حرب بحرية ضارية بين صنعاء وواشنطن ولندن: “مايسون” و”دايموند” تُصابان بصواريخ يمنية
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
الجديد برس:
تصاعدت المعارك البحرية بين قوات صنعاء، من جهة، والقوات الأميركية والبريطانية، من جهة أخرى، خلال اليومين الماضيين، في ظل تأكيد «أنصار الله» استهداف المدمّرة البريطانية «دايموند» في البحر الأحمر وإصابتها، وكذلك المدمّرة الأميركية «مايسون» التي جرى سحبها من المنطقة بهدف إخضاعها للصيانة.
وأعلن الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان أمس، أنه جرى استهداف «دايموند» باستخدام طائرات مُسيّرة وصواريخ باليستية بحرية، في عملية هي الثانية من نوعها في غضون شهر.
وإلى جانبها، استهدفت القوات اليمنية، في البحر العربي، سفينتين تجاريتين تابعتين لشركات خالفت الحظر اليمني على دخول الموانئ الإسرائيلية في البحر المتوسط، هما «نوردورني» التي أصيبت إصابة مباشرة، ما أدى إلى نشوب حريق فيها، و«إم سي إس تفيشيا» التي أصيبت أيضاً، بحسب بيان سريع، الذي قال إن هذه العمليات تأتي رداً على مجزرة الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات، والتي أدّت إلى استشهاد وإصابة المئات.
في المقابل، ادّعت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، أن إعلان الهجوم على «دايموند» «غير صحيح». لكنّ الطيران الأميركي والبريطاني شنّ غارات على مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن، وصفها مصدر أمني يمني بأنها رد على استهداف المدمّرة.
وقال المصدر، لـ«الأخبار»، إن الغارات استهدفت منطقة الجبانة في أطراف المدينة، ولم تنجم عنها أي أضرار مادية وبشرية، خاصة أن هذه المنطقة، التي كانت تحتضن قيادة القوات البحرية اليمنية، تعرّضت لعشرات الغارات المماثلة سابقاً.
وسبق أن تعرّضت «دايموند» للهجوم مرتين: الأولى في مطلع العام الجاري، والثانية في 26 آذار الماضي، ما أدّى إلى سحبها إلى خارج مياه البحر الأحمر، واستبدالها بالمدمرة «ريتشموند»، قبل إعادتها بعد الصيانة.
أكّدت «القيادة المركزية» سحب المدمّرة «يو إس إس مايسون»، من نطاق العمليات العسكرية في البحر الأحمر
من جهتها، أكّدت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» أنها تلقّت تقارير عن «إصابة سفينة بمقذوف مجهول في جزئها الخلفي»، ما أدى إلى نشوب حريق فيها، على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غرب عدن. وأضافت، في بيان، أن «السفينة لم تبلغ عن وقوع إصابات، وهي تتّجه إلى الميناء التالي».
وفي بيان آخر، ذكرت الهيئة أنها تلقّت بلاغاً بوقوع حادث أمني لإحدى السفن التجارية على بعد 83 ميلاً بحرياً جنوب شرق عدن. وأشارت إلى أن قبطان السفينة أكد تعرّضها، أول من أمس، لهجوم بصاروخ مجهول، مضيفة أن الهجوم أدى إلى نشوب حريق في محطة الإرساء. كما تعرّضت الناقلة نفسها لهجوم آخر، فجر أمس، أثناء إبحارها على بعد 80 ميلاً بحرياً جنوب شرق عدن.
ولاحقاً، أشارت الهيئة إلى أنها تلقت بلاغا عن هجوم صاروخي على سفينة تجارية على بعد 89 ميلاً بحرياً جنوب غرب عدن وأن «السفينة أصيبت»، لكنها أوضحت أن الهجوم لم يسفر عن مصابين على متن السفينة التي واصلت الإبحار صوب ميناء التوقف التالي.
