اللجنة الأمنية والتنظيم الذي تتبعه انحنت لعاصفة رد فعل الشارع بعد جريمة فض الاعتصام التي دبّرها وشارك في تنفيذها تنظيم الحركة الإسلامية، ومثّلت تلك الجريمة الصادمة أول محاولة للانقلاب على الثورة.
قاموا لاحقا بتوقيع الوثيقة الدستورية وهم يضمرون الانقلاب عليها رغم أنها (لأسباب غامضة) أعطتهم الكثير، كان التفاوض مع العسكر وتوقيع التسوية معهم خطأ قاتلا، لكن المواطن تجاوب مع رغبات قوى الحرية والتغيير في الاستجابة لمبادرات حقن الدماء، والمضي في طريق السلمية الذي اختارته جماهير الثورة سبيلا أوحدا للتغيير.


تواصل التنسيق بين التنظيم الكيزاني وقيادة الجيش لإفشال كل محاولات الحكومة المدنية لبسط نفوذها وتنفيذ اصلاحاتها وتفكيك النظام القديم. كانت هناك أكثر من خطة لإحباط الثورة واستعادة النظام القديم. بدأت بفض الاعتصام ثم الحرب على الحكومة المدنية، إخفاء السلع وعرقلة حصول المواطن على مختلف الخدمات (تم إخفاء حتى دفاتر جوازات السفر) أعطال امدادات المياه والكهرباء، المضاربة في الدولار، إحداث انفلات أمني من مجموعات متفلتة تمت صناعتها داخل جهاز المخابرات الكيزاني، وغير ذلك من العراقيل.
جهاز الدولة بالكامل يتبع للتنظيم الفاسد، التنظيم هو القلب الذي يضخ الدماء في دورة الفساد التي ابتلعت مؤسسات الدولة كلها بخدمتها المدنية وأجهزتها العدلية وقواتها النظامية، إضافة لمن تم ربطهم بدورة مصالح تشمل اعدادا هائلة من أصحاب الاعمال وسماسرة السياسة من حركات وقيادات قبلية وغيرها، ممن صار حرصهم على استمرار نظام الفساد أكثر من الكيزان انفسهم (كان لافتا أنّ شروط الناظر ترك لعدم اغلاق الميناء والطريق القومي انحصرت في إلغاء مسار الشرق و حل لجنة تفكيك التمكين!)
الجزء الثاني من الخطة كان الانقلاب، وبديل فشله المحتمل كان الحرب، بدأ تحويل قوات الدعم السريع إلى عدو قوي منذ لحظة خلع عمر البشير، بدأ ذلك بإلغاء البرهان للمادة 5 والخاصة بخضوع قوات الدعم السريع لأحكام قانون القوات المسلحة. ثم السماح لهذه القوات بزيادة اعدادها وتكثيف تسليحها. قد يعتقد البعض انّ البرهان كان يسعى بذلك للمضي في خطة عمر البشير لجعل قوات الدعم السريع حارسا وضامنا له من انتفاضات الشارع وغدر التنظيم، الذي كان ينظر للبشير كعائق في محاولات التنظيم لتنظيف وجه النظام وتسويقه دوليا ورفع العقوبات التي تُكبّل أعضائه. لكن التنظيم الذي كان يستجوب قيادة الجيش التابعة له حول ملابسات خلع عمر البشير هو الذي خطط ونفّذ كل شيء.
الحرب التي بدأ رموز التنظيم التبشير بها قبل التوقيع النهائي على الاتفاق الاطاري. لم تهدف ابدا الى هزيمة الدعم السريع بقدر ما كان هدفها هو هزيمة الثورة، إحداث اكبر قدر من الجرائم والفوضى، عقابا للشعب على ثورته رغم تحذيرات التنظيم المسبقة من قبل الثورة أن الفوضى والانفلات الأمني سيكون هو البديل في حال سقوط حكمهم. وثانيا جر المدنيين إلى ساحة الحرب لإحداث اكبر قدر من الخسائر وسطهم لردم الذاكرة بجرائم جديدة تغطي على جرائم الثلاثة عقود الإنقاذية، إنهم ينفذون عمليا فتوى قتل ثلث الشعب لإخماد أية روح للثورة في هذه البلاد.
انظر للانسحابات دون قتال من المدن، والى دفع الناس وإلهاب حماسهم للقتال ثم تركهم لمصيرهم دون تدريب كاف أو سلاح يستطيعون به مواجهة قوات الدعم السريع، أنظر الى ما يشاع حول تذمر في صفوف ضباط وجنود الجيش من القيادة التي تبطئ وتكبل قدرتهم على حسم المعارك وتصدر أوامر الانسحابات. فإطالة أمد الحرب هو الهدف الذي يمكن من خلاله دفن الثورة في غبار الجرائم الجديدة.
إنها حرب مصنوعة! صنعتها الحركة الإسلامية الطامعة في استعادة سلطة الفساد، ليكتوي هذا الوطن ومواطنيه الأبرياء بنارها!
#لا_للحرب
#نعم_لكل_جهد_وطني_لوقف_الحرب_العبثية

أحمد الملك

ortoot@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

المرصد السناري: قوات الدعم السريع قتلت اكثر من 40 شخص بـ«جبل موية»

وثق فريق المرصد السناري عشرات الإصابات بالأعيرة النارية جراء الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة وقصف الطيران الحربي.

