السفر في إجازة برفقة روبوت الدردشة!
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
تخيل عالماً تصبح فيه رحلاتك أكثر سلاسة وتنظيماً بفضل الذكاء الاصطناعي. في المستقبل القريب، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدث ثورة في تجربة السفر من خلال تقديم توصيات مخصصة ومتجددة للسياح.
قد تكون عملية البحث عبر الإنترنت بالنسبة للسائح النموذجي على النحو التالي: "أرغب في القيام بجولة بالدراجة غدًا لمدة أقصاها ثلاث ساعات.
حتى مع محركات البحث مثل غوغل، ليس من السهل دائمًا على المسافرين الحصول على نصائح واقتراحات مفيدة، حيث يمكن أن تكون النتائج غير محدثة أو غير كاملة.
على سبيل المثال، قد لا تكون ساعات عمل الأعمال التجارية دقيقة، كما يوضح ميشائيل برانجه، أستاذ علم البيانات في جامعة كيل للعلوم التطبيقية.
مخطط السفر الذكي
ومع ذلك، فإن برانجه متأكد من أن تخطيط السفر سيصبح أسهل بفضل الذكاء الاصطناعي. في المستقبل، قد تصبح تطبيقات الهواتف الذكية هي مرشدك السياحي الشخصي، تقدم لك نصائح حول أفضل الأماكن للزيارة وأفضل الأنشطة للقيام بها، بناءً على اهتماماتك وتفضيلاتك الشخصية. وبحسب الخبير من جامعة كيل يمكن للسياح أن يحملوا معهم مخطط سفرهم الذكي أينما ذهبوا، على شكل تطبيق على هواتفهم، ومع ذلك، فإن مدى فعالية أنظمة التوصيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تعتمد على المعلومات التي تستند إليها. "البيانات هي الأساس"، يوضح برانجه.
يعمل المجلس الوطني الألماني للسياحة (GNTB)، الذي يروج لألمانيا كوجهة سياحية دولية، حاليًا على إنشاء مجموعة بيانات موحدة للسياحة في ألمانيا.
تقول بترا هيدورفر، الرئيس التنفيذي لـ GNTB: في حوار مع DW" إن منصات البيع العالمية تستخدم بالفعل الذكاء الاصطناعي للعثور على عروض سياحية مناسبة لعملائها وتقديمها بطريقة موجهة". ومع ذلك، يعتمد الوصول إلى هذه العروض على صحة البيانات المتاحة.
تأثيرات الذكاء الاصطناعي
من جهته يؤكد توبياز بلاسك، أستاذ في قسم الاقتصاد بجامعة العلوم التطبيقية في هارتسHarz University على أهمية البيانات التي يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الاعتماد عليها. موضحا: "هذا مجال ما زال غير مطور تمامًا".
ويوضح لـDW: مقدمو السياحة والوجهات السياحية الذين يريدون أن يلاحظهم الناس يجب أن يجعلوا بياناتهم متاحة ومحسنة. وتابع: "كل شيء يتطور بسرعة كبيرة في الوقت الحالي. الذكاء الاصطناعي سيؤثر على كل شيء في مجتمعنا".
يمكن أن يكون للتقنيات الجديدة للذكاء الاصطناعي تأثير كبير أيضًا على كيفية تخطيط السياح لعطلاتهم. ويتصور بلاسك نوعًا من "رفيق السفر" الذي يقدم اقتراحات بناءً على القرارات والتفاعلات السابقة مع المستخدمين.
ويقول: "إذا كنت أخطط لرحلة ويمكنني الاعتماد على روبوت ذكاء اصطناعي تم تدريبه لفهمي، فلماذا سأحتاج إلى وكالة سفر؟".
ففي المستقبل، يمكن للمسافرين من رجال الأعمال أيضًا الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تهتم بكل شيء، من التخطيط وإعادة الحجز إلى الفواتير.
"لنفترض أنه فاتني القطار"، يقول بلاسك: "من الأفضل بكثير أن يهتم شخص آخر بالعثور على مواعيد جديدة وبأن يخبرني بذلك بشكل استباقي". ويرى بلاسك أن السفر قد يصبح أكثر سلاسة وراحة، مع تطبيقات تلقائية تحل المشاكل قبل أن تحدث.