واعترفت «القيادة المركزية الأميركية»، بدورها، بحدوث اشتباكات بحرية واسعة مع قوات صنعاء خلال اليومين الماضيين. وقالت، في بيان، إن «قواتها رصدت إطلاق أربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن في سماء البحر الأحمر»، ولكنها لم تشر إلى اعتراضها، وإنما أوضحت أنها «تمكّنت من الاشتباك مع أربع طائرات مُسيّرة يمنية في البحر الأحمر وتدميرها».
وفي وقت لاحق، ذكرت أنها «اشتبكت مع طائرة مُسيّرة أُطلقت في اتجاه مضيق باب المندب»، وتحدّثت كذلك عن تمكّنها من تدمير زورق دورية لقوات صنعاء البحرية في البحر الأحمر.
وفي ظل التصعيد البحري المكثّف منذ أسابيع، أكدت «القيادة المركزية» سحب المدمّرة «يو إس إس مايسون»، من نطاق العمليات العسكرية في البحر الأحمر، مشيرة إلى عبورها في اتجاه البحر المتوسط. وجاء سحب المدمّرة بعد مواجهات استمرت 48 ساعة في البحر الأحمر.
وتُعدّ «مايسون» ثاني سفينة يتم سحبها من مضيق باب المندب في غضون أسبوع، وهو ما يؤكد اشتداد وطأة العمليات البحرية اليمنية ضد السفن العسكرية الأميركية والبريطانية، والتي تهدف إلى استنزاف مخزون هذه الأخيرة من الذخائر والأسلحة وتعطيل دفاعاتها الجوية.
وكانت قوات صنعاء أعلنت تكثيف عملياتها ضد حاملة الطائرات الأميركية «آيزنهاور»، ما دفع البحرية الأميركية إلى إبعادها إلى السواحل السعودية.
وأكد مصدر عسكري مطّلع في العاصمة، لـ«الأخبار»، أن سحب «مايسون» في الوقت الحالي يؤكد إصابتها إصابة بالغة، وأن الهدف من سحبها هو الصيانة لا أكثر، مشيراً إلى أنها كانت هدفاً للقوات اليمنية البحرية على مدى الأسابيع الماضية.
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر قوات صنعاء على بعد
إقرأ أيضاً:
لماذا يركز موقعي الالكتروني على قضايا الخرطوم، صنعاء، الدوحة.. ولندن ؟
دشنت قبل أيام موقعي الإلكتروني
www.mohamedelmaki.com
أسباب هذه الإطلالة كثيرة ، هي أولا خطوة نحو توثيق بعض حروفي المكتوبة والمسموعة والمرئية، لتعكس ملامح محطات ومواقف، ومتاعب مسيرة صحافية أعتز بها، وانطلقت عبر سفر طويل من الخرطوم إلى صنعاء، الدوحة، ثم لندن،
مسيرتي الصحافية تناولت قضايا ساخنة، سودانية، يمنية، قطرية، خليجية، فلسطينية، ودولية، وانطلقت عبر عدد من الوسائل الإعلامية، فشملت الصحافة المكتوبة، المسموعة، المرئية، الإلكترونية، وشبكات التواصل الإجتماعي.
إنها تجربة صحافي ميداني، غطى الأحداث من قلب ساحاتها، لا من رصيف الأحداث.
ما أعتز به أيضا أنني لم أتردد في التعبير عن آرائي بشأن قضايا ساخنة في السودان والمنطقة العربية والعالم، أحمد الله أنني كتبت وسجلت بصوتي قناعاتي، وهي قابلة للصواب والخطأ كأي تجربة إنسانية.
مسيرتي الصحافية بدأت في المدينة التاريخية صنعاء، عاصمة اليمن، هناك انطلق مشواري الأول في مؤسسة “الثورة” ، بعدما وُضعت أمامي عراقيل حالت دون التحاقي بمؤسسة صحافية في السودان، بعد اكمال الدراسة الجامعية في مجال الصحافة والإعلام، رغم أنني كنت أكتب في صحيفة سودانية خلال فترة الدراسة الجامعية.
