الحوثيون يمنحون مشرفين درجة الماجستير برسالة واحدة مسروقة وتم مناقشتهما(أسماء).

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

مُذَكِّرَاتُ مُغْتَرِبٍ في دُوَلِ الخَلِيجِ العَرَبي (٢٤)

وللحادِثِ الأليمِ تدَاعِياتٌ ومُعقِّبات . قامَ الأستاذ عادل ( أبو أحمد من الآن فصاعداً )
ً ) في ليلةِ الحادثِ بِتبلِيغِ الخَبرِ للأقرَبينَ مِن الأُسرَتين الذِين كانوا داخلَ المملكة فبَدأ بأخي الأصْغَر زينِ العابدين الذي كانَ يُقيم في الرِّياض ثُمّ أبلغَ أخْوَانَ المَرحُومة : عبدَ الرحمن كانَ مُوظَّفاً في بنكِ الرَّاجحي فرعِ الجُبيل ، عبدَ المُنعِم مهندساً زراعياً بالخَرج ، بهاءَ الدِّين طبيباً بيطرياً بمنطقةِ الأحسَاء ، وحُسين مُهندِساً معمارياً بالرِّياض وقتَها ومعه والِدتُهم التي التقيناها في المدينةِ المُنورة . أبلغَ أبو أحمد خبرَ الحادِث للمذكورين أعلاه بالتَّقسِيط حتى يُخفِّف من هولِ الفاجِعة ، فقال لهم " إنَّ الشَّريف تَعرَّضَ لحادِث على بُعد ٤٠ كم من الخفجي وهو عائدٌ إلى الجبيل وقد تُوفي أسامَة في الحادِث ونحنُ في انتظارِ سيّارةِ الاسعاف " . وصَلُوا جميعاً إلى الخفجي في تلك الليلةٍ وقد عَرفَ البعضُ منهم وفاةَ أم أسامة أثناءَ سفرِهم على خطِّ الرِّياض الخفجي .
فاتني أنْ أذكُرَ في الحلقة السَّابِقة أنَّ " أمَّ أحمد " قد أُغمِي عليها حينَ وصَلها خبرُ الحادِث وفقدتْ الوَعي لوقتٍ طويلٍ حتى اضْطُّروا لإسعافِها.
كانَ الخبرُ صادِماً للجَميع ولم يَستوعِب إخوة أسماء وأمُّهم ما حدثَ على أنّه قدرٌ مقدُور وأنَّ " كُلُّ نفسٍ ذائِقةُ المَوتِ " و " أيْنَما كُنتُم يُدرِكُكم الموتُ ولو كُنتم في بروجٍ مُشَيَّدةٍ " .
كانتْ أمُّ أسامة بالنِّسبةِ لأسرَتها وأهلِها جميعاً رَائدةَ العقلِ والحِكمةِ والخُلُقِ والمَرحِ والسَّرِيرةِ البَيضًاء والكَرمِ ، وكانوا بها يَستَرشِدون وبتوجِيهها يَستنصِحون . وقد شَهِدتْ إحدى النِّساءِ مَن دِيارِ أسماء كانتْ وأسرَتُها تسكنُ في الجبيل الصِّناعية ، فقالتْ لي بعد الحادِث بِعدّة أيّام " حَلفتَ باللهِ زي أسماء عابدين مافي في قُرانا الخَمسة دي " وقالتْ " حَلاَّلْنا " بَدَل قُرانا باللَهجَة السُّودانية . وقَريتُهم كانتْ " القُصَيْرَة " ريفي الحاج عبد الله وتبعدُ حوالى ٢٠ كم جنوب مدني على طريق مدني سِنَّار .
تَخَرَّجتْ أم أسامة في كليةِ الزِّراعة جامِعة الخُرطوم وتَخصَّصتْ في " الغابات " .
وصلَ الجَميعُ إلى الخفجي قبل فجرِ اليومِ التالي للحادِث . أكملَ أبو أحمد والمُقرَّبُون إليه جميعَ الاجراءاتِ المُتعَلقة بشهادةِ الوفاةِ وتقريرِ الشُّرطةِ والمُوافَقةِ على الدَّفنِ في يومٍ واحدٍ . وقد كانتْ علاقاتُه بأهلِ البلدِ وشُرطتِهم طيِّبةً . تمَّ التَّحقيقُ معي بواسطةِ الشُّرطة داخِل المُستشفى وقد كانَ دقيقاً وأميناً إذ ثبتَ لدَيهم أنَّ صاحِبَ الكابرِس مُخطئٌ بنسبة ١٠٠ %. وللمُفارَقةِ ، فقدْ كانَ سائقُ الكابرس شُرطِياً جاء مِن مدينة " النِّعيرِية " هو وزميلهُ الذي كان يُرافِقُه لحُضورِ حفلِ زَفَافٍ . ولمْ يُصَبْ هو بأذىً وأُصِيبَ زميلُه بِخُدوشٍ خفِيفةٍ .
