كأنها سقطت من السماء.. أجسام سوداء غامضة تثير الفضول بالسعودية
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند مشاهدة هذه الأشكال السوداء متوزعةً عبر الطبيعة الصحراوية في مدينة العلا السعودية، ستعتقد للحظات أنها سقطت من السماء. لكنها في الواقع تُحاكي الأجسام الغريبة التي حيّرت أحد المستكشفين قديمًا في سلطنة عُمان.
في ثلاثينيات القرن العشرين، عبر المستكشف البريطاني، هاري سانت جون فيلبي، مساحة شاسعة من صحراء الربع الخالي بحثًا عن أطلال مدينة قديمة، تُعرف بـ"أطلنطس الرمال".
وكان قد سمع قصصًا عن ثقافة عظيمة ازدهرت هناك ذات يوم، حيث بُنيت فيها القصور والقلاع، وعاش سكانها حياة مترفة.
وبحسب ما ذكرته المعتقدات القديمة، دُمرت المدينة، ولم يتبق سوى لآلئ سوداء محترقة لقلائد السيدات اللاتي عشن هناك.
رغم أن رحلة فيلبي كانت شاقّة ومنهكة، إلّا أنه نجح بالوصول إلى موقع المدينة أخيرًا.
وهناك، تفاجأ المستكشف البريطاني بعدم وجود أي أطلال قديمة. ورأى فقط عدة حفر ضخمة في الأرض، اعتقد أنها بركانية.
شعر فيلبي بخيبة أمل كبيرة. وقبل عودته إلى المنزل، التقط بعض حبّات "الخرز" السوداء المنتشرة على الأرض، حيث عرضها على أحد المُختصّين بالمتحف البريطاني في لندن. وأخبره حينها أن الآلئ هي في الواقع نيازك من الفضاء الخارجي.
وبعد ذلك، أطلق عليها فيلبي اسم "لآلئ وأبار"، نسبة إلى موقع "أوبار" حيث وجدها.
وأصبحت هذه الفكرة هي أساس مشروع الفنانة الكويتية، منيرة القديري، والذي يُعرف باسم "W.A.B.A.R"، أي "و.أ.ب.أ.ر".
واستُوحيت أشكال المنحوتات، وهي مصنوعة من البرونز المصبوب المُجوّف مع طبقة "باتينا" سوداء ولامعة، من نيازك حقيقية.
وتواجدت في طبيعة صحراوية، حتى تبدو كأنها سقطت من السماء.
وقالت القديري: "أردت أن أُثير مشاعر الدهشة والغموض ذاتها التي شعر بها الأشخاص عند مصادفتهم للآلئ أول مرّة".
وعلى مدار اليوم، تبدو المنحوتات مختلفة تمامًا، حيث تنعكس البيئة المحيطة على أسطحها اللامعة.
وحازت على إعجاب العديد من متابعي الفنانة الكويتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن هناك الكثير من القصص التاريخية التي لا يعرفها الناس.
وظلّت قصة مدينة أوبار المفقودة طوال قرون أكبر أسرار الشرق الأوسط الغامضة، بحسب ما ذكرته وزارة السياحة العُمانية.
ويُرجع الباحثين تاريخ بناء هذه المدينة إلى ما قبل 5 آلاف عام، وقد لعبت دوراً بارزاً في الماضي. وطوال قرون ماضية، استحوذ لغز أوبار على أذهان المستكشفين وعلماء الآثار.
وبحسب وزارة السياحة العُمانية، هناك عدة حملات خرجت بحثاً عن المدينة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، واستمر البحث والتنقيب حتى أواخر عام 1991، وقد تمت الاستعانة بوكالة الفضاء الأمريكية للتصوير عبر الأقمار الاصطناعية، حيث تم اكتشاف مدينة كاملة دُفنت تحت الرمال.
وتم رفع الستار عن عمل القديري في معرض "صحراء X العلا" 2024.
ويُذكر أنه يدعو الفنانين لتوظيف حسّهم الإبداعي في إظهار ما لا يُمكن رؤيته بالعين المجرّدة، وتوصيل الأفكار التي يصعب على اللسان التعبير عنها.
ووفقًا للموقع الإلكتروني "Experience Al Ula"، بحث المبدعون المشاركون في الموسم الثالث عن المعاني المخفية في الطبيعة الخلابة، والأسرار المختبئة بين التضاريس الصحراوية المهيبة، وتجسّدت رؤيتهم المبتكرة في مجموعة أعمال فنية استضافتها ثلاث وجهات ساحرة في العُلا.
السعوديةسلطنة عُمانفنوننشر الاثنين، 10 يونيو / حزيران 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: فنون
إقرأ أيضاً:
نجم الجوزاء
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ «قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم الجوزاء، والذي يحمل أيضا اسم منكب الجوزاء، هذا النجم العملاق الأحمر الذي يمكنك مشاهدته فـي ليالي الشتاء الصافـية، حيث يظهر كنجم أحمر لامع فـي كوكبة النجوم التي تسمى بكوكبة الجبار. يمكن تحديده بسهولة كواحد من ألمع نجوم السماء، ويمثل الكتف الأيسر فـي الكوكبة الشهيرة التي تسمى «الصياد».
