علق خبراء مصريون على صعود اليمين المتطرف في أوروبا وظهوره القوي بالتزامن مع التصعيد في أوكرانيا وغزة.

وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المصري حسن بديع إن صعود اليمين المتطرف في أوروبا لم يأت صدفة أو مفاجأة بل كان أمرا متوقعا لأنه صعوده مستمر من سنوات عديدة بلغت أكثر من 30 عاما وهو صعود متراكم جيل وراء جيل حتى وصل إلى حصوله على 40% من أصوات الناخبين في فرنسا وهو ما دفع الرئيس الفرنسي ماكرون إلى إصدار قرار بحل البرلمان.

ونوه بأن هذا القرار وجه لطمة قوية لليبرالية الغربية التقليدية وكشف عن أنها لا تتورع عن أن تمارس ممارسات سياسية لا تختلف كثيرا عن ممارسات العديد من دول العالم الثالث والتي كثيرا ما تتعرض للانتقاد بل والابتزاز من جانب بعض دول الغرب فيما يخص ملف الديمقراطية والأهم من ذلك أن اليمين المتطرف في فرنسا أعلن استعداده للانتخابات مرة ثانية بل وأعلن استعداده لتشكيل الوزارة و قيادة البلاد وإجبار الرئيس الفرنسي على التعامل مع وزارة يمينية متطرفة بينما هو رئيس ينتمي للوسط على غرار ماحدث مع الرئيس جاك شيراك عام 1997 حينما أجبر على التعامل مع حكومة يسارية بينما هو كان رئيس ينتمي للوسط.

وأكد المحلل السياسي المصري أن تأثير هذا الصعود يعني على المستوي الداخلي تزايد ونمو الشعور الوطني والقومي لدى الشعوب الأوروبية ورغبتها في التحرر من الهيمنة الأمريكية وهو شعور قد يؤدي مستقبلا إلى انهيار حلف الناتو نفسه وهو ما يشكل خطورة على مستقبل الغرب وسوف ينعكس ذلك في إيجابا على قضيتي أوكرانيا وفلسطين فبالنسبة لأوكرانيا سوف تؤثر قطعا على المشاركة الفرنسية في دعم التحالف الغربي المدعم لنظام زيلنيسكي وفي تقديري سوف يتراجع الدور الفرنسي في العداء لروسيا.

وبالنسبة لفلسطين نوه الكاتب المصري بأن موقف اليمين الفرنسي واضح في رفضه للأجانب ووجود الغرباء في فرنسا وأيضا دور إسرائيل في الشرق الأوسط والنفوذ الصهيوني في فرنسا كما أن موقف الزعيم التاريخي لليمين الفرنسي جان لوبان كان مؤيدا للحقوق الفلسطينية التاريخية وحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة.

وتابع: "وبالتالي أتوقع في حالة نجاح اليمين الفرنسي في الحصول على الأغلبية وتشكيل الوزارة انسحاب فرنسي كامل من المشاركة في العدوان على الشعب الفلسطيني ومن دعم الكيان الصهيوني بل وأتوقع اعتراف بالدولة الفلسطينية على غرار اعتراف الدول الأوربية الأربعة بدولة فلسطين وهي إسبانيا وإيرلندا والنرويج وسلوفينيا وغالبا ستكون فرنسا في هذه الحالة هي الدولة الخامسة.

وقال إنه يبقى في النهاية أن نشير ونتوقع أنه في حالة نجاح اليمين الفرنسي في الانتخابات سوف يلي ذلك نجاح وصعود اليمين في أوروبا كلها وربما يكون ذلك في إيطاليا تحديدا وفي النهاية سوف يؤدي ذلك إلى تزايد الضغوط على أمريكا وتعرض التحالف الغربي والناتو لمزيد من أخطار التراجع والانهيار وهو ما سوف يؤدي طبيعيا إلى تقوية الدور والنفوذ الروسي وحسم الموقف لصالح روسيا في أوكرانيا وفي العديد من القضايا الدولية المختلفة.

من جانبه، قال المحلل السياسي المصري هاني الجمل إن المشهد السياسي الأوروبي يتجه نحو اليمين الشعبوي وهذا ما يثير قلق العديد من الأطراف السياسية والمراقبين حيث كانت العملية العسكرية الروسية الشاملة لأوكرانيا سببا في دفع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الحديث عن جعل "منطقتهم" أكثر أمانا وهو ما أعطى الفرصة لأحزاب اليمين الشعبوية الهيمنة بشكل متزايد على المشهد السياسي في العديد من عواصم الاتحاد الأوروبي.

وتابع الجمل: "أضف إلي ذلك دخول جيل الألفية والناخبين لأول مرة والذين انتابهم الخوف من الحرب الروسية الأوكرانية فمن المتوقع أن يميلوا نحو اليمين في بلادهم على جانب آخر يتخذ سياسيو اليمين القومي المختلفون في بلدان لغة مرنة وجديدة وخفف البعض من حدة خطاب اليمين المتطرف السابق في محاولة لتوسيع نطاق جاذبيتهم لدى الناخبين".

