رأت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أن "الصراع الطاحن على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أصبح موضع تركيز حاد في الأيام الأخيرة بعد أن وصلت الضربات عبر الحدود إلى مستوى جديد من الشدة باستخدام أسلحة أكبر وأكثر تطوراً، مما عمّق المخاوف من صراع شامل بين حزب الله وإسرائيل أو حتى حرب إقليمية. ويوم السبت، أعلن حزب الله مسؤوليته عن شن 10 هجمات على الأقل في شمال إسرائيل وادعى أنه أطلق وابلاً من صواريخ فلق-2 الثقيلة على قاعدة عسكرية في بيت هليل.

وإذا ثبتت صحة ذلك، فسيكون هذا أول استخدام لهذا السلاح الذي يتم تصنيعه في إيران ويتميز برأس حربي يزن 60 كيلوغرامًا ومدى يصل إلى 11 كيلومترًا".
وبحسب الصحيفة، "في وقت سابق، صُدمت إسرائيل عندما قُتل جندي إسرائيلي وأصيب 10 آخرون في بلدة حرفيش بعد أن شن حزب الله هجوماً بطائرات مسيّرة مفخخة. ودفع الغضب الشعبي بسبب حرائق الغابات الهائلة التي أثارتها الصواريخ القادمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التوجه إلى بلدة كريات شمونة الشمالية المهجورة القريبة يوم الأربعاء. ولدى وصوله، هدد برد "قوي للغاية" و"إجراء قوي" لاستعادة الأمن في الشمال. ورغم أن المواجهة المنخفضة الحدة على الحدود الشمالية أصبحت غير محتملة، فإن قليلين يعتقدون أن الحكومة الإسرائيلية، باستثناء عناصرها الأكثر تطرفاً، تريد فتح جبهة ثانية في حربها التي دامت ثمانية أشهر".
وتابعت الصحيفة، "أشار حزب الله الأسبوع الماضي، من خلال نائبه الشيخ نعيم قاسم، إلى أن المجموعة المدعومة من إيران لا تسعى إلى توسيع الصراع مع إسرائيل، لكنها لن تنسحب من الحدود اللبنانية حتى تنتهي الحرب في غزة. ولكن موافقة قيادة حماس في غزة على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة والذي من شأنه أن يوقف الأعمال العدائية في مقابل عودة الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين يظل بعيد المنال. وفي حين نجح الجانبان من الحدود اللبنانية الإسرائيلية حتى الآن في السيطرة على الصراع الذي يخرج عن نطاق السيطرة، يحذر الخبراء من أن الجولة الأخيرة من الاستراتيجيات الصارمة تهدد بدفع المنطقة إلى حرب كبرى".
وأضافت الصحيفة، "قال البروفيسور يوسي ميكيلبيرج، الزميل المشارك في مركز تشاتام هاوس البحثي إن "مشكلة الحرب المنخفضة الحدة هي أنها عرضة لسوء التقدير والتصعيد، وفي الأيام القليلة الماضية وصلت إلى مستوى خطير حقًا". وأضاف: "إنها لحظة حساسة للغاية بين الطرفين. ومن الناحية المنطقية، لا يرغب أي من الطرفين في مواجهة بعضهما البعض في حرب شاملة، لكن السؤال هو عند أي مرحلة سيعبران نقطة اللاعودة". ولم تتمكن إسرائيل من فصل الوضع في الشمال عن الجنوب، مما تركها في "حلقة مفرغة"، كما قالت سيما شاين، وهي مسؤولة كبيرة سابقة في الاستخبارات الإسرائيلية. وأضافت: "لم يتم اتخاذ قرار بعد، لكن يمكنني أن أقول لكم إن هناك ضغطًا متزايدًا في المؤسسة الأمنية للتوجه نحو شيء أوسع". واقترحت أن يشمل ذلك مزيجا من الضربات الجوية والعملية البرية لتلبية المطالب المتزايدة لإنشاء منطقة عازلة على الجانب اللبناني من الحدود".
وبحسب الصحيفة، "أشارت شاين إلى أنه في حين كان هناك حديث عن توسيع هذه المنطقة للوفاء بشروط قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006، والذي يلزم حزب الله بالانسحاب شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 18 ميلاً من الحدود الإسرائيلية، فمن المرجح أن تكون المنطقة العازلة أضيق.وأضافت أن لدى إسرائيل، في الوقت نفسه، "معلومات استخباراتية جيدة" حول مواقع أهداف حزب الله، لكنها واجهت نفس الظاهرة التي واجهتها في الجنوب، وهي أن المسلحين اندمجوا في المجتمعات المحلية، مما يزيد من خطر وقوع خسائر في صفوف المدنيين".
