سواليف:
2024-06-30@01:44:41 GMT

في حضرة المحيط الهادىء

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

في حضرة #المحيط_الهادىء
دكتور مهندس صقر قريش #بسام_الهلول


بالأمس القريب أنعم علي الله ان متع ناظري بمشاهدة تلاطم الامواج على الشواطىء الشرقية للمحيط الهادىء، عجيبة هاته التسمية، اذ انها على نقيض ما عاينته من زمجرة المحيط مدا و جزرا، ربما غلبت على التسمية عادة العرب في التطير اذ يسمون الملدوغ سليما و الاعمى بصيرا الخ… كان الوقت عصرا أصيلا (الزمان ما بين العصر و المغرب) تطل فيه الشمس كالعذراء في خدرها، فها هي الغيوم تسترها تارة و تفضحها تارة اخرى، و هذه هي عادة السماء هنا في هذا الجزء من الشمال الأمريكي المحاصر بسلسة جبال north cascades التي تشكل مصدا للتيارات الهوائية فتحبس الغيوم في سجن ابدّي فوق مدينة سياتل التي اضحت اسيرة لأجواء غائمة على الدوام بتقدير الخالق مبدع الكون.

و كان من جميل الأقدار ان سمحت السماء في ذلك اليوم بان تطل علينا الشمس في حلتها و تراءى لي ان الشمس آلفت الغيوم طبعا في رميها للمطر فاخذت هي ترمي بدورها الامواج بأشعتها التي انعكست من على سطح الموج و تكسرت كاسهم سقطت على زرد، و لعمري في تيك اللحظة كأن بنفسي ترحل إلى ضفاف الوادي الكبير في إشبيلية و اشاهد المعتمد بن عباد و هو يناظر جليسه الشاعر بن عمار فيقول: صنع الريح من ماء الزرد فتكمل الرميكية البيت قائلة: اي درع لقتال لو جمد … و كما أقلّتني الأمواج إلى الهناك عادت بي إلى الهنا و ارقبها تروح و تغدو تصعد و تهبط و يقلبها الكون كصفحات في سجِلٍّ تروى فيه الكثير من الحكايات، منها الأسطوري و منها الحقيقي، حكايات من أسفار المهاجرين و ممن مخروا عباب البحر ليستأنسوا نارا هربا من الفرعون هناك… وسط هذا الترامي لصفحات الزمان تلفحني رائحة المحيط، رائحة منعشة، خليط من روائح الأصداف و الأخشاب التي ابتلعها الماء و ارتجعها عند مده، تستوقفني لوهلة و اسال نفسي، اين شممت هذه الرائحة من قبل، نعم، هذه رائحة البحر الأبيض المتوسط على شواطىء المغرب الشمالية في فصل الشتاء، أمواجه عظيمة و هي كاختها على شواطىء المحيط الهادىء تحمل في غدوها و رواحها الكثير من الروايات، قصص من عبروا البحر حارقين ( مصطلح يطلقه اهل ألمغرب عمن يهاجر هجرة غير شرعية إلى أوروبا) إلى الضفة الأخرى بحثا عن لقمة العيش، منهم من أضحت بطون الأسماك مثواه الأخير و منهم من بلغ الضفة الأخرى و ما زال يبحث عن هوية و منهم من نجى و ان كان على قدر يا موسى. وسط هذا الترامي بين صفحات المكان و الزمان، شأني كغيري من بني قومي في سماعهم لولوج المئات من ابناء شرق الأردن الولايات المتحدة كمهاجرين غير شرعيين، اتساءل هل سنطلق على هذا الجيل الجديد “الحراقين” هل يا ترى تولد ثقافة جديدة يصنعها المهاجرون الغير شرعيين، هل يولد معهم فرق غنائية مثل جيل جيلالة و ناس الغيوان في الأردن (فرق كتبت و غنت كل ما يلمس الم الشارع المغربي؟) هل ستستبدل أغاني “حنا جلايبك عند المبيع” ب “فبلادي عايش في غمامة؟” ربما يتطير الشارع بهذا النبأ و لكني مستبشر، فولادة هذا النشأ من الحراقين ربما يغير الواقع الفكري و الثقافي في الشارع الأردني، نعم سنجهز أنفسنا لسماع اخبار عن قوافل الموت و مستقر اخير في بطون الأسماك و لكن قد نسمع في يوم ما عن ولادة مالك بن نبي اردني و شبيهة لنجاة فالو و مزيان بنحمو و امين معلوف

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: المحيط الهادىء

إقرأ أيضاً:

أمل الحناوي: رائحة الاستقرار غابت عن المنطقة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة

قالت الإعلامية أمل الحناوي، إن رائحة الاستقرار غابت عن المنطقة منذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وتأثرت المنطقة برمتها وتعمقت أزماتها السياسية والاقتصادية، فمع استمرار العدوان الوحشي تشهد أسعار الطاقة ارتفاعا ملحوظا وزيادة في معدلات التضخم بدول كثيرة والهجمات على سفن الإمداد والتجارة العالمية يدفع ثمنها الجميع في كل أنحاء العالم.

وأضافت «الحناوي»، خلال تقديمها برنامج «عن قرب»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه مع غياب الأمل في الاتفاق تزداد حدة المخاطر من الاتساع في لبنان تارة، وفي اليمن تارة أخرى، وتمر الأوضاع في المنطقة من سيء إلى أسوء، وبات التساؤل إلى أي مدى ستسير الأمور.

وتابعت: «علامة استفهام كبرى ربما تعجز الأيام المقبلة عن تفسيرها، فالحرب الوحشية لا تتوقف تداعياتها على محيط القطاع بل تمتد إلى خارجه مهددة دولا وحكومات وتنذر بزيادة في حدة أزمات الشرق الأوسط مما يؤكد أن التوصل إلى اتفاق بوقف هذا العدوان الظالم هو قبل الحياة لإقليم تعيس تعاني دوله من أزمات مشتعلة في عدة أماكن متفرقة».

مقالات مشابهة

  • أمل الحناوي: رائحة الاستقرار غابت عن المنطقة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • الداخلية السعودية تضبط آلاف اليمنيين وهم مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل
  • دبلوماسيون منهم عربي يعلقون لـCNN على وصف ترامب لبايدن بـالفلسطيني وتداعيات المناظرة
  • علماء: فراشات أوروبية تقطع مسافة 4200 كم لتصل إلى أمريكا الجنوبية
  • ألمانيا تتابع عن كثب المبادرة الملكية لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي (إعلان مشترك)
  • ألمانيا تتابع عن كثب المبادرة الملكية لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي
  • "ناسا" تمنح سبيس إكس امتياز إسقاط محطة الفضاء الدولية في البحر
  • 4 علامات تدل على وجود حشرة البق بالمنزل.. احذر البقع البيضاء
  • طراد فارياج الروسي يباشر تدريباته في البحر الأبيض المتوسط
  • طاقم طراد "فارياج" الروسي يجري تدريبات في البحر الأبيض المتوسط (فيديو)