ظلت الآراء تتباين بشأن ما ذكرته الأكاديمية السويدية في العام 2000 لحظة الإعلان عن فوز الكاتب الصيني غاو شينغجيان بجائزة نوبل في الآداب عن روايته "جبل الروح"، ليصبح أول كاتب صيني يحصل عليها، فقد جاء في حيثيات الإعلان عن تلك النتيجة أن "هذه الرواية عبارة عن تحفة أدبية نادرة لا مثيل لها".

حدث هذا التباين لأن الذين اندفعوا إلى قراءة تلك الرواية في أعقاب ترجمتها إلى اللغة العربية راحوا يبحثون في فصولها الـ81 -التي احتلت 798 صفحة- عن السر الذي دفع الأكاديمية العريقة إلى إضفاء هذا الوصف على تلك الرواية على الرغم من لجوء الكاتب إلى تقنيات سردية لم تكن مألوفة حتى ذلك الوقت.

ففي هذه الرواية يخاطب شينغجيان القارئ بصيغ تتنوع من المخاطب إلى المتكلم فالغائب، ويتوغل بالقارئ إلى أقاصي الأرض، ليحكي له عن ثقافات وحضارات وشعوب وقبائل وأديان، ثم ينتقل بعد ذلك إلى العادات والتقاليد والأساطير، ولا يكتفي بذلك، بل ينشغل بسرد حكايات وطقوس، إضافة إلى احتفالات وذكريات ومصائر أعراق في الوقت نفسه الذي يشير فيه إلى عائلات تسكن في قرى ومدن وغابات، قبل أن يوغل في وصف الحقول والطرق التي لم تكن تلوح لبعضها نهاية.

بطل غامض

تشير الرواية إلى أن البطل قرر بعد أن اكتشف إصابته بمرض عضال أن يعتزل الحياة وأن يستسلم لهذا المصير، لكن ما جرى بعد ذلك هو الاكتشاف الذي توصل إليه الأطباء في وقت لاحق، وخلاصته هي أن هذا التشخيص لم يكن صحيحا.

الرسام والمخرج الفرنسي الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2000، غاو شينغجيان (الفرنسية)

وعندما حدث ذلك راحت حياة بطل الرواية تتخذ مسارا مغايرا بعد أن بات على قناعة بأن الحياة يمكن لها أن تبدأ من جديد، وأنه ينبغي له أن يستهل ذلك بالسفر إلى جبال الصين والاستمتاع بمشاهدة الطبيعة التي لم يسبق له أن فكر في مشاهدتها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد راح يتعرف على بشر من طبيعة أخرى.

راح بطل الرواية الغامض يبحث عن الجبل الذي نسجت حوله الأساطير، وأثناء هذا البحث بات يكتشف من جديد عالم الصين القديمة المتخم بالسحر والخيال، ويمضي في مسارات تترامى حولها حقول الأرز الذهبية وأشجار البامبو الخضراء وأنواع من الحيوانات التي تفضل الحياة في وسط الجبال، ثم ينطلق إلى عالم قطاع الطرق والاحتفالات التي لا تتوقف فيها ألعاب التنانين حتى تحولت رحلة البحث عن "جبل الروح" إلى رحلة لاكتشاف الذات وعالم النفس الداخلي، وبسبب هذه الرحلة أصبح بطل هذه الرواية إنسانا مختلفا يتأمل ويفكر فيما حوله ويستنبط معطياته ويستخلص الغاية منها.

لكن رحلة البحث عن الجبل لم تتوقف عند هذا الحد، لأنها تحولت أيضا إلى رحلة بحث داخلي من تلك التي تعنى بالتاريخ وترصد المشاعر، كما تبحث في الوقت نفسه عن الآثار التي طمست وعن بقايا الأغاني الشعبية.

وما يساعد في التعرف على حضارة الصين من خلال صفحات هذه الرواية، بما في ذلك كل ما يسمع عنه من الأساطير المتداولة بين الناس والأشعار وقصص السحر والدويلات والممالك السابقة، إلى جانب حكايات عن معاناة الناس وعاداتهم وتقاليدهم المتنوعة التي يحتويها بلد بحجم الصين، حيث تدور الدراسات عن الدويلات المتحاربة واستذكار الناس والوقائع المميزة من سلالتي هان وسلالتي وي وجين وسلالات الشرق والغرب، وقصص تانغ الخرافية وقصص شونغ ويوان الشعبية، والروايات المتسلسلة والأبحاث التي قامت بها سلالتا مينغ وتسينغ، وكلها تنتمي إلى نوع الرواية، لأنها تنقل لغة الشارع وأخبار الأزقة دون أي نظام أو نمط جاهز سلفا.