سنار: التغيير

كشف المرصد السناري لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، عن قتل  قوات الدعم السريع  لأكثر من (40) شخصاً بمنطقة “جبل موية” في ولاية سنار جنوب شرقي السودان.

ودارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مساء الثلاثاء، على بوابات المدينة تركزت عند منطقة “كبري العرب” على بعد كيلومترات من منطقة (سنار التقاطع) المدخل الرئيس لللمدينة، وسط هلع وشائعات بسقوط المدينة في يد “الدعم السريع”، دفعت المواطنين إلى الخروج من منازلهم تأهباً للنزوح.

ارتكاب مجازر

وقال المرصد السناري في بيان، اطلعت عليه (التغيير)، إن أكثر من 40 شخصا قتلوا رميًا بالرصاص، بطريقة وحشية واستهداف مع سبق الإصرار.

وأدان المرصد ما وصفه بالمجازر التي تنفذها قوات الدعم السريع ضد المدنيين دون أي وازع إنساني أو أخلاقي.

وطالب بتحقيق مستقل بشأن ما حدث في منطقة جبل موية ومناطق أخرى بولاية سنار.

وأوضح المرصد السناري لحقوق الإنسان، أن بحوزته إفادات ومعلومات، تثبت أن قوات الدعم السريع اقتحمت منزل السيد الطاهر بمنطقة جبل موية، وأنه “تمت تصفيته وقتله هو وابنه الطاهر السيد الطاهر أمام ذويهم بدم بارد، ونهب كل ممتلكاتهم”.

ولفت إلى مواصلة عمليات التحقق والتقصي عن العشرات من المدنيين الآخرين.

خوف وهلع

وأشار المرصد إلى أنه منذ اليوم الأول لمهاجمة قوات الدعم السريع منطقة جبل موية وما جاورها، ونتيجة لاستمرار المعارك العنيفة منذ صباح الاثنين الماضي، أصيب المواطنون بحالة من الهلع والخوف، وخرجوا في حالات نزوح جماعي كبير لـ”النساء والأطفال والرجال” جنوبًا الى منطقة الدالي والمزموم ومنطقة سنجة وشرقًا الى مدينة سنار وغربًا الى ولاية النيل الأبيض، مع انقطاع تام لكل الطرق الرئيسية بسبب الاشتباكات المسلحة.

وأكد أن الظروف الإنسانية سيئة ومعقدة مع انعدام الغذاء ومياه الشرب، التي أدت إلى نزوح المئات من المواطنين سيرًا على الأقدام، كما لا يزال المئات أيضا يعانون في الأصقاع للوصول إلى الأماكن الآمنة، إضافة إلى الأعداد الكبيرة للعالقين داخل منطقة الجبل وقراها.

ووثق فريق المرصد العشرات من الإصابات بالأعيرة النارية خلال الأيام الماضية، بسبب الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة وقصف الطيران الحربي، على إثره استقبلت مستشفيات سنار المدينة عددا منها لتلقي العلاج، وآخرين مفقودين حسب إفادات ذويهم.

وفي السياق، قال المرصد، إن قوات الدعم السريع هاجمت المدينة سابقًا “29 مايو 2024م ونفذت تصفيات جسدية لمدنيين داخل منازلهم وهم عباس بلة الحسين، وأبو القاسم محمد جبارة، فيما أصيب بالرصاص المباشر كل من التوم سعيد وسعيد التوم سعيد البالغ عمره 6 سنوات.

مناشدات

وناشد المرصد البعثات الأممية والمنظمات الحقوقية لإجلاء العالقين من المدنيين في مناطق الاشتباك العسكرية بمنطقة جبل موية وما جاورها، وفتح مسارات آمنة لهم، كما ناشد بفتح مراكز أيواء وإعاشة للنازحين والمتضررين من هذه الاشتباكات.

وحذر المرصد، طرفي الصراع من استهداف المناطق المأهولة بالسكان سواء بالتدوين المدفعي أو الطيران الحربي، ومراعاة القوانين والمواثيق الدولية والمحلية لحماية المدنيين.

الوسومالجيش الدالي والمزموم الدعم السريع السودان المرصد السناري لحقوق الإنسان جبل موية سنار سنجة

مقالات مشابهة

  • الجيش في السودان يؤكّد مقتل العشرات في عملية تحرير جبل موية
  • الأمم المتحدة: أكثر من نصف السودانيين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد
  • قوات الدعم تقصف الفاشر وتحذيرات من خطر المجاعة في 14 منطقة
  • تأملات في مواقف تقدم (١)
  • المرصد السناري: قوات الدعم السريع قتلت اكثر من 40 شخص بـ«جبل موية»
  • قوات حميدتي تواصل استراتيجية الأرض المحروقة في السودان
  • قوات حميدتي تواصل إستراتيجية الأرض المحروقة في السودان
  • السودان: بعد دعمهم الجيش.. كيف استهدفت “مسيّرة” احتفالا لـ «قيادات قبلية»
  • لوموند: الأرض المحروقة إستراتيجية الدعم السريع في السودان
  • حرب السودان في عامها الثاني.. مفترق طرق