتلال الإسرئيلي أهالي غزة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، لتصبح الحياة شبه منعدمة، حيث قصف العديد من المستشفيات والمدارس، وآخرهم معهد الأمل للأيتام الذي  يؤوي نازحين غرب مدينة غزة، ليتحول من دار أيتام إلى دار أموات وركام.

كان المعهد يأوي مئات المدنيين النازحين وكان أغلبهم من الأطفال والنساء، حيث خلف القصف 9 شهداء وعدد كبير من الإصابات من ضمنهم أطفال ونساء وتضرر 11 عائلة، بحسب ما ذكره المعهد عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

صور قصف المعهد 

نشر المعهد صور الدمار الذي سببه الاحتلال الإسرائيلي بعد قصفه، الأمر الذي جعل الحزن والحسرة تسيطر على الجميع، خاصة أنه كان ينشر صورا لاحتفال الأهالي بالمولد النبوي الشريف قبل القصف بساعات قليلة، حيث جاءت التعليقات كالتالي: «حسبي الله ونعم الوكيل حرموا الأطفال من الفرحة»، «عدو ظالم لا يعرف معنى للإنسانية»، وأيضا: « الله يرحم الشهداء.. لا حول ولا قوة إلا بالله» وغيرها من التعليقات.

منذ السابع من أكتوبر 2023 يعيش أهالي غزة حياة صعبة، نتيجة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على هذا الشعب المكلوم، دمر العديد من المنازل، والشوارع أصبحت رمادية اللون، لا يرحم الصغار ولا الكبار وأيضا النساء، وراح  ضحيته العديد من الشهداء وغيره من الدمار والخراب.

مقالات مشابهة

  • قنابل بدل الهدايا.. معهد الأيتام بغزة لم يسلم من العدوان الإسرائيلي (صور)
  • عاجل - مدبولي: تطورات المنطقة المتسارعة تفرض ظرفا استثنائيا على الأوضاع الاقتصادية
  • رئيس الوزراء: تصاعد التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة يفرض ظرفًا استثنائيًا يلقي بظلال تأثيراته على الأوضاع الاقتصادية لبلدان المنطقة
  • المواصفات التي يجب معرفتها عند شراء مبرد المياه لتقليل استهلاك الكهرباء
  • حكومة السوداني:رغم العجز المالي ومديونية العراق التي تجاوت (90) مليار دولار لكننا سنعمر الجنوب اللبناني ونستمر في دعم حزب الله اللباني
  • هل زودت السعودية طائرات الاحتلال التي ضربت الحديدة بالوقود؟
  • وزير السياحة يتوجه إلى السعودية لبحث مجالات الاستثمار
  • هل زودت السعودية طائرات الاحتلال التي ضربت الحديدة بالوقود؟ (شاهد)
  • رابطة العالم الإسلامي تُشيد بدعم السعودية للفلسطينيين
  • الشاوش: تعيين محافظ جديد للمصرف ونائب له جاء استجابةً للظروف الخانقة التي تمر بها البلاد