ومنذ البداية وحتى النهاية تقترب الهواجس والمخاوف والأفكار وتبتعد أيضا، فكلما انتهت قراءة فصل كان البدء من نهاية أخرى، فالموازين الروائية مرتبطة بالفصول وقصصها ومفاهيمها المتصارعة مع ذاتها، والمعلقة بخيط روائي غير مرئي يتحرك بسلاسة ويستهدف إيجاد محاكاة نفسية بين "هو، وهو، وأنا" وكأن الـ"هو" و"الأنا" معادلة للعبة ضمائر ما هي إلا لعبة جوهرية لحقيقة الحياة التي تشير إليها تلك الرواية بالقول "فالحقيقة لا توجد إلا في التجربة وليس التجربة بالمطلق، بل في تجربة كل منا، وحتى لو وجدت في تجربة كل منا فإنها تستحيل حكاية".

أما في داخل رواية "جبل الروح" فقد تم الزج بكل ما تحتويه الصين، الغابات الشاسعة والأنهار الضخمة والجبال المهيبة والسلالات التي تتمدد حتى تبدو كأنها بلا نهاية، وخلال ذلك يحرص الكاتب على التعبير عن شعوره بالوحدة وعن الخيبات والمخاوف، حتى وهو يواصل رسم معالم الصين الجغرافية والثقافية والفكرية بالتزامن مع قيامه بضخ جرعات من التوتر والخوف والمتعة.

من الرسم إلى الأدب

في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي خاض شينغجيان معارك فكرية عدة، لكنها انتهت به للهجرة إلى فرنسا في العام 1987، ولم يحتفل الغرب به مثلما كان يحتفل بالكتاب الغربيين المنشقين، الأمر الذي عانى منه، والذي دفعه بعد أن وجد نفسه شبه مغمور إلى اتخاذ الرسم مهنة من أجل كسب عيشه.

لكن قبل 7 أعوام من قيام شينغجيان بهجرته كان قد أتم كتابة رواية "جبل الروح"، ومع ذلك لم يحظ إلا بدار نشر فرنسية صغيرة كانت هي الدار الوحيدة التي قبلت أن تخاطر بنشرها.

ويرى شينغجيان أن الأدب لا يمكن أن يكون غير صوت فرد، وهو يضيف هنا قائلا إن "الأدب ولد أولا من احتياج الكاتب إلى تحقيق ذاته، لأن الحديث مع النفس هو نقطة بداية الأدب، نظرا لأن الكاتب لا يعبر عن نفسه كناطق بلسان الشعب ولا كمجسد للعدالة".

وكان غاو شينغجيان -الذي ولد في العام 1940- قد درس الفرنسية بمعهد اللغات الأجنبية في بكين، وعبر هذا الطريق جاء اتصاله بالآداب الغربية، وبالأدب الفرنسي الحديث خصوصا.

تطوير الشكل

وفي الوقت الذي يواصل فيه شينغجيان دفاعه عن "الحداثة" في الأدب فإنه لا يكف عن الدعوة إلى تطوير أشكال جديدة في الكتابة، والتي من بينها تيار الوعي، إلى جانب التخلي عن حبكة بعينها واستخدام لغة وأسلوب خاليين من أي تأثيرات للسياسة.

كان هذا الموقف قد اتخذه في أعقاب اضطراره خلال الثورة الثقافية التي شهدتها الصين إلى إتلاف مسرحياته ورواياته، بل وكل المخطوطات التي كان قد ألفها من قبل، والاتجاه اعتبارا من بداية العام 1982 إلى نشر قصص قصيرة ونصوص مسرحية.

اشتهر شينغجيان بأسلوبه الأدبي الذي يتميز به عن معظم المؤلفين في جميع أنحاء العالم، حيث تحظى عباراته بجرس موسيقي لافت، كما أن البناء الدرامي للروايات التي يؤلفها والحبكة الدرامية تمنح القارئ إحساسا بأنه يشاهد واحدة من المسرحيات التي يغلب عليها الطابع الموسيقي.

وفي هذا الإطار، فإن رواية "جبل الروح" -التي تحظى بطابع خاص- تضفي من خلال قراءتها متعة خاصة وقت أن يغوص القارئ في أعماق تفاصيلها، نظرا لأنها تبدو أقرب ما تكون إلى الروح الصوفية، ويظهر ذلك جليا في أبطالها وأحداثها، وهو ما ساهم في استحواذ هذه الرواية على شهرة واسعة على مستوى العالم في أعقاب ترجمتها إلى لغات عدة، إلى جانب لغتها الاصلية.

سبب الإشادة

يرى كثير من النقاد أن شينغجيان منح قارئ روايته "جبل الروح" عددا من المعايير الأساسية لكتابة الرواية، مما جعله يضع نفسه أمام تأليف ذاتي لفصول تتنوع بين الوصف والسرد، إلى جانب الحركة المرئية التخيلية والحدث المحبوك بسلسلة ظلت تتمدد من الفصل الأول وحتى النهاية.

