جهود لاستئناف فتح طرقات اليمن المغلقة .. مأ أبرز تلك الطرقات؟
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
تتواصل الجهود والإجراءات الميدانية المتعلقة بفتح الطرقات بين المحافظات اليمنية المغلقة منذ عدة سنوات بسبب الحرب، التي تشهده البلاد.
وأعلن عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة، فتح طريق (مأرب- البيضاء- صنعاء) رسميا اعتباراً من تمام الساعة الـ12 من ظهر اليوم الأحد، (9 يونيو 2024)، بعد استكمال الترتيبات اللازمة.
ويأتي افتتاح الطريق بعد مبادرة فردية "قافلة السلام" قام بها متطوعون يرأسهم عمر محمد الضيعة، الذي انطلق بمركبته وبرفقة نجله من منزله في مدينة إب (وسط اليمن)، أواخر مايو الماضي، لفتح طريق (البيضاء- مأرب) حيث لاقت تلك المبادرة تفاعلا وتجاوبا شعبيا، الأمر الذي رحبت بمبادرته أطراف الصراع في البلاد (الحكومة والحوثيين).
والثلاثاء الماضي أعلنت جماعة الحوثي، فتح طريق البيضاء - الجوبة - مأرب، المغلق منذ سنوات، بعد أربعة أشهر من إعلان السلطات المحلية في محافظة مأرب فتح الطريق من جانب واحد، في إطار استجابتها للضغوط الشعبية والمبادرة الشبابية.
والجمعة أعلنت الجماعة أيضا فتح طريقين رئيسين في محافظة تعز، التي تشهد حصارا خانقا تفرضه الجماعة منذ عشر سنوات.
وقال القائم بأعمال محافظ تعز أحمد المساوى المعين من قبل الحوثيين، عن فتح طريقين إلى مدينة تعز ابتداء من اليوم الجمعة، مشيرا إلى أن الطريق الرئيسي الأول هو الحوبان- قصر الشعب- الكمب، ويخصص للمسافرين ووسائل النقل الخفيفة.
وأضاف بأن الطريق الثاني الستين -الخمسين -مدينة النور- بئر باشا ويخصص لشاحنات النقل الثقيل والمتوسط، وفق وكالة سبأ الحوثية.
في خطوة مماثلة أعلنت اللجنة الحكومية للتفاوض لفتح الطرقات بتعز عن جاهزيتها لبدء الإجراءات التنفيذية لتنقل المواطنين عبر طريق الحوبان - القصر، في الوقت الذي أعلنت فيه أملها بأن يلتزم طرف الحوثي بالمصداقية والبدء بإزالة الحواجز وشبكات الألغام من جميع الطرق.
ورحب رئيس اللجنة عبد الكريم شيبان، في بلاغ صحافي، "بامتثال الحوثيين وإعلانهم فتح طريق الحوبان- جولة القصر- الكمب، والذي يمثل إحدى الطرق التي طالبت اللجنة بفتحها لرفع المعاناة عن كاهل أبناء تعز منذ ثمان سنوات"
وأضاف: "ونعلن جاهزيتنا لبدء الإجراءات التنفيذية لتنقل المواطنين من هذا الطريق، ابتداء من يوم السبت، الثاني من ذي الحجة 1445 هـ الموافق 8 يونيو 2024 م".
وأعلنت اللجنة أيضا أن "طريق الستين- الحوجلة- سوق عصيفرة، مفتوحا من جانبنا، آملين أن يقوم الطرف الآخر بالسماح بمرور الشاحنات الشاحنات والمعدات الثقيلة عبر هذا الطريق"، مضيفة: "كما ندعو لفتح الطرق الرئيسية المؤدية لمدينة تعز"
وأعرب رئيس اللجنة، في البلاغ، عن أمله بأن "يلتزم طرف الحوثي بالمصداقية، وبالترتيبات اللوجستية اللازمة لحفظ سلامة المواطنين، والبدء بإزالة الحواجز وشبكات الألغام من جميع الطرق".
وأمس السبت، باشرت الجرافات التابعة للسلطة المحلية، بإزالة الاتربة وتعبيد طريق الكمب تمهيداً لاستقبال المواطنين القادمين من الحوبان في حال استكمال الاجراءات لفتح الطريق الشرقي للمدينة من قبل جماعة الحوثي، وفق وكالة سبأ الرسمية.
وقال وكيل أول المحافظة الدكتور عبد القوي المخلافي، إن السلطة المحلية وبتوجيهات محافظ المحافظة نبيل شمسان، باشرت باتخاذ الاجراءات على الارض لازالة كل العوائق والاتربة والمتارس والاشجار وتعبيد الطريق تمهيداً لاستقبال المواطنين القادمين من الحوبان"، وفق وكالة سبأ الرسمية.
