سيناريوهات ما بعد استقالة غانتس ومصير حكومة نتنياهو
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
أثارت استقالة الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، من الحكومة، حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الحكومة، وانعكاس هذا على حرب غزة، وما إن كانت ستضطر إسرائيل للذهاب لانتخابات مبكرة.
وتنوعت توقعات سياسيين وأكاديميين إسرائيليين حول القادم، ما بين أن الحكومة لن تتأثر بالاستقالة، خاصة إذا حافظت على نوابها في الكنيست، أو نهاية حكومة الحرب، أو اضطرار رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، لعقد صفقة مع حركة حماس.
وللحكومة الحالية 64 نائبا في الكنيست يحققون لها أغلبية بسيطة من أصل 120 نائبا، ما دفع لتوقعات بأن غانتس قد يلجأ لاستمالة بعضهم إلى موقفه لإنهاء هذه الأغلبية، وسحب الثقة من نتنياهو، والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
مبررات غانتس
أعلن الوزير غانتس، الأحد، استقالته من حكومة الحرب، لتنسحب بذلك القوة الوحيدة التي تنتمي لتيار الوسط في الائتلاف اليميني الذي يقوده نتنياهو.
وقال غانتس في مؤتمر صحفي: "ننسحب من هذه الحكومة لأن نتنياهو يمنعنا من التقدم نحو تحقيق النصر الحقيقي في الحرب".
وعن عمله المقبل، قال إنه سيعود إلى صفوف المعارضة وسيدعم أي قرار مسؤول، داعيا إلى إجراء انتخابات مبكرة، بقوله: "يجب أن تجرى انتخابات تؤدي في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب".
وكان نتنياهو قد ناشد، الأحد، غانتس "عدم الانسحاب من المعركة"، وكتب في رسالة عبر منصة "إكس": "بيني.. الوقت غير مناسب للانسحاب من المعركة، إنه وقت توحيد قوانا".
أما زعيم المعارضة، يائير لابيد، فرحب بالاستقالة قائلا: "لقد حان الوقت لاستبدال هذه الحكومة المتطرفة بحكومة عاقلة تؤدي إلى عودة الأمن لمواطني إسرائيل، وإلى عودة المختطفين".
مستقبل حكومة الحرب وتحريك الشارع
عن مستقبل الحكومة بعد خطوة غانتس، قال السياسي الإسرائيلي ونائب رئيس بلدية الناصرة السابق، الدكتور سهيل دياب، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن نتنياهو قد يقدم على حل حكومة الحرب المصغرة، فيما يستمر العمل بالحكومة الحالية.
وأرجع دياب توقعه لحل حكومة الحرب إلى أن نتنياهو حاول التواصل مع أفيغدور ليبرمان وجدعون ساعر، من أجل الانضمام لحكومة الحرب، تحسبا لانسحاب غانتس، لكنه فشل في التوصل لاتفاق معهما.
وتشكلت حكومة الحرب بعد هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، بهدف "إدارة الحرب"، غير أنها شهدت خلافات بين أعضائها بعد تباين في الآراء حول صعوبة تحقيق أهداف الحرب، وخطة الحكومة لما بعد الحرب.
وفيما يتعلق بتحركات غانتس القادمة، فيقول دياب إن "هناك أحاديث تدور عن اتصالات بينه وبين أطراف داخل حزب الليكود للانقلاب على نتنياهو في الكنيست، وهو أمر ممكن، وموقف وزير الدفاع، يوآف غالانت، سيكون حاسما".
كذلك لا يستبعد دياب أن ينفذ غانتس قوله بأنه سيعود للمعارضة، وقد يقودها للنزول إلى الشارع للمطالبة باستقالة الحكومة عبر التنسيق مع الأجهزة الاقتصادية والنقابات المهنية.
وعن تأثير هذه التطورات على مسار حرب غزة، توقع دياب أنه من المحتمل أن يذهب نتنياهو إلى صفقة جزئية مع حركة حماس، وإلقاء اللوم على غانتس باتهامه بالتهرب من المسؤولية في وقت حساس بالنسبة للدولة.
لكن الاستمرار في هذه الصفقة سيتوقف على انعكاسها على استطلاعات الرأي، فلو وجد نتنياهو أن أسهمه ترتفع في حال الذهاب نحو انتخابات مبكرة سيكمل الصفقة، لكن لو شعر أنها تراجعت، فسيعود للحرب من جديد، وفق دياب.
القانون الخطير
أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية، مردخاي كيدار، يرى أن الحكومة تملك أغلبية في الكنيست تكفل لها الاستمرار في عملها.
وعما يُقال بشأن مساعي غانتس للتنسيق مع أعضاء غاضبين في حزب الليكود للانقلاب على نتنياهو، قال إن هذه الأقاويل "حرب نفسية يمارسها غانتس على الليكوديين الذين ربما يميلون لهذا الموقف، لكن لن يقدموا عليه".
وأوضح كيدار أن نواب حزب الليكود في الكنيست "لا يمكن لأحدهم التغريد خارج سرب الحزب، وإلا سيجدون أنفسهم خارج قوائم الحزب في الانتخابات القادمة، وستكون نهاية حياتهم السياسية".
أما ما يعتقد الأكاديمي الإسرائيلي أنه يهدد تماسك الحكومة، فهو قانون التجنيد، والخاص بإرغام اليهود الحريديم (طائفة دينية ترفض التجنيد منذ تأسيس إسرائيل في 1948) على الخدمة داخل الجيش.
