محللون: الاستقالات ضربة لنتنياهو وإقرار بهزيمة مرتقبة للاحتلال في غزة
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
#سواليف
أكد #سياسيون و #محللون أن جملة #الاستقالات التي طالت ثلاثة من أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي “بيني #غانتس” و”غادي #آيزنكوت” و”حيلي #تروبير” تعد ضربة قاصمة لرئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين #نتنياهو وإقرار بهزيمة مرتقبة لجيش #الاحتلال في قطاع #غزة بعد نحو 250 يوما على عدوانه.
ورأى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية د.
وأضاف “الاستقالة وجهت ضربة جديدة لنتنياهو الذي يريد مواصلة المجازر والإبادة الجماعية، ونرى فيها إقرار مسبقا بهزيمة آلة الحرب الاجرامية في قطاع غزة”.
بدوره، ربط الكاتب محمد القيق بين الاستقالات والموقف الأمريكي من نتنياهو، قائلا “الأمريكي يحتاج لحرب واسعة، ولكن في الوقت نفسه يريد لنتنياهو وحده خوضها، وقرار استقالة الثلاثي وخاصة “غانتس” و”آيزنكوت” ليس مستقلا؛ فمن أسس مجلس الحرب هي أمريكا ومن يسمح بتفكيكه هي أمريكا أيضا.
وأوضح القيق أن “هزيمة الجيش في غزة ساحقة، ولو لمس الأمريكي بصيص انتصار فيها لأبقى غانتس في المجلس، وفي الوقت ذاته فالمشهد غير ذاهب للهدوء، وهنا تلتقي مصلحة أمريكا بحرب واسعة يقودها نتنياهو ونتيجة الفشل ستكون ضده، ونتيجة النجاح “المستبعد” تسمى انتصارا لـ”إسرائيل” والذي ضمنا حدده غانتس أنه داعم للحرب بعمومية ألفاظ دبلوماسية”.
وشدد على أن الاستقالات على الصعيد الميداني ستنعكس سلبا على معنويات الجيش، “وهذا سيقود لاستقالات كبيرة وتراجع لروح القتال أكثر، وذلك بالتزامن مع إحباط يتراكم ببدء المعارضة اللعب في الميدان على وتر فشل وشيطنة نتنياهو، ما يعني المردود الاستراتيجي الخطير على الوجود للدولة التي عانت أصلا قبل 7 أكتوبر من انقسام، واليوم انقسام وهزيمة وترهل وضياع للردع وعزلة دولية وتهديد وجودي حقيقي”.
من جهته، أوضح المستشار القانوني نعمان عابد أن “استقالة غانتس التي كانت متوقعه بعدما بات وجوده في حكومة العدوان وعدمه سيان، إثر تجاهل نتنياهو مؤخرا لكل من بني غانتس وايزنكوت، هذه الاستقالة لن تؤثر على وجود الحكومة التي لا زالت تحظى بالأغلبية المطلوبة في الكنيست، ولكن الاستقالة تؤكد على وجود تصدع داخل قيادة دولة الاحتلال خاصه فيما يتعلق باستمرارية العدوان وأهدافه، وفيما يتعلق بالفشل العسكري الميداني وكذلك في عدم الاتفاق على ما يسمى باليوم التالي لانتهاء العدوان ومصير قطاع غزة”.
وأضاف “بعدما شعر غانتس ان نتنياهو يستغل وجوده لتبرير ما يقوم به التي جزء منها يتعلق بالأهداف الشخصية له في اطالة امد العدوان وادارته لصالحه وليس لصالح دولة الاحتلال، وهذا أدى إلى انخفاض شعبية غانتس وحزبه بشكل ملحوظ وتخفيض الفارق بين الليكود ومعسكر الدولة”.
ولفت إلى أن نتنياهو بين خيارين احلاهما مر، إما الاستمرار في حكومة اليمين وهذا سيؤدي إلى المزيد من تكبيل يديه من بن غفير وسموتريتش ومن الخلافات مع الادارة الأمريكية وغيرها، او الدعوة إلى انتخابات جديده في دولة الاحتلال ضمن مؤشرات تفيد خسارة إتلافه للحكم”.
وكان الوزير في حكومة الحرب “الإسرائيلية”، بيني غانتس، أعلن مساء الأحد، استقالته من الحكومة بعد “مشاورات سياسية”.
وقال غانتس في كلمة له: “نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، ومن المناسب أن نذهب في الخريف إلى الانتخابات”.
وأضاف أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو “يعرقل قرارات استراتيجية مهمة لاعتبارات سياسية”.