كانت صنعاء هي الخيار المتاح..
صحيفة “الثورة” اليومية اليمنية احتضنتني، هناك اتيحت لي أوسع فرص العمل الصحافي، زرت مناطق يمنية ،نشرت تحقيقات، كتبت مقالات، أجريت مقابلات، وبعدما تعمقت الثقة في أدائي المهني ومعرفتي بشؤون البلد تطور دوري من محرر إلى مساعد لرئيس التحرير، وكُلفت مع عدد محدود من الزملاء بكتابة افتتاحية “الثورة” وهي الصجيفة الحكومية اليومية ، خصوصا حينما يسافر رئيس التحرير الراحل العزيز، الأستاذ محمد الزبيدي، مرافقاً للرئيس أو في إجازة.
هناك توثقت علاقتي بزملاء وأصدقاء العمر في اليمن ، كان وما زال في صدارتهم صديقي وأخي الإنسان، النبيل، الكاتب، والصحافي المبدع، الأستاذ عبد الرحمن بجاش، كان مدير التحرير في فترة عملي في صنعاء ثم تولى رئاسة التحرير.
تجربتي كانت أكثر جاذبية وامتاعا في قطر، في الفترة من 1984 إلى 2015، خلالها غطيت أحداثا وتحولات مهمة لمؤسستين دوليتين.
في فضاء الدوحة سطع نجمي الصحافي. تابعت مؤتمرات، بعضها يستمر من الصباح إلى المساء، أتابعها للانفراد بخير أو حوار، في زمن شهد انفتاحا سياسيا ، وتطورات ايجابية، ومؤتمرات في كل المجالات.
في الدوحة عملت في مؤسسات صحافية قطرية ( العرب، الشرق، وكالة الإعلام الخارجي، وكالة الأنباء القطرية).
إضافة إلى عملي في هذه المؤسسة الصحافية القطرية أو تلك، كنت مراسلاً لصجيفة (الحياة) اللندنية، ثم مُنحت صفة مسؤول ” الحياة” في قطر، ولهذه “التسمية” قصة ليس محلها هنا،كما عملت في الوقت نفسه مراسلاً لتلفزيون “ال بي سي LBC “ببيروت في الدوحة ، في فترة شراكة بين الصحيفة اللندنية والتلفزيون اللبناني.
عملي في صحيفة ” الحياة” اللندنية أبرز دوري المهني، في مناخ سياسي واجتماعي واقتصادي قطري جديد، فتح أمامي ومراسلين لوسائل إعلام أخرى، أوسع آفاق العمل الصحافي الحيوي.
أعطيت صحيفة ” الحياة” الكثير من الجهد والتعب، فأهدتني إسما انتشر دوليا، كانت مدرسة صحافية عريقة، ومحترمة، وقد سعدت بالتفاعل مع زملاء يتمتعون بمهنية عالية، ساهمت في تطوير مهارتي المهنية.
عملت أيضا إلى جانب عملي في مؤسسة إعلامية قطرية و” الحياة” مراسلاً في الدوحة لإذاعة مونت كارلو الدولية بباريس ، وهي إذاعة دولية عريقة، محبوبة، تمتع بمهنية عالية، ” خفيفة الدم” وتتميز بايقاعات أداء مهني ، ورائع، واهتمامها بالموسيقى والغناء الرصين ، والمبدعين أضفى على برامجها حيوية.
تشرفت أيضا بالعمل مستشارا إعلاميا ( غير متفرغ) للأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي الأستاذ عبد الرحمن بن حمد العطية.
العطية، الرجل الرصين، والوقور ، صاحب تجربة ناجحة ، أرى أنها لن تتكرر في مجلس التعاون، نجح نجاحا باهرا بوضع بصمات متميزة على خريطة العمل الخليجي المشترك، وكان وما زال صوتا قويا، يدعم مسيرة قطر ونهضتها، وخُطى قيادة بلده نحو التطوير والتحديث، وارتياد آفاق العصر.
