الاحتفالات السرمدية ما المغزى ولمن الرسالة؟
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
بقلم: حسن ابوزينب
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادو
البيت لا يبتني الا على عمد
ولا عماد إذا لم ترسي أوتاد
فان تجمع أوتاد وأعمدة يوما
فقد بلغوا الأمر الذي كادوا
الأفوه الأودي (شاعر جاهلي)
بقلم : حسن أبوزينب عمر
السيارة تتأوه وترتج وتهز جسدك كله واطاراتها تخرج من حفرة وتسقط في أخرى على شارع الأسفلت الذي شيدته شركة ستراباج الألمانية ولم تطاله يد الصيانة منذ افتتاحه عام 1979 وأنت تسير في طريق وسط جبال رمادية متناثرة وأشجار شوك عجفاء تقاوم مدفوعة بغريزة حب البقاء حية من أنياب المسكيت الملعون .
الزهور والورد شتلوه جوة قلبي
عشان حبيبي تذكارو ديمة عندي
كم اجتمعنا في تهني وفي تمني
ثم افترقنا وكأني ما كأني
الجور تفشى والهجران تبدا
الحب تولى والإخلاص تعدا
أغنيات من العذوبة والجمال من زمان مضى .. زمان لن يعود فكل شيء زفت الا الطريق الذي تمشي عليه.
الناس تتجمع وتستقبل وتودع زرافات ووحدانا وفي حماس تام فاذا كانت لديهم هذه الطاقة والحماس والهمة فلماذا لا تظهر في العمل الجاد حتى أصبحت كل أيامنا استقبالات ووداع ومهرجانات تكريم فهل تحولنا الى مخلوقات نعيش بسطح وجودها وبقشرة جسمها ..ان الشعب الذي ينفق أحشائه وهمته وحماسه في الاستقبالات ومهرجانات التكريم الوهمية التي ينفض سامرها قبل أن يجف حبرها ويعود الى بيته جثة خاوية جوفاء ليس فيها همة لشيء هو شعب يحتاج الى تحليل نفسي فهل هو خطأ في التربية والتعليم ؟ هل هو خطأ سياسي تنظيمي؟
ان سبعون في المائة من مساحة الوطن لا زالت محتلة من قبل ميلشيات همجية مجنونة تعيث في الأرض فسادا وتستبيح بالدمار مقدرات اقتصادية وصحية وتعليمية وتراثية تم تشييدها منذ مئات السنين من جيب محمد أحمد (دافع الضرائب) في بلد الآن تعيش حالة عزلة دولية غير مسبوقة لا يحرك أنين ضحاياه من قتلى الرصاص والجوع والاغتصابات الجماعية شعرة في جفن المجتمع الدولي الذي اكتفى بالتفرج . الأسعار تكوي الأجساد وهي تتصاعد في عنان السماء sky rocketing والتلوث البيئي يتمدد وقتلى قرية ود النورة يقفز الى 200 وجثث الهاربون الى مصر بالتهريب تفوق قدرة مستشفيات أسوان ومع ذلك لازالت المنصات عامرة ببشر يضعون ابتسامات عريضة ويحملون شهادات تكريم يلتقطون صورا تذكارية أمام أضواء الكاميرات ..تتساءل ماذا حدث من جديد يبرر شلالات الفرح فيرتد اليك البصر خاسئا وهو حسير. فهل أصبح الانسان السوداني ظاهرة احتفاءيه؟
ان العمر قصير والانسان لم يولد ليعيش عبثا ويموت عبثا كما يقول الدكتور مصطفى محمود فما يعانيه يدعو لأن نعمل شيئا أكثر إيجابية في حياتنا من مهرجانات الاستقبالات العبثية واحتفالات التكريم العدمية التافهة ..شيئا لإعادة ترميم الذوق العام ..فيد الادراك والفهم والوعي ينبغي أن تتدخل لإحداث التغيير والتصويب المطلوب.
oabuzinap@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
محمد صبحي: الدين لا يُقيِّد الفنَّ صاحبَ الرسالة والدراما لا تُهين علمائه
شهد جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لليوم الرابع على التوالي، ندوة مميزة بعنوان "الفتوى والدراما"، استقطبت عددًا كبيرًا من رواد المعرض، وسط تفاعل ملحوظ من الحضور.