ففي بداية هذه الرواية يسترجع القارئ ذكريات الطفولة مع ما كتبه غاو شينغجيان "تسعى دوما إلى استحضار طفولتك، تشعر دائما بالرغبة في استعادة البيت والباحة والشارع، كل الأمكنة التي عشت فيها وأودعت فيها ذكرياتك".

وتتداخل الحكايات لعدد من الشخصيات، ولكنها ليست حكاية واحدة متسلسلة، بل مجموعة من الحكايات عن شخصيات يجمعها البؤس.

وتنحصر شخوص الرواية في أنا، وأنت، وهي، وهو، وما يدور فيما بينهم من تفاعلات، وما يتخذون خلالها من مواقف تُعنى في الأغلب الأعم بالوحدة والموت والحزن مثلما تدور عن الماضي والطفولة والشباب، وعن المرض والصداقة، وعن الضحك والغناء، وعن القصائد القديمة، ويصعب تحديد موضوع عن الرواية، بل لا يمكن حصرها في مواضيع عدة، فهي ملخص الحياة وملخص لكل المواضيع لكنها ليست موضوعا، بل وقد لا تبدو رواية، لكنها كذلك.

إنها أقرب إلى رحلة حج طويل، يجعلنا غاو شينغجيان نرى شتى الأشياء من القصص والوجوه والتجارب والطبيعة وتغيير النفس، ينبهنا إلى أن هذه الرواية تضم في طياتها مواضيع عدة ترتكز حول الوحدة والعزلة والحب والجنس والفن والتراث والشعر والأغاني والذكريات والموشحات الشعبية والفلسفة والتأمل والسخرية والنفس والروح والجسد والمرأة والرجل، وباختصار فهي تضم التجارب التي لا يكون أحد قد عاشها بشكل حقيقي حتى يمر عليها، فإما أن يغرق فيها أو يكمل حجه نحو جبل الروح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هذه الروایة إلى جانب

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب يناقش رواية أحمد القرملاوي"الأحد عشر" .. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت قاعة "فكر وإبداع"، ضمن محور "كاتب وكتاب"، ندوة ثقافية لمناقشة رواية "الأحد عشر"؛ للكاتب أحمد القرملاوي؛ شارك في المناقشة: محمد سمير ندا؛ ومنصورة عز الدين، وأدارها عمرو المعداوي.  

في البداية، أشاد  عمرو المعداوي بالكاتب وسرده، موضحًا أن الرواية تبدو كعمل هندسي منظم جدًا، وأن الكاتب دائمًا ما يقدم الجديد، معربًا عن سعادته بإدارة هذه الندوة.  

من جانبها، أوضحت الكاتبة منصورة عز الدين؛ أنها سعيدة بحضورها؛ ومناقشة الرواية، مضيفةً أنها دائمًا تُفاجأ بكتابات أحمد القرملاوي؛ وأن القرملاوي من الكتّاب الحاضرين بنصوصهم؛ وليس بحضورهم الشخصي، لأن النصوص هي الأساس، وأنه يترك البراح لنصه؛ كما أوضحت أنها وافقت على النقاش؛ قبل قراءة الرواية، لأنها تثق في أن الكاتب دائمًا ما يقدم الجديد، نظرًا لاهتمامه بالتراث الديني والأسطوري.  

وأضافت منصورة أن الرواية تداخلت فيها أجناس المسرح والرواية بجرأة كبيرة، لأن المسرح ليس مقروءًا بما يكفي؛ كما ذكرت أن الرواية تاريخية، ولكن ليست بالطريقة المعهودة، حيث تحتوي على نوع من الهجاء الساخر المتميز عن واقع المشهد الأدبي؛ وأن الرواية هي "قصة توراتية" بكل ما تحمله من معنى، وأن الكاتب رصد التنافس بين الأدباء والظواهر التي تضايقهم، واستطاع ربطها ببراعة؛ وأن الكاتب استخدم "التناص"؛ بنجاح في روايته، وتمكّن من جعل القارئ يرى الرواية من منظور مختلف؛ والرواية تتميز بأبعاد متعددة وأصوات مختلفة، بما في ذلك أصوات الهامش التي لم تُسمع من قبل؛ حيث إن عنوان الرواية يدل على "سيدنا يوسف"، الذي يُعد الشخصية المركزية في الرواية؛ رغم كونه شخصية مرجعية، وأن البطل الأساسي هو الذئب.  