قامَ الأهلُ والأقاربُ والأصهَارُ والسُّودانيون المُقيمون والسَّعوديون بتًشيِيعِ الجَثامِين بعد استلامِها من المُستشفى ودفنِها في مقابرِ البلدةِ . قضَى إخوةُ أمِّ أسامة وأمُّهم يومين بعد الدَّفنِ في ضِيافةِ أبو أحمد وأهله. كانوا يَزورُونَنا في المُستشفى وكنتُ أقرأُ في أعْينهِم الشَّكَ حولَ الحادثِ وصَيرُورَته ، وكيف أنّني لمْ ...! !
ذهبَ الطَّبيبُ البَيطري في إحدى الأمْسَياتِ التي قَضَاها بالخفجي إلى مكانِ الحادِث لِيَرى السَّيارةَ التي أَهلَكتْ أختَه وكيفَ أصبَحتَ بعد الحادِث . لمْ يُصَدِّق لمّا رأى تَحَطُّم السّيارة على جانِبها الأيْمَن أنني ... إلا أنْ أكونَ قد قفزتُ منها مع سَبقِ التَّخطِيط وتركتُ أختَه لِحَتفِها!!! ذلك ما خرجَ به مِن مكانِ الحادثِ ونَسيَ قلبَه وعقلَه ودِينَه ونَسيَ كُلَّ تاريخِ الشَّريف مَعَهم منذُ أحبَّ أسماءَ وهي طالبةٌ بكُليةِ الزِّراعةِ بشَمبَات وكانَ يَغشَاها بِداخِليات البَناتِ عند كلِّ إجازةٍ عند عَودَتِه من السَّعودية قبل أنْ يُواصِلَ مِشوارَه إلى أهلِه في الجَزِيرة . ليسَ ذلك فَحَسْب ، بلْ كانَ بعضُ إخوانِها قد سكَنُوا معي وأولادي في وقتٍ ما في الجبيل وكذلك سكنَ معي صِهراهُ ( اثنان أزواجُ أخَواتِه وأخَواتِ المَرحُومة ) في نفسِ البلدةِ والشّقَة في أوقاتٍ مُتَفرِقة . لا أذكرُ ذلك مِنَّةً وتَفضُّلاً وإنَّما لأُشِيرَ فقط إلى ما رَأوْهُ وعايَشُوهُ معنا مِن المَوَدةِ والتَّقديرِ والحُبِّ . ثُمَّ أغُضُّ الطَّرفَ عن كلِّ جَميلٍ آخَر حتّى تَرقُد أسماءُ في صَفاءٍ لا يَشوبُه كَدَر .
قامَ سَعادةُ الطَّبيبُ البيطري بإبلاغِ ما رأتْ عينُه وصّوَّر عقلُه وقلبُه إلى أمِّه وإخْوتِه واكتملتْ الظُّنونُ وتَوثَّقتْ بِضَعفِ الإيمانِ وقِلَّةِ التَّدبُّرِ ونُكرَانِ الجَمِيلِ . حَسْبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكِيلْ .

محمد عمر الشريف عبد الوهاب

m.omeralshrif114@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • نقابة المهندسين بالقليوبية تُكرم 74 من المتفوقين وحملة الماجستير والدكتوراه
  • تامر حسني يثير حيرة الجمهور برسالة غامضة.. ماذا يقصد؟
  • مُذَكِّرَاتُ مُغْتَرِبٍ في دُوَلِ الخَلِيجِ العَرَبي (٢٤)
  • "التخطيط القومي" يستعد لحفل تخريج دفعة جديدة من برنامجي الماجستير الأكاديمي والمهني
  • بشار الأسد يبعث برسالة تعزية إلى عائلة نصر الله.. ماذا قال فيها؟
  • برسالة مؤثرة إلى والدتها.. أول تعليق من سلمى أبو ضيف بعد إعلان حملها
  • "الشعبية" تتضامن مع حزب الله ولبنان وتتوجه إليهم برسالة
  • "الشعبية" تعرب تضامنها مع لبنان وتتوجه إليهم برسالة
  • كارمن بصيبص تثير تفاعلًا برسالة مؤثرة للأمهات اللبنانيات
  • برسالة مؤثرة للأمهات.. كارمن بصيبص تعلن حملها الأول