البركان هو صاروخ ثقيل ودقيق وذو مدى قصير جدًا يستخدمه حزب الله اللبناني في عملياته ضد إسرائيل، فكيف أصبح هذا الصاروخ بالذات صداعًا لإسرائيل؟.

سؤال طرحه موقع (كالكاليست) الإسرائيلي، ليرد بتقرير لكاتبه نيتسان سادان شرح فيه فكرة عمل صاروخ البركان، الذي يعتبره الصاروخ الأبسط، والأبطأ والأكثر تعقيدًا في ترسانة حزب الله.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مقال بواشنطن بوست: مودي ونهاية أسطورة الرجل القويمقال بواشنطن بوست: مودي ونهاية أسطورة ...list 2 of 2صحيفة روسية: أوكرانيا باتت ساحة لاختبار أسلحة غربية متطورةصحيفة روسية: أوكرانيا باتت ساحة لاختبار ...end of list

في البداية يوضح سادان أن صاروخ "البركان " هو نوع من الأسلحة المركبة، التي يمكن بناؤها من أجزاء صواريخ أخرى في ساعة عمل واحدة تقريبًا، دون الحاجة لاستخدام اللحام تقريبًا، وهو ينتمي إلى فئة أسلحة تسمى صواريخ ثقيلة الوزن".

ويضيف الكاتب أن هذا الصاروخ مختلف تماما عن أي صاروخ مدفعي آخر، إذ إن الصواريخ القياسية العادية تعتمد بالأساس على الوقود لكي تطير بعيدًا قدر الإمكان، ولكن شحنتها المتفجرة صغيرة نسبيًا.

ويضرب كمثال على ذلك صاروخ الكاتيوشا الشهير الذي يصل مداه إلى 40 كيلومترًا، مع قنبلة تصل إلى 25 كيلوغرامًا، ويعتمد إطلاق الكاتيوشا على الكمية: فقاذف الكاتيوشا القياسي (BM21) يحتوي على 40 أنبوبًا يفرغها في غضون 20 ثانية، وبهذا يحقق ضررًا صغيرًا ولكن على منطقة واسعة.

في المقابل، تعمل الصواريخ الثقيلة الوزن بطريقة معاكسة، فشحنتها المتفجرة ثقيلة جدًا -من 100 إلى 500 كيلوغرامًا- وهي أكبر بحوالي 60 بالمئة من محركها، وتهدف لإحداث أقصى ضرر في نقطة معينة.

ويؤكد الكاتب على أن هذا النوع من الصواريخ ليس اختراعًا جديدًا، ففي الحرب العالمية الثانية استخدم النازيون صاروخا مماثلا لم يكن مداه يتجاوز 4 كيلومترات، كما طورت إسرائيل نسخة منه لها غلاف صلب ومصممة لاختراق التحصينات، مع شحنة متفجرة تبلغ 250 كيلوغراما ولم يكن مداها يتجاوز كيلومترا واحدا، وكانت إحداها هي التي تسببت في قتل عبد المنعم رياض، رئيس أركان الجيش المصري، في 9 مارس/آذار 1969.

ويلفت إلى أنه، مع مرور الوقت، أصبحت الصواريخ ثقيلة الوزن أبسط وأبسط، ففي اليوم الحالي هي ليست أكثر من برميل متفجرات مع باعث تصادم يشغل القنبلة عند الاصطدام، ويُثبت عليها محرك من صاروخ غراد أو ما شابهه، ويُربط بها ذيل لتحقيق الاستقرار أثناء الطيران ثم توضع في أنبوب وتطلق.

وبحسب الكاتب، فقد اكتشف حزب الله هذه الصواريخ في الحرب السورية، ربما حوالي عام 2012، وكانت بالضبط ما يبحث عنه، فهي أداة سهلة واقتصادية لتعطيل مواقع الجيش الإسرائيلي.

ولفت الكاتب إلى أن الصواريخ الثقيلة حلّت كل المشاكل بضربة واحدة، فمعها لم يعد يجب التسلل وتعريض الجنود للخطر، حيث يكفي وضع منصتي صواريخ على شاحنة، ووضعها في حظيرة في القرية، ثم إخراجها وإطلاقها عند الحاجة وإعادتها في غضون دقيقة، ويكلف مثل هذا الصاروخ أقل من 400 دولار، ولكن الضرر الذي يسببه للموقع الذي يصيبه هائل.

عيوب صاروخ البركان الثقيل

وذكر الكاتب أن هناك أيضًا عيوبًا لهذه الصواريخ: فالبركان ليس فقط على شكل سخان شمسي، بل يطير أيضًا مثل سخان شمسي، حيث يمكن رؤيته في الهواء، كأنه من بطئه لا يريد الطيران.

