سودانايل:
2025-02-12@04:06:10 GMT

هذا ما فعلت بنا الإنقاذ

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

بقلم عمر العمر

أبو النورة شاهد على ما فعلت بنا الإنقاذ.ففي المذبحة الجماعية يتساوى الجلادوالضحية.كلاهما انتاج بؤس ثقافة الإنقاذ وطيشها.فالدولة كائن حي ينمو ويتطوركالانسان.إبان الطفولة والصبا يميل إلى المغامرة حد التحطيم.حينما يبلغ مرحلة النضوجيتجه إلى الإنتاج حد الإبداع.الإنقاذ بلغت الثلاثين ولم تشارف الرشد، إذ حصيلة تدميرهاأعلى من حصاد تعميرها.

الإنسان انشغل بالموت -ولا يزال- حتى حوّله من طقس طبيعيإلى فعل ثقافي .الباحثون وصموا انشغال بعض المجتمعات بالموت حد الاسراف ب(ثقافةالموت).لكن دولة الإنقاذ كرّست (ثقاقة التقتيل).ففي قرية أبو النورة يتساوى الجلاد والضحيةمن حيث شهوة القتل لديهما ليس انشغالًا أو انفعالا ب (ثقافة الموت). الوعي يشكل برزخابين الفسطاطين.فمع اليقين بحقيقة الموت ينبت دوما شعور مخيف بالرحيل من البقاء إلىالفناء بينما يفجّر ج فجور القتل احساس الزهو بعدد الضحايا في انتصار زائف متوهم أوثأرلفعل سابق.

*****
بؤس الإنقاذ غيّب عمدا الوعي بين البقاء والفناء في خلطه الممنهج بين الموت والشهادة،القتل والفداء. فماكينات النظام متباينة الموديلات ،متعددة التروس، الدائرة بوقود الدينظلت تطحن عقول الفتية طوال عقود ثلاثة حداً عطّلت عندهم حرية الاختيار. فمع أن أبانا ادموحواء اختارا شجرة المعرفة على الخلود فإن شياطين الإنقاذ لم يوفروا للشباب طوال ثلاثينعام غير خيار القتل أو الموت تحت وهم (حرب مقدسة). إبان هذه السنين الطوال تحولت كلالمنابر في المساجد، المدارس و الإعلام إلى محطات للشحن و التحريض على الموت المجاني والقتل العشوائي.كما ساهمت منظومة التعليم في التنشئة على التعالي و الكراهية.ذلكجهد استهدف جعل الموت أمنية ومناسبة للفرح تحت أهازيج تلبيس كذوب خلطت عمدا بين قيْم الدين وأطماع الدنيا فسيق الشباب إلى بؤر الهلاك.

*****
في ظل تكريس بؤس ثقافة التقتيل لم يتورع النظام عن استيلاد فيالق للتعذيب وجيوشالإبادة على كل المستويات.القيم المجتمعية المورثة والضوابط الأخلاقية أصبحت أولالضحايا حتى تسهل عمليات غسل الأدمغة وتجفيف الضمائر .عندما تتحول الدولة إلىممارس وراع منظم لعمليات العنف تصير مشاهد القتل حدثا يوميا تألفه الأذن والعين.ماحدث في الجزيرة ليس سوى حصاد لهذه الثقافة البائسة حيث يتحول الشباب من رصيدلبناء المستقبل إلى حطام في محرقة يتساوى فيها القاتل والقتيل اذ كلهم معاول للهدم .كلهمضحايا ثقافة القتل.كلهم أشلاء مجتمع متخثر.فالقتلة لا يصلحون جنودا في معارك إعادةبناء مرتجاة ف وطن منتظر .ذلك مستقبل يبدأ من الكف عن دفع الشباب قتلة ومقتولينكالقطيع إلى مستنقع الحرب حيث لا يجدون خيارا غير الانغماس في لعبة التقتيل .

*****
وقف الحرب يتطلب الانتقال على عجل من ثقافة القتل إلى ثقافة الحياة.كما بتطلب إخراجكافة مكونات الشعب من ثنائية النصر والهزيمة.أقرب الطرق لبلوغ تلك الغاية يأتي عبر نشرالوعي ،المعرفة ، بث الحب الخير و الجمال. حب الدين والوطن ينبعان من الروح المؤمنةبالتفاني من أجل الآخر دون طمع أو مقابل. الثورة من أجل وطن أفضل عمل تراكمي -ليسرهين فرد بعينه - في سياق مشروع متكامل ليس عبر حرق المراحل ،دع عنك حرق الوطننفسه.ثقافة الحياة لاتعني فقط محبة العيش الرغد بل أكثر من تلك وقبلها حب الحريةوالعدالة. البون شاسع بين التضحية في حب الوطن والموت في سبيل النظام .

