سواليف:
2025-04-14@10:12:41 GMT

في حضرة المحيط الهادىء

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

في حضرة #المحيط_الهادىء
دكتور مهندس صقر قريش #بسام_الهلول


بالأمس القريب أنعم علي الله ان متع ناظري بمشاهدة تلاطم الامواج على الشواطىء الشرقية للمحيط الهادىء، عجيبة هاته التسمية، اذ انها على نقيض ما عاينته من زمجرة المحيط مدا و جزرا، ربما غلبت على التسمية عادة العرب في التطير اذ يسمون الملدوغ سليما و الاعمى بصيرا الخ… كان الوقت عصرا أصيلا (الزمان ما بين العصر و المغرب) تطل فيه الشمس كالعذراء في خدرها، فها هي الغيوم تسترها تارة و تفضحها تارة اخرى، و هذه هي عادة السماء هنا في هذا الجزء من الشمال الأمريكي المحاصر بسلسة جبال north cascades التي تشكل مصدا للتيارات الهوائية فتحبس الغيوم في سجن ابدّي فوق مدينة سياتل التي اضحت اسيرة لأجواء غائمة على الدوام بتقدير الخالق مبدع الكون.

و كان من جميل الأقدار ان سمحت السماء في ذلك اليوم بان تطل علينا الشمس في حلتها و تراءى لي ان الشمس آلفت الغيوم طبعا في رميها للمطر فاخذت هي ترمي بدورها الامواج بأشعتها التي انعكست من على سطح الموج و تكسرت كاسهم سقطت على زرد، و لعمري في تيك اللحظة كأن بنفسي ترحل إلى ضفاف الوادي الكبير في إشبيلية و اشاهد المعتمد بن عباد و هو يناظر جليسه الشاعر بن عمار فيقول: صنع الريح من ماء الزرد فتكمل الرميكية البيت قائلة: اي درع لقتال لو جمد … و كما أقلّتني الأمواج إلى الهناك عادت بي إلى الهنا و ارقبها تروح و تغدو تصعد و تهبط و يقلبها الكون كصفحات في سجِلٍّ تروى فيه الكثير من الحكايات، منها الأسطوري و منها الحقيقي، حكايات من أسفار المهاجرين و ممن مخروا عباب البحر ليستأنسوا نارا هربا من الفرعون هناك… وسط هذا الترامي لصفحات الزمان تلفحني رائحة المحيط، رائحة منعشة، خليط من روائح الأصداف و الأخشاب التي ابتلعها الماء و ارتجعها عند مده، تستوقفني لوهلة و اسال نفسي، اين شممت هذه الرائحة من قبل، نعم، هذه رائحة البحر الأبيض المتوسط على شواطىء المغرب الشمالية في فصل الشتاء، أمواجه عظيمة و هي كاختها على شواطىء المحيط الهادىء تحمل في غدوها و رواحها الكثير من الروايات، قصص من عبروا البحر حارقين ( مصطلح يطلقه اهل ألمغرب عمن يهاجر هجرة غير شرعية إلى أوروبا) إلى الضفة الأخرى بحثا عن لقمة العيش، منهم من أضحت بطون الأسماك مثواه الأخير و منهم من بلغ الضفة الأخرى و ما زال يبحث عن هوية و منهم من نجى و ان كان على قدر يا موسى. وسط هذا الترامي بين صفحات المكان و الزمان، شأني كغيري من بني قومي في سماعهم لولوج المئات من ابناء شرق الأردن الولايات المتحدة كمهاجرين غير شرعيين، اتساءل هل سنطلق على هذا الجيل الجديد “الحراقين” هل يا ترى تولد ثقافة جديدة يصنعها المهاجرون الغير شرعيين، هل يولد معهم فرق غنائية مثل جيل جيلالة و ناس الغيوان في الأردن (فرق كتبت و غنت كل ما يلمس الم الشارع المغربي؟) هل ستستبدل أغاني “حنا جلايبك عند المبيع” ب “فبلادي عايش في غمامة؟” ربما يتطير الشارع بهذا النبأ و لكني مستبشر، فولادة هذا النشأ من الحراقين ربما يغير الواقع الفكري و الثقافي في الشارع الأردني، نعم سنجهز أنفسنا لسماع اخبار عن قوافل الموت و مستقر اخير في بطون الأسماك و لكن قد نسمع في يوم ما عن ولادة مالك بن نبي اردني و شبيهة لنجاة فالو و مزيان بنحمو و امين معلوف