روبوتات الدردشة وخدمة العملاء
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة السياحة ليست جديدة على الإطلاق. فقد استخدمت سلاسل الفنادق ومنصات الحجز وشركات الطيران، على سبيل المثال، منذ فترة طويلة أنظمة معالجة مدعومة بعمليات التعلم الآلي لتحديد الأسعار.
كما تُستخدم الروبوتات الدردشة غالبًا في خدمة العملاء في شركات السفر الكبيرة قبل أن يتم ربط المتصل بموظف بشري. وتنطبق الفكرة نفسها على المجلس الوطني الألماني للسياحة، حيث تقوم روبوتات الدردشة بالرد على استفسارات العملاء. بالتالي، لا يضطرون موظفين إلى أداء ما تصفه المنظمة بـ "المهام الروتينية".
وتوضح هيدورفر بشأن الشخصيات الاصطناعية المخصصة للعمل كوسائط إعلانية. "باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يمكن بناء جسور بين المسافرين المحتملين إلى ألمانيا وتجارب السفر الحقيقية
ويوضح إريك هورستر، أستاذ إدارة السياحة الدولية وعضو المعهد الألماني لأبحاث السياحة، أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم بالفعل في إدارة الوجهات في العديد من المواقع.
ففي خليج لوبيك على بحر البلطيق بألمانيا، على سبيل المثال، تنظم إشارات المرور على الشاطئ عدد الزوار في مناطق معينة معرضة للازدحام. كما تسجل أجهزة الاستشعار الإلكترونية الخاصة بهم عدد زوار الشاطئ.
ومع الأخذ في الاعتبار الطقس وأيام الأسبوع، يتم تحليل البيانات باستخدام الخوارزميات للتنبؤ بمدى امتلاء الشواطئ في المستقبل. إنها ليست ميزة لمرتادي الشاطئ فحسب، بل أيضًا للوجهات نفسها حيث إنها تتلقى معلومات مهمة حول سلوك المصطافين.
عنصر المفاجأة؟
ومع ذلك، لا يزال هورستر يشكك في أن "مساعد الإجازة الذكي" الموجود في جيوبنا سيغير بشكل جذري طريقة سفرنا.
ويقول: "لست متأكداً تماماً ما إذا كان الزبائن يريدون ذلك حقاً". ففي نهاية المطاف، تزدهر السياحة أيضاً على الاتصال البشري. ولهذا السبب لا يزال مكتب المعلومات السياحية القديم الجيد يحتفظ بمكانته الخاصة.
قد يتيح لك الذكاء الاصطناعي التخطيط لرحلاتك بكفاءة أعلى، من خلال اقتراح مسارات سفر مبتكرة وتنبيهات فورية حول أي تغييرات في خططك، مثل ساعات العمل أو الطقس. هذا يعني أن بإمكانك الاستمتاع بجولاتك السياحية دون القلق من التفاصيل الصغيرة، مما يمنحك فرصة للاستمتاع بتجربتك لكن تعد المفاجآت أيضًا جزءًا من تجربة السفر ولا يرغب الجميع في التخطيط لرحلتهم بشكل مثالي. بعد كل شيء، السفر يدور أيضًا حول استكشاف المجهول، حتى لو كان يقودك إلى متجر آيس كريم مغلق.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: تطبیقات الذکاء الاصطناعی فی المستقبل ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
بيل غيتس يلقي محاضرة عن الذكاء الاصطناعي
التقى طلبة أكاديمية CNN أبوظبي، وعدد من الجامعات الإماراتية بيل غيتس أحد أبرز روّاد التكنولوجيا وأقطاب العمل الخيري في العالم، رئيس مؤسَّسة بيل وميليندا غيتس واستمعوا إلى أفكاره عن مستقبل الذكاء الاصطناعي خلال محاضرة ألقاها ضمن فعاليات البرنامج التدريبي السنوي للأكاديمية.