العطية صوت حقوقي دافع ويدافع بقوة ومبدئية عن قضايا الأمة العربية العادلة، وفي صدارتها قضية وحقوق الشعب الفلسطيني، و نال عن جدارة ثقة وتقدير قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وهو محل احترام شعبي في الدول الست (السعودية، قطر، الكويت، الإمارات، البحرين، سلطنة عمان).
رافقته إلى قمم خليجية، و في زيارات إلى دول بالمنطقة والعالم، فاكسبتي هذه التجربة معرفة بالشؤون الخليجية، ومسيرة العمل المشترك وتحدياته، وأسباب تميًز المسيرة الخليجية ، وسمات وتعقيدات العلاقات الخليجية- الخليحية، والخليجية – الدولية ومساراتها.
في أجواء الدوحة غطيت أخبار قطر وتحولاتها السياسية والاقتصادية وغيرها بمهنية وجرأة، وتفاعلت مع تطورات لافتة، ونشرتها وأذعتها في الفضاء الدولي، قبل وبعد انطلاق قناة “الجزيرة”.
تلقيت اشادة من مسؤولين ومواطنين عاديين شد أنظارهم دوري المهني، واهتمامي اليومي بتغطية التطورات المتسارعة.
لكنني كنت حريصا على الاستقلالية المهنية، لم أقبل تدخلا في عملي الصحافي، نشرت أخبارا وتقارير ساخنة عن قطر ، كما حرصت على عدم السقوط في وحل الأنحياز الأعمى، خصوصا حينما انفجرت أزمات بين دول خليجية وقطر، أو بين دول عربية والدوحة.
في الوقت نفسه احتفظت بحقي المشروع في التعبير عن آرائي بمقالات ولقاءات تلفزيونية وإذاعية بشأن ايجابيات رأيتها ولمستها عن قرب في الدوحة، و دعمت بمهنية تحولات سياسية واجتماعية مهمة كمشاركة المرأة في ساحات العمل كافة، وخطوات تعزيز استقلال القضاء .
تم هذا من دون منً أو أذى، أو ركض وراء مصلحة خاصة، وهذه حقيقة أعتز بها ويعرفها مسؤولون كبار ، وفي الوقت نفسه كتبت أخبارا ومقالات وأدليت بآراء صريحة أثارت غضب أشخاص نافذين، و بينهم من لم يحترم استقلاليتي المهنية، ولم يدرك أن نشر بعض الأخبار والتقارير الساخنة المضامين يعكس هامش حرية مُتاح للإعلامي المستقل، ويؤشر إلى سمات مناخ ايجابي جديد في البلد.
هناك من تنكر، ونسي أدواري الايجابية التي كانت محل إشادته، و المدهش أن هناك من لم يقرأ كتاباتي و لم يسمع تعليقاتي الإذاعية والتلفزيونية الداعمة للتحولات القطرية الكبرى و تصرف كما يريد، ومجاملة أيضا وتلبية لطلب والحاح أدوات باطشة، في هرم السلطة في نظام الرئيس المخلوع بارادة الشعب عمر البشير، و زبانيته في الخرطوم، وأذرعه القمعية في السفارة السودانية بالدوحة.
النافذون الذين أصابوني بالأذى الذي أدى إلى مغادرتي الدوحة مضطرا وصفتهم في أول مقال نشرته بعد مغادرة الدوحة بـ (الأشرار) قصيري النظر، هؤلاء لم يروا النور في كتاباتي ، ولم يشهدوا فلق الصباح، و نسوا عدالة ( فالق الحب والنوى) الذي ( يعلم الجهر وما يخفى) الذي يُمهل ولا يُهمل، كما نسوا خطورة دعوة المظلوم على الظالم .