وأفاد الكاتب أن هذه الصواريخ البدائية بالذات هي التي تعقد عمل القبة الحديدية وتفلت من صواريخها كثيرًا، حيث تعمل بطارية صواريخ القبة الحديدية من خلال رادار مميز يتعرف على حركة الجسم في الجو، ويفهم إلى أين يتجه، وما هي سرعته وزاويته وهكذا يتم تحديد مساره، وهو ما يسمح بفهم أي صاروخ يشكل خطرًا على منطقة سكنية أو قوة معينة، من خلال حساب نقطة الالتقاء وبالتالي يتم إرسال صاروخ اعتراضي إليه.

وبين الكاتب أن هذه المنظومة تعمل بشكل رائع، حتى إذا كان الصاروخ المهاجم سريعًا جدًا، أو يتحرك في مسار منخفض أو حتى يتهرب قليلا.

لكن البركان ليس صاروخًا منتظمًا، فهو يطير لمسافة قليلة جدًا، وعناصر حزب الله يطلقونه من مسافات قصيرة، ومن منصات مخبأة في المنطقة، وهو ما يجعله يستغرق من مرحلة الإطلاق إلى الاصطدام حوالي 10 ثوانٍ. ولذا لا يمكن دائمًا للصاروخ الاعتراضي من القبة الحديدية أن يحصل على نقطة الالتقاء ويرتطم به في الوقت المناسب.

طريقة إيقاف صواريخ حزب الله

وكشف الكاتب أن ما يمكنه إيقاف البركان بنسبة كاملة هو الليزر، أو نظام "ماغن أور" الذي تطوره شركة رافائيل، وهو سلاح طاقة يمكنه أن يدمر الهدف في لحظة اكتشافه من خلال الموجات الرادارية التي تتحرك بسرعة الضوء، كما أن الليزر نفسه هو ضوء، وهكذا الإصابة ستكون أمرًا حتميًّا، وسوف ينفجر الصاروخ في نفس المكان أو يدور حول نفسه ويسقط أثناء صعوده. ولكن الإشكالية أن هذا النظام لا يزال قيد التجربة ويجب أن تكتمل مشاريع ماغن أور وتصبح عملياتية، وهذا سيستغرق بعض الوقت.

واختتم الكاتب التقرير بالإجابة على سؤال: ماذا نفعل في هذه الأثناء؟ موضحًا أنه يجب إيقاف المقاتلين من حزب الله وهم في طريقهم إلى مواقع الإطلاق الخاصة بهم، من خلال فرق المسيرات والطائرات ذات الكاميرات القوية التي تمشّط السماء، ومراقبات قيادة الشمال التي تمسح منطقة الشجيرات، وبالتالي عندما ترى أي شيء بشري، ينبغي أن يتم قصفه وتحييده، وبهذه الطريقة تم القضاء على عدة خلايا من حزب الله وتدمير عدة منصات لإطلاق صواريخ البركان، وفقا للكاتب.

لكن سادان يحذر -في الوقت نفسه- من أن الحدود طويلة، وحزب الله لا يستسلم، ولهذا يبدو أن إسرائيل ستضطر لطرد حزب الله إلى أبعد من مدى هذه الصواريخ عن طريق عملية عسكرية مباشرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات القبة الحدیدیة هذه الصواریخ الکاتب أن حزب الله من خلال صاروخ ا

إقرأ أيضاً:

الكاتب الصحفي صلاح الدين عووضه يروي تفاصيل جديدة عن نجاته من “الوحوش”.. ونجوت!!

حصريا على “تاق برس ” .. الكاتب الصحفي صلاح الدين عووضه يروي تفاصيل جديدة عن نجاته من “الوحوش”.. ونجوت!!