وتابعت الصحيفة، "قال العميد عساف أوريون، الرئيس السابق للقسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي، إن الهجوم سيشمل على الأرجح "ضربات دقيقة واسعة النطاق تعتمد على معلومات استخباراتية على أهداف تابعة لحزب الله في كل أنحاء لبنان ومناورة برية لتدمير جيشه وقمع إطلاق الصواريخ القصيرة المدى".لكن التوصل إلى اتفاق سياسي في الشمال قد يكون في متناول اليد إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس، كما أشار أبراهام ليفين، المحلل في مركز ألما للأبحاث والتعليم".
الاتفاق الدبلوماسي مع لبنان
وبحسب الصحيفة، " قال ليفين إنه في حين أن هذا من شأنه أن يسمح للإسرائيليين في الشمال "بالعودة إلى حياتهم الطبيعية"، إلا أنه لن يزيل التهديد الطويل المدى الذي يشكله حزب الله. ويمكن لإسرائيل أيضاً أن تسعى إلى التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع لبنان أو الحصول على مساعدة من قوات الأمم المتحدة لدفع حزب الله إلى التراجع عبر نهر الليطاني. وأضاف أن الخيار الأخير سيكون "مناورة برية" مماثلة لعملية غزة باستخدام "قوة جوية مشتركة مع دبابات مدرعة ومشاة بكامل قوتها، ربما من أكثر من اتجاه". وأضاف أن هذا النوع من العمليات سيركز على جنوب لبنان ولكن ليس حصرا، إذ أن حزب الله لديه أيضا بنية تحتية في سهل البقاع والعاصمة بيروت، كما وستكون المخاطر عالية بشكل مثير للقلق بالنسبة لكلا الجانبين".
مجموعات في سوريا والعراق واليمن
وبحسب الصحيفة، "على الجانب الإسرائيلي، ستكون العملية البرية "خطيرة" و"أكثر صعوبة من غزة"، كما قال ليفين، لأنها ستواجه عدوًا أفضل استعدادًا وتسليحًا يمكنه إطلاق العنان لأسلحته الثقيلة على المدن الإسرائيلية الكبرى والبنية التحتية المهمة.ويقدر معهد ألما أن حزب الله لديه ترسانة هائلة من الأسلحة تشمل 150 ألف قذيفة هاون، و65 ألف صاروخ يصل مداها إلى 50 ميلاً، و5000 صاروخ وقذائف يصل مداها إلى 50-124 ميلاً، و5000صاروخ يصل مداها إلى 124 ميلاً أو أكثر و2500 طائرة من دون طيار. وهذا من شأنه أن يتيح إمكانية شن هجوم جوي يومي يصعب حتى على أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة أن تصمد أمامه".
وتابعت الصحيفة، "قال العميد أوريون، في إشارة إلى فرقة الكوماندوز التابعة للمجموعة: "سيطلق حزب الله النار بكل الوسائل المتاحة ويشن وحدة الرضوان عبر الحدود". وأضاف: "الضرر في إسرائيل سيكون شديدا وفي لبنان كارثيا. كيف ستتوقف هذه الحرب، وهل ستحظى الولايات المتحدة بدعم إسرائيل؟ تظل هذه أسئلة جدية". إن السيناريو المخيف المتمثل في الدمار الواسع النطاق في لبنان وإسرائيل من خلال الصراع المتصاعد الذي يمكن أن يجذب المجموعات الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن إلى القتال، دفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تحذير إسرائيل من فكرة الحرب المحدودة" في لبنان". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وبحسب الصحیفة فی الشمال من الحدود حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل احتمال عودة إسرائيل للحرب على غزة وارد؟ محللان يجيبان

في ظل التصريحات الإسرائيلية المتضاربة حول احتمال استئناف العدوان العسكري على قطاع غزة، يبرز تساؤل عن مدى واقعية هذا السيناريو الفترة المقبلة، حيث يرى محللان سياسيان أن الأمر قد لا يتعدى كونه أداة ضغط في المفاوضات الجارية.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) سيجتمع الأحد المقبل لمناقشة احتمال استئناف القتال، كما أشارت إلى تعليمات أصدرتها القيادة الجنوبية للجيش للجنود بالاستعداد لاحتمال تجدد الحرب، مع تعزيز القوات قرب قطاع غزة.

