معاناة خرساء.. حتى الحيوانات تدفع ثمن ويلات الحرب
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
أدّت الحرب في غزة وجنوب لبنان إلى خلق واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية، لم تسلم من تداعياتها حتى الحيوانات بسبب قلة الغذاء والرعاية اللازمة لها.وحشية الحرب غرزت أنيابها في كل الكائنات التي تتنفس، هناك ضحايا لا أحد يسمع أنينها في القرى التي أصبحت شبه مهجورة من سكانها بسبب نزوحهم القسري بحثاً عن الأمان في ظل حرب طالت إلى أجل غير مسمى.
كثير من الدراسات التي أجريت في هذا الصدد اتفقت على أن الحروب تؤثر في أعداد الحيوانات، بل إنها تشكل تهديدًا لأنواع بأسرها في بعض الأحيان، حيث تنخفض أعداد الأنواع الحية خلال الحروب نتيجة عدة عوامل، منها صيد الحيوانات للاستفادة من لحومها لإطعام المسلحين واللاجئين والسكان. وما يزيد الأمر سوءًا هو انسحاب المنظمات المدافعة عن الحيوان مع بدء تبادل إطلاق النار.
اضطرت هبة التي تسكن في جنوب لبنان إلى ترك عصافيرها وكلبتها في المنزل، فقد شكّلت معاناة الحيوانات المنزلية خلال الحرب الأخيرة مصدر حزن إضافي لهبة على غرار كثيرين من سكان المنطقة.
وقالت هبة "اضطرت عائلتي لإخلاء المنزل بعد أن تلقت اتصالاً تحذيرياً بضرورة المغادرة، لأن الطائرات الإسرائيلية ستقصف مقر مكتب حزبي مجاور لهم".
ولفتت إلى أن " 30 في المائة من الحيوانات قتلت وأن ما تبقى منها أما أصيب في الحرب والآخر مرض بفعل الجوع نتيجة تدمير الاحتلال الأقفاص والطعام الذي كان بداخلها".
وتقول الشابة العشرينية رياسة اسماعيل، إبنة الجنوب التي تعهدت على مسؤوليتها القيام بمهمة إطعام الكلاب المشردة، أن "العمل الذي تقوم به يخفف من استشراس الكلاب، الذي ينتهي في نهاية المطاف بقتلها، وهذا ما حصل بعد حرب تموز".
وتروي رياسة: "الكلاب دائمًا تصرخ بصوت عالٍ من الخوف والجوع. وأشعر بالحزن ولهذا أجازف بالذهاب إلى محيط القصف لأضع لها الطعام في أقرب مسافة ممكنة".
وقالت "باتت الوجبة الوحيدة لهذه القطط والكلاب هي جثث الطيور المتحللة في الطرقات وتلك التي ألقاها أصحابها في النفايات مثل القطط المنزلية أو الحمام والعصافير التي لم يجد أصحابها طعاما لها فنفقت جوعاً".
وتشير إلى أنها "تعمل على جمع هذه الكلاب وإطعامها، والاهتمام بها صحياً حتى يتمكن أصحابها من استعادتها بعد انتهاء الحرب".
وخلال الشهرين الماضيين، حذر العديد من المنظمات الحقوقية والأممية من المجاعة في قطاع غزة، بسبب منع إسرائيل وصول المساعدات إلى مناطق مدينة غزة وشمالي القطاع.
وأكدت تلك المنظمات على إن الحيوانات في غزة تموت وتمرض كل يوم تحت تأثير الجوع والضعف وفقر الدم وغياب الطعام.
وناشدت كافة الأطراف القادرة على تغيير هذا الوضع المأساوي بالتدخل العاجل لإنقاذ هذه الحيوانات المظلومة.
لذلك، حتى الحيوانات لا تحب الحرب، لأنها تؤذيها وتتسبب في انقراضها، فتصاب بأزمات نفسية تماما كما البشر الأبرياء الذين يموتون ويهاجرون فرارا من القتل والقهر والجوع. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
مرةً أخرى، تؤكد ميليشيا الجنجويد طبيعتها الإجرامية والإرهابية، وتُثبت أن الحرب التي تخوضها بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية.ويتجلى ذلك في الجريمة الإرهابية الجديدة التي ارتكبتها هذه الميليشيا، وهزّت الضمير الإنساني، بتصفية أكثر من 31 مدنياً أعزل بدم بارد، أمس جنوب مدينة أم درمان، ثم التباهي بذلك، وتوعُّد متحدث باسم المليشيا – يقيم في عاصمة أوروبية – بارتكاب المزيد من الجرائم المماثلة، واستهداف مجتمعات سودانية بعينها، وقتل جميع الأسرى والمختطفين، ومعظمهم من المدنيين.ولا تترك هذه الجريمة النكراء، والخطاب الصادر عن الميليشيا بشأنها، والذي يعكس مدى استخفافها بالقيم الإنسانية، أي مسوّغ لعدم تصنيفها جماعة إرهابية، واعتبار راعيتها الإقليمية دولةً راعيةً للإرهاب وخارجةً على القوانين والأعراف الدولية، وضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بردعها عن تغذية الصراعات والمذابح في المنطقة.
جمهورية السودانوزارة الخارجيةمكتب الناطق الرسمي وإدارة الإعلامصدر في يوم الاثنين، الموافق 28 أبريل 2025م. إنضم لقناة النيلين على واتساب