ونجوت !! (2)
كان عددهم كبيرا… وجاري عماد – صاحب البيت المواجه – يقف في منتصف سياج البيت الحديدي المنبثة في أرجائه شجيرات ونباتات وزهور..
يقف ناظرا إليهم وهم يحاولون تسلق السياج بعد رفضه فتح بابه لهم..
وبعد قليل رأيت أضألهم جسما يتسلقه – كما القرد – من جهة نقطة ضعفه الوحيده وهي السبيل..
وسرعان ما نجح في ذلك . بخفة نسناس – ليفتح الباب لبقية زملائه من الوحوش..
وعند هذا الحد كففت عن التحديق عبر ثقب الباب وهرولت نحو الداخل..
فقد سمعت صياحا قريبا وصوت أحدهم يزمجر آمرا : أطرقوا جميع هذه الأبواب..
فأدركت – عندئذ – أن عددهم أكبر مما كنت أظن..
وأنهم يحاصرون غالب بيوت حينا لا منزل عماد وحده..
وعلمت من جارنا هذا – عند انقشاع الغمة – أنه نجا من القتل بأعجوبة..
القتل طعنا بالسونكي تجنبا لإطلاق أعيرة نارية؟..
كانوا يكثرون من تحذير بعضهم بعدم استخدام الرصاص بما أن الجيش وصل عند حدود منطقتنا
الشمالية..
وهم بقدر خشيتنا منهم يخشون الجيش ؛ وأكثر..
سيما – حسبما يتهامسون فيما بينهم كتائب البراء…ودوابي الليل…وقوات العمل الخاص..
ويفرون من أمامها – ومن جميع أفراد القوات النظامية – فرار الأرنب البري من كلاب الصيد السلوقية..
وينطبق على كل واحد منهم شطر بيت الشعر القائل : أسد علي وفي الحروب نعامة..
نجا جاري -كما ذكرت – من الموت طعنا بالسونكي مرتين..
وعند محاولة طعنه للمرة الثالثة حدث شيء كان سببا في نجاته..
ونجاتي أنا – كذلك – بفضل الله..
وقبل أن أواصل قصتي أنا مع هؤلاء الوحوش أحاول التمهيد لذلك – تشبيها – بما خيم على
ذهني في تلكم اللحظات..
هل منكم من شاهد فيلم الرعب الأمريكي الشهير (الفزاعة)؟..
إن كان منكم من شاهده فلا يمكن أن ينسى عربة كائن الفزاعة المخيفة ؛ شكلا ، وصوتا ، ولونا..
وما يعنيني هنا الصوت ؛ فهو ما كان متاحا لي وأنا وراء الباب..
فقد دوى في فضاء حينا – فجأه – هدير عربة مرعب..
هدير لم أسمع له مثيلا إلا ذاك المنبعث من عربة كائن الفزاعة..
وتزامن صخبه مع قرع عنيف على بابي مصحوب بشتائم في غاية البذاءة.. ولا يمكنا أن تصدر إلا من بذيئين..
ثم أعقب ذلك قسم بقتلي – شر قتلة – فور اقتحامهم البيت..
وسمعت أحدهم يصرخ بغضب شديد : فلنقتلع
هذا الباب اللعين اقتلاعا بواسطة عربتنا..
وعربتهم هذه كان هدير محركها المرعب قد اقترب مني كثيرا..
فلم يخالجني أدنى شك في أنهم سيسحبون الباب إلى الخارج بها ، أو يدفعونه نحو الداخل بمؤخرتها..
وما من حل ثالث ؛ بما أن سلك (غوانتنامو) الشائك يحول دون تسلق الحائط..
وعربة كائن الفزاعة تهدر وكأن محركها محرك شاحنة ضخمة ، وإطاراتها إطارات مجنزرة عسكرية..
وازداد الطرق على الباب ضخبا مع تزايد ضجيج العربة..
وسمعت من يصرخ بأعلى صوته ليسمع في خضم هذا الصخب والضجيج : أين أنتم يا أولاد ال……..؟…لقد أخرجنا السيارة ؛ دعونا (نتخارج) سريعا..
فأدركت – لحظتها- أن عربة كائن الفزاعة كانت منشغلة بسحب عربة جارنا عمر..
وأنشغل بهذا الأمر أيضا كثير من الوحوش التي بالخارج..
فكان في فقد عمر لعربته نجاة لعماد ؛ ولشخصي..
من موت محقق !!

مقالات مشابهة

  • إلهام أبو الفتح تكتب: صواريخ رمضان
  • الاحتلال يعلن سقوط صاروخ يمني في سيناء.. يُرجح أنه كان متجها لـإسرائيل
  • إخلاء منازل قيادات الحوثي ونقل الصواريخ تحسباً لضربات أمريكية جديدة
  • اعلام عبري: سقوط صاروخ حوثي في مصر
  • موقع عبري: إسرائيل على علم مسبق بالضربات الأمريكية في اليمن
  • إعلام عبري: سقوط صاروخ أطلق من اليمن في الأراضي المصرية
  • رحيل الكاتب النرويجي داغ سولستاد عن 83 سنة
  • بعد قرار النائب العام.. ماذا ينتظر مستخدمي الصواريخ والألعاب النارية؟
  • الصين تطلق قمرين اصطناعيين جديدين
  • الكاتب الصحفي صلاح الدين عووضه يروي تفاصيل جديدة عن نجاته من “الوحوش”.. ونجوت!!