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: المحيط الهادىء

إقرأ أيضاً:

لا تعتبوا على أهل غزة ولا تغضبوا منهم

لا تعتبوا على #أهل_غزة ولا تغضبوا منهم

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

يشكو بعض الإعلاميين وأصحاب القلم والكتاب العرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً، الذين يتصدرون الرأي العام بصدقٍ وأمانةٍ في الدفاع عن الفلسطينيين وحقوقهم، ويؤيدون مقاومتهم وينتصرون لقضيتهم، ويظهرون على الفضائيات العربية والدولية، يشرحون ويعلقون، ويحذرون وينبهون، ويعقبون ويوضحون، وينشرون المقالات المتعددة العناوين والمضامين، ويبدون وجهات النظر المختلفة فيما يجري في غزة ويقع عليها وعلى أهلها، ولا يقصرون في القيام بما يستطيعون القيام به، ولا يألون جهداً في الدفاع عن غزة وأهلها، وهم يجتهدون في دراسة الأوضاع ومتابعة التطورات ومعرفة تفاصيل ما يجري في غزة، ويكادون يحفظون تفاصيلها كأهلها، ويعرفون دقائقها كأنهم فيها.

يشكو هؤلاء وغيرهم من بعض الردود والتعليقات التي تصلهم من غزة، ويصفونها بأنها قاسية ومجافية للحقيقة، وتخالف الواقع وتناقض الحال، وأحياناً تكون خشنة ومؤذية، ومشككة ومتهمة، مما يجعلهم يشعرون تجاهها ببعض الحزن والأسى، والضيق والألم، مما يضطر بعضهم بسببها إلى العزوف والزهد في المشاركات الإعلامية، وعدم الظهور على الشاشات الفضائية والمساهمات الإعلامية، تجنباً للحرج أحياناً وللنقد الشديد في أحيان أخرى، إلا أنهم يبقون محافظين على حبهم وولائهم لغزة وأهلها، وتأييدهم ونصرتهم لمقاومتها وقضيتها، ولا تؤثر الآراء الناقدة التي تصلهم في ثبات مواقفهم، وصدق نواياهم، وأصالة انتماءاتهم.

مقالات ذات صلة تحت الضوء 2025/04/12

يتهم بعض الغزيين الإعلاميين الذين يرونهم على الفضائيات العربية، ويقرأون مقالاتهم في المواقع الإليكترونية وعبر وسائل التواصل الاجتماعية، بأنهم لا يقدرون معاناتهم، ولا يشعرون بحالهم، ولا يبالون بحجم تضحياتهم وعمق جراحهم، إذ يطالبونهم بالصمود والثبات، والصبر والاحتساب، وهم كذلك فعلاً، وإلا ما بقيت الحرب واستمرت، وكانت قد انتهت باستسلامهم ورفع الراية البيضاء لعدوهم، فهم درء المقاومة وسندها، وحاضنتها وبيئتها، ولولا صمودهم وصبرهم ما استطاعت المقاومة أن تستمر في مقاومتها وتتحدى عدوها وتصر على شروطها.

يتهمهم بعض الغزيين بالتنظير وحب الظهور، والحرص على الصورة والابتسامة، والمظهر والشكل، والأداء والجاذبية، وأنهم يقومون بأعمالٍ مأجورةٍ، ويتقاضون أموالاً مقابل مشاركاتهم، وهم يتحدثون عن معاناة شعب جائعٍ، واستباحة وطنٍ ممزقٍ، لا يجد أهله كسرة خبزٍ ولا شربة ماء، ويموتون في سبيل الحصول على بعض طعامٍ أو قطعة قماشٍ يسترون بها أجسادهم، أو بعض الخرق والنايلون يصنعون بها خيمةً يستظلون بها وينامون تحتها، ويسترون أنفسهم بها، ويقتل أطفالهم أمام أعينهم، ويحملون صغارهم بين أيديهم والأكفان تلفهم، ودموع الحزن والأسى تسبقهم، ويهيلون التراب على عشراتٍ من أهلهم وأبناء عائلاتهم، ضحايا القصف الإسرائيلي المجنون على المدارس والمخيمات، وأماكن اللجوء والإيواء.

