باسيل في عين التينة اليوم محاصرا جعجع.. لا أمانع رئاسة بري للحوار
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
رغم تركيز القمة الفرنسية – الأميركية على الملف الأوكراني، فإن ملفات المنطقة من غزة إلى لبنان حضرت في اللقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتم التأكيد على الحاجة الملحة لوضع حد للشغور الرئاسي في لبنان، والمضي قدماً من دون المزيد من التأخير في انتخاب رئيس جديد وتشكيل الحكومة وتنفيذها للإصلاحات الضرورية لتحقيق استقرار الاقتصاد اللبناني، ولإرساء أسس التعافي والنمو الاقتصادي الشامل في هذا البلد.
ما تقدم لا يعني أن الملف الرئاسي وضع على نار حامية، فالنصائح بإنجاز هذا الاستحقاق لا تعني مطلقاً أن قطار الحل على السكة الصحيحة، فهذا الملف طرح من قبل الرئيس الفرنسي ولم يكن ضمن أولويات الرئيس الأميركي الذي تتركز اهتماماته راهناً، داخلياً على مسار الانتخابات الرئاسية في بلاده، وخارجياً على أوكرانيا والحرب الاسرائيلية على غزة، خاصة وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مصر على مواصلة الحرب إلى حين القضاء على حماس ويضغط على الأميركيين للمساعدة في هذا الشأن .
كل ذلك يؤشر إلى أن اهتمام واشنطن الراهن في ما خص الملف اللبناني، منصب على التهدئة في الجنوب وعدم توسع الحرب، اقتناعاً منها أن التصعيد من شأنه أن يلحق ضرراً هائلاً بأمن إسرائيل والاستقرار في المنطقة، ولذلك نشطت الاتصالات الدبلوماسية في الأيام الماضية سعياً لضبط التصعيد من أجل الحد من مخاطره، وبات معلوماً للجميع في الداخل أن ملفي الجنوب والرئاسة مرتبطان بتطور الأوضاع في غزة، وإن كانت وساطة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين تلقى دعماً محلياً وسط معلومات تشير إلى أن مسودة الاتفاق حول الوضع في الجنوب بعد انتهاء الحرب شبه منجزة.
في خضم التقاطعات الخارجية على عدم توسع الحرب في لبنان، فإن المبادرات الرئاسية تنشط محلياً، بالتوازي مع حركة قطرية تقول مصادر دبلوماسية، إنها منسقة مع الأميركيين ، فالدوحة تجهد في سبيل لعب دور أشبه بالدور الذي لعبته في العام 2008 من خلال تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية بعيداً عن مسألة الأسماء، ويتجلى ذلك في اللقاءات التي يعقدها مسؤولوها مع ممثلي الأحزاب والكتل النيابية في قطر التي قد يتوجه إليها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل قريباً، بحسب مصادر مطلعة.
ومع ذلك، ترى أوساط سياسية أن أي حل على المستوى السياسي في لبنان لا بد وأن يكون محل تأييد أو تفاهم أميركي – إيراني – سعودي. وترى الأوساط أن ظروف العام 2008 تختلف عن ظروف العام 2024، والدور الذي لعبته قطر في ذلك الحين والذي انتهى إلى اتفاق الدوحة لم تكن سوريا بعيدة عنه، وما حصل في ذلك الحين لم يعد وارداً الآن ولا يصح، خاصة وأن العلاقة القطرية – السورية لم تسو بعد. ورغم أن التواصل قائم بين قطر وحزب الله إلا أن ذلك لا يغير في المعطيات القائمة والتي تؤكد أن سوريا لن تكون بعيدة عن أي تفاهم يخص الرئاسة الأولى سواء عن طريق ايران أو السعودية.
وفي الوقت الضائع عن تبلور الحلول للبنان، تتعدد المبادرات، حيث بدأ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حراكه المتجدد في الملف الرئاسي من الصرح البطريركي في بكركي والتقى أمس على رأس وفد من التيار البطريرك بشارة الراعي، على ان يلتقي اليوم رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، ثم رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، فنواب المعارضة، على ان يختتم جولته يوم الخميس من الضاحية الجنوبية بلقاء مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
وتؤكد مصادر التيار الوطني الحر لـ"لبنان24" أن حراك النائب باسيل يهدف إلى تشكيل قوة ضغط في اتجاه إجراء الانتخابات الرئاسية وذلك من خلال عقد طاولة حوار تنتهي بالتوافق على مرشحين أو ثلاثة، على أن يدعو رئيس المجلس النيابي بعد ذلك إلى جلسات متتالية إلى حين انتخاب الرئيس، وبحسب المعلومات فإن باسيل لا يمانع مطلقاً ان يترأس الرئيس بري الحوار، لكن شرط أن لا يتحول الأمر إلى عرف دائم.
