لبنان ٢٤:
2025-01-27@05:03:18 GMT

هذا الأمر وحده يلجم الغطرسة الإسرائيلية

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

هذا الأمر وحده يلجم الغطرسة الإسرائيلية

ذكرّتني المناوشات الحامية بين مقاتلي "حزب الله" ومسلحي الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الجنوبية بحرب خطوط التماس بين اللبنانيين، والتي قسّمت بيروت إلى بيروتين، شرقية وغربية، وأدّت إلى خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات على طول جانبي خطوط النار، والتي لم تؤدّ إلى أي خرق لها لا من هذه الجهة ولا من تلك، وأقتصر أذاها على المقاتلين الذين سقطوا على جبهات المتاريس المتقابلة، والتي انتهت في نهاية الأمر إلى معادلة "لا غالب ولا مغلوب"، وإلى وثيقة وطنية كان من أهمّ ما فيها أنها أوقفت الحرب، وأدخلت لبنان في مرحلة سياسية جديدة لم تخلُ من مناوشات غير عسكرية، وإن كان البعض يرى في امتلاك "حزب الله" سلاحًا غير شرعي مخالفة واضحة وتجاوزًا لما ورد في وثيقة اتفاق الطائف لجهة حصرية السلاح بيد القوى الشرعية دون غيرها من قوى الأمر الواقع.


ويلاحظ المراقبون في هذا الإطار أن ما ينتج عن الحرب الدائرة في الجنوب هو المزيد من الشهداء، سواء أكانوا من بين مقاتلي "حزب الله"، الذي يتولى المسؤولية الرئيسية للجبهات على طول الخطّ الأزرق أو من بين المدنيين، الذين يسقطون يوميًا جرّاء الغارات، التي تشنّها مسيرّات العدو، مع ما ينتج عن هذه الاعتداءات من تدمير شامل للقرى الحدودية وإحراق أراضٍ شاسعة من حقول الزيتون وكروم العنب والزراعات الموسمية.
صحيح أن الوضع في شمال إسرائيل، على رغم التكتم الكبير، ليس أفضل مما هو عليه الوضع في جنوب لبنان، إن لم يكن أسوأ. وهذا ما يعترف به بعض سكّان المستوطنات الشمالية، الذين لم يغادروها كحال كثيرين من أهالي القرى الجنوبية، ولكن هذا الوضع المأسوي في المقلب الآخر لم يردع إسرائيل عن مواصلة حرب الابادة ضد فلسطينيي غزة، وقد سقط لهم آلاف الشهداء، ودُمرّت المنازل، ودُكّت المستشفيات والمدارس ومأوي العجزة ودور العبادة.
فإذا ما قيست قيمة الخسائر البشرية والمادية، سواء في قطاع غزة أو في جنوب لبنان، بالنتائج النهائية لهذه الحرب الضروس، فإن ميزان المعادلات القائمة لن تتساوى دفتاه مع ما يمكن أن يسفر عن هذه الحرب من نتائج ميدانية وسياسية. فلا إسرائيل قادرة على كسر حركة "حماس" و"حزب الله" بالقوة الصاروخية، ولا هذا ولا تلك قادرتان أيضًا على أن تلجما الغطرسة الإسرائيلية، أو أن تحدّا من أطماعها التوسعية، إلا في حال نجحت الولايات المتحدة الأميركية في وضع حدّ للحال الهستيرية، التي تطبع حكومة نتنياهو وتصرفاتها، والتي ستؤدّي في نهاية المطاف إلى اعتراف تل أبيب بـ "حلّ الدولتين" في فلسطين، وإلى التسليم بمبدأ تثبيت ترسيم الحدود البرّية مع لبنان بما يضمن حالًا من الاستقرار النسبي، سواء في القطاع أو على الحدود اللبنانية الجنوبية.
وحيال كل هذه المعطيات ثمة رأيان داخل البيئة السياسية اللبنانية: الأول خاص بمحور "الممانعة"، ويقول بأن إسرائيل لا تفهم إلا بلغة النار والحديد، وهي ستضطّر في نهاية الأمر إلى الاعتراف بما حققته حركة "حماس" في القطاع، وما أنجزته "المقاومة الإسلامية" انطلاقًا من الجنوب، وستكون مجبرة نتيجة ما يلحق بها من هزائم على كل المستويات، المادية والمعنوية، على التنازل بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
ويضيف أصحاب هذا الرأي أنه لولا تضحيات المقاومين في قطاع غزة وجنوب لبنان لما أمكن التوصّل إلى الأهداف المرجوة، والتي ستتبلور معطياتها في ضوء ما يمكن أن تفرضه واشنطن على تل أبيب من شروط لقبولها بالسير بالتسوية، التي سبق أن طرحها الرئيس الأميركي.  
أمّا أصحاب الرأي الآخر المتمثّل بقوى "المعارضة" فيرون أن فتح جبهة الجنوب لمساندة أهالي غزة لم تؤدِّ سوى إلى تدمير القرى الحدودية وخسارة "حزب الله" خيرة شبابه، من دون التوصّل إلى النتائج المتوخاة، وهي تخفيف الضغط العسكري عن غزة.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

15 شهيدا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلية في جنوب لبنان- (صور وفيديوهات)

#سواليف

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن 15 شخصا على الأقل استشهدوا وأصيب العشرات جراء إطلاق #جيش_الاحتلال الإسرائيلي النار في مناطق بجنوب البلاد يحاول المئات دخولها الأحد رغم عدم انسحاب #قوات_الاحتلال منها.