وفي إطار سلسلة من الفرص التدريبية التي تنظِّمها هيئة الإعلام الإبداعي، أتاحت المحاضرة التفاعلية على مدى 30 دقيقة للطلاب المتدربين، فرصة فريدة للتعرُّف إلى آراء غيتس بشأن التطوُّرات المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال المشاركة في مناقشات هادفة ومحفِّزة للتفكير خلال الجلسة.
وأدارت بيكي أندرسون، مديرة تحرير شبكة CNN أبوظبي ومذيعة برنامج «كونيكت ذا وورلد مع بيكي أندرسون»، الحوار الذي تناول تأثير التقنيات الناشئة في عالم اليوم، وكيفية توظيفها خاصة الذكاء الاصطناعي، لمعالجة التحديات العالمية، وأهمها تحديات القضاء على الأمراض، وتغيُّر المناخ والأمن الغذائي في المناطق المحرومة.
وتعرَّف الطلاب خلال اللقاء إلى المعايير التي تحدِّد من خلالها مؤسَّسة بيل غيتس أهمَّ التحديات، وآليتها في البحث عن الحلول المبتكرة لإحداث التغيير على أرض الواقع.
وأكد محمد ضبيع، المدير العام لهيئة الإعلام الإبداعي بالإنابة، الحرص عاماً بعد عام على توسيع نطاق الفرص المتاحة للمواهب الشابة في الصناعات الإبداعية في أبوظبي، وقال إن فرصة التحدُّث إلى أحد أكثر المبتكرين وروّاد التكنولوجيا المرموقين في العالم يؤكِّد التزامنا ونهجنا الثابت بتقديم أفضل التجارب التعليمية للجيل الشاب من أبناء الوطن، بالتعاون مع شركائنا في أكاديمية CNN أبوظبي.
وعبرت ريم المزروعي، طالبة في أكاديمية CNN أبوظبي عن سعادتها بهذه التجربة الفريدة التي قدمتها لهم أكاديمية CNN أبوظبي وقالت: «التقينا بشخصيتين مؤثرتين في مجالاتهما، بيل غيتس في التكنولوجيا وبيكي أندرسون في الصحافة والإعلام الجزء القيِّم في هذه الحصص التعليمية يتمثل في الاطلاع على إدارة بيكي أندرسون لهذه الجلسة الفريدة مع شخصية رائدة، إلى جانب فهم أهمية البحث عن الضيف والإعداد المسبق لأي حوار».
ومنذ عام 2011، تتعاون مؤسَّسة بيل غيتس مع دولة الإمارات في مجموعة من المبادرات الهادفة إلى تحسين مستوى الصحة في العالم، والاستجابة للأخطار الفورية والآثار السلبية طويلة المدى الناجمة عن تغيُّر المناخ، إلى جانب تسريع الابتكار.
وإضافة إلى عمل المؤسَّسة، يهتم بيل غيتس أيضاً بمجموعة من المشاريع التي تعالج قضايا عالمية مُلِحَّة، مثل توفير الطاقة النظيفة، وتوسيع نطاق الحلول التي تسهم في تحقيق الحياد المناخي.
ويتمحور عمل المؤسَّسة حول فلسفة العمل الخيري التحفيزي، أي الاستثمار في الابتكارات التي تحسِّن حياة مَن هم في أمَسِّ الحاجة إليها.
يُذكَر أنَّ أكاديمية CNN كانت قد أُطلِقَت في أبوظبي في عام 2020، وهي برنامج تدريبي شامل يمتد 12 أسبوعاً ويقوده مذيعو ومراسلو CNN، ومتخصِّصون من مختلف العالم، ويكتسب خلاله المشاركون المهارات الأساسية اللازمة للعمل في غرفة الأخبار، والفهم العميق لأخلاقيات العمل الصحفي وتقنيات التحقُّق من الأخبار، والسرد القصصي وكتابة السيناريو، وغيرها من المهارات، من خلال ورش عمل تفاعلية ودورات تدريبية متخصِّصة ودروس رقمية مصمَّمة حسب الطلب.
(وام)