سودانايل:
2024-06-29@13:17:56 GMT

هذا ما فعلت بنا الإنقاذ

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

بقلم عمر العمر

أبو النورة شاهد على ما فعلت بنا الإنقاذ.ففي المذبحة الجماعية يتساوى الجلادوالضحية.كلاهما انتاج بؤس ثقافة الإنقاذ وطيشها.فالدولة كائن حي ينمو ويتطوركالانسان.إبان الطفولة والصبا يميل إلى المغامرة حد التحطيم.حينما يبلغ مرحلة النضوجيتجه إلى الإنتاج حد الإبداع.الإنقاذ بلغت الثلاثين ولم تشارف الرشد، إذ حصيلة تدميرهاأعلى من حصاد تعميرها.

الإنسان انشغل بالموت -ولا يزال- حتى حوّله من طقس طبيعيإلى فعل ثقافي .الباحثون وصموا انشغال بعض المجتمعات بالموت حد الاسراف ب(ثقافةالموت).لكن دولة الإنقاذ كرّست (ثقاقة التقتيل).ففي قرية أبو النورة يتساوى الجلاد والضحيةمن حيث شهوة القتل لديهما ليس انشغالًا أو انفعالا ب (ثقافة الموت). الوعي يشكل برزخابين الفسطاطين.فمع اليقين بحقيقة الموت ينبت دوما شعور مخيف بالرحيل من البقاء إلىالفناء بينما يفجّر ج فجور القتل احساس الزهو بعدد الضحايا في انتصار زائف متوهم أوثأرلفعل سابق.

*****
بؤس الإنقاذ غيّب عمدا الوعي بين البقاء والفناء في خلطه الممنهج بين الموت والشهادة،القتل والفداء. فماكينات النظام متباينة الموديلات ،متعددة التروس، الدائرة بوقود الدينظلت تطحن عقول الفتية طوال عقود ثلاثة حداً عطّلت عندهم حرية الاختيار. فمع أن أبانا ادموحواء اختارا شجرة المعرفة على الخلود فإن شياطين الإنقاذ لم يوفروا للشباب طوال ثلاثينعام غير خيار القتل أو الموت تحت وهم (حرب مقدسة). إبان هذه السنين الطوال تحولت كلالمنابر في المساجد، المدارس و الإعلام إلى محطات للشحن و التحريض على الموت المجاني والقتل العشوائي.كما ساهمت منظومة التعليم في التنشئة على التعالي و الكراهية.ذلكجهد استهدف جعل الموت أمنية ومناسبة للفرح تحت أهازيج تلبيس كذوب خلطت عمدا بين قيْم الدين وأطماع الدنيا فسيق الشباب إلى بؤر الهلاك.

*****
في ظل تكريس بؤس ثقافة التقتيل لم يتورع النظام عن استيلاد فيالق للتعذيب وجيوشالإبادة على كل المستويات.القيم المجتمعية المورثة والضوابط الأخلاقية أصبحت أولالضحايا حتى تسهل عمليات غسل الأدمغة وتجفيف الضمائر .عندما تتحول الدولة إلىممارس وراع منظم لعمليات العنف تصير مشاهد القتل حدثا يوميا تألفه الأذن والعين.ماحدث في الجزيرة ليس سوى حصاد لهذه الثقافة البائسة حيث يتحول الشباب من رصيدلبناء المستقبل إلى حطام في محرقة يتساوى فيها القاتل والقتيل اذ كلهم معاول للهدم .كلهمضحايا ثقافة القتل.كلهم أشلاء مجتمع متخثر.فالقتلة لا يصلحون جنودا في معارك إعادةبناء مرتجاة ف وطن منتظر .ذلك مستقبل يبدأ من الكف عن دفع الشباب قتلة ومقتولينكالقطيع إلى مستنقع الحرب حيث لا يجدون خيارا غير الانغماس في لعبة التقتيل .

*****
وقف الحرب يتطلب الانتقال على عجل من ثقافة القتل إلى ثقافة الحياة.كما بتطلب إخراجكافة مكونات الشعب من ثنائية النصر والهزيمة.أقرب الطرق لبلوغ تلك الغاية يأتي عبر نشرالوعي ،المعرفة ، بث الحب الخير و الجمال. حب الدين والوطن ينبعان من الروح المؤمنةبالتفاني من أجل الآخر دون طمع أو مقابل. الثورة من أجل وطن أفضل عمل تراكمي -ليسرهين فرد بعينه - في سياق مشروع متكامل ليس عبر حرق المراحل ،دع عنك حرق الوطننفسه.ثقافة الحياة لاتعني فقط محبة العيش الرغد بل أكثر من تلك وقبلها حب الحريةوالعدالة. البون شاسع بين التضحية في حب الوطن والموت في سبيل النظام .