ناقشت الندوة العلاقة بين الدين والفن ودور الدراما في تشكيل وعي المجتمع، مع التأكيد على أهمية تقديم القيم الدينية بطريقة صحيحة.
أدار الندوة الإعلامي شريف فؤاد، بحضور فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، والأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إلى جانب الفنان القدير محمد صبحي، المعروف بأعماله التي تمزج بين الرسالة الفنية والمعالجة المجتمعية.
الدراما بين الالتزام والإبداعاستهل الفنان محمد صبحي حديثه بالإشادة بدور دار الإفتاء وفضيلة المفتي في دعم الحوار بين الفتوى والفن. وأكد أن الدراما هي أداة فنية تعتمد على الخيال لنقل الواقع، مع ضرورة التزامها بالأخلاق التي يحث عليها الدين. وأضاف أن الفن الجيد يهدف إلى إثارة التأمل والتفكير دون التعدي على القيم الأخلاقية.
وفيما يتعلق بالتساؤلات المثارة حول إلزامية الفتوى، أوضح صبحي أهمية النقاش حول مدى تقبل الجمهور للفتاوى ومدى ارتباطها بالسلوكيات اليومية.
كما أشار إلى بعض الانتقادات التي وُجّهت له خلال مسيرته الفنية، مستشهدًا بمسلسل "ونيس"، الذي قدم نموذجًا للأسرة المصرية وأبرز القيم الأخلاقية.
وأوضح أن المسلسل تناول الأخطاء البشرية بطريقة واقعية، مشيرًا إلى حادثة شهدها بنفسه حين تحولت إحدى الحارات الشعبية إلى نموذج حضاري بسبب تأثرها بمحتوى المسلسل.
الفن كوسيلة لتوجيه المجتمعناقش صبحي أهمية دور الإعلام والدراما في بناء وعي مجتمعي إيجابي، معربًا عن قلقه من تأثير الأعمال الدرامية التي تروج لأفكار وسلوكيات سلبية.
وانتقد بعض الأعمال التي تعكس الإسفاف الفكري وليس اللفظي فقط، ودعا إلى إنتاج محتوى هادف يبرز القيم الإيجابية، مع تقديمه بطريقة جاذبة للمشاهدين.
وتطرق إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأجيال الجديدة، محذرًا من انتشار أفكار تهدد القيم الدينية والمجتمعية. وأكد الحاجة إلى خريطة ثقافية وإعلامية تسهم في بناء الوعي الديني والثقافي، مع دعم الأعمال الدرامية التي تسلط الضوء على النماذج الإيجابية في المجتمع.
دعوة للتوازن بين الحرية والالتزامأكد صبحي أن الفن لا يجب أن يُقيّد، ولكنه بحاجة إلى ضوابط تعزز القيم دون أن تحد من الإبداع.
ودعا إلى التعاون بين الجهات المعنية لإنتاج أعمال درامية وبرامج تُعرض في أوقات مناسبة للأسرة، مثل مسلسل الشيخ محمد متولي الشعراوي، مع ضمان الترويج لها بشكل فعال.
رسالة الدراما في بناء الإنساناختتمت الندوة بالتأكيد على أن الفن هو أداة بناء وليست هدم، ويجب أن يساهم في تحقيق تنمية مستدامة تبدأ من تربية النشء على القيم الأخلاقية والسلوكية.
ودعا الحاضرون إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية والفنية لتقديم محتوى يخدم المجتمع ويوجهه نحو مستقبل أفضل.
هذه الندوة تعد واحدة من الجهود المستمرة التي تبذلها دار الإفتاء لتعزيز التفاعل بين الفتوى والثقافة والفنون، بما يدعم القيم الإيجابية في المجتمع ويرسخ الوعي الديني بشكل عصري ومؤثر.