الأزمة الاقتصادية تفرض تحولا في شراء هدايا الحجاج اللبنانيين
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
بيروت- يواجه الحجاج اللبنانيون تحديات كثيرة، تبدأ بكلفة تأدية فريضة الحج المرتفعة التي لا تقل في حدها الأدنى عن 4800 دولار، ولا تنتهي بالهدايا والتذكارات التي دفعتهم الأوضاع الاقتصادية الصعبة إلى شرائها من لبنان للتخفيف من الأعباء المالية المرتبطة بالحج.
ورغم أن جلب الهدايا من مكة المكرمة والمدينة المنورة يحمل قيمة روحية خاصة، فإن الأسعار الباهظة تجعل العديد من الحجاج يعيدون التفكير في شرائها وحملها مرارا، أو اقتناء المميز منها وغير المتوفر في أسواق لبنان فقط.
بالمقابل، تُعتبر الهدايا المتوفرة في لبنان بديلا مثاليا يسمح للحجاج بشرائها بأسعار معقولة لتوفير المال، والالتزام بالوزن المسموح به على الطائرات، والذي لا يتجاوز 30 كيلوغراما لكل مسافر.
الحجاج اللبنانيون يشترون الهدايا من بلادهم بسبب ارتفاع أسعارها في السعودية (الجزيرة) إقبالتتحدث نهى نحولي، وهي صاحبة محل لبيع الهدايا، عن إقبال الحجاج من لبنان على شراء الهدايا قبل مغادرتهم إلى السعودية لأداء الركن الخامس من الإسلام.
وتُقول للجزيرة نت إنهم يقبلون عليها لتوفير المال في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، ولتفادي حمل الوزن الثقيل أثناء العودة، ولتنوع الهدايا المُعروضة والمستوردة من باكستان، ومصر، وسوريا، كما يحدث في السعودية، مما يمنح الحجاج خيارات واسعة. وتشمل مجموعة متنوعة من المسابح وسجادة الصلاة والقرآن الكريم، والبخور والسواك والحناء.
وتضيف نحولي أنه إذا أُجريت مقارنة سريعة بين الأسعار، يتبين أن الأغراض في لبنان أرخص بكثير من السعودية، حيث تتراوح أسعار دزينة المسابح (12 مسبحة) من 3 إلى 15 دولارا. وبالنسبة لسجادة الصلاة، فتبدأ الأسعار من 3 دولارات وتوجد أشكال متنوعة.
المسابح من أكثر الهدايا طلبا من الحجاج اللبنانيين (الجزيرة) حركة جيدةفي موسم الحج تبدأ المحال التجارية بعرض ما لديها من هدايا عند واجهاتها بهدف جذب الحجاج إليها. وفي جوار نحولي، يقع محل بلال طالب الذي يشير -للجزيرة نت- إلى وجود خيارات متنوعة وكثيرة في لبنان أمام الحجاج لشراء الهدايا.
وفيما يتعلق بأكثرها طلبا، يكشف طالب أن سجادة الصلاة والمسابح وإكسسوارات الأطفال هي التي تتصدر قائمة الطلبات. وتتراوح أسعار الإكسسوارات من 5 دولارات فأكثر. بينما تتراوح أسعار السجادة بين 3 و10 دولارات. ويركَّز الطلب بشكل كبير على السجادة بسعر 3 دولارات، في حين يكون الطلب قليلا للغاية على التي يبلغ سعرها 10 دولارات.
وبالنسبة لتجربته في مجال بيع الهدايا، يعلق طالب "لقد عملت فيه مدة 30 عاما، تُعتبر الحركة التجارية اليوم جيدة بالمقارنة مع الأوضاع في عام 2019، إذ شهدنا أزمة اقتصادية ضخمة، وتأثرنا بعد ذلك جدا بتداعيات جائحة كورونا (كوفيد-19) على موسم الحج، حيث توقفت عمليات البيع تماما".
داخل محل طالب، كانت هويدا فرحات منهمكة في شراء بعض الهدايا، حيث وجدت أمامها خيارات متعددة. وعبرت عن رضاها قائلة للجزيرة نت "أتيت لأشتري هدايا الحج قبل السفر إلى السعودية، فهنا تتوفر جميع الأنواع بين الرخيص والغالي".
وتوضح أنها اشترت الهدايا المعتادة عموما، وهي الرمزية التي يقدمونها لأصدقائهم وأقاربهم عند عودتهم، مثل المصاحف والمسابح وسجادات الصلاة، وإكسسوارات الأطفال "لكي يفرحوا".
اقتصاد وتوفيربدورها، أرادت سلسبيل ناصر اقتناء الهدايا الفاخرة، منها العطور الزيتية مثل العود والعنبر والمسك، وأعواد السواك، والحناء، والبخور. وتقول -للجزيرة نت- إن ذلك كلفها حوالي ألف دولار، وإنها لا تستطيع شراء مثل هذه الهدايا بالسعر نفسه في السعودية.