وأردف: “أدعو نتنياهو للتوجه إلى إجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن وتشكيل لجنة تحقيق وطنية”، مستدركا أنه “لابد من انتخابات تأتي بحكومة وحدة حقيقية صهيونية وطنية”.
وأوضح أنه انسحب من الحكومة لأن “نتنياهو يمنعهم من التقدم نحو تحقيق النصر الحقيقي”.
وقال غانتس لعائلات الأسرى: “فعلنا الكثير لكننا فشلنا في إعادتهم إلى بيوتهم، إنني أقف وراء الخطوط العريضة التي أقرتها حكومة الحرب وأطالب نتنياهو بالشجاعة للمضي قدما فيها”.
وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 37 ألفا و84 شهيدا، وإصابة 84 ألفا و494 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف سياسيون محللون الاستقالات غانتس آيزنكوت تروبير نتنياهو الاحتلال غزة
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد ارتفاع خسائر جيش الاحتلال بغزة؟ محللون يجيبون
يرى محللون وخبراء أن تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية وارتفاع خسائر جيش الاحتلال في قطاع غزة خلال الأيام الماضية يعمّقان المأزق الإسرائيلي، ويكشفان فشل إستراتيجيته العسكرية والسياسية، ويزيدان من حدة الانقسامات داخل المؤسستين العسكرية والسياسية حول أهداف الحرب ومستقبلها.
وتشهد جبهات القتال، من بيت حانون شمالا إلى رفح جنوبا، اشتدادا للمعارك خلال الأيام الماضية. ونفذت المقاومة كمائن وعمليات قنص أدت لمقتل وإصابة جنود إسرائيليين، وفق بيانات جيش الاحتلال المتتالية.
ويشير الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إلى وجود نمط عملياتي جديد للمقاومة، يدل على تغيير في ديناميكية مسرح العمليات العسكرية، ويؤكد الفشل الكبير للإستراتيجية الإسرائيلية العسكرية والسياسية.
ويضيف، في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"، أن النجاحات التكتيكية الإسرائيلية، حتى مع الدمار الواسع، غير قادرة على التحول إلى نصر إستراتيجي كبير، بسبب الخلل الإستراتيجي وعدم تطابق الأهداف السياسية مع الإمكانيات العسكرية لتحقيقها.
ويرى حنا أنه بالرغم من تغير المسرح العسكري في غزة، ووجود قيادة أركان جديدة بمقاربة مختلفة، لا تزال المقاومة ترفع كلفة بقاء الاحتلال، وذلك بعد أن سمحت له بالتقدم المتدرج في مناطق فارغة سابقا.
إعلانفالجيش الإسرائيلي الذي يفضل الحركية والمناورة، وصل إلى حالة ثبات في امتداده الأقصى داخل القطاع، وهو ما استغلته المقاومة لبدء عمليات مضادة وفق نمط جديد يهدف لزيادة خسائر المحتل، حسب حنا.
محاولة استدراج المقاومة
بدوره، يوضح الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن توقيت تكثيف عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مرتبط بخطة عمل واضحة، تأخذ في الاعتبار تطورات الميدان على مدى أكثر من عام ونصف العام، بما في ذلك تغيير جغرافيا وآليات المواجهة، بالإضافة إلى القدرات البشرية والمادية المتاحة.
ويشير إلى أن الاحتلال حاول استدراج المقاومة إلى توقيته وأسلوبه في القتال عبر التوغل المتدرج، لكن المقاومة حافظت على حالة من السكون التكتيكي لبعض الوقت.
ويضيف عفيفة أنه عندما بدأت قوات الاحتلال بالتموضع والدخول في حالة من الروتين العسكري في مناطق التوغل، وهو أمر خطير بالنسبة للجيوش النظامية، بادرت المقاومة بامتلاك زمام المبادرة وتنفيذ كمائنها المخطط لها مسبقا ضمن إستراتيجيتها.
وقد أحدث هذا التحول الميداني حالة من الإرباك لدى جيش الاحتلال انعكست على سلوكه وقراراته، ووصلت تداعياته إلى نقاشات الكابينت الإسرائيلي الحادة حول سؤال "ماذا بعد؟".
هذا الإرباك تجلى في كشف صحيفة "يسرائيل هيوم" عن جدل حاد شهده اجتماع المجلس الوزاري المصغر بين قادة الأمن والوزراء بشأن المراحل التالية للعملية في غزة، وعدم التوصل إلى قرارات حاسمة. وقد أمر أعضاء المجلس الوزاري الجيش بتحديث خططه بما يتلاءم وتوجهات الوزراء وعرضها عليهم مرة أخرى.