وأضاف المخلافي خلال الاشراف على عملية تعبيد الطريق ومعه رئيس لجنة التفاوض لفتح الطرقات عبد الكريم شيبان، ووكلاء المحافظة، ومدير شرطة المحافظة، ومدراء المديريات، وممثلين عن الجهات ذات العلاقة بإصلاح طريق الكمب جامع الخير "إننا على استعداد كامل لاستقبال المواطنين واستكمال إجراءات التنسيق بحضور رئيس وأعضاء لجنة التفاوض لتسهيل عبور المواطنين بكلا يسر وسهولة".
وفي السياق ذاته أعلن الدكتور الحسن طاهر محافظُ الحديدة التابعُ للحكومةِ المعتَرَفِ بِها دولياً، اليوم الأحد أن الطريقَ الرابطَ بينَ مديريَّتَي حيس والجراحي مفتوحٌ من جهةِ الحكومةِ الشرعية.
ودعا طاهر جماعة الحوثي إلى فتح الطرق كافة لإنهاء معاناة المواطنين وتغليبِ صوتِ الحكمةِ وإنهاءِ معاناةِ المواطنينَ والمَرضَى الذينَ يُتَوَفّونَ وهُم يسلكونَ طرقاً طويلةً ووعرةً. مؤكِّداً أنَّ طريقَ حيس الجراحي سيَبقَى مفتوحاً من جهةِ الحكومةِ الشرعية.
ولم يصدر أي تعليق من جانب الحوثيين بشأن إعلان الجانب الحكومي فتح "طريق حيس – الجراحي" بالحديدة.
وتمثل الطرقات المغلقة من أكثر ملفات الحرب تعقيدًا في اليمن، وكانت نقطة نقاش ضمن أجندة جميع دورات التفاوض بين الطرفين.
وتسببت الحرب في إغلاق عديد من الطرقات لأسباب مختلفة، منها وقوع الطريق ضمن مناطق اشتباكات، أو ضمن مناطق تهديد، أو باعتبارها منفذًا بين مناطق طرفي الصراع، علاوة على استخدام الإغلاق لخدمة أهداف الحرب سياسيًا من خلال الاستفادة منها كجزء من أدوات الضغط.
وتسبب إغلاق الطرقات في مفاقمة معاناة اليمنيين، وبخاصة على صعيدي السفر ونقل السلع، حتى أصبح السفر بين المحافظات محفوفًا بمخاطر استخدام الطرق البديلة (الالتفافية)، التي تكون عادة طويلة وشاقة وغير مهيئة للمركبات، مما يتسبب في إطالة زمن السفر، ودفع أجور مضاعفة، عما كانت قبل الحرب، ووقوع حوادث سير.
أما فيما يتعلق بنقل السلع، فإغلاق الطرقات هو العامل الأول من عوامل ارتفاع أسعار السلع في اليمن؛ لأن نقلها يتطلب نفقات مضاعفة، علاوة على تزايد نقاط التفتيش وبالتالي تزايد رسوم الجبايات؛ وهو ما يتكبده المواطن في الأخير.
الطرق التي تم الإعلان عن فتحها
طريق البيضاء – مأرب
طريق رئيسي هام من أهم الطرق الرابطة بين المحافظات اليمنية وكان يعبره كل المسافرين القاطنين في المحافظات الشمالية إلى المملكة العربية السعودية والمحافظات الجنوبية والشرقية بعد قطع الحوثيين لطريق (صنعاء -فرضة نهم – مأرب).
أغلقت جماعة الحوثي طريق (البيضاء – مارب) أمام المسافرين منتصف أكتوبر 2021، إثر هجمات دامية شنتها في محاولة للسيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز.
تكمن أهميته في أنه الخط البديل لإغلاق طريق صنعاء – فرضة نهم – مأرب؛ وبالتالي كان بديلًا لربط صنعاء بمأرب، على الرغم من أنه (خط التفافي وطويل) مقارنة بطريق صنعاء – فرضة نهم- مأرب.
مع إغلاق طريق البيضاء – الجوبة – مأرب كان المسافرون يسلكون طريقًا صحراويًا طويلًا عبر محافظة الجوف (شمال شرق)، وهي طريق محفوفة بالمخاطر؛ كونه رمليًا وغير آمن، وخاليًا من الخدمات، مزروعا بالألغام وبالتالي فإن استئناف فتح طريق البيضاء- مأرب سيوفر على المسافرين الكثير من الوقت والمخاطر.
تعز ومنافذها
تمثل الطرق في محافظة تعز الورقة الأكثر تعقيدًا في ملف الطرقات؛ لما يترتب عليها من معاناة يتكبدها أبناء المحافظة الواقعة جنوب غربي البلاد، ومع اندلاع الحرب فرضت جماعة الحوثي حصارا خانقا على المحافظة قبل تسع سنوات.
المنفذ الشرقي
طريق الحوبان - جولة القصر وهو طريق رئيسي يصل المدينة باتجاه محافظتي إب وذمار وصولا إلى العاصمة صنعاء.
