رونالدو يحتكر الأرقام القياسية في اليورو
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
تحظى بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، دائمًا بتألق العديد من نجوم الساحرة المستديرة في القارة العجوز، الذين حفروا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ البطولة، التي انطلقت للمرة الأولى قبل 64 عامًا.
رونالدو يحتكر الأرقام القياسية في اليورووقبل افتتاح النسخة المقبلة لأمم أوروبا يوم الجمعة في ألمانيا، فقد شهدت النسخ الـ16 السابقة العديد من الأرقام القياسية لأساطير كرة القدم، في مقدمتهم النجم البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو، والهداف الفرنسي السابق ميتشيل بلاتيني.
ويمتلك رونالدو، نصيب الأسد من الأرقام القياسية للنجوم الذين شاركوا في نسخ سابقة بالبطولة؛ حيث يعد هو الهداف التاريخي للبطولة برصيد 14 هدفًا، بواقع هدفين في نسخة 2004، وهدفًا وحيدًا في 2008، و3 أهداف في كل من 2012، و2016، و5 أهداف في يورو 2020.
كما يعتبر رونالدو الأكثر تسجيلا للأهداف في تاريخ التصفيات المؤهلة للمسابقة بـ41 هدفًا، ليصبح الأكثر إحرازًا في كل من النهائيات والتصفيات بـ55 هدفًا.
ويتربع رونالدو على صدارة قائمة أكثر اللاعبين تواجدًا في نسخ كأس الأمم الأوروبية، حيث شارك في 5 نسخ سابقة، بدءًا من يورو 2004 بالبرتغال حتى يورو 2020، خاض خلالها 25 مباراة، ليصبح الأكثر لعبًا للقاءات في تاريخ المسابقة.
ولعب رونالدو، أكبر عدد من الدقائق في أمم أوروبا بـ2153 دقيقة، كما أنه اللاعب الأكثر تحقيقًا للانتصارات في تاريخ البطولة بـ12 فوزًا، علمًا بأنه أكثر من حمل شارة القيادة في المسابقة وذلك في 16 مباراة.
وسجل رونالدو، هدفًا وحيدًا على الأقل في النسخ الخمس التي شارك فيها بأمم أوروبا، ليصبح الوحيد الذي هز الشباك في هذا العدد من النسخ، كما أنه الوحيد الذي أحرز هدفين على الأقل في 4 نسخ، والوحيد الذي سجل 3 أهداف على الأقل أيضًا في 3 نسخ بالبطولة.
كان رونالدو، هو اللاعب الوحيد الذي أحرز هدفًا وحيدًا على الأقل في 10 مباريات بأمم أوروبا، كما أنه الوحيد الذي سجل ثنائية في 4 لقاءات بالبطولة.
ويتصدر رونالدو أيضًا قائمة أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف من ركلات جزاء، والتي تتضمن أيضًا ركلات الترجيح، عقب تنفيذه 3 ركلات ناجحة.
بلاتيني ينافس رونالدو
في المقابل، يمتلك بلاتيني عددًا من الأرقام القياسية التي لا يُستهان بها في تاريخ أمم أوروبا، فهو أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف في نسخة واحدة بتاريخ البطولة، عقب إحرازه 9 أهداف في نسخة عام 1984 التي استضافتها بلاده، ليقود المنتخب الملقب بـ "الديوك" للتتويج بلقبه الأول في المسابقة آنذاك.
كما يعد بلاتيني الوحيد الذي أحرز 3 أهداف "هاتريك" في مباراتين بأمم أوروبا، وذلك في مرمى بلجيكا ويوغوسلافيا في يورو 1984، علما بأنه أكبر اللاعبين سنا تسجيلا لثلاثية في إحدى مباريات البطولة وهو بعمر 28 عاما و364 يومًا.
وتضم قائمة محرزي الثلاثيات في تاريخ البطولة 6 لاعبين آخرين هم الألماني ديتر مولر بنسخة 1976، ومواطنه كلاوس ألوفس (1980)، والهولندي ماركو فان باستن (1988)، ومواطنه باتريك كلويفرت (2000)، والبرتغالي سيرجيو كونسيساو (2000)، والإسباني ديفيد فيا (2008).
وأحرز بلاتيني أسرع هاتريك في تاريخ كأس الأمم الأوروبية، عقب تسجيله 3 أهداف في غضون 18 دقيقة في لقاء فرنسا ويوغوسلافيا قبل 40 عاما، كما أنه اللاعب الوحيد الذي أحرز هدفا وحيدا على الأقل في 5 مباريات متتالية بتاريخ البطولة.
وحفلت كأس الأمم الأوروبية أيضا بالعديد من الأرقام التي خلدت أسماء أصحابها حتى الآن، حيث يعد اللاعب الألماني السابق راينر بونهوف الوحيد الذي خاض 3 مباريات نهائية متتالية في تاريخ البطولة، ليصبح اللاعب الأكثر حصدا للميداليات بالمسابقة.