ويرى الدكتور محمود يزبك، الأكاديمي المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أن الحديث عن تجدد الحرب يحمل قدرا كبيرا من الضبابية المقصودة، ويوضح أن المجتمع الإسرائيلي، وفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، يعارض بنسبة تتراوح بين 70 و75% فكرة العودة إلى القتال.

ويشير يزبك إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الوحيد الذي يلوح أحيانا بهذا الاحتمال، بينما تبدي القيادة العسكرية معارضة واضحة لفكرة تجديد الحرب.

ويضيف أن الجيش الإسرائيلي يعاني من إرهاق كبير، حيث وقع آلاف الجنود على عرائض ترفض العودة إلى القتال في غزة، كما أن إسرائيل فقدت ما بين 15 و16 ألف جندي بين قتلى وجرحى ومرضى نفسيين خلال الحرب الأخيرة.

إعلان ضربات محدودة

ويرى الأكاديمي المتخصص بالشأن الإسرائيلي أن هذه المعطيات مجتمعة تشير إلى صعوبة استئناف حرب واسعة النطاق، رغم احتمال حدوث ضربات محدودة لكنها مشروطة بالموافقة الأميركية.

ومن جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة أن الفصائل الفلسطينية تأخذ احتمال تجدد القتال بجدية، رغم أن المؤشرات لا تؤكد أن الحرب هي الخيار الأول لإسرائيل، لافتا إلى أن التلويح بالحرب قد يكون أداة ضغط في المفاوضات، خاصة مع زيارة المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف إلى المنطقة.

ويشير الحيلة إلى أن إسرائيل تستخدم المعاناة الإنسانية في غزة أداة حرب، مع تحريك القطع العسكرية لإظهار الجدية في موقفها، ويرى أن انعقاد المجلس الوزاري المصغر يوم الأحد، بعد زيارة ويتكوف، قد يكون محاولة لإظهار أن إسرائيل جادة في خيار الحرب إذا لم تتوصل المفاوضات إلى نتيجة.

ويعود يزبك ليلفت إلى أن الرسائل الإسرائيلية تبدو متضاربة، حيث تشير بعض التقارير إلى أن هدف ويتكوف هو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو المضي قدما في المرحلة الثانية، دون ذكر لاستئناف الحرب.

ويشير إلى أن زيارة ويتكوف قد تكون بمثابة فرصة أخيرة لإسرائيل للتوصل إلى اتفاق، مع تهديد بفرض حلول إذا لم يتم التوصل إلى نتيجة، ويرى أن الإدارة الأميركية لن تقبل بنقض الاتفاقيات من قبل إسرائيل، خاصة أن ويتكوف يعتبر الاتفاقيات أساسا في سياسته.

سلاح الجوع

ويتساءل الحيلة عن مدى فعالية استخدام إسرائيل للجوع سلاحا ضد الفصائل الفلسطينية، ويوضح أن تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق ممكن وفقا لبنود الاتفاق، لكنه يتطلب التزام إسرائيل باستحقاقات هذه المرحلة، مثل استمرار دخول المساعدات ووقف إطلاق النار.

ومنتصف مساء الأحد الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب، وفي ظل إعلان حماس جاهزيتها للمضي قدما وفق بنود الاتفاق الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

إعلان

ويعرقل نتنياهو ذلك، إذ كان يريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.

في حين ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.

مقالات مشابهة

  • موقع أكسيوس الأميركيّ: لهذا السبب لا تزال إسرائيل في جنوب لبنان
  • إسرائيل تعلن اغتيال شخصية محورية في حزب الله
  • هل احتمال عودة إسرائيل للحرب على غزة وارد؟ محللان يجيبان
  • إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول في حزب الله بجنوب لبنان
  • إسرائيل تغتال مسؤولا كبيرا في حزب الله
  • رئيس مجلس النواب اللبناني: إسرائيل أقامت منطقة محتلة جديدة على الحدود الجنوبية للبلاد
  • تقرير صيني يحذر من عودة اعمال انتقامية كبيرة لـ”الحوثيين” اذا استأنفت “إسرائيل” عدوانها على غزة
  • ماذا تعني المناطق الإسرائيلية في لبنان وسوريا وغزة؟
  • فضل الله: ألم تتعب الدولة من العدوان عليها وانتقاص سيادتها؟
  • عبدالملك الحوثي يهدد إسرائيل ويتوعد باستهداف تل أبيب...في حال عودتها للحرب في غزة