ولقد أدت سلسبيل الحج من قبل، وتضيف أنها على دراية تامة بالأسعار والفروقات بين السعودية ولبنان، ولذلك قررت الشراء من بلدها، وستجلب فقط ماء زمزم.
وبابتسامة لا تفارق وجهها، تختار سعاد الأحمد الهدايا، وتقول إنها تجد في لبنان كل أنواع الهدايا. وتوضح أنها المرة الأولى التي تحج فيها ونصحها الذين سبقوها بالشراء من لبنان، فقررت فعل ذلك لأن الهدايا أرخص ولأنها لا تريد قضاء وقتها في التسوق وشراء الهدايا في السعودية، "بل التفرغ للعبادة".
في استعداده لأداء فريضة الحج للمرة الثانية، يشتري أسعد شبايطة هداياه من لبنان هذه المرة بسبب الأزمة الاقتصادية، ويؤكد أن الأهم بالنسبة له هو الذهاب إلى السعودية والمشاركة في الشعائر الدينية.
وتتشابه حالة شبايطة مع أحمد منصور، الذي اعتاد شراء هداياه من السعودية، لكنه قرر هذا العام التسوق من لبنان واقتصرت الهدايا على المسابح فقط.
ويقول للجزيرة نت إنه كان يتطلع لشراء المزيد، إلا أنه قرر التقليل من مصروفه هذه السنة، بعدما أصبحت الأوضاع الاقتصادية الصعبة تُلزمه بالاكتفاء بالأساسيات لا بالكماليات والتقليل من النفقات الزائدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی السعودیة للجزیرة نت من لبنان فی لبنان
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضد عدة كيانات مرتبطة بإيران والحوثيين، وذلك قبل أسابيع من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه.
ومن المعروف أن ترامب يتبنى موقفاً متشدداً تجاه إيران، ومن المتوقع أن تتبنى إدارته نهجاً أكثر صرامة تجاه طهران.
وفي بيان صحفي، كشفت وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه.
واستهدفت العقوبات أربعة كيانات متورطة في تجارة النفط الإيرانية، بالإضافة إلى ست سفن تم تحديدها كممتلكات محظورة.
تركز هذه العقوبات على الأفراد والشركات والسفن المرتبطة بتجارة النفط والبتروكيماويات الإيرانية، التي تعد مصدرًا رئيسيًا للإيرادات لقيادة طهران.
وأشارت وزارة الخزانة إلى أن هذه الأموال تدعم البرنامج النووي الإيراني وتطوير الصواريخ الباليستية وتمويل الجماعات الوكيلة مثل حزب الله وحماس والحوثيين.
بالإضافة إلى ذلك، تم فرض عقوبات على سجن غزل حصار في إيران بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان.
ووفقًا لقانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA)، تم تصنيف السجن بسبب معاملة الأشخاص القاسية وغير الإنسانية الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير.
هذه الخطوة تجمد أي ممتلكات أو مصالح تتعلق بالسجن داخل الولايات المتحدة وتحظر على المواطنين الأمريكيين إجراء أي معاملات معه.
أكد برادلي سميث، نائب وزير الإرهاب والاستخبارات المالية، التزام الولايات المتحدة بتعطيل العمليات المالية الإيرانية التي تمول الأنشطة المزعزعة للاستقرار.
وأشار إلى "شبكة مظلمة" من السفن والشركات والميسرين التي تستخدمها إيران للحفاظ على هذه العمليات.
وشملت السفن المعاقبة ناقلة النفط الخام MS ENOLA المسجلة في جيبوتي، المملوكة لشركة Journey Investment، بالإضافة إلى السفينة MS ANGIA المسجلة في سان مارينو والسفينة MS MELENIA المسجلة في بنما، واللتين تديرهما شركة Rose Shipping Limited المسجلة في ليبيريا واليونان.
بالإضافة إلى السفن، تم فرض عقوبات على 12 فردًا متورطين في أنشطة تمويل وشراء لصالح الحوثيين، بما في ذلك هاشم إسماعيل علي أحمد المدني، رئيس البنك المركزي المرتبط بالحوثيين في صنعاء.
ويُتهم هؤلاء الأفراد بالضلوع في تهريب الأسلحة وغسيل الأموال وتهريب النفط الإيراني غير المشروع لصالح الحوثيين.
تجمد العقوبات جميع الممتلكات والمصالح المتعلقة بالأطراف المحددة في الولايات المتحدة، ويواجه الأفراد والكيانات الأمريكية عقوبات إذا تورطوا في معاملات معهم.
تستمر إيران في التأكيد على أن برنامجها النووي مخصص فقط للأغراض السلمية، على الرغم من المخاوف الدولية المستمرة.