سائق مخمور يدهس شرطيين في البيضاء بسيارته الجانحة ويتسببت لهما في إصابات خطيرة
تاريخ النشر: 4th, August 2023 GMT
أعلنت ولاية أمن الدار البيضاء، أن شرطيين يعملان بفرقة مكافحة العصابات تعرضا في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، لإصابات خطيرة خلال مزاولتهما لمهامهما الرسمية، وذلك بعد صدمهما من طرف أحد مستعملي الطريق، الذي كان في حالة سكر متقدمة وارتكب حادثة سير قبل أن ينحرف عن الطريق ويصيب الشرطيين.
وكان الشرطيان، حسب البلاغ، قد تدخلا بالشارع العام بعدما عثرا على جثة شخص يعيش حالة التشرد كان ضحية حادثة سير مع جنحة الفرار، وعند مشاركتهما في تأمين مكان الحادثة لتسهيل مأمورية مصلحة حوادث السير، انحرف أحد مستعملي الطريق عن مساره بسبب السرعة المفرطة وحالة السكر، متسببا في حادثة سير مع إحدى المركبات قبل أن يصيب الشرطيين بإصابات بليغة.
وقد تم نقل الشرطيين للمستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، بعد إصابتهما بجروح خطيرة وكسور متعددة، بينما تم توقيف المتورط في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، ووضعه رهن تدبير الحراسة النظرية على ذمة البحث القضائي الذي أمرت به النيابة العامة المختصة.
وتسهر حاليا لجنة من المصالح الاجتماعية والطبية للأمن الوطني على متابعة وضعية الشرطيين المصابين، بتكليف مباشر من السيد المدير العام للأمن الوطني، الذي أعطى تعليماته بتوفير كل الدعم المادي والمعنوي للضحايا، وتحمل جميع نفقات الاستشفاء والتطبيب، مع التنسيق المتواصل بشأن وضعيتهما مع المصالح الطبية المختصة.
كلمات دلالية الدار البيضاء حادثة سير ولاية أمنالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الدار البيضاء حادثة سير ولاية أمن حادثة سیر
إقرأ أيضاً:
الإنسان بين مرايا ذاته ومآرب غيره
د. بدر بن أحمد البلوشي
الله على الإنسان… هذا الكائن العجيب، الممتلئ بالتناقضات، الرقيق حينا والعنيف حين تتلبسه مصالحه.. كم يبدو جميلاً حين يتجرد من أناهُ، وكم يصبح مفزعا حين ينكفئ على ذاته ويرى العالم من ثقب رغباته.. ما أن تختلف الرؤى، حتى تبدأ معركة التأويلات، وما أن تتعارض المصالح، حتى تُستخرج السكاكين المُغلفة بالمجاملات.
الرؤية ليست قالباً جاهزا ينسكب في كل عقل، بل هي عدسة تتشكل من ذاكرة التجارب، وتراكم المعارف، وحساسية النفس تجاه الأشياء.. كل واحد فينا يرى الأمور من قمة جبل بناه بنفسه، لذلك ما يراه أحدنا شمسا، يراه الآخر سرابا.. هنا لا يكون الصدام ضرورة، لكنه غالباً ما يصبح قدرا حين يغيب احترام الاختلاف.
المصالح، تلك المفردة الملساء التي تخفي تحت جلدها شهوات ومكاسب وخسائر.. كم من مصلحة لبست رداء المبادئ، وكم من مبدأ ذُبح على محراب المصلحة.. المصالح لا تطرق الأبواب بأدب، بل تقتحم المشهد مدفوعة برغبة الهيمنة أو الخوف من الفقد.. وعندما تتصادم، تُسقط معها كل شعارات التعايش والتكامل.
في زاوية أخرى من الصورة، يتمدد الخطر الأخطر.. نرجسية الرأي.. حين يقدس الإنسان رأيه كأنه وحي منزل، ويقصي ما عداه، تنكمش المساحات المشتركة.. تغيب المرونة، ويُختزل الصواب في زاوية واحدة.. كم من فكرة قُتلت قبل أن تولد، فقط لأنَّ من حملها لم يكن يملك الصوت الأعلى.
الحوار، ذلك الغائب الأكبر عن مشاهد الاختلاف، لا يأتي إلا حين ننزع عباءة التفوق.. ليس الحوار ضعفا ولا مساومة، بل هو فن لا يتقنه سوى الأقوياء بثقتهم، الأوفياء لفكرة الإنسان قبل الموقف.. بدون الحوار، تصبح الكلمات خناجر، والمواقف جدرانا.
التاريخ لا يرحم من يعيد أخطاءه.. كم من حضارات تساقطت أوراقها لا لهجوم الأعداء، بل لخيانة الداخل، لتناحر الرؤى وتكالب المصالح.. إنها سنة كونية، أن الضعف لا يبدأ من الخارج، بل من الداخل حين تتحول العقول إلى معاول.
الإنسان يعيش بين مرآتين.. مرآة يرى فيها ذاته، وأخرى يرى فيها الجماعة.. إن بالغ في الأولى، أصبح أنانيا مهووسا.. وإن ذاب في الثانية بلا ملامح، صار تابعا بلا موقف.. التوازن بين الرؤية الفردية ومصلحة المجموع هو ذروة الحكمة.
الرؤية حين تتحول إلى سلاح، تفقد معناها.. حين تصير أداة إقصاء لا أداة بناء، تصبح الرؤية مشروعة على حساب الآخر، لا بالتشارك معه.. وكل فكرة تُطرح من على منصة مرتفعة تُقصي من تحتها، لا يمكن أن تبني مجتمعا.
الاختلاف حين يُدار بذكاء، يصبح فرصة للتطوير لا ذريعة للتمزيق.. اختلاف الزوايا هو ما يصنع الصورة الكاملة.. أما إذا تحول الاختلاف إلى ساحة حرب، وخضع لإملاءات المصالح الضيقة، فحتى أعظم العقول تغدو وقودا لصراع لا عقل فيه.
ويبقى السؤال، وهو بيت القصيد.. متى يدرك الإنسان أن الحقيقة لا تختبئ في جيب أحد، وأن المصلحة الآنية لا تبرر خنق الحوار؟ متى يعترف بأن الحق ليس نسخة واحدة، وأن الخلاف لا يعني العداء، وأننا جميعا عابرون فوق مسرح الحياة، فما نتركه من أثر هو ما يبقى، لا ما ننتزعه من مكسب؟