*****
كلمة الحياة و مشتقاتها وردت في القرآن ١٩٠ مرة بينما الموت ١٣٥. ذلك تغليب رباني للخير على الشر .لعبة القتل تستشري على إيقاع موت البعد الروحي في المجتمع. ليس كما يصوردعاة الحرب بتحويل الفتية قنابل موقوتة. في أصول الفقه الأولوية للحفاظ علىالحياة.منطق الرسول الشريف مع الخيار الأيسر.كلاهما يرجحان السلام على الحرب،التعايش، على التناحر،التضامن على التعالي،الطهارة على الفساد.رغم الشحن المكرسلثقافة تكديس الثروة لم ينجح أنصار الإنقاذ في تجفيف ثقافة الزهد واسعة الانتشار فيالتربة الاجتماعية السودانية .على النقيض حوّلها المتعففون الحقيقيون إلى ضرب منمقاومة ممارسات النظام العدوانية. إنغماس الانقاذيين في ترف الحياة يؤكد مثل توغلهم فيممارسات الإستعلاء والإقصاء اخفاقهم في فهم شفرة الإنسان السوداني.

aloomar@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

من الصداقة لـ عشماوي.. قصة سائق قتل صديقه بمساعدة زميله وسيدة لسرقته بالقليوبية

أسدلت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الستار على قضية سيدة وسائق وزميله بإصدار حكم بمعاقبة سائق بالإعدام شنقا والمشدد 15 عاما للمتهم الثاني، وسجن لمدة عامين على المتهمة الثالثة، لاتهامهم بقتل شاب بغرض سرقة مركبته "توكتوك".

ووجه في أمر الإحالة، إلى "أحمد.ا.ف.ع"، البالغ 22 عامًا، و"صهيب.م.ع"، البالغ 23 عامًا، تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار للمجني عليه حازم وائل أنور، باستخدام سلاح أبيض "سكين"، وسرقة دراجة نارية تابعة له في نفس الوقت والمكان.
كما اتهمت النيابة العامة المتهمة الثالثة "عظيمة.م.ا"، البالغة 32 عامًا، بإخفاء المسروقات مع علمها بأنها متحصلة من جريمة قتل وسرقة سابقة.

وفي تفاصيل الحادث، أظهرت التحريات أن المتهمين الأول والثاني اتفقا على قتل الضحية لسرقة دراجته النارية (توكتوك)، وقد استخدما السكين لتنفيذ الجريمة في مكان نائي، حيث طعن أحدهما الضحية بشدة ما أدى إلى وفاته، فيما كان الثاني يراقب المكان ويسهل الهرب بالدراجة المسروقة. 

وإستطرد أمر الإحالة ان المتهمة الثالثة: أخفت أشياء مسروقة وهي دراجة النارية مع علمها من أنها متحصلة من جناية القتل سابقة الوصف على النحو المبين بالأوراق.

وتعود أحداث الواقعة عندما توصلت تحريات المباحث إلى أن قام المتهمين الأول والثاني بالإتفاق علي إزهاق روح المجني عليه المتوفي إلي رحمة مولاه ليتمكنوا من سرقة الدراجة قيادته توك توك) وبيعها للمتهمة الثالثة واعدا لذلك سلاح ابيض ( سكين) وما أن ظفرا به بمكان نائي مهجور حتى سدد الأول له طعنة بصدره أحدثت اصابته التي أدت لوفاته حال تواجد الثاني على مسرح الجريمة لمراقبة الطريق وتمكنا من الاستيلاء على الدراجة وبيعها للثالثة مع علمها بكونها متحصلة من جريمة القتل والسرقة، وإنه نفاذًا لقرار النيابة العتمة تمكن من ضبط المتهمين وبمواجهتهم اقروا بارتكاب الواقعة على نحو ما شهد به.

مقالات مشابهة

  • تأجيل الحكم على متهم بقتل شاب بالمعادى لشهر يوليو بعد إحالة أوراقه للمفتى
  • تنفيذ حكم القتل قصاصاً بمواطن دهس آخر حتى الموت بالرياض
  • أول صورة لسائق التوك توك ضحية القتل والسرقة بسنورس في الفيوم
  • أول صورة لسائق التوك توك ضحيه القتل في الفيوم
  • غزة تتمسك بالحياة رغم الألم
  • أطفال غزة المفقودون.. مصائر مختلفة بين الموت والاحتجاز
  • من الصداقة لـ عشماوي.. قصة سائق قتل صديقه بمساعدة زميله وسيدة لسرقته بالقليوبية
  • المطران عطاالله حنا: نعزي الأسر المكلومة بفقد أبنائها بسبب جرائم القتل المروعة
  • والدة لاعب حرس الحدود تتصدر التريند.. ماذا فعلت في أرض الملعب؟
  • غارات الموت تواصل حصد الابرياء.. والمقاومة تتصدى لقوات الاحتلال في رفح