وقد عرف العرب هذه الكوكبة النجمية منذ القدم وأطلقوا عليها أسماء ما زالت مستخدمة إلى اليوم، بل وتجاوز علم الفلك العربي القديم كونه يقوم بتحديد النجوم وأسمائها ومواقعها إلى معرفة الطور الذي تمر به هذه النجوم حتى إنهم استطاعوا وصف هذا النجم أنه فـي مراحله الأخيرة وذلك من خلال رصد لونه وتلألؤه فـي السماء، كما فعلوا ذلك فـي حديثهم عن منكب الجوزاء.
هذا النجم العملاق الذي أثبتت الدراسات الحديثة أنه أكبر من قطر شمسنا بحوالي 764 مرة، ولو وضع مكان الشمس لامتد إلى مدار كوكب المشتري أو حتى زحل، وسطوعه يفوق سطوع شمسنا بـمائة ألف مرة، ويبعد عن الأرض بحوالي 640 سنة ضوئية، ولأنه نجم فـي مراحله الأخيرة فإن حرارته أقل من حرارة شمسنا، حيث تتراوح درجة حرارته السطحية تتراوح بين 3.200 إلى 3.600 كلفن أبرد من شمسنا التي تبلغ حرارتها حوالي 5.778 كلفن.
وحدثت فـي عام 2019 ظاهرة فلكية حيرت العلماء، فقد بدأ هذا النجم بالخفوت بشكل ملحوظ، وظنوا أن هذا النجم وصل إلى نهايته، ولكن الغريب أنه بدأ فـي عام 2020 بالسطوع والتلألؤ مرة أخرى، مما جعل العلماء يطرحون مجموعة من الفرضيات المختلفة. بعضها يشير إلى خروج سحابة الغازات من باطن هذا النجم التي حجبت سطوعه، وهنالك نظرية أخرى تشير إلى أن هنالك نجمًا صغيرًا مرافقًا لهذا النجم، وعندما يعبر بين الأرض ومنكب الجوزاء، يبدد الغبار النجمي فـيبدو النجم العملاق أكثر سطوعًا.
ولأن هذا النجم يمكن اعتباره من أشهر النجوم فـي السماء، فقد تغنى به الشعراء، وذكروه فـي قصائدهم، ودللوا به على القوم والرفعة والمكانة، فلك أن تتخير أن الزير سالم ذكره فـي شعره، حيث يقول فـي إحدى قصائده:
وَصَارَ اللَّيْلُ مُشْتَمِلاً عَلَيْنَا
كأنَّ الليلَ ليسَ لهُ نهارُ
وَبِتُّ أُرَاقِبُ الْجَوْزَاءَ حَتَّى
تقاربَ منْ أوائلها انحدارُ
ولعل أشهر من تغنى بهذا النجم ووصفه ووصف به محبوبته الشاعر الفارس عنترة بن شداد، فهو يصف حبيبته عبلة وكأنها البدر الذي تلوح حول عنقه النجوم وكأنها قلادة فقال:
رَمَتِ الفُؤَادَ مَليحَةٌ عَذراءُ
بِسِهامِ لَحظٍ ما لَهُنَّ دَواءُ
وَبَدَت فَقُلتُ البَدرُ لَيلَةَ تِمِّهِ
قَد قَلَّدَتهُ نُجومَها الجَوزاءُ
فـي حين يذكر علو همته بحث تجاوزت فـي الرفعة نجوم الجوزاء، فقال فـي مطلع إحدى قصائده:
ما زِلتُ مُرتَقِيا إِلى العَلياءِ
حَتّى بَلَغتُ إِلى ذُرى الجَوزاءِ
فَهُناكَ لا أَلوي عَلى مَن لامَني
خَوفَ المَماتِ وَفُرقَةِ الأَحياءِ
وإذا أتينا إلى شاعر العربية الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وهو المتنبي فإنه يصف نفسه فـي الثبات بصخرة الوادي وفـي رفعة شعره ومنطقه بمنزلة الجوزاء فـيقول:
أَنا صَخرَةُ الوادي إِذا ما زوحِمَت
وَإِذا نَطَقتُ فَإِنَّني الجَوزاءُ
ووفقا لبعض الروايات الأسطورية الشعبية، فإن العرب القدماء اعتقدوا أن الجَوْزَاء هي امرأة عظيمة أو مجموعة نجوم تتبعها الثريا وهي كوكبة نجمية أخرى، وتُصور القصص صراعًا أو سباقًا بينهما فـي السماء. وكان منكب الجوزاء يُعد جزءًا من جسد هذه الشخصية الأسطورية فـي روايات أخرى، ارتبطت كوكبة الجبار بالصياد «الجَبَّار»، واعتُبر منكب الجوزاء كتفه الأيمن، بينما النجم «رِجْل الجَبَّار» هو قدمه.