المنفذ الشمالي
طريق منطقة عصيفرة وشارع الستين، وهو طريق أساسي أيضاً يصل المدينة باتجاه المناطق الريفية شمالي محافظة تعز كمخلاف شرعب وغيرها من المناطق ذات الكثافة السكانية.
الحديدة: طريق حيس – الجراحي
طريق رئيسي هام يربط مدن ومناطق الساحل الغربي للبلاد، حيث يربط مدينة المخا ببقية مناطق الحديدة ويقع على امتداد الطريق الدولي الساحلي.
أغلقت جماعة الحوثي الطريق 11 نوفمبر 2021، بعد الانسحاب التكتيكي المفاجئ للقوات المشتركة المدعومة من التحالف العربي،
وطريق حيس – الجراحي كان قد ضُمن في اتفاق ستوكهولم الموقع بين الحكومة اليمنية والحوثيين، إلا أن الفريق الأممي في الحديدة فشل في إجبار الحوثيين على فتحه.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: طرقات اليمن فتح الطرقات طرق تعز طرق الحديدة طريق البيضاء مارب طریق البیضاء جماعة الحوثی فتح الطرق فتح طریق طریق ا
إقرأ أيضاً:
صحيفة سعودية تتوقع تعقيدات المشهد في اليمن في زمن ترامب واغتيال كبار قادة الحوثي
توقعت صحيفة سعودية بتعقيدات المشهد في اليمن في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامبـ واغتيال كبار قادة جماعة الحوثي على غرار ما حصل في حزب الله اللبناني اثر الضربات الإسرائيلية.
وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير لها إن إدارة جو بايدن الحالية واجهت انتقادات كبيرة داخل وخارج الولايات المتحدة الأميركية؛ بسبب تعاطيها غير الحاسم مع الملف اليمني، خصوصاً بعد إقدام الجماعة الحوثية على تحويل البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة باليمن إلى ساحة صراع، مُعرِّضةً طرقَ الملاحةِ، والتجارةَ الدوليَّتين للخطر، ومتسببةً بخسائر كبيرة للاقتصاد العالمي.
وتوقع التقرير أن تكون سياسة ترمب مغايرة، لسلفه بايدن، في الوقت الذي يترقَّب اليمنيون عودة ترمب إلى البيت الأبيض، وما ستؤول إليه السياسات الأميركية في ولايته المقبلة تجاه اليمن، وكيفية التعاطي مع أزمته وحربه المستمرتَّين منذ عقد من الزمن، ضمن تغيرات تلك السياسات نحو قضايا وأزمات الشرق الأوسط، بأمل حدوث تطورات تؤدي إلى تلافي أخطاء الإدارات السابقة.
وذكّر أن بايدن أعلن في مشروعه الانتخابي، ولاحقاً بعد توليه الرئاسة، أن إنهاء الحرب في اليمن إحدى أهم أولويات السياسات الأميركية في عهده، وعيّن مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، هو السياسي تيموثي ليندركينغ، إلا أن العام الأول من ولايته شهد تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل الجماعة الحوثية التي حاولت الاستيلاء على مدينة مأرب، أهم معاقل الحكومة الشرعية شمال البلاد.
تشير الصحيفة إلى أن الأوساط السياسية الأميركية تذهب إلى أن إدارة ترمب ستتخذ موقفاً أكثر حزماً ضد الجماعة الحوثية من سلفه بايدن، ضمن سياسة الضغط على إيران لأقصى حد، مع احتمالية استهداف قادة حوثيين من المستويات العليا.
وقالت "نظراً لكون ترمب غير مستعد لخوض حروب على حساب دخل المواطن الأميركي، وفق رؤيته الدائمة؛ ويتخذ من الإجراءات الاقتصادية والعقوبات سلاحاً أكثر فاعلية في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، فمن المنتظر أن تتضاعف هذه النوعية من العقوبات، ما سيدفع إلى تعقيد الواقع السياسي، وربما العسكري أيضاً، إذ سيؤدي ذلك إلى رفض الجماعة الحوثية تقديم أي تنازلات، إلا أنه، في المقابل سيضعفها عسكرياً".
تمضي الصحيفة السعودية بالقول "على نهج سلفه بايدن، يدّعي ترمب أنه سينهي الحروب، وإن كانت أدواته تختلف كثيراً عن أدوات الرئيس الحالي الذي فشل في تنفيذ وعوده، غير أن ما سيواجه عهده الجديد ينذر بتعقيدات كثيرة، وفي اليمن قد تكون هذه التعقيدات أكثر مما يتوقع هو أو غيره".
وأوضحت أن ترمب يميل إلى المبالغة، وربما الادعاء، في رفع مستوى التهديدات التي تحيط ببلده ومصالحها، ومن بين تلك التهديدات، الممارسات الحوثية في البحر الأحمر. وعلى الرغم من عدم نزوعه إلى خوض الحروب والتصعيد العسكري؛ فإنه قد يركز أهداف ضربات الجيش الأميركي على القيادات الحوثية العليا فقط.