هذا النوع من النافذين يصيب قطر وقادتها بأضرار تضرب صدقية الخطاب السياسي، بشأن احترام حرية العمل الإعلامي واحترام الصحافيين .
رغم الظلم، لم يتغير ولن يتغير في أصعب الظروف نهج الإنصاف في كتاباتي ودوري المهني المتوازن بتناول الشؤون القطرية، لأن موقفي نتاج قيم مهنية ومباديء إنسانية عميقة الجذور، تحترم ما بيننا من “خبز وملح”.
لكنني رغم تمسكي بهذا الموقف، أعتقد بأن النافذين الضارين بقطر ومن يحب البلد ويحترم شعبها وقياداتها هم في مسيس الحاجة إلى من يُعالج ويصحح أساليب تعاملهم مع أي إعلامي، مهني، مستقل ، إنصافا للحقيقة، واعترافا بالخطأ، واحقاقا للحق، وتبرئة للذمة، كما أنهم يحتاجون إلى مساءلة ، احتراما للحقوق ، ومنعا لأية إنتهاكات لحقوق الإنسان ، وتعويضا عن الأضرار، فالحقوق لا تسقط بالتقادم.
أشيرفي هذا الإطار، تثبيتا لحقيقة ناصعة ، أنني تلقيت عددا من شهادات التقدير لدوري المهني من شخصيات قطرية مرموقة كانت تقود وزارات سيادية ومؤسسات مهمة وبينها وزارة الخارجية ، وأذكر بكثير من الاحترام والتقدير شهادة تقدير تسلمتها من يد الشيخة موزا بنت ناصر، زوج “الأمير الوالد” وهو الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة، صانع الأمجاد القطرية والتحولات الكبرى ، في أثناء فترة رئاستها للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة ، خلال حفل تكريم تم داخل مجلس الأسرة، و ضم عددا محدودا من الشخصيات التي جرى تكريمها .
قالت لي الشيخة موزا ، ولها كل التقدير والاحترام ، وهي تسلمني شهادة التقدير ” نحن نقدر دورك ودعمك ” (صورة شهادة التقدير بين ” شهادات تقدير” في الموقع).
كنت حريصا على تغطية نشاط الشيخة موزا ، فقد لعبت أدوارا ريادية في بناء قطر الجديدة ، واستهلت ذلك بشؤون الأسرة، وتطورت إلى ” المدينة التعليمية” التي ضمت عددا من الجامعات المرموقة عالميا ، ما أتاح لبنات قطر وأبنائها وأبناء مقيمين و خليجيين وغيرهم في دول المنطقة فرص الالتحاق بأفضل الجامعات في الدوحة، بدلا من السفر إلى أميركا وأوروبا.
هذه السيدة رائدة للتغيير الإجتماعي والسياسي الإيجابي في قطر والمنطقة والعالم، يعود لها الفضل في إطلالة المرأة القطرية منذ سنوات مضت على مجتمعها بثبات، وثقة وإرادة نابعة من علم ووعي، فاقتحمت مجالات عمل عدة، وحطمت أسوارا شائكة كانت تعيق مشاركتها في بناء البلد.
مازلت أذكر يوم ومناسبة نشر صورة الشيخة موزا في الصحافة القطرية وهي زوج ( الأمير الوالد) الشيخ حمد.
هذا الحدث الكبير في قطر آنذاك فتح بابا واسعا شجًع قطريات ، وخصوصا الشابات المتعلمات، على الإدلاء بأحاديث وتصريحات إلى الصحف ونشر صورهن، ثم تمت الإطلالات التلفزيونية النسائية بعدما كان ذلك في سنوات مضت ضربا من الخيال، ومن سابع المستحيلات قبل أن تنشر الصحف صور الشيخة موزا في ميادين العمل والمؤتمرات.
