بقلم : هادي جلو مرعي ..
أكثر الناس شرا من ظن أنه على حق مطلق يبيح له حرق كل شيء، وقتل الناس دون أن يرف له جفن، ودون أن يهتز له ضمير، وحتى لو قتل آلاف الأطفال والرضع فهو ينظر الى جثامينهم ممددة في باحات المدارس المهدمة بفعل صواريخه، ويشعر بالزهو أنه قتل عددا كبيرا فاق أعداد الذين قتلهم قادة الكيان خلال عقود من الزمن، فقد تناوب القادة الأشرار على ملاحقة الفلسطينيين وقتلهم بطرق بشعة، وتهجير الملايين منهم، وزج الكثيرين في السجون والزنازين المظلمة، وشن الحروب على مصر وسوريا ولبنان والأردن، وتهديد كل من يؤيد حق الشعب الفلسطيني في الحياة الحرة الكريمة، ولأنهم قادة لكيان شرير بلاضمير ولاشرف فقد أصروا على سلب الفلسطينيين بيوتهم ومزارعهم وتاريخهم البعيد، ونفيهم في الأصقاع، وإغتيال قادتهم ومضحيهم، وكان للأشجار والبهائم نصيب وافر من التخريب والقتل والحرق وفقا لعقائد توراتية لعينة تحض على فعل كل شيء بالأغيار كما يسميهم الصهاينة.
قائمة العار تضم القادة المتوحشين الذين يستهدفون النساء والأطفال والعزل من الرجال الذين لاحول لهم ولاقوة، وهي قائمة تتشوق ليكون الكيان الصهيوني مدرجا فيها، وأن يكون قادة الكيان جميعهم مدرجين فيها بعد أن جلبوا العار على أنفسهم، وأكدوا أنهم عار تاريخي ممتد لآلاف من السنين.. فأفعالهم وأفكارهم وسلوكهم يطبعها الشر والعدوانية والعزلة، وعقدة التفوق والمظلومية والمختارية التي خصهم الله بها دون غيرهم من البشر، حتى إن البعض يتساءل : ولماذا يستمر التوحش الصهيوني بينما العالم ساكت، والسماء تمهل ولاتهمل؟ غير أن الصبر حدود، وقد تجزع النفوس وتبلغ القلوب الحناجر منكسرة آيسة مع تزايد أعداد الضحايا وخراب المدن والدمار الذي يفضله الصهاينة في التعامل مع الشعب الفلسطيني حيث حولوا غزة الى ركام، ولم يرأفوا بأحد، لابطفل، ولابشيخ طاعن، ولاسيدة مسنة، ولاشجرة ولاقط ولاكلب لأن كل مايتحرك، أو يهتز بفعل الريح هدف مشروع لطائراتهم التي تجوب الأجواء، وتعد على الفلسطينيين أنفاسهم، وتنهي حياتهم متى ماشاءت دون خشية من قانون إنساني، أو حركة رفض، أو معارضة، أو تنديد.
بدت المحكمة الجنائية الدولية، ومعها الأمم المتحدة كأنهما إرتكبتا جرما، لأن الأولى قبلت دعوى ضد الكيان الصهيوني رفعتها دولة جنوب أفريقيا، وأصدرت حكما بإدانة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الذي أشرف على عمليات القتل والتدمير والتهجير طوال أشهر مرت منذ عملية طوفان الأقصى، وصار مطلوبا القبض عليه في حال زيارته لأي دولة موقعة على ميثاق تلك المحكمة، ثم تبين قبح الولايات المتحدة وتواطوها المكشوف مع الصهاينة حين قررت بعض الأوساط فيها إصدار جملة عقوبات ضد المحكمة، وملاحقة أعضائها، ولأن الثانية أدانت جرائم الإحتلال ضد هيئاتها العاملة في قطاع غزة والمدارس التابعة للأورنوا، وضد الأطفال والنساء، وعمليات القتل البشعة، فتجرأ نتنياهو ليصف الأمم المتحدة بالعار، ويمنع أن تكون ضامنا لأي إتفاق سلام يمكن توقيعه مع حماس، بينما تلك المنظمات والعالم كله ولعلها المرة الاولى يتفق على إعتبار الكيان مجرما متوحشا مدانا، وعليه أن يتحمل تبعات قيامه بكل ذلك الكم من الجرائم المروعة ضد الفلسطينيين في موجة تغيير في المزاج العالمي الذي يكتشف رويدا إن هذا الكوكب أعظم من أن يتحكم به اليهود الذين تحكمهم نزعة الشر . هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة محاكاة ليوم تحرير فلسطين العظيم الذي نراه قريبًا
#عودة #الفلسطينيين إلى #شمال_غزة محاكاة ليوم #تحرير_فلسطين العظيم الذي نراه قريبًا
كتب م. #علي_أبوصعيليك
سيبقى مشهد عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى أراضيهم في شمال غزة يوم الإثنين الموافق السابع والعشرين من كانون الثاني عام 2025 خالدًا في الذاكرة الحية لجميع الأحرار في العالم في مشهد إعجازي لشعب تعرض لجحيم الإبادة الجماعية على مدار أكثر من خمسة عشر شهرًا على يد كل قوى الصهيونية العالمية وسط صمت عالمي مطبق مثير للاشمئزاز.