قد يصعب التحامل على أهل غزة الذين يضامون كل يومٍ ويقتلون، ويعذبون ويسامون، ويجوعون ويعطشون، ويقصفون ويدمرون، وتحرق خيامهم وتتطاير في السماء أجسادهم، والغضب منهم نتيجة مواقفهم، أو على خلفية بعض تعليقاتهم، فهم معذورون في كل ما يصدر عنهم، ومغفورٌ لهم غضبهم وحدة تعليقاتهم أحياناً.

وإننا أن نقدر ظروفهم ونعرف حقيقة واقعهم، فإننا نأمل منهم أن يدركوا صدق أغلب الذين يظهرون على الفضائيات، ويكتبون ويعلقون، وألا يقسوا عليهم أو يجردوهم من صدق حسهم وحقيقة مشاعرهم، فهذا هو أقصى ما يستطيعون القيام به، بالنظر إلى الواقع الذي يعيشونه، فالحدود غير مفتوحة، والوصول إلى غزة مستحيل، والمساهمة في القتال غير ممكنة، فلا اقل من تحشيد الأمة وتنويرها، وتسليط الضوء على قضيتها المركزية وتحريضها، ودفع الشارع العربي والإسلامي للحركة في الشارع نصرةً وتضامناً مع غزة وأهلها، وضغطاً على الحكومات والأنظمة، للتوقف عن دعم الكيان الإسرائيلي، والامتناع عن نصرته وتأييده، ودفعه لوقف الحرب والعدوان على غزة وأهلها.

بالمقابل لا ينبغي على الإعلاميين الصادقين، وحملة الأقلام الغيورين، والمتضامنين الثائرين، ألا يغضبوا من أهل غزة، وألا يعتبوا عليهم، وألا تدفعهم مواقف بعض الغزيين الغاضبة، وظروفهم الصعبة، وحنقهم على العالم الظالم وحكامه المتآمرين عليهم، إلى النأي بأنفسهم عنهم، والامتناع عن القيام بالواجب الملقى على عاتقهم تجاههم، فغزة وأهلها تستحق منا كل نصرةٍ وتأييد، وفي سبيلها ووفاءً لأهلها يتسع صدر الإعلاميين لنقد أهلهم، وحدة كلماتهم، وسورة غضبهم، إلى أن يأذن الله عز وجل بنصرهم ورفع الظلم عنهم.

بيروت في 12/4/2025

moustafa.leddawi@gmail.com

مقالات مشابهة

  • توقعات الأبراج وحظك اليوم الإثنين 14 أبريل 2025
  • فضيحة لحم مفروم في سلسلة متاجر شهيرة بتركيا! صورة واحدة أشعلت الجدل
  • إيران: ربما يتغير مكان المحادثات مع واشنطن وعُمان تواصل دور الوساطة
  • ترامب: محادثات أوكرانيا تسير على ما يرام
  • استنشق جواربه فأصيب بعدوى فطرية شديدة في الرئة
  • فايننشال تايمز: ترامب يخطط لتخزين معادن المحيط الهادي لمواجهة الصين
  • خاص - تفاؤل عماني مع بدء المباحثات الأمريكية الإيرانية: الحل ربما اقتصادياً
  • ترامب يخطط لتخزين معادن المحيط الهادي لمواجهة الصين
  • لا تعتبوا على أهل غزة ولا تغضبوا منهم
  • من جزيرة مهملة إلى حاملة طائرات ثابتة بقلب المحيط.. هذا ما نعرفه عن دييغو غارسيا