شكًل ذلك حدثا هو الأول من نوعه في البلد ، ولزوج الأمير ، أراه حدثا سياسيا واجتماعيا نوعيا من الطراز الأول، وقد أكد انطلاق نهج إصلاحي في قطر أدى إلى فتح أوسع ساحات المشاركة أمام حواء القطرية.
في هذا السياق أؤكد هنا مجددا نبض احترامي لأمير قطر الشاب الشيخ تميم بن حمد، فهو في فترة قصيرة بعد توليه الحكم في 25 يونيو 2013 قاد دولة قطر من نجاح إلى نجاح، وبوعي، وخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقا، فهو مدرك لمقتضيات العصر وتحدياته وأولوياته ، ويتميز بخطاب سياسي شفاف، ومبدئي، تجاه قضايا محلية وعربية ودولية.
لا أخفي أيضا حبي للدوحة ، وتقديري واحترامي للشعب ، أي أن قطر راسخة في القلب والعقل والوجدان، رغم حواجز الزمان والمكان.
خليجيا، كان دوري المهني في سنوات الخلاف بين بعض دول الخليج و دولة قطر وما زال متوازنا وبعيد النظر، إذ لم أنخرط في فوضى مسلسلات الشتائم والسباب والإساءات الشخصية القبيحة التي سادت الفضاء الخليجي والعربي والدولي ، ولوثته بسموم وأحقاد، وقد انخرطت أقلام غير خليجية للاسف وبعضها عربي في حملات شرسة وقبيحة، فصبت الزيت على النار، لأسباب يطول شرحها، لكنها صمتت الآن تحت تأثير الصدمة التي لم تتوقعها ، إذ عاد الدفء لعلاقات الأشقاء .
في لندن كتبت مقالات انتقدت قرار فرض ” الحصار” على قطر وشددت على أن حقائق التاريخ والجغرافيا تؤكد أن “القطيعة” بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى مصيرها إلى زوال، وهذا ما حدث.
في زمن تلك الأزمة، حينما كنت رئيسا لتحرير صحيفة” التحرير” الإلكترونية، نشرت البيانات القطرية ، و الصادرة أيضا عن دول ” المقاطعة” احتراما للمهنية، ولحق الناس في تدفق المعلومات .
لكنني رفضت نشر مقالات تُهاجم ، وتشتم قيادات في الدول الخمس، ما دفع شخصية غير خليجية أقدر رأيها للقول إن طريقة إدارتي لعملية النشر، في زمن الأزمة، بصفتي رئيس تحرير صحيفة ” التحرير ” الإلكترونية تستحق أن تُدرًس.
قناعتي التي كتبتها مرات عدة ترى أن السعودية دولة كبيرة وذات ثقل سياسي واقتصادي وروحي ويهمنا أمنها وأستقرارها، وأن قطر دولة حيوية تتطلع لمواكبة آفاق العصر، والكويت صاحبة أدوار إيجابية، وسلطنة عمان بيت للرصانة والحكمة. والإمارات دولة فاعلة وتشهد تطورات متسارعة ، و البحرين دولة سباقة بالانفتاح على العصر منذ تاريخ قديم .
مصر قلب الأمة العربية، وفي قوتها واستقرارها وتطورها وأمنها صمام أمان للعرب، و استقرار السعودية ومصر ونهضتهما وتعاونهما ضروري لاستقرار المنطقة كلها، ومظلة للدفاع عن قضايا الأمتين العربية والاسلامية العادلة، وفي صدارتها قضية الشعب الفلسطيني المظلوم.
اليمن التي احتضنتني بلد يتمتع بأهمية تاريخية وحضارية واستراتيجية وشعبها يستحق أهتماما خليجيا مستمرا ومتزايدا، ففي استقرار صنعاء وعدن استقرار للخليج والمنطقة.