وأوضح مركز عمليات الطوارئ العامة في الوزارة أن “ #اعتداءات #العدو_الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة” أدت إلى استشهاد 15 شخصا على الأقل بينهم ثلاث نساء وجندي لبناني. وكانت حصيلة سابقة للمصدر ذاته تحدثت عن 11 شهيدا و83 جريحا.

"هيدي ارضنا"… بالفيديو: #سيدة_جنوبية تتحدى الرصاص الإسرائيليhttps://t.co/VPwzhPpM7y pic.twitter.com/1nlRnf8ji4

مقالات ذات صلة مدعوون لاستلام كتب تعيينهم في وزارة الأوقاف / أسماء 2025/01/26 — Lebanon Debate (@lebanondebate) January 26, 2025

وفجر اليوم الأحد، انتهت المهلة المحددة بـ60 يوما لانسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغل في #جنوب_لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2024، فيما تواصل قوات الاحتلال التواجد في بعض المناطق الحدودية بجنوب لبنان، في خرق صريح للاتفاق.

ومنذ ساعات الفجر الأولى الأحد، شهدت مداخل القرى الحدودية تجمعات لمئات الأهالي الذين واجهتهم قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص أثناء محاولتهم العودة إلى قراهم.

لحظة اعتقال الجيش الإسرائيلي لأحد المواطنين في بلدة حولا pic.twitter.com/G1pkCbglNU

— Lebanon Debate (@lebanondebate) January 26, 2025

من جانبه، أعلن الجيش اللبناني، الأحد، مقتل جندي وإصابة آخر برصاص الجيش الإسرائيلي في جنوب البلاد.

وقال الجيش في بيان على منصة “إكس”: “استشهاد أحد العسكريين على طريق مروحين الضهيرة- صور، وإصابة آخر في بلدة ميس الجبل- مرجعيون، نتيجة استهدافهما بإطلاق نار من قبل العدو الإسرائيلي”.

وأوضح الجيش أن إطلاق النار الإسرائيلي يأتي “في سياق اعتداءاته المتواصلة على المواطنين وعناصر الجيش في المناطق الحدودية الجنوبية”.

الجيش يدخل الى بلدة #العديسة الحدودية pic.twitter.com/s6TDgdADFS

— Lebanon Debate (@lebanondebate) January 26, 2025

وفي السياق، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان على المنصة ذاتها، أنه قام بإطلاق النار في وقت سابق الأحد “بهدف إبعاد وازالة التهديدات في عدة مناطق تم رصد مشتبه فيهم يقتربون منها”، جنوب لبنان.

وقال: “تم اعتقال عدد من المشتبه فيهم في المنطقة بعد أن تحركوا بالقرب من القوات وشكلوا تهديدا حقيقيا، حيث يتم التحقيق معهم في هذه الأثناء في الميدان”.

وتابع جيش الاحتلال أنه “ينتشر في جنوب لبنان ويواصل العمل وفق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان ويراقب محاولات حزب الله العودة إلى منطقة جنوب لبنان”، وفق زعمه.

وأشار إلى أن قواته تواصل العمل “لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل وقواته”.

وفي وقت سابق، قالت الأمم المتحدة، إنه لم يتم الالتزام بالمهلة التي نص عليها تفاهم نوفمبر/ تشرين الثاني لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”.

جاء ذلك في بيان مشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة اليونيفيل قائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو.

وقال البيان الأممي: “رأينا بشكل مأساوي هذا الصباح، أن الظروف ليست مهيأة بعد لعودة آمنة للمواطنين إلى قراهم الواقعة على طول الخط الأزرق”.

ومنذ 27 نوفمبر 2024، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و”حزب الله” بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.

وبحسب الاتفاق، تنسحب إسرائيل تدريجيا خلال مهلة مدتها 60 يوما من المناطق التي احتلتها في لبنان أثناء تلك الحرب، على أن تنتشر قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و80 شهيدا و16 ألفا و753 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.

مقالات مشابهة

  • 15 شهيدا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلية في جنوب لبنان- (صور وفيديوهات)
  • كاميرون هدسون: ترامب وحده قادر على صنع السلام في السودان
  • لبنان أمام تحدي بقاء القوات الإسرائيلية في الجنوب
  • في تمنع إسرائيلي ..الجيش اللبناني : المماطلة الإسرائيلية في الانسحاب تعقّد انتشارنا بالجنوب
  • شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة''
  • كاميرون هدسون: ترامب وحده القادر على صنع السلام في السودان
  • «مؤسسات الأسرى»: ننتظر قائمة الأسرى الفلسطينيين المتوقع الإفراج عنهم غدا والتي تتضمن 200 أسير
  • مصادر أمنية لبنانية ترد على الذرائع الإسرائيلية بعدم الانسحاب من جنوب لبنان
  • وزير خارجية الكويت: يجب وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان
  • هيئة البث الإسرائيلية: محادثات مع واشنطن لتمديد فترة الانسحاب من لبنان