*****
كلمة الحياة و مشتقاتها وردت في القرآن ١٩٠ مرة بينما الموت ١٣٥. ذلك تغليب رباني للخير على الشر .لعبة القتل تستشري على إيقاع موت البعد الروحي في المجتمع. ليس كما يصوردعاة الحرب بتحويل الفتية قنابل موقوتة. في أصول الفقه الأولوية للحفاظ علىالحياة.منطق الرسول الشريف مع الخيار الأيسر.كلاهما يرجحان السلام على الحرب،التعايش، على التناحر،التضامن على التعالي،الطهارة على الفساد.رغم الشحن المكرسلثقافة تكديس الثروة لم ينجح أنصار الإنقاذ في تجفيف ثقافة الزهد واسعة الانتشار فيالتربة الاجتماعية السودانية .على النقيض حوّلها المتعففون الحقيقيون إلى ضرب منمقاومة ممارسات النظام العدوانية. إنغماس الانقاذيين في ترف الحياة يؤكد مثل توغلهم فيممارسات الإستعلاء والإقصاء اخفاقهم في فهم شفرة الإنسان السوداني.

aloomar@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المري يشهد انطلاق «تحدي الإمارات لفرق الإنقاذ»

دبي - «الخليج»
تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، انطلقت، أمس، في المدينة التدريبية بالروّية، منافسات تحدي الإمارات لفرق الإنقاذ 2025 في نسخته الثالثة، الذي تنظمه شرطة دبي بالتعاون مع المنظمة العالمية للإنقاذ (WRO)، وبمشاركة 14 فريقاً منهم 11 فريقاً من داخل الدولة و3 فرق من خارج الدولة، يتنافسون في سيناريوهات تحاكي الحوادث الواقعية، .
وشهد انطلاق المنافسات، الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، بحضور اللواء عبدالله علي الغيثي، مساعد القائد العام لشؤون العمليات، واللواء علي عتيق بن لاحج، مساعد القائد العام لشؤون المنافذ، واللواء سيف مهير المزروعي، مدير الإدارة العامة للمرور، واللواء راشد خليفة بن درويش الفلاسي، مدير الإدارة العامة للنقل والإنقاذ بالوكالة، وعدد من الضباط، والفرق المشاركة في التحدي.
وأكد الفريق المري، أن التحدي يعد منصة استثنائية تتنافس من خلالها فرق الإنقاذ المحترفة والمهنية، محلياً وعالمياً، يختبرون فيها مهاراتهم وقدراتهم في قطاع الإنقاذ والإغاثة، ويتبادلون أهم الممارسات والخبرات في هذا المجال، منوهاً بأن هذه المنافسات التخصصية من شأنها إظهار المهارات العالية للفرق المشاركة من حيث التخطيط والتنسيق والتنفيذ، ورفع مستوى جاهزيتهم لمختلف سيناريوهات الحوادث، بما يضمن سرعة وفاعلية الاستجابة في حالات الطوارئ.
جاهزية تامة
من جانبه، قال اللواء راشد خليفة بن درويش الفلاسي، مدير الإدارة العامة للنقل والإنقاذ بالوكالة، رئيس اللجنة المنظمة لتحدي الإمارات لفرق الإنقاذ، إن هذه المنافسات تهدف إلى الاطلاع على أفضل الممارسات والجهود في مجال الإنقاذ، وتبادل الخبرات، ورفع كفاءة الفرق على مستوى الأداء الفردي والجماعي للعاملين في مجال الإنقاذ، خاصة أن مجال الإنقاذ والحوادث المتعلقة به، تُصاحبه عوامل متغيرة على الدوام لا يمكن التنبؤ بها.
فريقان نسائيان
وأوضح العقيد خالد الحمادي، مدير إدارة البحث والإنقاذ، المدير العام للتحدي، أن 14 فريقاً يتنافسون في التحدي، 11 فريقاً من داخل الدولة و3 من خارج الدولة، ومن هؤلاء الفرق، فريقين نسائيين، أحدهما من شرطة دبي، والآخر من الحرس الوطني، في حين يُشارك فريق من كل من فرنسا وكرواتيا وأكاديمية Relyon للإطفاء من هولندا.
وأوضح أن الفرق عليها أن تثبت قدرتها على التغلب على الصعوبات والتحديات التي يتعرض لها كل من المنقذ والمسعف بشكل احترافي وسريع وفقاً للمعايير الموضوعة من لجنة التحكيم، ومن ضمنها الزمن القياسي.

مقالات مشابهة

  • مديرة صندوق النقد تعد بزيارة بيروت قريباً
  • المري يشهد انطلاق «تحدي الإمارات لفرق الإنقاذ»
  • شرطة دبي والمنظمة العالمية للإنقاذ تعززان التعاون في الإغاثة
  • انطلاق تحدي الإمارات لفرق الإنقاذ 2025
  • شرطة دبي تُطلق تحدي الإمارات لفرق الإنقاذ 2025
  • عشرات القتلى في حادث أليم بغواتيمالا
  • صور| فقدان 28 شخصًا بعد وقوع انهيار أرضي في الصين
  • شرطة دبي تُطلق تحدي الإمارات لفرق الإنقاذ غداً
  • فقدان 28 شخصاً إثر انهيار أرضي في الصين
  • دبلوماسي بريطاني مستقيل يكشف عن صفقات الموت والتواطؤ في جرائم الحرب بغزة