وتوج بونهوف بلقبي 1972 و1980 مع منتخب ألمانيا الغربية على حساب منتخبي الاتحاد السوفييتي وبلجيكا على التوالي في النهائي، فيما اكتفى بالوصافة في نسخة عام 1976 عقب الخسارة بركلات الترجيح أمام تشيكوسلوفاكيا في المباراة النهائية.
وأحرز 3 لاعبين فقط هدفين في نهائي أمم أوروبا عبر التاريخ، حيث يتعلق الأمر بالثلاثي الألماني جيرد مولر وهورست هروبيش وأوليفر بيرهوف.
وسجل مولر ثنائية لمصلحة منتخب ألمانيا في مرمى الاتحاد السوفييتي بنهائي نسخة 1972، وهو ما ينطبق أيضا على هروبيش وبيرهوف، اللذين أحرزا هدفين أيضا في شباك بلجيكا وجمهورية التشيك في نهائي نسختي 1980 و1996 على الترتيب.
من ناحية أخرى، كان البولندي كاسبر كوزلوفسكي أصغر اللاعبين خوضا للمباريات في تاريخ أمم أوروبا، بعدما شارك أمام إسبانيا في يورو 2020 وهو بعمر 17 عاما و246 يوما، فيما كان حارس المرمى المجري جابور كيرالي الأكبر عمرا في لقاءات البطولة، عقب خوضه لقاء منتخب بلاده ضد نظيره البلجيكي في يورو 2016، عندما كان يبلغ 40 عاما و86 يوما.
ويعتبر حارس المرمى الألماني ينس ليمان الأكبر سنًا في تاريخ المباريات النهائية بأمم أوروبا، بعدما شارك مع منتخب بلاده ضد إسبانيا في نهائي يورو 2008، حينما كان يبلغ 38 عامًا، و232 يومًا، بينما يعد ريناتو سانشيز الأصغر سنًا في لقاءات النهائي؛ حيث تواجد مع منتخب البرتغال ضد فرنسا بنهائي 2016، وهو بعمر 18 عامًا، و327 يومًا.
كان السويسري يوهان فونلانتين أصغر اللاعبين سنا تسجيلا للأهداف في تاريخ أمم أوروبا، بعدما زار مرمى فرنسا في يورو 2004، عندما كان يبلغ 18 عاما و141 يوما، في حين يعد الإيطالي بييترو أناستازي الأصغر إحرازا للأهداف في نهائي البطولة، وذلك بعدما هز شباك منتخب يوغوسلافيا في المباراة النهائية لـ(يورو 1968)، حيث كان يبلغ 20 عاما و64 يوما.
وفي السياق ذاته، فقد كان النمساوي إيفيكا فاستيتش أكبر اللاعبين عمرًا تسجيلا للأهداف بكأس الأمم الأوروبية، بعدما أحرز في مرمى بولندا خلال يورو 2008، وهو بعمر 38 عامًا، و257 يومًا.
أما النجم الإيطالي ليوناردو بونوتشي، فهو أكبر لاعب سنًا إحرازا للأهداف في المباريات النهائية في المسابقة القارية، عقب تسجيله في شباك منتخب إنجلترا بنهائي يورو 2020، حيث كان يبلغ 34 عاما و71 يوما.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: کأس الأمم الأوروبیة الأرقام القیاسیة فی تاریخ البطولة تسجیلا للأهداف على الأقل فی ا للأهداف فی من الأرقام أمم أوروبا أهداف فی فی نهائی کان یبلغ وهو بعمر فی نسخة فی یورو کما أنه یورو 2020 فی نسخ
إقرأ أيضاً:
هل يحتكر شهر رمضان روحانيتنا؟
منذ أن كنتُ طفلًا، كنت أرى الناس يتدفقون إلى المسجد القريب من منزلنا بمجرد ما يأتي شهر رمضان، وجوه أراها للمرَّة الأولى، وأصدقاء أعرفهم لم يأتوا للصلاة في هذا المسجد من قبل، ربما باستثناء صلاة الجمعة. كنت دائمًا أتساءل عن هذا الأمر. لماذا يأتي هؤلاء الأشخاص للصلاة فقط في رمضان؟ ولماذا يعود المسجد للحالة المعتادة حين ينتهي الشهر؟ الآن أصبح بإمكاني وضع مقدمات لتفسير هذا الأمر وفق منظوري الاجتماعي، ذلك لأن هذه الظاهرة نالت انتباه الكثير مثلي، بل لنتعدى موقف السخرية والنكتة في ردّة فعلنا تجاهها.