سؤال ماذا بعد؟
وفي هذا السياق، يرى الخبير بالشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى أن سؤال "ماذا بعد؟" بدأ يُطرح بقوة داخل إسرائيل، مشيرا إلى حالة صدمة أصابت قائد هيئة الأركان الجديد إيال زامير، الذي ارتكز على 3 عناصر قوة متوهمة، وهي عدم انتمائه لإخفاق 7 أكتوبر 2023، واعتقاده بضعف حماس، وحصوله على سقف موارد غير محدود لاحتلال غزة.
إعلانلكنه اكتشف، حسب مصطفى، 3 عناصر ضعف لم يحسب حسابها، وهي عرائض الاحتجاج المتزايدة التي نزعت شرعية العملية العسكرية، واستمرار فاعلية حماس وقدرتها الميدانية، وعدم استعداد نسبة كبيرة من جنود الاحتياط للتجنيد (50-70% غير ملتزمين بوحداتهم)، مما يعزز الأزمة خاصة أن قتلى وجرحى الكمائن الأخيرة من الاحتياط.
ويؤكد مصطفى أن حساسية الخسائر البشرية تكون عالية جدا في إسرائيل عندما تفتقد الحرب للإجماع والشرعية الداخلية، مما يعيد طرح سؤال الجدوى من العملية العسكرية برمتها، خاصة مع بدء ما يشبه حرب استنزاف.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن التوتر شديدٌ بين سلاح الجو الإسرائيلي وقيادة المنطقة الجنوبية بسبب الحرب على غزة، وأوضحت المصادر أن سبب التوتر هو الارتفاع المستمر في عدد القتلى المدنيين بالقطاع بسبب الغارات على أهداف تختارها القيادة الجنوبية.
ويعتبر مصطفى أن هذا الخلاف مؤشر على الانقسام العام الأوسع الذي ظهر في العرائض العسكرية، مشيرا إلى أن سلاح الجو، الذي له تاريخ في قيادة الاحتجاجات وينتمي لطبقة اجتماعية معارضة لليمين، بدأ يعارض قرارات المنطقة الجنوبية بسبب الجو العام المختلف في إسرائيل بعد اتفاق وقف إطلاق النار وتصاعد الضغط الداخلي.
تعظيم حالة الارتباك
وفي خضم هذه التوترات، دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى مظاهرة حاشدة السبت في تل أبيب ومدن أخرى، للمطالبة بإعادة كل الأسرى عبر صفقة بدفعة واحدة.
ويؤكد عفيفة أن المقاومة تعوّل على هذه الخلافات الإسرائيلية المتعددة لتعظيم حالة الارتباك والضغط على حكومة نتنياهو، مشيرا إلى أن مبادرة حماس الأخيرة بصفقة شاملة التقطتها أطراف إسرائيلية وأميركية وزادت الضغوط.
ويعتبر عفيفة أن تأجيل اتخاذ قرارات حاسمة في إسرائيل بشأن العمليات العسكرية مرتبط بهذه الضغوط، وبمحاولة الاعتماد على ورقة المساعدات الإنسانية كأداة ضغط مركزية بعد الإحباط من النتائج العسكرية، وهو ما ظهر في الجدل الحاد حول مسؤولية توزيع المساعدات ورفض الجيش توليها.
إعلانويرى مصطفى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يعتمد أسلوب التأجيل لأنه لا يريد حسم الخلاف العميق بين تيار "الحسم السريع" (يمثله الوزيران المتطرفان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير) الذي يريد احتلال غزة وفرض حكم عسكري عليها، وتيار "الحسم البطيء" الذي يمثله نتنياهو نفسه، والذي يسعى لإطالة الحرب واستدامتها.
ويتوقع مصطفى أن يلجأ نتنياهو لتسوية مؤقتة عبر "خصخصة" توزيع المساعدات لتجنب تحويل الجيش إلى حاكم فعلي، مع إعطاء وعود بتوسيع العملية العسكرية لإرضاء اليمين المتطرف دون نية حقيقية لتنفيذ احتلال واسع النطاق قد يضحي بالأسرى ويزيد الأزمة الداخلية.
وفي المحصلة، يتوقع المحللون أن تعطي إسرائيل الآن أهمية كبرى للمسار الدبلوماسي، خاصة مع الحراك الجاري وزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقبة للمنطقة، بالتوازي مع استمرار عمليات عسكرية محدودة ومحسوبة تهدف للضغط على حماس وإرضاء أطراف في الحكومة الإسرائيلية، دون الانجرار إلى مواجهة شاملة.