أرى أن من أكبر أخطاء دول مجلس التعاون الخليجي أنها لم تسمح بانضمام اليمن الموحد إلى عضوية المجلس، ولو حدث ذلك ربما حال دون أن يشهد اليمن نزيف حرب أهلية طاحنة، أرهقت الشعب، وأذلته وأفقرته، ما شكل أيضا مصدر قلق لدول الخليج والمنطقة والعالم.
هذه السطور فرضت وجودها باسترجاعي شريط سفري الطويل من الخرطوم إلى صنعاء، ومنها إلى الدوحة ثم لندن.
المملكة المتحدة احتضنتي، ووفرت لي الحماية في وقت صعب ، والعيش الكريم ، والرعاية الصحية، والحرية في مناخ التنفس الطبيعي، الذي يحترم حرية التعبير والحريات العامة، ويحمي الحقوق الإنسانية ، بقوة القانون، وفي ظلال قضاء مستقل، في دولة المؤسسات التي نحتاجها في المنطقة العربية، وخصوصا في السودان.
السودان الحبيب يعاني بشدة من الإنقلابيين ، و الحرب ، و من أذى ساكبي الزيت على نيرانها، وحاملي طبول التطبيل لأطرافها كافة، الغارقة في انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.
أدعو أصحاب التجارب الصحافية و السياسية، في السودان و العالم العربي الى التوثيق الالكتروني لتجاربهم، وما عايشوه أو صنعوه من أحداث في زمن ثورة الانترنت.
التوثيق مهم لتثبيت الحقائق، ودحض الأكاذيب، وحملات التشويه الظالمة والقبيحة، وكشف عمليات التضليل، والتنمر المنتشرة في العالم العربي، ودول عدة في العالم ، وحتى في دول كبرى تعاني من إزدواجية المعايير، بشأن حقوق الإنسان.
ما جرى على سبيل المثال في السودان ،فلسطين ، لبنان ، اليمن وسوريا من تدفق لشلال الدم ، وقتل شنيع للأطفال والنساء والشيوخ والشباب ،وتشريد وتجويع ملايين البشر، وتدمير ممتلكات، وكل مقومات الحياة يعكس أدلة صارخة ، تستصرخ الضمير العالمي لينهض ويغيث المنكوبين، ضحايا ” قادة ” يعشقون الجلوس على الكراسي الساخنة التي لن تدوم.
سأنشر في موقعي الإلكتروني مادة صحافية توثًق لأحداث تابعت وقائعها ، وسأواصل، إن شاء الله، من قلب العاصمة البريطانية لندن، التعبير عن آرائي بنبض مهني مستقل، وفي مناخ الحرية.
أدعو من يرغب في دخول الموقع الى الضغط على (القائمة ) للاطلاع على محتوياتها ، وهي تشمل (الرئيسية، الكاتب ، مقالات، مقابلات تلفزيونية، لقاءات إذاعية، صور، شهادات تقدير، للتواصل). وسأضيف عناوين أخرى، إذا رأيت أهمية ذلك، فالمواد كثيرة، القديمة ، والجديدة.
في ختام هذه الإطلالة يسرني أن أحيي إبني أيمن، وأشد على يده، وأدعو الله أن يوفقه ويحفظه، فهو مصمم هذا الموقع الإلكتروني بثوبه القشيب والجميل ، وقد أسعدني بهذا التصميم ، وهو نتاج قدراته ومهاراته ونبضه الفني الإبداعي الذي صقلته الدراسة الجامعية والتخصص في مجال ال Multimedia ( الوسائط المتعددة) في جامعة ماليزية، فقد بذل جهدا فنيا كبيرا، ثم وضع المواد في الموقع وفقا لتصنيفها.
ما زال لدي الكثير من المواد الصحافية ،صور، وقصص، ربما تفيد متابعي الأحداث، والباحثين عن خلفياتها، والراغبين في إعادة قراءة بعض التطورات التي تناولتها في السودان ،قطر، الخليج، العالم العربي، ودول أخرى.
أهلا بكم في موقعي الالكتروني
بكم يكتمل المشهد
mohamedelmaki.com