والسبب في ذلك، وفق كيدار، أنه ما دام أن قانون التجنيد لم يصل للنقاش في الكنيست، فهذه الحكومة ستظل متينة، ولن تفقد أغلبيتها، لكن إن أقرت المحكمة العليا القانون، فقد يفتح هذا بابا لخلاف كبير داخل الحكومة.
وفي نفس الوقت، يعترف كيدار بأن المجتمع الإسرائيلي في العموم "يشهد حالة انقسام عميق، ومن يؤيد موقف نتنياهو سيظل معه على أي حال، ومن يعارضه فلن يقبل أي موقف له".
وأرجع كيدار استقالة غانتس إلى "أنها جاءت بعد تهميش دوره في حكومة الحرب، ولم يعد مطلعا على كثير من التطورات، ربما في البداية كان وجوده مهما، لكن الآن لم يعد كذلك، كما أن تراجع التأييد له في الفترة الأخيرة أحد الأسباب التي دفعته للانسحاب".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استقالة غانتس اسرائيل غزة نتنياهو الكنيست انتخابات مبکرة حکومة الحرب فی الکنیست
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: على نتنياهو أن يخفض سقف التوقعات قبل اجتماعه مع ترامب
قالت مجلة فورين بوليسي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون أول زعيم أجنبي يستضيفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن اللقاء سيكون على خلفية وقف إطلاق نار هش وبالغ الأهمية في غزة ولبنان، دفع إليه ترامب، وهو من يتحكم فيه ويتولى إدارته والإشراف عليه.
ومع أن أجواء الزيارة ستكون إيجابية على الأرجح -حسب تحليل بقلم السفير الأميركي السابق في مصر وإسرائيل دانييل سي. كورتزر- فإنها ستحول دون رؤية علاقة بين زعيمين لا يحب أي منهما الآخر ولا يثق به، لكن كل واحد منهما يحتاج لغريمه في الوقت الحالي، ولديهما مصلحة في عقد اجتماع جيد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: حماس تحوّل إطلاق سراح الرهائن إلى مشهد مهين لإسرائيلlist 2 of 2إعلام إسرائيلي يطالب بـ"إنجاز عسكري" في الضفة ويحذر من هبّة فلسطينيةend of listوذكرت الصحيفة بعدم رغبة ترامب، الذي يصف نفسه بأنه الرئيس الأكثر تأييدا لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة، في ضم نتنياهو أجزاء من الضفة الغربية خلال فترته الأولى، وأنه لا ينسى له تهنئته لخلفه، وعدم تبنيه رواية التصويت المسروق الكاذبة، حسب المجلة.
ولا يزال نتنياهو -كما تقول المجلة- يواجه ضغوطا من جميع الجهات، في المحاكمة بقضية فساد، ومع ائتلافه اليميني الذي يريد استئناف الحرب، ثم من الأحزاب الدينية المطالبة بإعفاء ناخبيها من الخدمة العسكرية، وأخيرا من عائلات المحتجزين لإعطاء الأولوية لإطلاق سراح أبنائهم، وبالتالي فإن زيارة البيت الأبيض وإن لم تشكّل حلا لمحنة نتنياهو، ستوفر نقطة في حملته لإثبات أن إسرائيل لا غنى لها عنه.
إعلان
موقف ضعيف
بين حاجة نتنياهو للحفاظ على ائتلافه ورغبة ترامب في تنفيذ وقف إطلاق النار وصفقة التبادل، سيواجه نتنياهو مهمة مستحيلة، لأن المرحلة الثانية من الاتفاق، كما تجبر حماس على إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين، تجبر كذلك إسرائيل على سحب قواتها من غزة وإنهاء الحرب، وذلك ما يهدد بانسحاب اليمين المتطرف وسقوط حكومة نتنياهو.
قد يسعى نتنياهو -حسب المجلة- إلى الحصول على موافقة ترامب على مواصلة القتال لفترة متفق عليها للحفاظ على ائتلافه، لكن ترامب أوضح أنه يريد إنهاء الحروب لا البدء فيها أو مواصلتها، وبالتالي لن يكون هناك شيك على بياض.
إن إنهاء الحرب في غزة مهم بالنسبة لترامب لأنه يسعى إلى إحياء التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وقد يكون مطلب السعودية بأن تلتزم إسرائيل بأفق سياسي يؤدي إلى حل الدولتين أكثر مما يستطيع نتنياهو أن يتحمله.
كما قد يصطدم ترامب ونتنياهو في موضوع إيران، لأن إسرائيل تتحدث علانية عن أملها في دعم أميركي لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني، مع أن ترامب الذي لا يحب الإيرانيين ويبدو مستعدا لزيادة حملته للضغط الأقصى عليهم، ليس من المؤكد أنه يريد بدء حرب، وقد يسعى لحل دبلوماسي.
ونبهت المجلة إلى أن نتنياهو قد يثير موضوع المساعدات العسكرية التي ستنتهي عام 2028، ويمكن أن يعده ترامب بضمان حصول إسرائيل على الوسائل للدفاع عن نفسها، لكن خفض الميزانية الذي يريده ترامب قد يعني عدم قطع التزامات جديدة أو استخدامها كمصدر للضغط، خاصة لاستمرار وقف إطلاق النار واستكمال المرحلة الثانية من الاتفاقية، مما قد يخفف حماس نتنياهو لمواصلة الحرب.
وخلص الكاتب إلى أن نتنياهو يزور واشنطن في موقف أضعف بكثير من ترامب، وذلك ما سيستغله ترامب، مع أن أيا من الزعيمين لا يريد مواجهة مبكرة، إلا أنه ليس من الحكمة أن تعترض إسرائيل على الرئيس.
إعلان