الحقيقة الثابتة لدينا أن العمر يمضى والزمن يأخذ منا أجمل أيام العمر، ولكن هل لسن الأربعون جمال وسحر حقيقى يستحق أن نتحدث عنه؟
نعم لهذا السن متعة خاصة لما يكتسب فيه الإنسان كثيراً من خبرات الحياة التى تجعله يتخطى الصعاب فى القادم من عمره، أنه الأربعين من العمر وهى مرحلة الحكمة والرقى فى التصرفات والتحلى بالتخلى عن الصغائر.
أدركت فى هذه المرحلة من العمر أن أهم ما فى هذه الحياة علاقة الإنسان بربه، وهي من أهم ما نسعى ونجتهد لتدعيم تلك العلاقة بالإيمان الداخلى وزيادة القرب من المولى عزوجل.
وأدركت أنى بشر أُخطئ وأُصيب ولا أجلد نفسى مرة أخرى بسبب أي خطأ طالما غير مقصود ولم يؤذي أحد عن عمد.
أستوعبت العبارات العبقرية التى تربيت عليها بأن الإنسان يعيش فى هذه الحياة سعيداً طالما قلبه ممتلئ بالخير لمن حوله، وينجح ويسعد ولايشقى طالما منهمك فى حاله ومن يعول دون غيره، فالإنسان يفقد الكثير من متع الحياة إذا إهتم بتفاصيل غيره ولم يرضى بحاله.
أدركت بأن الأم لابد أن تتفنن فى العطاء بإستمرار ولاتنتظر أى مقابل وتعى جيداً أنها تمتلك أسمى رسالة إذا نجحت فيها تفوز بالدنيا والآخرة.
أدركت أن المرأة العنيدة هى دائماً الخاسرة فى نهاية المطاف، فتفقد كل من حولها بسبب حبها لنفسها ولسيطرتها، فتجد نفسها غير قادرة على إستعاب الآخرين.
أدركت أن الأبناء هم السند فلا نعرقل عقلهم عن الإبداع بالأوامر الصارمة والعنف فى التعامل معهم وتجاهل مشاعرهم وعدم الحديث معهم والإستماع إليهم، فتفهمى طبيعة كل مرحلة وإجعلى الأبناء قادرين على إكتساب ثقتهم فى أنفسهم بالإحتواء والإرشاد لنكون بصلتهم الحقيقية فى هذه الحياة.
أدركت أن حسن الظن وإلتماس الأعذار للناس مفتاح نجاه وسعادة حقيقية للعيش فى سلام، أدركت أن الإرادة وحدها لاتكفى لتحويل العادات السيئة إلى حسنة ولكن التخلى مع الإرادة هما الأساس للتغيير للأفضل، أدركت أن القاعدة الشاذة هى محاولة إرضاء البشر على حساب أنفسنا وأن سر السعادة هى عدم التخلى عن المبادئ والقيم وأن تكون إنسان واضح فى أقوالك وأفعالك لأنك مهما حولت إرضاء الغير لن تكسب سوى المعاناة ولن تشعر بقيمة نفسك إلا إذا إتسمت بالقوة فى إبداء الرأى الحق مهما كانت الصعاب.
أدركت أن أتمسك بالحياة وأن أمتلك دائماً أصابع قوية تنهض بعد كل أزمة لكى أستحق أن أعيش فى الحياة مكرمة كما كرمنى الخالق عزوجل.
أدركت أن الحب الحقيقى للذاتك سيرفع من إستحقاقك حينها ستجذب نواياك بسهولة
أدركت أن الصحة كنز فعلينا المحافظة عليها، أدركت أننى أستطيع أن أحقق أى حلم كان بداخلى وعجزت عن تحققه لأى سبب من الأسباب ولأننى أصبحت أملك قراراتى وإختياراتى، وأدركت أهمية الغربلة فى حياتى وإنتقاء الأشخاص بعناية.
وفى الختام فأن أبرز تجليات حكمة الأربعين أدراك أننا أسرفنا على أنفسنا كثيراً وأرهقنا أعصابنا وحملنا أنفسنا أكثر مما نتحمل، لقد آن الآوان لنعيش ونستمتع بالحياة فى ضوء ما هو متاح أمامنا، لكى نحافظ بذلك على الصحة الجسدية وصفاء الروح والذهن.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مقالات أدرکت أن فى هذه
إقرأ أيضاً:
قتـــ.يل و4 جرحى في عملية طعن بالنمسا
أعلنت الشرطة النمساوية، اليوم السبت، أن رجلاً في الثالثة والعشرين من عمره قام بطعن خمسة من المارة بشكل عشوائي في مدينة فيلاخ الواقعة في جنوب النمسا.
وحسب الشرطة أسفر الهجوم عن مقتل فتى يبلغ من العمر 14 عامًا، بالإضافة إلى إصابة أربعة آخرين.
وفي التفاصيل، ألقت الشرطة القبض على المشتبه به، وهو مواطن سوري يقيم بشكل قانوني في النمسا، حسبما أفادت الشرطة في بيان لها.
وحسب البيان فإن رجلًا يبلغ من العمر 42 عامًا، ويعمل في شركة لتوصيل الطعام، كان شاهداً على الحادث من سيارته. حيث قام بقيادة سيارته نحو المشتبه به وساهم في منع تفاقم الموقف.
وأوضحت الشرطة أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان المشتبه به قد تصرف بمفرده، مشيرة إلى أنها تواصل البحث عن مزيد من المشتبه بهم المحتملين في القضية.