وبينما يحاول باسيل الاستفادة من التحركات الدولية لتشكيل قوة ضغط لبنانية، تعتبر مصادر سياسية أن الأخير يسعى إلى استعادة حيويته السياسية مستفيداً من حراك الدوحة ومنسجماً معه في محاولة منه لترجيح طرحه القديم الجديد والمتمثل بالخيار الثالث. وتقول هذه المصادر لـ"لبنان 24" أنه وعلى الرغم من أن علاقته بحزب الله تمر بأزمة صامتة، فهو يبدي اقتناعاً بأن قرار فك عزلته يتمثل بالانفتاح مجدداً على خصمه التاريخي في السياسة( الرئيس بري).
ومع ذلك، تظن أوساط سياسية أن باسيل الذي التقى في الأيام الماضية كتلة الاعتدال ووفدا من اللقاء الديمقراطي(لم ينه جولته بعد على المكونات السياسية) يسعى إلى تشكيل كتلة سياسية ثالثة، تكون بيضة القبان ويكون التيار الوطني الحر جزءاً منها وتتألف من الاعتدال واللقاء الديمقراطي، والتي من شأنها أن تحدث تغييراً في المجلس النيابي، لا سيما وأن التركيبة الراهنة لا توحي بإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
إنه الوقت الضائع الذي تحاول من خلاله الكتل السياسية إطلاق مبادرات لن تثمر توافقاً في ضوء الانقسام العمودي، لكن لا بد من الإشارة إلى أن باسيل يستفيد اليوم من التخبط السياسي الذي يعيشه رئيس حزب القوات سمير جعجع الرافض للحوار برئاسة الرئيس بري، والذي لم يحدث تشدده إلا التعطيل، تقول الأوساط نفسها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التیار الوطنی الحر
إقرأ أيضاً:
التيار الوطني الحر أمام تحديين : استعادة التحالفات وترميم الشعبية
يواجه التيار الوطني الحر في المرحلة الراهنة تحديًا جديًا سيستمر حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، تحدٍ مركّب يحمل في طياته أبعادًا سياسية وشعبية في آن. فمن جهة، يجد التيار نفسه معزولًا نسبيًا عن المشهد السياسي الواسع نتيجة تفكك التحالفات التي كان يرتكز عليها سابقًا، ومن جهة ثانية، تتراجع شعبيته بشكل ملحوظ منذ نهاية عهد الرئيس ميشال عون، ما يفرض عليه تحركًا عاجلًا لإعادة التموضع.
سياسيًا، تبدو مشكلة التحالفات إحدى أكثر التحديات إلحاحًا. فقد خسر التيار تدريجيًا معظم شركائه السياسيين، إما نتيجة خلافات مباشرة أو بسبب تبدل الاصطفافات. ولكي يتمكن من خوض الاستحقاق النيابي المقبل بحد أدنى من التوازن، عليه الشروع فورًا في ترميم هذه العلاقات، وفتح صفحات جديدة مع القوى التقليدية كافة، من دون استثناء. فالوقت يداهم الجميع، والمشهد الانتخابي المقبل سيتّسم بحساسية شديدة، ما يحتّم على التيار أن يبرع في فن تدوير الزوايا، بعيدًا عن أي عناد سياسي.
أما شعبيًا، فالصورة لا تقلّ تعقيدًا. إذ أن التيار يعاني من تراجع واضح في التأييد الشعبي، وهذا تراجع بدأ مع خيبات مرحلة العهد، واستمر في التفاقم مع الازمة الاقتصادية وسياسية مرّت بها البلاد. غير أن المفارقة اليوم أن التيار بات في صفوف المعارضة، وهذه فرصة نادرة قد تسمح له بإعادة بناء صورته، وتقديم خطاب مختلف عن ذاك الذي لازمه خلال مرحلة الحكم.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل سينجح التيار في التقاط هذه الفرصة؟ هل سيتمكن من صياغة خطاب جديد أكثر تواضعًا، أكثر انفتاحًا، وأقل استفزازًا للرأي العام؟ أم أنه سيبقى أسير اللغة التصعيدية التي أضعفت حضوره الشعبي، ونفّرت شريحة واسعة من اللبنانيين؟
الجواب على هذا التحدي لن يُحدّد فقط حجم التيار النيابي في البرلمان المقبل، بل ربما يحدد مستقبله كقوة سياسية فاعلة في لبنان. فإما استنهاض مدروس وسريع، أو استمرار في التراجع والعزلة.
وتتجه الانظار الى الكلمة التي سيقولها رئيس التيار النائب جبران باسيل مساء اليوم في الذكرى العشرين للإنسحاب العسكري السوري.
المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة "التيار الوطني الحر": خيبة الأمل بدأت تتسلل إلى الناس Lebanon 24 "التيار الوطني الحر": خيبة الأمل بدأت تتسلل إلى الناس 26/04/2025 12:00:50 26/04/2025 12:00:50 Lebanon 24 Lebanon 24 "التيار الوطني الحر" يواصل لقاءاته في مؤتمر مستقبل المسيحيين في لبنان ببودابست Lebanon 24 "التيار الوطني الحر" يواصل لقاءاته في مؤتمر مستقبل المسيحيين في لبنان ببودابست 26/04/2025 12:00:50 26/04/2025 12:00:50 Lebanon 24 Lebanon 24 باسيل في العشاء السنوي للتيار الوطني الحر: نحن القرار الوطني الحر والمعارضة الحقيقية Lebanon 24 باسيل في العشاء السنوي للتيار الوطني الحر: نحن القرار الوطني الحر والمعارضة الحقيقية 26/04/2025 12:00:50 26/04/2025 12:00:50 Lebanon 24 Lebanon 24 فوز اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر في انتخابات تاتش وألفا Lebanon 24 فوز اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر في انتخابات تاتش وألفا 26/04/2025 12:00:50 26/04/2025 12:00:50 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً الرئيس عون وزوجته يشاركان في وداع البابا فرنسيس (صورة) Lebanon 24 الرئيس عون وزوجته يشاركان في وداع البابا فرنسيس (صورة) 04:58 | 2025-04-26 26/04/2025 04:58:03 Lebanon 24 Lebanon 24 جابر: لبنان يواجه حاجات تعافٍ وإعادة إعمار تُقدّر بـ11 مليار دولار Lebanon 24 جابر: لبنان يواجه حاجات تعافٍ وإعادة إعمار تُقدّر بـ11 مليار دولار 04:33 | 2025-04-26 26/04/2025 04:33:01 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الزراعة: سنطلق قريبًا حملة وطنية لتسليط الضوء على أهمية الزراعة ودورها المحوري في الاقتصاد Lebanon 24 وزير الزراعة: سنطلق قريبًا حملة وطنية لتسليط الضوء على أهمية الزراعة ودورها المحوري في الاقتصاد 04:30 | 2025-04-26 26/04/2025 04:30:17 Lebanon 24 Lebanon 24 الاتحاد العمالي العام يرفع الصوت مجدداً.. لا لضرب الضمان الاجتماعي Lebanon 24 الاتحاد العمالي العام يرفع الصوت مجدداً.. لا لضرب الضمان الاجتماعي 04:30 | 2025-04-26 26/04/2025 04:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 في النبطية.. رمت بنفسها من الطابق الثاني Lebanon 24 في النبطية.. رمت بنفسها من الطابق الثاني 04:28 | 2025-04-26 26/04/2025 04:28:46 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة وفاة حفيدة الرئيس فرنجية Lebanon 24 وفاة حفيدة الرئيس فرنجية 10:38 | 2025-04-25 25/04/2025 10:38:18 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة توقيف فنان شهير... ما هي تهمته؟ Lebanon 24 بالصورة توقيف فنان شهير... ما هي تهمته؟ 10:44 | 2025-04-25 25/04/2025 10:44:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة... ممثل لبنانيّ يُعلن عن ترشّحه للإنتخابات البلديّة Lebanon 24 بالصورة... ممثل لبنانيّ يُعلن عن ترشّحه للإنتخابات البلديّة 05:22 | 2025-04-25 25/04/2025 05:22:17 Lebanon 24 Lebanon 24 لكل هذه الأسباب مجتمعة أنا عائد Lebanon 24 لكل هذه الأسباب مجتمعة أنا عائد 09:01 | 2025-04-25 25/04/2025 09:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد انتشار فيديو لها مع زوجها ناصيف زيتون... هكذا علّقت دانييلا رحمة Lebanon 24 بعد انتشار فيديو لها مع زوجها ناصيف زيتون... هكذا علّقت دانييلا رحمة 09:32 | 2025-04-25 25/04/2025 09:32:42 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب علي منتش Ali Mantash @alimantash أيضاً في لبنان 04:58 | 2025-04-26 الرئيس عون وزوجته يشاركان في وداع البابا فرنسيس (صورة) 04:33 | 2025-04-26 جابر: لبنان يواجه حاجات تعافٍ وإعادة إعمار تُقدّر بـ11 مليار دولار 04:30 | 2025-04-26 وزير الزراعة: سنطلق قريبًا حملة وطنية لتسليط الضوء على أهمية الزراعة ودورها المحوري في الاقتصاد 04:30 | 2025-04-26 الاتحاد العمالي العام يرفع الصوت مجدداً.. لا لضرب الضمان الاجتماعي 04:28 | 2025-04-26 في النبطية.. رمت بنفسها من الطابق الثاني 04:21 | 2025-04-26 وزير الداخلية تفقد غرفة العمليات المركزية الخاصة بالإنتخابات البلدية والإختيارية فيديو بث مباشر لمراسم وداع البابا: "رسول السلام.. وداعاً" Lebanon 24 بث مباشر لمراسم وداع البابا: "رسول السلام.. وداعاً" 02:12 | 2025-04-26 26/04/2025 12:00:50 Lebanon 24 Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) 23:56 | 2025-04-23 26/04/2025 12:00:50 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 26/04/2025 12:00:50 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24