وللإجابة عن التساؤلات أعلاه يستوجب طرح بعض نواتج هذه الظاهرة، ثم تحليل ما يمكن تحليله. مجرد التباين بين بقية الأشهر وشهر رمضان في هذا الموضوع يشير لوجود بعض من العوامل الإيجابية والسلبية التي تسبّب مثل هذه الظاهرة. فمن الجليّ أن زيادة العبادة والروحانية تستدعي أداء الصلوات في المساجد خلال الشهر الفضيل. كما أن التقارب بين العبد والمعبود يزداد، علاوة على أن الإفطار الجماعي الذي يقام في المساجد عامل قوي. بالرغم من كل هذه الإيجابيات ما زالت هذه المسألة تستثيرني. ففي الجانب الآخر هناك أسباب أخرى بديهية، مثل غياب الشهر ذاته، حيث تقلّ المحفّزات التي تدفع الناس للصلاة في المساجد والتهجد وغيرها من العبادات، تقلّ بغياب الأجواء الرمضانية. كما أن الروتين المعتاد قبل رمضان يعود بمجرد ما ينتهي الشهر، وهو ذاته الذي يجعل من الالتزام الديني بالصلاة في المساجد أمر أكثر صعوبة في الشهور الأخرى، وهذا يأخذنا إلى السبب التالي، وهو عدم وجود عادة دينية قوية تدفع الناس إلى عدم الاستمرار في العبادات بالحماس نفسه الذي يولونه في الشهر المبارك.
لكن العامل الأهم من وجهة نظري قد يُعزى إلى «التديُّن الموسمي»، أي تلك الزيادة الروحانية في شهر رمضان بشكل خاص، الروحانية المدفوعة بسبب الأجواء العامة في المجتمع، وبمجرد ما ينتهي الشهر ينتهي هذا الشعور الجمعي. بكل تأكيد لشهر رمضان خصوصيّته الدينية لدينا جميعًا، يكفي أن القرآن الكريم أُنزل في حضرته، لكن هذه تساؤلات مثيرة ترافق ظاهرة مثيرة أيضًا. على ما يبدو أننا نرى هنا بوادر انتقال التديُّن ليكون عادة أكثر منه التزام دائم. وقد تفيدنا دراسة أجريت في العام الماضي بجامعة برنستون أثبتت أن القيم الأخلاقية تتغير باختلاف المواسم.
لماذا يبدو وكأن شهر رمضان يحتكر روحانيتنا؟ خاصةً مع وجود ما يسمى الآن بالروحانية الجديدة التي تنطلق من روحانية إنسانية لا يكون شرطها التديُّن، لكنه جزء أساسي منها. إذن، الدين وفق هذا المنظور لا يشكِّل المصدر الوحيد للروحانية، بالتالي هذا يزحزح علَّة أن رمضان يزيد من روحانية الناس، بل هذه الروحانية متاحة للجميع طوال الوقت لمن ابتغاها. يقول الفيلسوف والمترجم فتحي المسكيني أن الإيمان الحرّ يرتبط بالروح مباشرة، بكينونة الروح. هذه الروحانية الجديدة فردية، بينما الروحانية الدينية فعلٌ جماعي متعارف عليه وقديم، وهو بالذات ما يحدث في رمضان، أي ما يثبت حدوث تغيُّر اجتماعي من نوعٍ ما.
سوسيولوجيًا، هناك عدّة عوامل تستنبَط من الواقع الاجتماعي. ويبدو العامل الأول واضحًا في الضغط الاجتماعي المُمارس على الناس من قِبل الناس، أعني أن شهر رمضان هو شهر الروحانيات والتعبد على مستوى المجتمعات الإسلامية، بناءً على ذلك يتوقع الجميع من الجميع أن يحضروا للمساجد، هذا يشكِّل عامل ضغط يدفع الجميع أو الأغلب في رمضان لتلبية هذه التوقعات، وهذا يتفق مع ما قاله عالم الاجتماع إرفينغ غوفمان وفق نظرته في التفاعلية الرمزية من أن جزءا من التفاعلات الاجتماعية قائمة على توقعات Expectations، أي أن الأفراد في المجتمع يؤدون أدوارًا مختلفة ويتكيفون مع المطلوب منهم اجتماعيًا، وذلك لتفادي الضريبة الاجتماعية.
إضافةً لما سبق، قد يكون شهر رمضان أكثر اجتماعيّة فيما يخص العبادات؛ إذ يكون الالتزام الديني في العلن أوضح وأكثر بروزًا في رمضان مقارنة بالشهور الأخرى، حيث يصبح الذهاب للمسجد فعلًا اجتماعيًا بتبعاته المختلفة. بينما تميل العبادات في الشهور الأخرى إلى الفردانية، أي تصبح ممارسة فردية أكثر من كونها جماعية.
كما لا ننسى ذلك الشعور الطاغي بالإنجاز الذي يرافق شهر رمضان، حيث يشعر الناس بأنهم قد أدُّوا واجبهم الديني عبر التعبُّد المكثف والصلاة في أوقاتها، لكن هذا الشعور يخفت بعد انتهاء الشهر، وتنتفي الحاجة إلى هذه السلوكيات بعد ذلك وينتهي الالتزام، بغض النظر إن كان هذا مقصودًا أم لا.
بعد هذا كله، هناك ما يدلُّ من القرآن الكريم على أن التدين والروحانية لا تقيَّد بمكان وزمان، كقوله تعالى في الآية 103 من سورة النساء: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)، وكذلك الآية رقم 99 من سورة الحجرات: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).