وأشار إلى أن ذلك ساهم في قفز أحزاب اليمين القومي في فرنسا وهولندا وبولندا واغتنموا فرصة للترويج لادعائهم بأنهم ممثلون "للناس العاديين" ضد "النخب المنعزلة عن الواقع" في الاتحاد الأوروبي والوطنية وكانوا أكثر التصاقا بنبض الشارع السياسي وخاصة فئة الشباب وهو ما روج له الأحزاب القومية اليمينية باتحاد أوروبي لمزيد من السلطة للدول القومية وتدخل أقل من "بروكسل" في الحياة اليومية وهو ما يؤدي إلي صعوبة حصول المفوضية الأوروبية على صلاحيات أكثر من الحكومات وبالتالي فهو يؤدي إلى تشريعات أكثر صرامة في الاتحاد الأوروبي حول موضوع الهجرة والذي عانت منه العديد من الدول الاوروبية سواء من زيادة نسبة البطالة أو ارتفاع معدل الجريمة فضلا عن تضاؤل فرص الحصول علي فرصة عمل.

المصدر: RT

القاهرة - ناصر حاتم

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم أوروبا الحرب على غزة القاهرة اليمين المتطرف باريس غوغل Google قطاع غزة كييف موسكو الاتحاد الأوروبی الیمین المتطرف صعود الیمین العدید من فی أوروبا فی فرنسا وهو ما

إقرأ أيضاً:

موجة كراهية الأجانب ستزداد.. اعتقال مغربي في سويسرا بعد مقتل طالبة بباريس يشعل الجدل السياسي في فرنسا

أخبارنا المغربية- علاء المصطفاوي

أثار اعتقال مغربي في سويسرا، المتهم بقتل طالبة في باريس عُثر على جثتها مدفونة في غابة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ضجة سياسية في فرنسا، خاصة مع بداية عمل الحكومة اليمينية الجديدة التي يعتمد مستقبلها على دعم اليمين المتطرف.

المتهم، وهو شاب مغربي (22 عامًا)، الذي وصل إلى فرنسا قادمًا من إسبانيا عندما كان عمره 17 عامًا دون وثائق، كان قد ارتكب جريمة اغتصاب بعد بضعة أشهر من وصوله في عام 2019، حينما كان لا يزال قاصرًا. حُكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات، وفي نهاية فترة عقوبته خرج من السجن في يونيو الماضي.

على الرغم من أن عقوبته تضمنت طرده من فرنسا، تم نقله إلى مركز احتجاز بانتظار تنفيذ القرار. لكن في 3 شتنبر الماضي، قرر قاضٍ إطلاق سراحه تحت إشراف قضائي، وهو ما سمح له بالتجول بحرية رغم قرار الطرد.

وكان من المقرر أن يتم ترحيله إلى المغرب بعد أن وافقت السلطات المغربية على استقباله، لكنه لم يحترم شروط الإشراف القضائي، مما دفع السلطات الفرنسية إلى إدراجه في قائمة الأشخاص المطلوبين.

في هذه الأثناء، اختفت الطالبة "فيليبين" (19 عامًا) في 20 شتنبر بالقرب من جامعة باريس دوفين. عُثر على جثتها في اليوم التالي شبه مدفونة في غابة بولونيا. بعد أيام قليلة، تم اعتقال المتهم في جنيف بناءً على طلب من السلطات الفرنسية التي تسعى الآن إلى تسلمه.

أثار الحادث موجة من ردود الفعل السياسية، حيث أعرب جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، عن استيائه على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إن "المهاجر المغربي الذي كان ينتظر الترحيل هو الذي سلب حياة فيليبين". وانتقد بارديلا النظام القضائي الفرنسي واعتبره متساهلاً، مضيفًا أن الدولة فشلت في حماية المواطنين الفرنسيين من "قنابل بشرية".

من جهته، أعرب عثمان نصروا، وزير الدولة لشؤون المواطنة ومكافحة التمييز، عن إدانته الشديدة للجريمة ووصفها بـ"الفعل الشنيع"، مشيرًا إلى أن الإفراج عن المشتبه به قبل الترحيل يستوجب تحقيقًا وتحليلًا دقيقًا.

وفي الوقت ذاته، عبر سياسيون من المعارضة اليسارية عن انتقاداتهم. حيث قال أوليفييه فور، زعيم الحزب الاشتراكي، إن هذه المأساة كان من الممكن تفاديها، مشيرًا إلى أن القاضي الذي أطلق سراح المتهم يتحمل جزءًا من المسؤولية. كما شددت النائبة البيئية ساندرين روسو على ضرورة محاكمة الجريمة ومعاقبة مرتكبها بشكل صارم، محذرة من استغلال اليمين المتطرف لهذا الحادث لنشر الكراهية العنصرية.

تظل هذه القضية نقطة تحول كبيرة في الجدل المستمر حول سياسات الهجرة والأمن في فرنسا، ما قد يزيد من حدة التوترات السياسية في الفترة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • الفرنسي جريزمان يعلن الاعتزال الدولي!
  • المهاجم الفرنسي غريزمان يعلن اعتزاله كرة القدم دوليا
  • الفرنسي غريزمان يعتزل دولياً
  • الأبيض استقبل وزير الخارجية الفرنسي وتسلم هبة مساعدات لعلاجات الطوارئ
  • وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان لتقديم "الدعم"
  • وزير الخارجية الفرنسي يصل إلى لبنان مساء الأحد
  • عاجل| صفي الدين في مقدمة المشهد السياسي كيف يخطط حزب الله لمرحلة ما بعد نصر الله؟
  • حزب الله بعد نصرالله.. المشهد بأكمله سوف يتغير
  • بولتيكو: أوروبا تخشى عودة ترامب واتهاماته بالتقصير في دعم أوكرانيا
  • موجة كراهية الأجانب ستزداد.. اعتقال مغربي في سويسرا بعد مقتل طالبة بباريس يشعل الجدل السياسي في فرنسا