غطى الفلسطينيون ساحل غزة وشارع الرشيد في مشهد مهيب بعد أيام قليلة من وقف إطلاق النار وهم سعداء جدًا بعودتهم إلى أراضيهم على الرغم من تدمير بيوتهم تمامًا بواسطة جيش الاحتلال الصهيوني ومرتزقته الذين استخدموا القنابل التي زودتهم بها أكبر القوى الإمبريالية في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، حتى وصل حجمها ما يزيد عن مئة ألف طن من القنابل بمتوسط 50 كيلوغراما لكل شخص في غزة، وهو رقم يفوق جميع الأرقام المسجلة في التاريخ البشري لجميع الحروب في أرقام توثق مدى وحشية الصهيونية العالمية التي ينتسب لها كبار الشخصيات المؤثرة في العالم على رأسهم أبرز قيادات الولايات المتحدة الأمريكية المسؤول الأول والمباشر عما جرى للشعب الفلسطيني من إبادة جماعية.
مقالات ذات صلة غزة هي الانسانية 2025/01/28كان هناك تساؤل متكرر في وسائل الإعلام مصدرة الصهاينة أنفسهم ومنهم وزير الخارجية الأمريكي السابق الصهيوني بلينكن عن اليوم التالي بعد توقف الحرب حيث تم تسويق فكرة بتر حركة “حماس” على نطاق واسع حتى في بعض الإعلام العربي المتصهين، وبالتالي البحث عمّن يدير القطاع بعد ذلك وتم تداول العديد من السيناريوهات وصلت بأن يرفض المجرم نتن-ياهو أن يدير القطاع لا حماس ولا حتى “سلطة التنسيق الأمني” التي ارتمت تمامًا في الحض الصهيوني.
ولكن في غزة شعب يصنع المعجزات، التي بدأت من لحظة وقف إطلاق النار وانتشار الشرطة الفلسطينية في القطاع قدر الإمكان وهو المشهد الأول الذي شًكًّل مع أفراح الغزاويين الصدمة الأولى للصهاينة الذين انتظروا رؤية شعب مكسور مذلول ولكن هيهات!
جاء المشهد التالي في مراسم تبادل الأسرى حيث ظهرت قوات المقاومة الفلسطينية في أبهى صورة عسكرية أذهلت حتى أقرب المقربين للمقاومة وأرعبت كل الصهاينة وأعوانهم حتى وصل بالإعلام الصهيوني أن يتساءل عن التضليل الإعلامي الذي تم ممارسته عن حقيقة الانتصارات خلال الحرب، وبلغ المشهد ذروته في ثاني عملية تبادل أسرى في ميدان فلسطين وسط غزة الذي أخرجته المقاومة الفلسطينية بطريقة جسدت حقيقة المنتصر في الحرب بين المقاومة والاحتلال، حيث جسد المقاوم الفلسطيني انتصاراته على الصهيونية العالمية بكل وضوح أمام كل وسائل الإعلام من خلال الأخلاق أولًا وهي الرسالة الأساسية التي أوصى بها سيد الخلق محمد ﷺ.
وجاء المشهد الأكثر إعجازية بعودة مئات آلاف الفلسطينيين الذين تم إجبارهم على النزوح جنوبًا خلال حرب الإبادة، حيث عادوا دفعة واحدة وغطوا شارع الرشيد على ساحل غزة وسط معنويات عالية على الرغم من شدة المصاب الذي ألم بهم وهنا نتحدث عن الانتصار الأكبر وهو الذي تحقق في معركة الوعي بحيث قالها الفلسطيني بكل وضوح: لا نكبة بعد اليوم.
بعد هذه المشاهد نعرج على ما قاله المتعجرف الأمريكي ترامب بأنه يريد نقل أهالي قطاع غزة تارَة إلى أندونيسيا وتارة أخرى إلى الأردن ومصر وكأنه الإله المخلص الذي يمتلك التحكم بكل شيء وعلى الجميع أن يقدم له السمع والطاعة ليس في فلسطين فحسب بل في جميع أنحاء الكون، ولكن الشعب الفلسطيني الذي يقاوم من أجل التحرير منذ ما يزيد عن ست وسبعين عامًا وقد واجه خلاها من هم أشد إجرامًا من ترامب والنتن وصبر في مواجهة حرب إبادة جماعية لن يقف عاجزًا عن مواجهة كل مخططات التطرف الصهيوني حتى لو تخلى عنه أشقاؤه.
لم تشهد فلسطين منذ النكبة عام 1948 يومًا مشهودًا كما شهده قطاع غزة يوم السابع والعشرين من كانون الأول 2025 وهو المشهد الأسطوري الذي نراه يحاكي يوم التحرير المنتظر لكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة من النهر إلى البحر، وليس وفق المفهوم المبتذل الرخيص لحل الدولتين المزعوم والذي يتناقض مع الموروث العربي والديني الذي لا يتسامح مع القتل العمد، فلا يمتلك أي تنظيم سياسي أو دولة مهما علا شانها أن تقرر نيابة عن الشعب الفلسطيني الذي روت دماء خيرة أبنائها وبناتها الأرض المقدسة من أجل التحرير الكامل ولا حسب.
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com