وأوضحت أيضًا أن الكاتب نجح في اللعب بالمدلولات والقصة الأصلية، عندما قدّم وجهة نظر مضادة بجرأة كبيرة؛ وأكدت أن الذكاء في الرواية يتجلى في العلاقة بين المسرح والرواية، حيث استعان الكاتب بأجزاء من الكتابة المسرحية داخل النص الروائي؛ وأن الكاتب حرص على استخدام اللغة الفصحى، وأن الشخصيات كُتبت بإقناع وبراعة كبيرة؛ وأن المشهد الافتتاحي في الرواية يكاد يكون مشهدًا مسرحيًا رائعًا، رغم عدم رضا الكاتب عنه.  

من جهته، أوضح الكاتب محمد سمير ندا؛ أنه يتابع الكاتب منذ بداياته، مضيفًا أن القرملاوي يكتب بحرية ودون قيود، وهذه الرواية هي الأجرأ بين رواياته؛ وقال: " إن الرواية تطرح ما وراء الكلمة، وهناك نصًا خلف النص الظاهر في الرواية، حيث تتناول قصة أبناء يعقوب؛ كما أن اختيار الموضوع وجرأة الكاتب في تناول القصة الدينية والملحمية؛ هما ما يدفعان للتساؤل عن سبب كتابتها في هذا الوقت؛ كما أن الشق الواقعي في الرواية؛ لم يقدم أنموذجًا جيدًا أو إيجابيًا للواقع الثقافي".  

أما الكاتب أحمد القرملاوي، فقد رحب بالحضور، موضحًا أنه من الصعب على الكاتب أن يحدد مسبقًا توجيه الكتابة نحو موضوع معين؛ وأنه كان منشغلًا دائمًا بفكرة قصة سيدنا يوسف؛ والأفكار الموروثة عنه، مما دفعه لكتابة هذه الشخصيات لفهمها أكثر، مضيفًا أنه شعر أن الأبعاد النفسية التي حكمت "إخوة يعقوب" في تعاملهم مع أخيهم، هي ذاتها التي حكمت تكوين الشخصيات في الرواية؛ وأن إدخال الكتابة المسرحية في الرواية كان تجربة جديدة بالنسبة له، مشيرًا إلى أن الفكرة جاءت أثناء الكتابة، وخلقت طبقات من الصراع على مستوى الشخصيات والنصوص؛ كما أنه  أراد خلق تشابكات بين العالم المعاصر والعالم التاريخي والشخصيات التاريخية، واستشار بعض الأصدقاء قبل أن يستقر على دمج الكتابة المسرحية والروائية معًا.  

كما أوضح أنه أدرك الكتابة بالحس التاريخي والمعاصر، وأن معطيات النص فرضت نفسها على الشكل السردي؛  وأكد أن النص هو في جوهره رواية وليس مسرحية، لكنه استلهم قوانين السرد المسرحي، من حيث بناء الشخصيات والحوار؛ ولم يدّعِ أن روايته تتناول الوسط الثقافي، بل تضمنت فصولًا صغيرة عنه، لكنه ليس المحور الأساس، موضحًا أن الرواية تعكس إحدى طبقات الصراع، وتبرز ملامح الضعف البشري والتنافسية، مشيرًا إلى أن الحضارة الإنسانية قائمة على فكرة التنافسية؛ وقال أحمد القرملاوي:  "إن المسرح يُكتب ليُجسَّد على خشبته، بينما الرواية تقدّم الحياة بكل أشكالها؛ وأوضح أن روايته ليست نصًا تاريخيًا بالمعنى الكامل، بل نصًا فني فنيًا في المقام الأول، ومعالجته جاءت من خياله؛ وأكد أن مرجعيته الأخلاقية والفنية هي نفسه، وأنه يختار ما يناسب النص من السرد والشخصيات، وعلى القارئ أن يحكم على النص كما يشاء.

مقالات مشابهة

  • معرض الكتاب يناقش رواية أحمد القرملاوي"الأحد عشر" .. صور
  • الروح الرياضية.. ندوة بمعرض الكتاب تناقش تأثير كرة القدم في المجتمع
  • "الروح الرياضية.. أهداف خارج الثلاث خشبات" لنجوى مصطفى في معرض الكتاب
  • ترشيح إيلون ماسك لجائزة نوبل للسلام
  • ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
  • “اللجنة” لصنع الله إبراهيم: كيف تسائل الرواية أنظمة القهر؟
  • علي جمعة: هناك ملائكة لم تذكر فى القرآن كـ ملك الرحم أو نفخ الروح
  • الشهيد القائد مظلومية قتلت الروح الانهزامية وانارت دروب الأحرار
  • لغة الروح وصوت القلب في بيت الشعر
  • كاتبة بريطانية تتفاجأ بصورة لها مع أسماء الأسد.. وصفتها بـسيدة الجحيم